المشكلة ليست نتنياهو وبايدن… بل أمريكا وإسرائيل!
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
يتضح مع بدء الشهر التاسع من حرب الإبادة، مأزق غرق نتنياهو في مستنقع حرب غزة وإصراره على تحقيق أهداف حربه الكارثية وغير الواقعية ورفضه إنهاءها برغم انسداد أفقها، وتحولها لحرب استنزاف مكلفة على أشلاء الشهداء المدنيين العزل، ليبقى أطول مدة في السلطة. مراوغة نتنياهو باتت مفضوحة برفضه وتفخيخه وفريقه المتطرف مقترح الرئيس بايدن بمراحله الثلاث، بإنهاء الحرب ووقف شامل للعمليات العسكرية والانسحاب من قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وسبقه إصرار نتنياهو رغم معارضة الرئيس بايدن وقيادات إدارته اجتياح رفح. ما عطّل دخول المساعدات الإنسانية عبر المعابر وصعّب احتمال التوصل لصفقة توقف الحرب وتحقق أهداف إدارة بايدن بتجاوز مأزق نزف الحرب وتشويشها على شعبيته وحملته الرئاسية بعد دخولها مرحلة الحسم، باقتراب موسم المناظرات وعقد مؤتمري الحزبين الديمقراطي والجمهوري.
ليس سرا دعم الرئيس بايدن المطلق لإسرائيل والصهيونية
ليس سراً دعم الرئيس بايدن المطلق لإسرائيل والصهيونية، خاصة أنه من سياسيي الصف الأول المتلقين للدعم المالي من اللوبيات الأمريكية ـ الإسرائيلية ـ وتفاخره منذ عقود بصهيونيته.
وتأكيداً لموقفه الداعم لإسرائيل منذ عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر 2023 ـ يقدم دعما عسكريا وسياسيا بلا سقف، وقام بزيارة تل أبيب وأوفد قيادات إدارته ـ على رأسهم وزير الخارجية يبدأ اليوم زيارته الثامنة للمنطقة! ومثلها لمستشار الأمن الوطني ومبعوثه للشرق الأوسط ومدير الاستخبارات المركزية.
واستخدم الفيتو في مجلس الأمن بوجه الإجماع العالمي ثلاث مرات لمنع وقف حرب إبادة إسرائيل على غزة. والفيتو الرابع لحرمان عضوية كاملة لفلسطين في الأمم المتحدة. وصادق على 26 مليار دولار مساعدات عاجلة لإسرائيل عبر الجسر الجوي بإمدادات عسكرية تغذي حربها على غزة وتبيد الأبرياء، ومساعدات إنسانية لغزة!
أعلن الرئيس بايدن في حفل هانيكا اليهودي بحضور جماعات يهودية في البيت الأبيض نهاية العام الماضي-"لإسرائيل حق الوجود ككيان مستقل. ولولا وجود إسرائيل لم يكن هناك يهودي في العالم يشعر بالأمان"! وكرر الرئيس بايدن في أبريل كذبة: "قتلت وشوهت حماس أكثر من 1200 من الأطفال والأهالي، ومرتادي حفل موسيقى في 7 أكتوبر"!
حرب نتنياهو تهدد أمن الإسرائيليين في الداخل واليهود في الخارج، بتصاعد موجة العداء لإسرائيل لارتكابها جرائم حرب
بينما الواقع أن حرب نتنياهو تهدد أمن الإسرائيليين في الداخل واليهود في الخارج، بتصاعد موجة العداء لإسرائيل لارتكابها جرائم حرب إبادة وضد الإنسانية موثقة بالفيديو والصوت والصورة، والتطهير العرقي والحصار والتجويع والتهجير القسري والعقاب الجماعي والتدمير المتعمد لغزة، وقطع إمدادات الغذاء والماء والكهرباء وتدمير متعمد للبنى التحتية ومقار الأمم المتحدة والأونروا والمستشفيات والمدارس والجامعات لجعل غزة قطاعا غير قابل للحياة، ورفض وقف الحرب برغم الإدانات العالمية والاعتراف بدولة فلسطين، وتوصية مدعي عام محكمة الجنايات الدولية باعتقال نتنياهو ووزير الحرب غالانت لارتكابهم جرائم حرب إبادة.
