سحب مفاجئ للمدمرة “مايسون” من البحر الأحمر: مؤشرات على تراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
الجديد برس:
أقدمت الولايات المتحدة، الأحد، على خطوة مفاجئة بسحب إحدى أهم مدمراتها من البحر الأحمر، وهي “يو إس إس مايسون”. وتثير هذه الخطوة العديد من التساؤلات حول أبعادها وتأثيرها على النفوذ الأمريكي في المنطقة.
تم إدخال “يو إس إس مايسون” الخدمة عام 2001، وهي مدمرة صواريخ من فئة “آرلي بورك” السابعة والثلاثون.
وتتميز هذه المدمرة بقدراتها على اعتراض الصواريخ وتدميرها، وقد سبق نشرها في البحر الأحمر خلال ذروة الحرب التي قادتها السعودية على اليمن عام 2015.
وتعرضت المدمرة “مايسون”- التي تشارك في مهمة مرافقة السفن المرتبطة بـ”إسرائيل”- لهجمات متكررة من قبل قوات صنعاء أبرزها في العام 2016، لتتصاعد وتيرة استهدافها خاصةً خلال العام الجاري بالتزامن مع إعلان الولايات المتحدة مرحلة جديدة من العدوان على اليمن، في محاولة لإنهاء الحصار اليمني المفروض على الاحتلال الإسرائيلي منذ نوفمبر الماضي.
ولم تُعلن الولايات المتحدة دوافع قرار سحب “مايسون” بشكل واضح، لكن تشير بعض التحليلات إلى أن ذلك يعود إلى تعرضها لأضرار جسيمة نتيجة الهجمات اليمنية، مما يتطلب عملية صيانة مكلفة، قبل أن تقرر أمريكا إنهاء خدماتها في البحر الأحمر ونقلها إلى البحر الأبيض المتوسط.
ويأتي سحب “مايسون” بعد يومين من هجمات يمنية عنيفة استهدفت البوارج الأمريكية في البحر الأحمر وأحصت القيادة المركزية في بيان لها نحو 24 عملية يمنية في غضون 48 ساعة، ما يشير إلى أن قرار الانسحاب قد يكون مرتبطاً بضعف القدرة الأمريكية على حماية سفنها في المنطقة.
وتواجه الولايات المتحدة صعوبات في مواجهة الهجمات اليمنية، خاصة مع غياب حاملة الطائرات “أيزنهاور” التي كانت توفر غطاءً جوياً للمدمرات الأمريكية ومن بينها “مايسون” في البحر الأحمر، والتي كانت ترسل طائرات حربية لاعتراض الهجمات بغية التخفيف على الدفاعات الخاصة بالمدمرات الأمريكية.
ووفقاً للمعطيات، فإن المدمرة الأمريكية متضررة وبحاجة ماسة للصيانة، أما قرار نقلها إلى البحر المتوسط فهو إشارة إلى أن الدفاع الأمريكي لا تنوي إعادتها إلى البحر الأحمر وربما قد تسند لها مهام التصدي للهجمات الصاروخية التي تصاعدت وتيرتها في المتوسط مؤخراً مع إعلان قوات صنعاء تنفيذ عمليات مشتركة مع المقاومة العراقية.
ويُعد سحب المدمرة “مايسون” سابقة تاريخية، حيث لم تُقدم الولايات المتحدة على خطوة مماثلة منذ عقود. ويُشير هذا القرار إلى تراجع في قدرة الولايات المتحدة على فرض هيمنتها على البحر الأحمر، كما يُشكل سحب المدمرة “مايسون” من البحر الأحمر شرارة لِتراجع أمريكي أوسع في المنطقة، خاصة مع تزايد قدرات قوات صنعاء وقدرتها على استهداف السفن والبوارج وحاملات الطائرات الأمريكية.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی البحر الأحمر فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
12 قتيلا في غارات أميركية على العاصمة صنعاء
صنعاء (الجمهورية اليمنية) - قُتل 12 شخصا وأصيب 30 بجروح مساء الأحد 20ابريل2025، في غارات استهدفت العاصمة اليمنيّة صنعاء، وفق الإعلام التابع للحوثيين الذي نسبها إلى الولايات المتحدة. وأعلن لاحقا المتحدث العسكري لانصار الله الحوثيين تنفيذ هجمات على حاملات طائرات أميركية وإسرائيل.
