وعود اقتصادية اوروبية للبنان وإصرار على مواصلة الحصار على سوريا
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
كتبت" الاخبار": يجري التسويق لـ«سياسة أوروبية جديدة» تجاه لبنان تقوم على شراكة اقتصادية تؤدي الى إصلاحات وإعادة إطلاق للعلاقة وسياسة أكثر تفاعلية مع لبنان.وفي هذا السياق، أتَت زيارة نائب رئيس المفوّضية الأوروبية مارغريتس سكيناس على رأس وفد إلى بيروت، الأسبوع الماضي، ولقاؤه رئيسَي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبدالله بو حبيب والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري.
وسبقت هذه الزيارات أجواء تبلّغتها وزارة الخارجية من بعثة لبنان لدى الاتحاد الأوروبي نقلاً عن مسؤولين كبار في المفوّضية بأنها «ليست محصورة بموضوع اللاجئين وتقديم الأموال فقط»، وأن «الأوروبيين يبحثون في كيفية مساعدة لبنان في انتهاج السياسة الاقتصادية المطلوبة للخروج من الأزمة المستمرة منذ عام 2019»، وأن «الزيارات ستركّز على إرساء دعائم شراكة اقتصادية تؤدي إلى إصلاحات». كما كان لافتاً أيضاً الكلام عن «نهج أوروبي جديد وآفاق تعامل جديدة مع لبنان، خصوصاً أن السياسة الحالية لم تحقّق أي نتائج». كما أشارت المصادر إلى أن الأوروبيين يبحثون في «إعادة انخراط كل من البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والبنك الأوروبي للاستثمار بالعمل مع لبنان ضمن الإمكانات، إلى جانب صرف الأموال المخصّصة للاجئين في لبنان وليس في سوريا، ومحاولة وضع ركائز المراقبة الحدودية التي تعالج مسائل الهجرة واللجوء». ويرى المسؤولون الأوروبيون، كما قالت البعثة، أن «على المسؤولين اللبنانيين تقديم طروحات ومقترحات عملانية تعطي انطباعاً إيجابياً أمام الدول الأوروبية».
ويبدو أن الأوروبيين يحاولون اجتذاب لبنان بوعود عن مستقبله الاقتصادي والسياسي والتلميح إلى التراجع عن سياسة العقوبات التي لوّحوا بها أكثر من مرة ضد القوى السياسية لحثّها على القبول بإبقاء اللاجئين وعدم اتخاذ أي إجراءات لترحيلهم، خصوصاً بعد المطالبات المتتالية من قبل لبنان للمجتمع الدولي بمساعدته في إعادتهم إلى سوريا، والأهم بعدَ أن تقاطعت كل القوى السياسية حول التهديد الذي يواجهه لبنان جراء هذه الأزمة.
وتتزامن هذه الوعود مع إصرار الدول الأوروبية على إطباق الحصار على سوريا والاستمرار في عزلها ومنع أي مشروع تعافٍ يساعدها في الخروج من الأزمة الاقتصادية التي تعاني منها نتيجة قانون قيصر. وقد تمّ التأكيد على هذا الأمر في توصية البرلمان الأوروبي في شباط الماضي إلى المجلس والمفوّضية في ما يخص العملية السياسية والأمنية والمساعدات الإنسانية واللاجئين، إذ أكدت التوصية على «اعتماد قانون مكافحة التطبيع مع نظام الأسد من قبل مجلس النواب الأميركي»، و«دعوة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى الامتناع عن اتخاذ أي إجراءات تضعف الموقف الأوروبي المشترك تجاه سوريا». وأكدت «ضرورة ضمان وضع اللاجئين ولا سيما في البلدان المضيفة الرئيسية مثل تركيا، لبنان، الأردن والعراق ومنع أي تمييز ضد الأقليات».
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية السعودية يؤكد من بيروت دعم بلاده للبنان وثقتها بقيادته الجديدة
شدد وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الخميس، على استمرار دعم المملكة للبنان وشعبه، مشيرا إلى ثقة السعودية بالقيادة الجديدة لتحقيق الإصلاحات والاستقرار، وذلك في أول زيارة سعودية من نوعها منذ 15 عاما.
