للوهلة الأولى من النظر إلى الكتب، تظنها جديدة بتغليفها الجميل، شكلها المبهر أثر قلوب محبي القراءة، وما أثار استغرابهم هو أن تلك الكتب كانت قديمة للغاية، فكيف تبدلت من حال إلى حال وأصبحت بشكلها الجذاب، «بنرمم الكتب عشان تكون صالحة للاستخدام مرة أخرى».

ترميم الكتب القديمة المستهلكة

يريد دائمًا محبو قراءة الكتب الاحتفاظ بها، حتى يمر عليها الزمن وتصبح متهالكة للغاية، رغبة منهم في عدم التخلص منها، لكنهم لا يدركون أنها من الممكن أن تتجدد مرة أخرى، وهو ما يسعى إليه حسين عبدالظاهر، صاحب أقدم بازار في القاهرة، لتجديد الكتب القديمة والمصاحف والكتب الدينية، حتى تكون صالحة للاستخدام مرة أخرى.

ما يقرب من 90 عامًا، يعمل «حسين» وأسرته في هذه المهنة، التي ورثها أبًا عن جد: «بدأ فيها جدي الأول من سنة 1936 وورثها لوالدي وبعدها إحنا وأنا فتحت مكان خاص بيا لوحدي» وفق تعبيره خلال حديثه لتليفزيون «الوطن»، الذي أخذ جولة داخل أقدم بازار لترميم الكتب المستهلكة.

كتب يصل عمرها إلى مئات السنين يتم تجديدها

هناك العديد من الكتب التي يصل عمرها إلى مئات السنين، وخاصة الكتب التاريخية، يعمل على ترميمها داخل البازار، حتى تعود جديدة وكأنها جديدة للغاية: «الكتاب يكون مستهلك وباين عليه جدا وأحيانًا الكتب بتجيلنا قديمة ومتقطعة ونرجعها كأنها لسه جديدة» على حد تعبير «حسين».

يتم تجديد الكتب المستهلكة بواسطة قسم الترميم بالبازار، عن طريق إعادة التدوير والهاند ميد: «أي حاجة ليها علاج عندنا عشان ترجع جديدة وللتخلص من الرطوبة والسوس عن طريق المواد الكيماوية وممكن نستبدل القديم بالورق الطبيعي زي قش الأرز الهندي وأوراق الشجر وبيترسم على الغلاف بالهاند ميد» هكذا عبَّر صاحب أقدم بازار في القاهرة، وتحديدًا منطقة الأزهر.

السياح هم الأكثر زيارة للبازار  

يُعد من أقدم الكتب التي عمل عليها صاحب البازار في إعادة ترميمه هو كتاب وصف مصر الطبعة الأصلية للحملة الفرنسية، وكتاب تفسير ابن عباس الذي يصل عمره قرابة الـ100 عام، «من أكتر الناس اللي بتيجي البازار هم الأجانب من أوروبا وأمريكا ودول الخليج، خاصة أن الحاجة دي ليها قيمة عندهم كبيرة وبيحافظوا عليها وبييجوا يجلدوا الكتب القديمة بتاعتهم»، وفق «حسين».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الكتب الجديدة كتب قديمة كتب

إقرأ أيضاً:

