كتبت زينب حمود في "الأخبار": صيف لاهب ينتظر اللبنانيين، بدأت طلائعه في الأيام الماضية بموجة حر ستتحول إلى «عادة مناخية» وتتبعها موجات قد يطول أمد الواحدة إلى أكثر من عشرة أيام، فيما يُتوقع أن يزيد خطر الحرائق الكبيرة بما يشبه سيناريو حرائق عام 2019، قد تلتهم أكثر من 2000 هكتار من الأراضي الحرجية بحلول نهاية العام الجاري.

هذه خلاصة عرض قدّمه مدير برامج الأراضي والموارد الطبيعية في جامعة البلمند جورج متري في حفل إطلاق «الحملة الوطنية للوقاية والحد من حرائق الغابات 2024» في بلدة بسكنتا (المتن) السبت الماضي. و«التوقعات المخيفة»، بحسب متري، هي نتيجة الظروف المناخية المتطرفة من انحراف في درجات الحرارة ودرجات هطول الأمطار عن متوسط المعدلات السنوية المعتادة، مقدّراً ارتفاع درجات الحرارة عن معدلاتها بين درجتين وثلاث في حزيران الجاري، ونصف درجة في تموز المقبل، وبين درجة ودرجة ونصف درجة في آب، ونصف درجة في أيلول، مع توقع تراجع هطول الأمطار بين 10 و20 ملم في تشرين الأول المقبل.وتأتي المخاوف من انتشار الحرائق بعد عامين من السيطرة عليها نسبياً عبر «خطة الطوارئ الوطنية» التي أطلقتها وزارة البيئة في حزيران 2022 لمكافحة حرائق الغابات، وأدّت إلى «خفض نسبة المساحات المحروقة بنحو 91% في موسم 2022 و82% في موسم 2023»، وفق وزير البيئة ناصر ياسين خلال الحفل، مشيراً إلى أن هذه الأرقام لا تشمل الأراضي الحرجية والزراعية المحروقة في الجنوب جراء القصف الإسرائيلي بالقنابل الضوئية والفوسفورية، والتي «تخطّت الـ 700 هكتار حتى شباط الماضي».
وشرح متري العلاقة بين التغيّر المناخي وانتشار الحرائق، مشيراً إلى أن «ارتفاع درجات الحرارة مقابل انخفاض هطول الأمطار يؤدي إلى زيادة الجفاف في الغطاء النباتي وتراجع الرطوبة في التربة، ما يجعل الغابات أكثر عرضة لاندلاع الحرائق وانتشارها، ويزيد من حدّة هذه الحرائق وصعوبة السيطرة عليها، ويضعنا أمام خسائر كبيرة في المناطق الحرجية وتدمير واسع للبيئة والنظام الإيكولوجي». وفي ما يتعلق بالجنوب، نبّه من أزمتين بيئيتين، أولاهما «المجازر البيئية التي يرتكبها العدو عبر الحرق المتعمّد للأراضي الحرجية والزراعية، وثانيتهما الظروف المناخية في لبنان عموماً والجنوب خصوصاً والتي تهيّئ للاشتعال السريع والواسع مع بدء فصل الصيف بعدما انحسر امتداد الحرائق شتاءً». وللحدّ من خطر الحرائق، يشدّد متري على «ضرورة الاستجابة الفورية من خلال الرصد المبكر والتدخّل السريع»، مشيراً إلى أهمية «ما قامت به وزارة البيئة من تحديد المناطق الـ 14 الساخنة التي تندلع فيها الحرائق بكثرة، ومن بينها عكار والضنية وإقليم الخروب، إضافة إلى أهمية نظامَي مؤشر الخطر اللذين استحدثهما المجلس الوطني للبحث العلمي ومختبر الحرائق في جامعة البلمند، وينذران باندلاع الحريق قبل 3 أيام من وقوعه». لكن، «تبقى قدراتنا المحلية في مكافحة الحرائق الكبيرة ضعيفة جداً»، كما يقرّ متري، وهو أحد أسباب اجتماع وزير البيئة بالسلطات المحلية والجمعيات البيئية وممثّلة البنك الدولي أندريا كوتر، وأسفر عن هبة من «مرفق البيئة العالمية»، بالتعاون مع البنك الدولي، «لتنفيذ مشروع بقيمة 3.5 ملايين دولار للوقاية من الحرائق وتأسيس صندوق لدعم الاستجابة السريعة ودعم المجتمعات في إدارة أفضل للغابات في جبل لبنان وعكار والضنية»، على حدّ قول كوتر.