فيما أكد الرئيس بايدن لمجلة "تايم" الأمريكية مؤخراً، أنه لا يرى ما تقوم به إسرائيل في غزة "حرب إبادة" وانتقد بايدن توصية مدعي عام المحكمة بإلقاء القبض على نتنياهو وغالانت.. "لا نعترف بالمحكمة الجنائية الدولية".
وكرر مستشاره للأمن الوطني: "لا ترتكب إسرائيل إبادة جماعية في غزة"! وصرح الناطق باسم الخارجية لا نمانع باستهداف المدنيين لقتل مقاتلي حماس!
ولا تقل مواقف انحياز الكونغرس في النظام الأمريكي عن الإدارة، في مزايدة رخيصة انتقد رئيس مجلس النواب الأمريكي جونسون مع قيادات حزبه الجمهوري موقف الرئيس بايدن برغم انحيازه الصارخ، لتجميده شحنة قنابل زنة الواحدة 2000 رطل حتى لا تُستخدم في مناطق مكتظة بالسكان وفي اجتياح رفح.
وأشاد جونسون في خطاب صهيوني في ذكرى الاحتفال بـ76 عاماً على العلاقات بين البلدين ـ بالإنجازات التي حققت نبوءه إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وقاومت الخلافة الإسلامية ومحرقة النازيين.
وقامت دولة إسرائيل على أساس الحرية والسلام وحوّلت حلم هرتزل إلى واقع، ليستحق الشعب اليهودي العيش بسلام في دولتهم التاريخية، ونحتفل باستقلال إسرائيل الذي اعترف به الرئيس ترومان بعد 11 ساعة! ونقلنا السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس حيث يجب أن تكون. وتقدمنا بالاتفاق الإبراهيمي نحو السلام من دارفور إلى دبي…ونحتفل بالقيم المسيحية ـ اليهودية». وانتقد صعود موجة العداء للسامية. ولن نسمح للظلام أن ينتصر وسنقف معاً.
ولم يكن تزلف رئيس مجلس النواب الأمريكي المهين كافياً ـ بل بالغ في الانحياز بدعوة مستفزة لمجرم الحرب نتنياهو المدان بارتكاب جرائم حرب إبادة، يدعوه لإلقاء خطاب في جلسة مشتركة لمجلسي النواب والشيوخ موقعة من قيادات الحزبين الأربعة في مجلسي النواب والشيوخ الديمقراطيين والجمهوريين.
وسط انقسامات وحالة غضب نواب وأعضاء مجلس الشيوخ يقودهم السناتور اليهودي المستقيل بيرني ساندرز، الذي استنكر دعوة ما وصفه "مجرم حرب" للكونغرس وأعلن مقاطعته مع نواب آخرين خطاب نتنياهو.
ونددت منظمات حقوقية وناشطون بدعوة نتنياهو. وخاصة بعد الإدانات الواسعة ضد الحرب والتصعيد بارتكاب مجازر متنقلة، ورفض نتنياهو وقفها ومراوغته حول مقترح الرئيس بايدن بوقف الحرب وتبادل الأسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية من غزة وإعادة إعمار القطاع!
وكأن ذلك الانحياز والاصطفاف الكامل لم يكن كافيا ـ يزايد الكونغرس بانحيازه على إدارة بايدن! أقر مجلس النواب الأمريكي على مشروع قرار "بلطجي" ـ قدمه الجمهوريون يطالب بفرض عقوبات على المحكمة الجنائية الدولية لاتخاذها إجراءات تحقيق أو احتجاز أو استدعاء أشخاص بمن فيه عسكريون وموظفو الحكومة الأمريكية ومواطنو الدول الحليفة للولايات المتحدة(إسرائيل) ضد الولايات المتحدة وحلفائها.