التعليم ومهارات القرن الحادي والعشرين

د. أحمد جمعة صديق
يتميز التعليم في القرن الحادي والعشرين بمجموعة من السمات تعكس التقدم التكنولوجي، والتغيرات التي حدثت في أنماط التعليم والتعلم التي استحدثت لتفي باحتياجات المجتمع المتطورة والمتسارعة بصورة لا تكاد تجارى، وهذه بعض السمات البارزة لما ينبغي أن يكون عليه التعليم في القرن الواحد والعشرين.
• استخدامم التكنولوجيا:
يتضمن التعليم الآن استخدام التكنولوجيا بصورة كبيرة في التدريس والتعليم والتقييم. فعلى سبيل المثال، تستخدم السبورات الذكية، ومنصات التعلم الإلكتروني مثل MoodleوZoom وCanvas، التطبيقات التعليمية، والمحاكاة بالواقع الافتراضي. وسنتعرض لها بالتفصيل في مقال قادم ان شاء الله.
• التعليم المدمج:
ويستخدم لتكييف التعليم وفقاً لاحتياجات وتفضيلات الطلاب الفردية من خلال تقنيات التعلم التكيفي، والتعليم المتنوع، وخطط التعلم الشخصية.
• الاتصال العالمي:
ساعدت الثورة الرقمية في تسهيل الوصول إلى المعرفة والمهارات على مستوى العالم من خلال التفاعل مع شبكة الإنترنت، مما يتيح للطلاب التعاون مع أقرانهم في جميع أنحاء العالم، والمشاركة في مشاريع دولية، والوصول إلى مصادر خارج بيئتهم المباشرة وهذا شئ كان في الماضي في عداد المستحيل. فلا غرو أن يتعاون مجموعة من الطلاب في دراسة أو تصميم مشاريع بالتزامن من بلدان مختلفة بالرغم من تباعد المسافات واختلاف المناخات.
• التعلم القائم على المشروع:
من السمات الحديثة لنظام التعليم الجديد ان يركز على المشاريع العملية والمتعددة التخصصات التي تعزز التفكير النقدي وحل المشكلات ومهارات التعاون بين الافراد والجماعات.
• التفكير النقدي والإبداع:
يلاحظ تحول المناهج من نمط التعليم بحفظ وتركيز المعلومات إلى تنمية قيم جديدة في التعليم مثل التفكير النقدي والإبداع والابتكار ويقوم جل هذه النشاطات على توظيف المعارف وتحويلها الى مهارات.
• المعرفة الرقمية:
يقوم تعليم القرن الواحد والعشرين بتعليم الطلاب كيفية التنقل والتقييم وإنشاء المعلومات الرقمية بشكل مسؤول، بما في ذلك فهم العمل بأمان عبر الإنترنت و وتشرب الثقافة الإعلامية والاعتبارات الأخلاقية في العالم الرقمي.
• التعلم مدى الحياة:
من سمات التعليم في هذا القرن هو المواكبة وذلك بتشجيع ورفع وعي الطلاب بالتعلم المستمر بعد نهاية التعليم الرسمي في الكلية أو الجامعة، مدعوماً بالدورات الإلكترونية وفرص التطوير المهني والاندماج المتواصل والمتفاعل بمجتمعات التعلم.
• التعاون والتواصل:
يتميز أيضاً التعليم الحديث بتعزيز مهارات العمل الجماعي والتواصل والفهم الثقافي من خلال المشاريع التعاونية والمناقشات عبر الإنترنت وأدوات مؤتمرات الفيديو. والآن تركز الدراسات العليا في منح درجات الماجسيتر والدكتوراه عبر العمل الجماعي في مشروع متكامل تتداخل وتتلاقح فيه جميع فروع المعرفة العلمية العملية والنظرية. لم تعد اطروحات الدكتوراه مثلاً مجهوداً فردياً بين المشرف والطالب ولكن تمنح من خلال انجاز اعمال تتطلب العمل الجماعي المتكامل مع عمل الفريق ككل.
• بيئات التعلم المرنة:
يتسم التعليم بالمرونة في أوضاع التعلم (مثل التعلم المدمج، والفصول الدراسية المقلوبة)، وتكييف بيئات التعلم لاستيعاب أساليب التعلم والاحتياجات المتنوعة.
• التركيز على الرفاهية:
الاعتراف بأهمية الصحة النفسية والرفاهية في نتائج التعلم، مع مبادرات تركز على اليقظة الذهنية وإدارة الضغوط وخلق بيئات مدرسية داعمة وجاذبة للطالب والمعلم على السواء. فتوفير المناخ العلمي يتطلب توفير الكثير من المعينات التي تقلل من الجهد البدني والنفسي على الانسان مما ينعكس على أداء الفرد والذي سيعمل بنفس مفتوح وبطواعية ان توافرت له عناصر السعادة في البيئة التعليمية بالمدرسة أو الجامعة.
هذه السمات تعكس تحولًا نحو تجهيز الطلاب لتحديات العالم الحديث، وتزويدهم بمهارات ومعرفة ذات صلة بواقع حياتهم اليومي، قابلة للتكيف مع التحديات المستقبلية.
• المنهج والكتاب المدرسي في القرن
يجب أن تكون الكتب المدرسية للمنهج في القرن الحادي والعشرين مصممة لتتماشى مع أهداف التعليم الحديثة وبيئات التعلم الحديثة. ويمكن أخذ بعض الاعتبارات الرئيسية في تنظيم وتقديم الكتب المدرسية:
1. الوصول الرقمي:
يجب أن تكون الكتب المدرسية متاحة في صيغ رقمية لدعم أوضاع التعلم المرنة مثل منصات التعلم عبر الإنترنت وبرامج قارئات الكتب الإلكترونية والأجهزة المحمولة، وهذا الأمر يضمن إمكانية الوصول الى المعلومة في أي مكان وفي أي وقت.
2. الميزات التفاعلية:
