3 وزراء في يوم واحد.. حكومة نتنياهو تتشظى بعد استقالة غانتس من مجلس الحرب الإسرائيلي ومعسكر اليمين يتهمه بـ “الانهزامي”
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
الجديد برس:
أعلن الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس، مساء الأحد، استقالته من حكومة الطوارئ الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو والتي تشكلت بعد أيام من شن العدوان على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي، واتهم نتنياهو بأنه “يتردد ويؤجل اتخاذ قرارات إستراتيجية مصيرية لاعتبارات سياسية”.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده غانتس في الكنيست، ووجه خلاله انتقادات حادة لنتنياهو وإدارته للحرب، واتهمه بأنه “يمنع تقدم إسرائيل نحو النصر الحقيقي”، واعتبر أنه “يتردد باتخاذ قرارت إستراتيجية” و”يمنع اتخاذ قرارات مهمة” في إطار الحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ 247 يوماً؛ كما طالب غانتس بالدعوة لانتخابات مبكرة.
بدوره، سارع نتنياهو وحلفاؤه، بما في ذلك وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير، بإصدار تصريحات شديدة اللهجة ضد غانتس و”المعسكر الوطني”، واتهموه بـ”الانسحاب من المعركة” وبالعمل على تعزيز الانقسام وإحداث شرخ في المجتمع الإسرائيلية عوضاً عن الحفاظ على الوحدة في زمن الحرب، حسب قولهم.
وخلال إعلان قرار استقالته، قال بيني غانتس: “عقب 7 أكتوبر تجندنا وانضممنا إلى الحكومة لأننا نعرف أنها سيئة”، داعياً رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التوجه لإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن، وتشكيل لجنة تحقيق بخصوص ما جرى في السابع من أكتوبر.
ووفي مؤتمره الصحافي، شدد غانتس على أن “نتنياهو يعرقل قرارات استراتيجية مهمة لاعتبارات سياسية”، مؤكداً أن “ننسحب من هذه الحكومة لأن نتنياهو يمنعنا من التقدم نحو تحقيق النصر الحقيقي”.
كما أشار غانتس إلى أنه “يؤيد الصفقة التي عرضها بايدن والتي طلب من رئيس الوزراء أن تكون لديه الجرأة لإنجاحها”، وقال لعائلات الأسرى: “إننا أخفقنا في الامتحان ولم نتمكّن من إعادة أبنائهم، ولا بد من بذل كل شيء من أجل الصفقة المعروضة لاستعادة المختطفين”.
وأضاف غانتس أن الحرب في غزة طويلة وستستمر، مضيفاً: “أدعو وزير الدفاع غالانت إلى التحلي بالشجاعة وعمل ما هو صواب”.
كما أوضح: “أدعو نتنياهو للتوجه إلى إجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن وتشكيل لجنة تحقيق وطنية، لا بد من انتخابات تأتي بحكومة وحدة حقيقية صهيونية وطنية”، ودعا قادة الأحزاب في كيان الاحتلال إلى الوقوف بجانبه من أجل إجراء انتخابات لتشكيل “حكومة وحدة وطنية صهيونية”.
كما خاطب بيني غانتس وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، داعياً إياه إلى تقديم استقالته بشكل غير مباشر بقوله: “أنت قائد شجاع، والقيادة هي فعل الصواب”.
إضافة إلى ذلك، توجه غانتس باعتذار إلى عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة بقوله: “نحن فشلنا”. في المقابل، أعلن بيني غانتس أن الورقة التي عرضها الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن إبرام صفقة قد تنهي الحرب في غزة، مشدداً على أنها “تتطلب من رئيس الوزراء أن تكون لديه الجرأة لإنجاحها”.
وفيما يتعلّق بالوضع في المستوطنات في شمالي فلسطين المحتلة، حيث تتواصل الموجهات مع حزب الله، دعا غانتس إلى إعادة المستوطنين إلى المنطقة، وإلى “إقامة تحالف إقليمي”.