وأفادت وكالة الأنباء اليمنية "سبأ" التي يديرها أنصار الله الحوثيون نقلا عن وزارة الصحة عن "استشهاد 12 مواطنا وإصابة 30 آخرين، إثر غارة شنّها العدوان الأميركي على سوق وحيّ فروة الشعبي بمديريّة شعوب في حصيلة غير نهائية"، وذلك بعد حصيلة أولية بثتها قناة المسيرة التابعة للحوثيين أشارت إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 12.
وقال المتحدث العسكري باسم أنصار الله الحوثيين يحيى سريع في بيان الإثنين إن "القوات المسلحة اليمنية نفّذت عمليتين عسكريتين نوعيتين ... في إطار التصدي للعدوان الأميركي".
وأضاف سريع أن الأولى "نفذتها القوة الصاروخية وسلاح الجو المسيّر ضد حاملة الطائرات الأميركية ترومان والقطعِ التابعة لها شمالي البحرِ الأحمرِ وذلك بصاروخينِ مجنحين وطائرتين مسيرتين"، والثانية "نفذتها القوات البحرية وسلاح الجو المسير والقوة الصاروخية استهدفت حاملة الطائرات الأميركية فينسون والقطع الحربية التابعة لها في البحرِ العربي، وذلك بثلاثة صواريخ مجنحة وأربع طائرات مسيرة".
كما أعلن تنفيذ أنصار الله الحوثيين عمليتين باتجاه إسرائيل، أولاهما ضربت "هدفا حيويا للعدو الإسرائيلي في منطقة عسقلان المحتلة وذلك بطائرة مسيرة نوع يافا"، فيما استهدفت الثانية "هدفا عسكريا للعدو الإسرائيلي في منطقة أم الرشراشِ جنوبي فلسطين المحتلة وذلك بطائرة مسيرة نوع صماد1".
وبثت قناة المسيرة ليل الأحد الإثنين مقاطع تظهر سيارات مُدمّرة تماما فيما كان سكان يعاينون جثة طفل على الأرض قرب مبانٍ تضررت بشدة جراء القصف.
وقال رجل كبير بالسن، بحزم وغضب "نقول... إنّنا مع غزّة حتّى آخر يوم في حياتنا". ويؤكد أصار الله الحوثيون إن الهجمات على إسرائيل والسفن الإسرائيلية والأميركية هي نصرة لأهل غزة.
كما نقلت القناة مقاطع نقل جرحى مضرجين بدمائهم إلى المستشفيات، وأُخرى لرجال الدفاع المدني وهم يحاولون إطفاء حريق وإخراج ضحايا من تحت الأنقاض.
وإضافة إلى الغارات على صنعاء التي يُسيطر عليها أنصار الله الحوثيّون منذ العام 2014، سُجّلت غارات جوّية أخرى مساء الأحد في محافظتَي مأرب (وسط) والحديدة (غرب) وصعدة معقل الحوثيين (شمال)، بحسب المصدر نفسه.
والجمعة، أعلن أنصار الله الحوثيون مقتل 80 شخصا وإصابة 150 آخرين في ضربات ليلية نفّذتها الولايات المتحدة واستهدفت ميناء رأس عيسى النفطي في محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر (غرب).
وكان الهجوم على رأس عيسى الأكثر دمويّة منذ إطلاق واشنطن حملتها الجوّية في كانون الثاني/يناير 2024، والتي تكثّفت في عهد الرئيس الحالي دونالد ترامب، بعد شنّ غارات في 15 آذار/مارس 2025 قتلت 53 شخصا.
وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة السبت إنّ أنطونيو غوتيريش "قلق جدا" إزاء هذه الضربات الجوية.
وتتعرّض مناطق أنصار الله الحوثيين في اليمن لغارات شبه يومية، يُحمّلون الولايات المتحدة مسؤوليتها، منذ أن أعلنت واشنطن في 15 آذار/مارس إطلاق عملية عسكرية ضدهم لوقف هجماتهم على السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.
ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم الحركة على جنوب الدولة العبرية في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنّ أنصار الله الحوثيون عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ الدولة العبرية وضدّ سفن في البحر الأحمر يقولون إنها على ارتباط بها.
وشلّت هجمات أنصار الله الحوثيين حركة الملاحة عبر قناة السويس، وهو شريان مائي حيوي يمرّ عبره عادةً حوالى 12% من حركة الملاحة العالميّة، ما أجبر العديد من الشركات على اللجوء إلى طرق بديلة مكلِفة حول رأس الرجاء الصالح جنوب إفريقيا.