خصم نتانياهو ومنافسه.. من يكون بيني غانتس؟
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
خلال إعلانه الاستقالة من حكومة الحرب المصغرة، قال زعيم حزب الوحدة الوطنية المعارض في إسرائيل، بيني غانتس، "للأسف نتانياهو يمنعنا من تحقيق نصر حقيقي، لذلك نحن نترك حكومة الوحدة بقلب مثقل ولكن ممتلئ".
وبعد أن "توعد" في 18 مايو الماضي، بتقديم استقالته، كشف غانتس الأحد أنه يستقيل من حكومة الحرب في "خطوة قد تزعزع استقرار قبضة رئيس الوزراء نتانياهو الضعيفة على حكومته الائتلافية"، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
ويُنظر إلى غانتس على أنه ثقل موازن -أكثر ليبرالية- لنتانياهو.
ويقول محللون إن استقالته ستزيد الضغط على نتانياهو لإنهاء الحرب في غزة، بينما يرى آخرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "المحاصر" يمكن أن يعتمد أكثر على حلفائه من اليمينيين المتطرفين للحصول على الدعم.
بعد خلافات متكررة مع نتانياهو والأحزاب الدينية القومية المتطرفة في الائتلاف الحاكم، أعلن غانتس استقالته بعد ثلاثة أسابيع من منحه رئيس الوزراء مهلة من أجل التوصل إلى استراتيجية واضحة لما بعد الحرب في غزة.
وحتى قبل انقضاء المهلة، عبر غانتس عن استيائه في أكثر من مناسبة من أداء الحكومة وأثار جدلا حول عدد من القضايا مثل قيادة الجيش وضرورة فتح المجال للتوصل لاتفاق بشأن حل الدولتين مع الفلسطينيين.
من هو غانتس؟بيني غانتس ابن أحد الناجين من المحرقة وقضى معظم حياته المهنية في الجيش.
ولد في التاسع من يونيو 1959 في قرية "كفار أحيم" جنوبي إسرائيل والتي شارك والداه المهاجران الناجيان من المحرقة في تأسيسها.
التحق بالجيش في عام 1977 وأكمل دورة الاختيار الصعبة للمظليين.
بعد ارتقائه بالرتب، تولى قيادة وحدة "شالداغ" للعمليات الخاصة بالقوات الجوية.
ووفقا لسيرته العسكرية الرسمية، كان غانتس ملحقا عسكريا لإسرائيل في الولايات المتحدة الأميركية بين عامي 2005 و2009.
شغل غانتس الذي يوصف على نطاق واسع بأنه "خصم نتانياهو" منصب رئيس أركان الجيش في الفترة بين عامي 2011-2015، وتباهى في مقطع فيديو بعدد المقاتلين الفلسطينيين الذين قتلوا والأهداف التي دمرت تحت قيادته في حرب عام 2014 "الدموية" التي خاضها ضد حماس في غزة.
بعد تركه الجيش في عام 2015، عمل في مجال التجارة قبل أن يتحول إلى السياسة في عام 2018.
ويتمتع غانتس بشعبية كبيرة بين الناخبين الإسرائيليين، والمعروف بأنه نقيض ثابت و"منصف" لنتانياهو "الحاد والمضطرب في بعض الأحيان"، وفق صحيفة "واشنطن بوست".
غانتس متزوج وأب لأربعة أولاد، وهو حاصل على شهادة بكالوريوس في التاريخ من جامعة تل أبيب، ودرجة الماجستير في العلوم السياسية من جامعة حيفا وماجستير في إدارة الموارد الوطنية من جامعة الدفاع الوطني في الولايات المتحدة.
تصوره لحل الصراعغانتس منفتح بشكل ملحوظ على فكرة التوصل لتسوية سياسية مع الفلسطينيين أكثر من نتانياهو وحلفائه اليمينيين، مثل وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير، الذين يرون أن إقامة دولة فلسطينية أمر مستحيل.
وعلى الرغم من "عدم ثقته في عدد كبير من القادة الفلسطينيين" وفق تعبير وكالة رويترز، بدا غانتس دائما أكثر استعدادا لقبول حقيقة أنه يتعين على الإسرائيليين والفلسطينيين في نهاية المطاف أن يتعلموا العيش في منطقة واحدة. وقال في أحد تصريحاته "لن يذهب أحد إلى أي مكان".
ومع وصول العلاقات بين واشنطن وإسرائيل إلى أدنى مستوياتها بسبب سير الحرب وتزايد عدد القتلى الفلسطينيين في غزة، كان غانتس ووزير الدفاع يوآف غالانت من بين القلائل في الحكومة يحظون بثقة الإدارة الأميركية.
وفي وقت سابق من هذا العام، زار غانتس واشنطن مما أثار غضب حلفاء نتانياهو الذي لم يتلق حتى الآن دعوة لزيارة البيت الأبيض.
ويعتقد كثيرون في اليسار أن غانتس وشركاءه الوسطيين كان عليهم مغادرة الحكومة في وقت مبكر عن ذلك.
ولكن آخرين، مثل إيناف تسينغوكار والدة أحد الرهائن الإسرائيليين الذين ما زالوا في غزة، توسلوا إليه للبقاء في الحكومة ومحاولة تمرير اتفاق لإعادة الرهائن. لكن في النهاية بدا رحيله حتميا.