وفي 18 مايو الماضي، هدّد بيني غانتس نتنياهو بالاستقالة من حكومة الحرب الإسرائيلية في حال عدم وضع خطة حتى الثامن من يونيو الحالي، تتضمن ستة أهداف رئيسية.
استقالة آيزنكوتومن جانبه، أعلن عضو مجلس الحرب الإسرائيلي غادي آيزنكوت انسحابه من حكومة الحرب، وقال آيزنكوت في رسالة استقالته لنتنياهو “مجلس الوزراء الذي ترأسه لم يتخذ قرارات حاسمة مطلوبة لتحقيق أهداف الحرب”.
وأضاف “تجنب اتخاذ قرارات حاسمة يضر بالوضع الاستراتيجي والأمن القومي لإسرائيل”، وتابع “شهدنا مؤخراً أن القرارات التي اتخذتها ليست بالضرورة بدافع مصلحة البلاد”.
وبالتزامن، أعلن الوزير هيلي تروبر من حزب بيني غانتس استقالته بشكل نهائي من حكومة بنيامين نتنياهو. وبهذا يكون تروبر هو الوزير الثالث الذي يقدم استقالته خلال أقل من ساعة، بعد بيني غانتس، وغادي آيزنكوت.
نتنياهو: ليس الوقت المناسب للانسحاب من المعركةمن جانبه، أصدر نتنياهو بياناً شديد اللهجة ضد غانتس، افتتحه بذكر الضابط في الوحدة الشرطية الخاصة (يمام) الذي قتل في عملية مخيم النصيرات في قطاع غزة، حيث ارتكب الاحتلال مجزرة راح ضحيتها 275 شهيداً ونحو 700 جريح، وقال إن “إسرائيل بأكملها شيّعته”.
وتابع نتنياهو “تخوض إسرائيل حرباً وجودية على عدة جبهات. بيني، هذا ليس الوقت المناسب للانسحاب من المعركة، بل هذا هو الوقت المناسب لتوحيد القوى. أيها المواطنون الإسرائيليون، سنستمر حتى النصر وتحقيق جميع أهداف الحرب، وفي مقدمتها إطلاق سراح جميع الرهائن والقضاء على حماس. وسيظل بابي مفتوحاً أمام أي حزب صهيوني يرغب في الانضمام إلى الجهود والمساعدة في تحقيق النصر على أعدائنا وضمان أمن مواطنينا”.
موشيه يعلون: الحكومة الفاسدة فقدت شرعيتهاوبدوره، أكد وزير الحرب الإسرائيلي السابق موشيه يعلون إن “الحكومة الوهمية الفاسدة فقدت شرعيتها برحيل غانتس وآيزنكوت”، وأضاف “الحكومة التي أدت لأسوأ فشل أمني في تاريخنا ليس لديها تفويض أو رغبة في خروجنا من الأزمة”.
وأضاف يعلون “الحكومة لا تستطيع اتخاذ قرار بشأن إنهاء الحرب وإطلاق سراح الرهائن”، وأكد “سننزل إلى الشوارع لإجراء انتخابات بأسرع وقت ممكن من أجل إنقاذ البلاد من الدمار”.
بن غفير: وزراء “المعسكر الوطني” انهزاميونبدوره، طالب وزير الأمن القومي الإسرائيلي، بن غفير، من نتنياهو، ضمه إلى كابينيت الحرب المقلص الذي كان قد تشكل عقب انضمام غانتس و”المعسكر الوطني” إلى حكومة الطوارئ.
ووصف وزراء “المعسكر الوطني” بأنهم وزراء التصور الانهزامي الذي أدى إلى الهزيمة الإسرائيلية في مواجهة هجوم القسام في السابع من أكتوبر الماضي.
بدوره، رحب زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، باستقالة غانتس، واصفاً “كابينت الحرب” بـ”حكومة الفشل”، ومعتبراً قرار مغادرتها “مهماً وصائباً”، إلى جانب دعوته إلى تشكيل حكومة جديدة.