تشمل العقوبات إدانة المدعي العام كريم خان والمتعاونين بعمل المحكمة الجنائية الدولية: برفض إصدار تأشيرات وتجميد أصولهم في الولايات المتحدة!!كل ذلك انتقاما لتوصية اعتقال نتنياهو ووزير حربه!!
الواقع أن الاصطفاف الأمريكي منهجي ومؤسساتي، ويتعدى صهيونية بايدن وقيادات إدارته وتزلف وبلطجة وانحياز الكونغرس، ونتنياهو وزمرة عتاة اليمين المتطرف المنتخبين من متطرفين، إلى النظامين الأمريكي والإسرائيلي معا. وهنا يكمن المأزق والمأساة المروعة!
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه نتنياهو غزة بايدن غزة نتنياهو الاحتلال بايدن مجازر الاحتلال مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الرئیس بایدن حرب إبادة جرائم حرب
إقرأ أيضاً:
لأول مرة في التاريخ.. أكثر من نصف الديمقراطيين في أمريكا يؤيدون فلسطين ضد إسرائيل
أظهرت أحدث استطلاعات مؤسسة "غالوب - Gallup" المتخصصة في التحليل والاستشارات، أن نسبة الأمريكيين الذين يتعاطفون مع الاحتلال الإسرائيلي انخفضت إلى 46 بالمئة، وهو أدنى مستوى منذ 25 عامًا، بينما ارتفعت نسبة التعاطف مع الفلسطينيين إلى 33 بالمئة، بزيادة قدرها 6 نقاط مقارنة بالعام الماضي.
وتظهر النتائج انقساما حزبيا واضحا، إذ يميل الجمهوريون إلى دعم الإسرائيليين بنسبة تصل إلى 83 بالمئة مقارنةً بـ33 بالمئة فقط لدى الديمقراطيين، بينما يؤيد الديمقراطيون الفلسطينيين بنسبة تفوق الدعم للإسرائيليين بحوالي ثلاثة إلى واحد.
وكان دعم الديمقراطيين للفلسطينيين قد ازداد تدريجيًا منذ عام 2022، ليصل إلى نصيب الأغلبية لأول مرة بين هذه الفئة، فيما لا تزال آراء المستقلين قريبة من المتوسط الوطني.
رقم غير مسبوق
يتبع تعاطف الحزبيين الأمريكيين مع وضع الشرق الأوسط نمطًا مشابهًا لتقييماتهم الإيجابية لكل من الاحتلال الإسرائيلي وفلسطين، أي أن الجمهوريين يتعاطفون بشكل عام مع الإسرائيليين بنسبة تصل إلى 75 بالمئة على الفلسطينيين بنسبة 10 بالمئة فقط، بينما يتعاطف الديمقراطيون مع الفلسطينيين على الإسرائيليين بنسبة تقارب 3 إلى 1 (59 بالمئة مقابل 21 بالمئة) وتتشابه تعاطفات الشخصيات المستقلة.
ودعم الجمهوريون والمستقلون "إسرائيل" باستمرار منذ عام 2001، رغم أن دعم المستقلين للإسرائيليين الآن عند أدنى مستوياته في استطلاعات الشؤون العالمية بانخفاض نقطة واحدة.
وكان الديمقراطيون يؤيدون الإسرائيليين حتى عام 2022، حيث كانت نسب التعاطف متساوية تقريبا، لكنهم أصبحوا منذ ذلك الحين يدعمون الفلسطينيين.
وفي البداية، بدا أن انخفاض تعاطف الديمقراطيين مع الإسرائيليين نتيجة لرفضهم للقيادة اليمينية تحت راية رئيس الحكومة الحالي بنيامين نتنياهو، إلا أنه انخفض أكثر خلال العامين الماضيين.
وفي شباط/ فبراير 2023 (حتى قبل حرب الإبادة)، انخفض تعاطف الديمقراطيين مع الإسرائيليين إلى 38 بالمئة، بينما ارتفع تعاطفهم مع الفلسطينيين بمقدار 11 نقطة ليصل إلى 49 بالمئة، مما يمثل المرة الأولى التي يتفوق فيها التعاطف مع الفلسطينيين بين هذه الفئة.