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

في 20 عاصمة.. زيادة الأيام التي تسجل حرارة تتجاوز 35 درجة

خلص تحليل أجراه مركز أبحاث، اليوم الجمعة، إلى زيادة عدد الأيام التي تسجل درجات حرارة تتجاوز 35 درجة مئوية في 20 من أكبر عواصم العالم، من بينها نيودلهي وجاكرتا وبوينس أيرس، بنسبة 52% على مدى العقود الثلاثة الماضية.

ويعيش ما يربو على 300 مليون شخص في العواصم العشرين الأكثر اكتظاظا بالسكان في العالم، ويكونون عرضة بصفة خاصة لمخاطر ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن تغير المناخ لأسباب منها امتصاص الأسفلت والمباني للحرارة والاحتفاظ بها.

وشهدت بعض العواصم مثل نيودلهي وداكا ومانيلا خلال هذا العام موجات حر خطيرة تسببت في حالات وفاة مرتبطة بالحرارة وإغلاق المدارس.

وأظهرت بيانات محطة أرصاد جوية أن نيودلهي شهدت أطول وأشد موجة حر منذ 74 عاما إذ سجلت 39 يوما متتاليا من درجات حرارة قصوى بلغت 40 درجة مئوية فأكثر خلال الفترة من 14 مايو إلى 21 يونيو.

وفي الوقت الراهن، أجرى المعهد الدولي للبيئة والتنمية ومقره لندن تحليلا يقيس التهديد المتزايد لموجات الحر الشديدة في بعض أكبر المناطق الحضرية في العالم.

 ووفقا لبيانات جمعها الباحثون من محطات الأرصاد الجوية في المطارات لدرجات حرارة السطح، فإنهم توصلوا إلى أنه في الفترة من 2014 إلى 2023، كان هناك ما يقرب من 6500 يوم أو حالة بلغت فيها درجات الحرارة في إحدى العواصم العشرين 35 درجة مئوية أو أكثر. وفي الفترة من 1994 إلى 2003، كان العدد 4755 فقط.

وقال توكر لاندسمان، وهو باحث لدى المعهد الدولي للبيئة والتنمية "نعلم أن الشعور بدرجات الحرارة الشديدة يختلف من منطقة لأخرى بالمدن... فالمناطق التي تشهد الحر القائظ غالبا ما تكون أنواعا معينة من الأحياء السكنية والمناطق التجارية. ويرتبط هذا بالتفاوت الاجتماعي وتصميم المباني والبنية التحتية".

وشهدت العاصمة الإندونيسية جاكرتا أعلى ارتفاع في عدد الأيام التي تجاوزت فيها درجة الحرارة 35 درجة مئوية، من 28 يوما بين عامي 1994 و2003 إلى 167 يوما في العقد الأخير.

وارتفعت المدة في سول من 9 أيام إلى 58 يوما فيما زادت في بوينس أيرس من 7 أيام إلى 35 يوما.

مقالات مشابهة

  • هل حقا تشعر المرأة بالبرد أكثر من الرجل؟
  • ارتفاع حاد في عدد الأيام شديدة الحرارة في أكبر عواصم العالم
  • علماء يكشفون أسباب ارتفاع درجات الحرارة أثناء الحج.. ما علاقة أرامكو؟
  • ليالي لطيفة ورطبة بانتظار المملكة
  • في 20 عاصمة.. زيادة الأيام التي تسجل حرارة تتجاوز 35 درجة
  • تقرير: موجة الحر أثناء الحج تفاقمت بسبب تغير المناخ
  • طقس العراق: درجات الحرارة تعاود الارتفاع خلال الأيام المقبلة
  • علماء أوروبيون يكشفون سبب ارتفاع ‭‬الحرارة خلال الحج.. وتحذير للسعودية
  • رقمٌ صادم.. في هذه البلدة عدد السوريين أكثر من اللبنانيين
  • لماذا نشعر بارتفاع الحرارة بقيم أكثر من المعلنة؟.. الأرصاد توضح «المحسوسة»