ورحب رئيس حزب “إسرائيل بيتنا”، أفيغدور ليبرمان، بالاستقالة أيضاً، إذ قال: “أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي أبداً.. حان الوقت لحكومة صهيونية”.
ولدى تعليقها على الحدث، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن نتنياهو “كان يريد الاستفادة سياسياً من الفرحة باستعادة الأسرى، السبت، لكنه لم يحصل على ذلك”.
قائد فرقة غزة يعلن استقالته: على الجميع أن يتحمل مسؤوليتهوأعلن قائد فرقة غزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، العميد آفي روزنفيلد، في وقت سابق يوم الأحد، عن استقالته من منصبه وإنهاء خدمته العسكرية، وذلك في أعقاب فشله في أداء “مهمة حياته” المتمثلة بحماية المستوطنات الإسرائيلية المحيطة في قطاع غزة خلال عملية القسام في السابع من أكتوبر الماضي.
جاء ذلك في رسالة رسمية وجهها قائد فرقة غزة إلى رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هليفي، وإلى قائد المنطقة الجنوبية، أوري غوردين، أكد من خلالها أنه “قرر إنهاء توليه منصب قائد الفرقة 143 (فرقة غزة) وإنهاء خدمته العسكرية”، معتبراً أن “على الجميع أن يتحملوا المسؤولية، وأنا المسؤول عن الفرقة 143”.
وأكد أنه يعتزم البقاء على رأس فرقة غزة الإسرائيلية إلى حين تعيين بديل له على أن تنتقل القيادة “بطريقة منظمة ومسؤولة”، كما أشار إلى أنه يعتزم “الاستمرار في المشاركة في التحقيقات واستخلاص العبر من أجل القيام بكل شيء حتى لا يتكرر في المستقبل ما حدث في 7 أكتوبر” الماضي.
تحشيد المعارضةومن أشهر، دعت المعارضة الإسرائيلية، برئاسة زعيم حزب “هناك مستقبل” يائير لابيد مراراً في الأشهر الماضية بانسحاب غانتس وآيزنكوت من الحكومة الحرب الإسرائيلية.
وتريد المعارضة في كيان الاحتلال أن ينضم غانتس إلى صفوفها، في محاولة لإسقاط حكومة نتنياهو، والدفع باتجاه إجراء انتخابات مبكرة.
وحسب هيئة البث الإسرائيلية، حاولت الإدارة الأمريكية إقناع غانتس بعدم مغادرة الحكومة.
وكشفت أن “الأمريكيين اتصلوا بغانتس في الأيام الماضية وحاولوا التحقق من إمكانية تأجيل أو منع انسحابه من حكومة الحرب”.
وكان غانتس طالب نتنياهو بوضع استراتيجية من 6 أهداف تتضمن: إعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، وهزيمة حماس، ونزع السلاح من قطاع غزة.
كما تشمل الاستراتيجية تحديد بديل لحماس في غزة، وعودة المستوطنين في الشمال إلى منازلهم بحلول الأول من سبتمبر، والدفع بعملية التطبيع مع السعودية، واعتماد خطة الخدمة العسكرية في “إسرائيل”، إلا أن نتنياهو لم يعلن عن هذه الاستراتيجية.
المصدر: الجديد برس
كلمات دلالية: الحرب الإسرائیلی المعسکر الوطنی حکومة الحرب بینی غانتس من حکومة قطاع غزة فرقة غزة فی غزة من أجل
إقرأ أيضاً:
“واتساب” تقر باختراق “باراغون” الإسرائيلية هواتف 100 صحافي وناشط
اتهمت شركة واتساب، الجمعة، شركة “باراغون سوليوشنز” الإسرائيلية المتخصصة في برمجيات القرصنة، بالتورط في فضيحة تجسس استهدفت 100 صحافي وناشط مدني من مستخدمي تطبيقها للتراسل.
فيما لم تعلق الشركة الإسرائيلية على هذا الاتهام حتى الساعة 17:00 ت.غ.