وبعد ثمانية أشهر، ومع بدء عملية طوفان الأقصى والإبادة الجماعية ضد قطاع غظة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، انخفض تعاطف الديمقراطيين مع الفلسطينيين بمقدار 6 نقاط في شباط/ فبراير 2024.
وبعد عام، ومع استمرار الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، ارتفع تعاطف الديمقراطيين مع الفلسطينيين بمقدار 16 نقطة، مما يمثل المرة الأولى التي يصل فيها التعاطف إلى مستوى الأغلبية (50 بالمئة).
ومن الجهات الداعمة للقضية الفلسطينية في الحزب الديموقراطي كانت "الفرقة - The Squad"، وهي تحالف غير رسمي تقدمي ويساري في مجلس النواب، وتشكل جزءًا من الكتلة الديمقراطية، جميع أعضائها أعضاء في الكتلة التقدمية في الكونغرس.
تألفت الفرقة في البداية من أربعة أعضاء انتُخبوا في انتخابات مجلس النواب الأمريكي لعام 2018 وهن: ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، وإلهان عمر، وأيانا بريسلي، ورشيدة طليب.
وتوسعت الفرقة إلى ستة أعضاء بعد انتخابات مجلس النواب الأمريكي لعام 2020، بانضمام جمال بومان، ووكوري بوش، ومن ثم نمت إلى تسعة أعضاء مع انضمام جريج كاسار، وسمر لي، وديليا راميريز.
بعد انتخابات عام 2024 وسيطرة الحزب الجمهوري على مجلس النواب والشيوخ وحتى الرئاسة، انخفض عدد المجموعة إلى سبعة أعضاء، حيث هُزم بومان وبوش في الانتخابات التمهيدية وغادرا في بداية الكونغرس 119.
وتوصف الفرقة بأنها تُمثل مناصرة السياسات التقدمية التي تدعمها شريحة واسعة من جيل الشباب السياسي، مثل الرعاية الصحية للجميع، والصفقة الخضراء الجديدة، والجامعات المجانية، والتي قد لا تدعمها قيادة الحزب.
وأطلقت ألكسندريا أوكاسيو كورتيز اسم "الفرقة" في منشور على إنستغرام بعد أسبوع من انتخابات 2018، وانتشرت الصورة، التي التُقطت في فعالية VoteRunLead حيث تحدث الأعضاء المؤسسون الأربعة، على نطاق واسع، ومنذ ذلك الحين، اعتمدت المجموعة هذا الاسم رسميًا من خلال إطلاق "صندوق انتصار الفرقة"، وهي لجنة عمل سياسي.
View this post on Instagram A post shared by Alexandria Ocasio-Cortez (@aoc)
أغلبية الديمقراطيين والمستقلين
أكد استطلاع "غالوب" أنه نظرا لتعاطفهم مع الفلسطينيين، يُستنتج أن الديمقراطيين يؤيدون أيضًا قيام دولة فلسطينية مستقلة بشكل عام، وحوالي ثلاثة أرباع الديمقراطيين، وتحديدا 76 بالمئة منه يؤيدون هذه الدولة، مقارنةً بـ 53 بالمئة من المستقلين، وهي حالة غالبية لدى كلا الجهتين.
ويؤيد 41 بالمئة فقط من الجمهوريين قيام دولة فلسطينية، بينما يعارضها 49 بالمئة.
ويشهد دعم الديمقراطيين للدولة الفلسطينية اتجاهًا تصاعديًا منذ عام 2021، بينما ظل دعم المستقلين ثابتًا نسبيًا خلال الفترة نفسها، وقد ارتفع دعم الجمهوريين بمقدار 15 نقطة مئوية بعد انخفاض حاد في العام الماضي.
ويعد بيرني ساندرز، عضو مجلس الشيوخ، من أبرز السياسيين المستقلين الذين يُعبِّرون عن دعمهم للقضية الفلسطينية في الولايات المتحدة، وهو الذي يُعرف بمواقفه التقدمية ودفاعه عن حقوق الفلسطينيين وحل الدولتين.