وقال بن فرحان، خلال مؤتمر صحفي عقده في قصر بعبدا عقب لقائه الرئيس اللبناني جوزيف عون، "أكدت لعون استمرار وقوف السعودية مع لبنان وشعبه، وثقتنا الكبيرة به و(برئيس الوزراء المكلف نواف) سلام، للشروع بالإصلاحات وتحقيق الاستقرار".
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن "المملكة تنظر بتفاؤل إلى مستقبل لبنان، وتعتبر أن تطبيق الإصلاحات سيعزز ثقة العالم فيه"، معربا عن تفاؤل بلاده أيضا بـ"تكاتف المسؤولين اللبنانيين لتعزيز أمن لبنان وسيادته".
كما شدد بن فرحان على أهمية الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتطبيق القرار الأممي رقم 1701، الذي يدعو إلى إنشاء منطقة خالية من السلاح والمسلحين جنوبي لبنان، باستثناء الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام الأممية "اليونيفيل".
جاءت تصريحات بن فرحان في وقت تتزامن فيه مع تقارير إعلامية عبرية عن نية جيش الاحتلال الإسرائيلي عدم الانسحاب من البلدات التي احتلها جنوب لبنان ضمن المهلة المحددة باتفاق وقف إطلاق النار، والمقرر أن تنتهي خلال أقل من 60 ساعة.
من جهته، أعرب الرئيس اللبناني جوزيف عون عن شكره للسعودية لدورها في إنهاء الفراغ الرئاسي ومساعدتها المستمرة للبنان، مؤكدا أن زيارة الوزير السعودي تمثل "رسالة أمل"، معربا كذلك عن أمله في "تعزيز العلاقات الثنائية وعودة الإخوة السعوديين إلى لبنان".
وتعد زيارة بن فرحان إلى بيروت الأولى من نوعها منذ 15 عاما، وتأتي في ظل تعهد القيادة اللبنانية الجديدة بإجراء إصلاحات شاملة تشمل إعادة إعمار المناطق المتضررة من العدوان الإسرائيلي، ودعم الجيش اللبناني، ومعالجة الأزمة الاقتصادية.
لقاءات سياسية مكثفة
التقى وزير الخارجية السعودي خلال زيارته إلى لبنان كلا من رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ورئيس الحكومة المكلف نواف سلام.
وخلال لقائه مع ميقاتي، أكد الأخير تطلعه لدعم المملكة لبنان في مرحلة النهوض والتعافي، مشيدا بالدور السعودي في مساندة لبنان.
وقال ميقاتي "مع بداية عهد الرئيس جوزيف عون، وتكليف نواف سلام، بتشكيل الحكومة الجديدة، فإننا نتطلع بأمل إلى احتضان المملكة لبنان ودعمه في كل المجالات في مرحلة النهوض والتعافي".
وأضاف "العلاقة الأخوية المتينة التي تجمع بين لبنان والسعودية الشقيقة، زادتها السنوات عمقا ورسوخا وكانت فيها المملكة إلى جانب لبنان دائما، السند والعضد في الملمات، وصمام الأمان الذي حفظ وحدة اللبنانيين، إلى أي طائفة أو مذهب أو فريق سياسي انتموا".
أما خلال لقائه سلام، فقد شدد الأخير على "دلالة هذه الزيارة بعد 15 سنة على آخر زيارة لوزير خارجية سعودي إلى لبنان"، حسب وكالة الأناضول.
وشدد سلام، على أن "هناك فرصة استثنائية للبنان يجب عدم تفويتها، وأنه يعمل بالتعاون الكامل مع الرئيس عون على ذلك".
وتحظى زيارة وزير الخارجية السعودي باهتمام خاص، كونها قد تؤسس لحقبة جديدة من العلاقات بين لبنان والمملكة، بعد سنوات من التوترات بسبب ما قالت المملكة إنه "مواقف لبنانية مناهضة" للسعودية على المنابر الإقليمية والدولية.