يجب دمج عناصر تفاعلية مثل مقاطع الفيديو المدمجة، والمحاكاة، والرسوم التفاعلية، والاختبارات في منهج متكامل وهذا من الميزات التي تشجع الطلاب على المشاركة بنشاط وتعزز ادراك المفاهيم.
3. دمج الوسائط المتعددة:
يجب تضمين المنهج لعناصر ووسائط متعددة مثل التسجيلات الصوتية، والرسوم المتحركة، وتجارب الواقع الافتراضي حيثما كان ذلك مناسباً. فهذه العناصر تثري تجربة التعلم وتلبي أنماط التعلم المتنوعة.
4. التجزئة والتخصيص:
يجب أن تكون الكتب المدرسية قابلة للتجزئة، مما يسمح للمعلمين بتخصيص المحتوى استناداً إلى احتياجات طلابهم الفردية لتتناسب مع متطلبات الدورات المختلفة من حيث الإيقاع والابعاد الزمانية والمكانية.
5. التطبيقات في الحياة الواقعية:
تقديم أمثلة ودراسات حالة توضح كيفية تطبيق المفاهيم النظرية في سياقات الحياة الواقعية. هذا يساعد الطلاب على ربط النظرية بالممارسة وفهم أهمية تعلمهم. تقوم الجامعات الامريكية والكندية بربط التعليم بواقع الطالب كمتطلب للحياة. ويغلب في البيئة التعلمية استخدام مصطلحات تهيئ عقل ونفس الدارس على استيعاب العملية التعلمية بصورة أفضل ولذلك نجد ان مصطلح التدريب يغلب على مصطلح التعليم. فتجد الطبيب يقدم نفسه بأنه تدرب في الكلية او الجامعة الفلانية ولا يستخدم مصطلح تعلمت أو درست أوتخرجت بل تدربت, وشتان ما بين شخص تعلم وىخر قد تدرب.
6. محفزات التفكير النقدي:
يجب تضمين المنهج أسئلة ومحفزات على طول النص تشجع على التفكير النقدي وحل المشكلات والتأمل. يجب أن تتحدى هذه المحفزات الطلاب لتحليل المعلومات وإيجاد الصلات بشكل مستقل. وهذا نمط يستبدل المعلومة بالمهارة فلا قيمة لمعلومات أو معارف لا يمكن ان تتحول الى مهارات. ينبغي ان يجد الدارس ان جميع ما تحصل عليه من معارف مفيد للمجتمع وقابل للقياس والتطبيق.
• فرص التعلم التعاوني:
من سمات المنهج القدرة على دمج الأنشطة والمشاريع التي تعزز التعاون بين الطلاب مثل المناقشات الجماعية، ومراجعات الأقران، ومهام حل المشكلات بالتعاون.
• محتوى حديث ومحدث:
ينبغي أن يكون المحتوى حديثاً، مع انعكاس أحدث الأبحاث والتطورات التكنولوجية والتغيرات الاجتماعية. وهذا يحافظ على قيمة المواد التعليمية وإشراك الطلاب في صنع واستهلاك المعرفة مما يعزز التعليم والتعلم في آن واحد.
• ميزات الوصول والحصول على المنهج:
بجب أن يراعى في تصميم الكتب المدرسية التوافق في الوصول والحصول عليها بسهولة، كأن يتاح ذلك للطلاب ذوي الإعاقة في إمكانية التحويل إلى النص، وتعديل أحجام الخطوط، وتقديم الصيغ البديلة وخلافه مما يراعي حالة الفرد المعاق واستعداده للتعلم واستراتيجياته في التعلم أيضاً.
• موارد دعم المعلمين:
لابد من توفير موارد مرافقة للمعلمين مثل خطط الدروس وأدوات التقييم والمواد الإضافية لتسهيل التدريس والتعلم.
• الاعتبارات الأخلاقية:
التعامل مع القضايا الأخلاقية المتعلقة بالموضوع عند الضرورة، مع تعزيز النقاشات حول مواضيع مثل الأخلاق الرقمية والاستدامة البيئية والمسؤولية الاجتماعية.
• المنظورات الثقافية والعالمية:
مع ان العالم قد اصبح قرية صغيرة اختذلت فيها المسافات بصورة لا يتصورها العقل لكن لا تظل الفروقات والاعتبارات الثقافية واللغوية والفكرية تختلف بين الشعوب. ولكن لكي نصل الى الحد الادني الذي يجمع بين البشر من كل جنس ولون وثقافة علينا ان نر اعي هذه الفروقات ونحترم هذه التباينات وهذا يتطلب دمج المنظورات والسياقات الثقافية المتنوعة لتعزيز الوعي العالمي والفهم بين الطلاب.
وباختصار، يجب أن تكون الكتب المدرسية لمنهج القرن الحادي والعشرين ديناميكية، تفاعلية، وقابلة للتكيف مع أنماط التعلم المتنوعة والمنصات التكنولوجية المختلفة. كما يجب أن تشجع على التفكير النقدي، وتدعم التعلم التعاوني، وتدمج عناصر الوسائط المتعددة لتعزيز المشاركة والفهم.

aahmedgumaa@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • «بازار البلد»..تراث سعودي عريق
  • مقتل شقيقين برصاص قيادي حوثي جنوبي دمت
  • صراع تركي يوناني على خدماته.. إدارة أضنة ديمير تصارع الزمن لتجديد عقد عطال
  • دريجة: فشل انتخابات ديسمبر عام 2021 أحبط الشعب الذي كان متحمسًا لتجديد الشرعية
  • 400 مليار لتجديد 25 ألف غرفة فندقية استعدادا لكأس إفريقيا
  • الشيخ ياسر مدين يكتب: كيف وصلتنا السُّنة؟ (8)
  • تكريم الدكتور أيمن فؤاد سيد في دار الكتب والوثائق .. صور
  • التعليم ومهارات القرن الحادي والعشرين
  • جريمة مروعة.. لبناني قتل زوجته وانتحر ويتّم أطفاله الأربعة
  • «النقل»: قرارات جديدة لترشيد استخدام الطاقة على شبكات الطرق بالقاهرة