وفي أيلول/ سبتمبر 2024، دعا ساندرز إلى وقف ما وصفه بالتواطؤ بين الإدارة الأميركية والحكومة الإسرائيلية في الحرب على الشعب الفلسطيني.
وأكد أن "المذبحة في غزة تُنفذ بمعدات عسكرية أميركية"، مستنكرا أن تتواطأ بلاده في هذه الكارثة الإنسانية، وأشار إلى أن "إسرائيل تستخدم الأسلحة الأميركية بشكل ينتهك القانون الدولي في غزة".
ويُذكر أن أنغوس كينغ، عضو مجلس الشيوخ المستقل، يتبنى مواقف معتدلة تدعم الحريات وحقوق الإنسان، رغم أن صوته حول القضية الفلسطينية ليس بنفس حدة ساندرز.
ويشتهر كينغ بمواقفه المعتدلة والمستقلة التي تدعو إلى تبني حلول دبلوماسية وسطية للصراعات الدولية، بما في ذلك الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
ويدعم كينغ حل الدولتين ويؤكد على أهمية الحوار والتفاوض لتحقيق سلام دائم في المنطقة، مع التركيز على حماية حقوق الإنسان والعدالة لجميع الأطراف، داعيا إلى مراجعة السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط لتجنب التدخلات العسكرية المفرطة وتعزيز الجهود الدبلوماسية.
فجوة قياسية
وفي استطلاع آخر نشرته مؤسسة "غالوب" في أواخر شباط/ فبراير الماضي، حطّم الفارق البالغ 50 نقطة بين إيجابية الجمهوريين والديمقراطيين تجاه "إسرائيل" الرقم القياسي السابق البالغ 30 نقطة والذي سُجِّل العام الماضي.
ويعود ذلك أساسًا إلى انخفاض قدره 14 نقطة في تقييم الديمقراطيين الإيجابي تجاه "إسرائيل"، كما أن الفجوة الحالية أكبر بثلاث مرات تقريبًا من متوسط الفارق البالغ 18 نقطة الذي كان قائمًا بين عامي 2001 و2023.
وخلال هذه الفترة، لطالما نظر الجمهوريون إلى "إسرائيل" بإيجابية أكبر من نظرائهم الديمقراطيين.
ويُرجَّح أن تعكس هذه الفجوة الحزبية الآخذة في الاتساع معارضة الديمقراطيين لأفعال "إسرائيل" في الحرب ضد قطاع غزة، وقد يكون ذلك أيضًا رد فعل على دعم ترامب القوي للاحتلال.
وظهر هذا الدعم غير المسبوق بوضوح في لقائه برئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الأبيض في وقت سابق من الشهر الماضي، والذي تضم الكشف عن أول مرة لمخطط أمريكي للسيطرة على غزة وتهجير سكانها.
وتدهورت آراء المستقلين السياسيين تجاه "إسرائيل" أيضا بشكل ملحوظ منذ بدء حرب الإبادة في 2023، ويُمثل هذا العام المرة الأولى التي تحظى فيها أي مجموعة حزبية بتقييمات سلبية على مستوى الأغلبية تجاه "إسرائيل"، حيث أعرب 60 بالمئة من الديمقراطيين عن هذا الرأي.
وأعرب أيضا 44 بالمئة من السياسيين المستقلين عن رأي سلبي تجاه "إسرائيل".
وأدى تراجع آراء الديمقراطيين والمستقلين تجاه "إسرائيل" إلى انخفاض نسبة تأييدها بين جميع الأمريكيين إلى ٥٤ بالمئة، وهو أدنى معدل لها منذ كانون الثاني يناير من عام 2000، عندما كانت 54 بالمئة.
وكانت آخر مرة تراجعت فيها آراء الأمريكيين تجاه إسرائيل بنسبة ٤٨ مؤيدة في شباط/ فبراير 1992، وكان أدنى مستوى على الإطلاق 45 بالمئة مؤيدة مقابل مثلها معارضة، وذلك في عام 1989.