وذكرت صحيفة “الغارديان” البريطانية، نقلا عن واتساب التابعة لشركة “ميتا”، أن أكثر من 100 صحافي وناشط مدني تلقوا إشعارات تُحذرهم من احتمال اختراق أجهزتهم.
وأكدت واتساب أن لديها “ثقة عالية” بأن هؤلاء المستخدمين تم استهدافهم وربما تعرضوا للاختراق بواسطة برنامج تجسس تديره “باراغون سوليوشنز”.
وأوضحت، نقلا عن خبراء، أن الهجوم كان من النوع المعروف بـ”الهجوم الصفري النقرة” (zero-click attack)، وهو نوع من الاختراق لا يحتاج فيه الضحايا للنقر على أي روابط خبيثة ليتم اختراق أجهزتهم.
ورفضت واتساب الإفصاح عن أماكن وجود الصحافيين وأعضاء المجتمع المدني الذين تعرضوا للهجوم.
كما أكدت أنها أرسلت خطابا قانونيا إلى “باراغون سوليوشنز” التي تملك مكتبا في مدينة تشانتلي بولاية فرجينيا الأمريكية، تطالبها بوقف هذه الأنشطة التجسسية، مشيرة إلى أنها تدرس خياراتها القانونية لمحاسبة الشركة.
وأضافت واتساب أن الهجمات تم إحباطها في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكنها لم تحدد المدة التي ظل فيها المستهدفون عرضة للخطر.
وقال متحدث باسم واتساب: “نجحنا في إحباط حملة تجسس نفذتها شركة باراغون، استهدفت مستخدمين، بمن فيهم صحافيون وأعضاء مجتمع مدني. وقد تواصلنا مع الأشخاص الذين نعتقد أنهم تأثروا”.
وأضاف المتحدث: “هذه الواقعة تُظهر مرة أخرى أهمية محاسبة شركات برامج التجسس على أنشطتها غير القانونية”، مؤكدًا أن الشركة ستواصل حماية خصوصية المستخدمين، وفق الغارديان.
وتعرضت “باراغون سوليوشنز” لتدقيق مكثف بعد أن نشرت مجلة وايرد الأمريكية المتخصصة بالتكنولوجيا والثقافة الرقمية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تقريرا يكشف عن عقد بقيمة مليوني دولار أبرمته الشركة مع قسم التحقيقات الأمنية في وزارة الهجرة والجمارك بالولايات المتحدة.
ووفق التقرير، أصدر القسم أمرا بوقف العمل بالعقد للتحقق من توافقه مع أمر تنفيذي أصدرته إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، يقيد استخدام المؤسسات الفيدرالية لبرامج التجسس.
يُذكر أن برنامج التجسس التابع لـ”باراغون سوليوشنز” يُعرف باسم “غرافيت” (Graphite)، وبمجرد إصابة الهاتف به يحصل مشغل البرنامج على سيطرة كاملة على الجهاز، بما في ذلك قراءة الرسائل المرسلة عبر تطبيقات مشفرة مثل واتساب و”سيغنال”.
وأوضحت واتساب أنها تعتقد أن الوسيلة المستخدمة لنقل العدوى إلى المستخدمين كانت من خلال ملف نصي خبيث بصيغة “بي دي إف” أُرسل إلى أفراد تم إدخالهم في محادثات جماعية.
وتكررت في السنوات الأخيرة فضائح تجسس تورطت فيها شركات إسرائيلية متخصصة بتطبيقات القرصنة مثل “إن إس أو” و”كانديرو”، حيث استخدمت برامج تجسس متطورة لاستهداف صحافيين وناشطين ومسؤولين حكوميين في عدة دول.
ومن أبرز هذه البرامج “بيغاسوس” التابع لشركة “إن إس أو”، الذي مكّن من اختراق هواتف ذكية والوصول إلى جميع بياناتها، ما أثار ضجة عالمية ودفع الولايات المتحدة إلى فرض قيود على تلك الشركات.
(الأناضول)