وقال أفيف بوشينيسكسي، المستشار الإعلامي السابق لنتانياهو، إن محاولة غانتس الضغط على رئيس الوزراء لم تنجح إلا في تمهيد الطريق لخروجه في النهاية.
وأضاف "لقد حاصر غانتس نفسه لأنه لا يستطيع التراجع، لا يمكنه التراجع عن تحذيره النهائي".
رؤيته للحرب في غزةبعد أن هاجمت حماس إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، قام نتانياهو بتشكيل حكومة حرب، وضم إليها غانتس.
وضمت حكومة الحرب تلك، متنافسين ألداء، وهم: نتانياهو وغانتس ووزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت.
ورغم كون غالانت عضوا في حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو إلا أنه خصم سياسي لرئيس الوزراء.
مع استمرار الحرب في غزة، دعا غانتس نتانياهو الشهر الماضي إلى طرح خطة ما بعد الحرب تتضمن إعادة عشرات الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لدى حماس في غزة، بالإضافة إلى خارطة طريق لتجريد قطاع غزة من السلاح وتحديد هوية المعتقلين.
وقال غانتس إنه إذا لم يتم تنفيذ الخطة بحلول 8 يونيو، فسوف يستقيل من حكومة الحرب.
وتابع في خطاب له في مايو الماضي، مخاطبا رئيس الوزراء "الخيار بين يديك".
ومنذ أن أصدر غانتس إنذاره، لم تأت أي خطة من نتانياهو رغم إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن الأسبوع الماضي ما قال إنه اقتراح إسرائيلي يمكن أن يسهل عودة الرهائن وإنهاء الحرب، لكن الاقتراح لم يتناول بشكل كامل ما سيحدث في "اليوم التالي" للحرب، كما قال الزعماء الإسرائيليون والأميركيون، الذين أشاروا إلى المخاوف بشأن ما سيأتي بعد توقف إسرائيل عن القتال هناك.
وقال مكتب غانتس، الجمعة إنه كان من المقرر أن يتحدث مساء السبت، ولكن بعد عملية إسرائيلية صباح، السبت، سهلت إنقاذ أربعة رهائن أحياء من غزة، قال غانتس إنه سيؤجل خطابه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء حکومة الحرب الحرب فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
ابتزاز وانقلاب..حماس تندد بقرار نتانياهو وقف دخول المساعدات إلى غزة
وصفت حركة حماس، اليوم الأحد، قرار مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة "بابتزاز رخيص وانقلاب سافر على الاتفاق" ، وفق بيان صحافي .
وقالت حماس، إن بيان مكتب "رئيس حكومة الاحتلال الإرهابي نتانياهو، عن اعتماده لمقترحات أمريكية لتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق، وفق ترتيبات مخالفة لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة، محاولة مفضوحة للتنصل من الاتفاق والتهرب من الدخول في مفاوضات المرحلة الثانية".وأضافت أن قرار نتانياهو "وقف المساعدات الإنسانية، هو ابتزاز رخيص، وجريمة حرب وانقلاب سافر على الاتفاق، وعلى الوسطاء والمجتمع الدولي التحرك للضغط على الاحتلال ووقف إجراءاته العقابية وغير الأخلاقية بحق أكثر من مليوني إنسان في قطاع غزة".
وقالت حماس "إن مزاعم الاحتلال الإرهابي عن انتهاك الحركة لاتفاق وقف إطلاق النار، ادعاءات مضللة لا أساس لها، ومحاولة فاشلة للتغطية على انتهاكاته اليومية والمنهجية للاتفاق، والتي أدت إلى ارتقاء أكثر من 100 شهيد من أبناء شعبنا في غزة، إضافة إلى تعطيل البروتوكول الإنساني، ومنع إدخال وسائل الإيواء والإغاثة، وتعميق الكارثة الإنسانية في غزة".
بعد رفض حماس..إسرائيل توقف دخول المساعدات والإمدادات إلى غزة - موقع 24أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، وقف دخول السلع والإمدادات إلى غزة، رداً على رفض الحركة اقتراحاً أمريكياً لتمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار حتى عيد الفصح، وإلى ما بعد شهر رمضان، مقابل إطلاق سراح المزيد من الرهائن.ودعت حماس"الإدارة الأمريكية إلى التوقف عن انحيازها وتساوقها مع مخططات مجرم الحرب نتانياهو الفاشية، التي تستهدف شعبنا ووجوده على أرضه"، مؤكدة أن "جميع المشاريع والمخططات التي تتجاوز شعبنا وحقوقه الثابتة على أرضه، وتقرير مصيره، والتحرر من الاحتلال، مصيرها الفشل والانكسار".
مقتل فلسطيني بعد انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة - موقع 24قتل فلسطيني وأصيب آخر على الأقل، صباح اليوم الأحد، في غارة إسرائيلية على تجمع في بيت حانون شمال قطاع غزة.ودعت حماس "الوسطاء إلى الضغط على الاحتلال لتنفيذ التزاماته بموجب الاتفاق، بجميع مراحله، وتنفيذ البروتوكول الإنساني، وإدخال وسائل الإيواء ومعدات الإنقاذ إلى قطاع غزة".
ومن جهة أخرى أكدت حماس، أن "السبيل الوحيد لاستعادة أسرى الاحتلال هو الالتزام بالاتفاق، والدخول الفوري في مفاوضات بدء المرحلة الثانية والتزام الاحتلال بتنفيذ تعهداته".