قضية "سفاح التجمع" في عيون النقاد| نادر عدلي: ظاهرة غريبة ولا يجب أن نهتم بها.. حنان شومان: قضية رأى عام وأتمنى تنفيذها في السينما
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
مازالت قضية "سفاح التجمع" تثير تساؤلات الجمهور هل يتم مناقشتها في الدراما أو السينما المصرية أم لا ؟، كان هناك العديد من الأعمال الدرامية المصرية، التي ناقشت هذه القضية حول أهدافه وأشكال تأثيره في الناس، لماذا تنقسم الآراء حول دراما الجريمة ؟
تظهر جوانب خفية في شخصية كل إنسان تلازمه مهما حاول الهروب منه، فتنعكس على أفكاره ومشاعره وسلوكياته واختياراته بشكل كبير، كما تؤثر في علاقاته بالأشياء، والناس، هذا الأمر الذي ينطبق تمامًا على "سفاح التجمع"، حيث كان الوجه الظاهر أمام الناس دكتور جامعي ومثقف وشخص راقً لأبعد الحدود "وتيك توكر" مشهور ويتابعه أكثر من 7 مليون شخص، وفي الخفاء شخصية أخرى لا يعرفها إلا ضحاياه والتي قتل فيها عددًا من النساء بطريقة بشعة.
تشغل قضية "سفاح التجمع" الرأي العام بعدما ظهرت بشاعة الجرائم التي ارتكبها المتهم، يومًا بعد يوم نكتشف أحداث جديدة في هذه القضية، تستحوذ هذه القضية اهتمام من النقاد الفنيين الذين انقسموا حول تسليط الضوء على هذا الحدث في الدراما المصرية.
كشف عدد من النقاد الفنيين عن مناقشة قضية "سفاح التجمع" في السينما أو الدراما المصرية من خلال تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز".
حنان شومان: قضية سفاح التجمع مش مصدقة اللي بسمعه
قدمت الناقدة حنان شومان، تحليلًا عن تقديم قضية "سفاح التجمع" في الدراما المصرية، قائلة: "الأعمال المصرية تسيطر على الدول العربية، لأنها أكثر توزيعًا في كل المحطات، قضية سفاح التجمع هي قضية رأى عام، وأتمنى تنفيذها في السينما أو الدراما المصرية لأنها مليئة بالأحداث الغريبة والغير معتادة في مجتمعنا المصري".
وتابعت: "ولا يوجد أي مشكلة من تقديم شخصية سفاح التجمع لأنها موجودة طوال الوقت شأنها شأن أي شخصية درامية عادية، حتى لو كانت مستوحاة من وقائع حقيقية، الوقائع جزء من مصادر المبدع وحق مشروع".
وأضافت شومان: "الفن الحقيقي هو ما يبحث دومًا عن النماذج غير السوية وغير الطبيعية التي لديها دهشة أو غرابة، مثل ريا وسكينة وسفاح الجيزة وقضايا كثيرة، ولكل عمل طبيعته".
نادر عدلي يعلق على قضية سفاح التجمع: ظاهرة غريبة ولا يجب أن نهتم بها
كشف الناقد الفني نادر عدلي عن رأيه في "قضية سفاح التجمع" تصريح خاص لـ "البوابة نيوز" قبل وفاته، قائلًا: "ظاهرة غريبة ولا يجب أن نهتم بها، وليست قضية اجتماعية حقيقية، السينما أو الدراما المصرية بتلمس قضايا حقيقية وليست ناقلة بشكل حرفي مثل قضية سفاح التجمع".
وأردف: "هذه النوعية من القضايا أول مرة تحدث في مصر، تعذيب الفتيات واستعمال أدوات حادة لتعذيبهن قبل قتلهن خنقا، ووجود علامات التعذيب على أجسادهن، هذه القضايا لها صدى واسع في أمريكا وليس في مصر، ومن الأعمال التي تم تنفيذها مسلسل سفاح الجيزة لم يحقق نجاح كبير لأن هذه الحادثة مرت مرور الكرام أمام الكثير من المصريين لكثرة ما حصل مشابهًا لها".
ماجدة خيرالله: قضية سفاح التجمع يجب مناقشتها بموضوعية
قالت الناقدة الفنية ماجدة خيرالله عن قضية سفاح التجمع: "لكل سفاح هاجس ما يدفعه للقتل ونادر أن تجد شخص يقتل بشكل عشوائي إلا لو كان للسرقة أو الانتقام، وهناك سفاح يتعقب النساء لعقده تؤرقه، وهناك من يحترف الاعتداء الجنسي على الأطفال ثم قتلهم، وسفاح التجمع مفاجأة كبيرة في مجتمعنا المصري".
وأوضحت: "يجب مناقشة قضية سفاح التجمع بموضوعية، جميع القضايا التي تحدث في المجتمع أو ظاهرة شائكة يصلح مناقشتها في السينما أو الدراما المصرية، أصبحت دراما الجريمة، خاصة الواقعية، تستهوي المنتجين حاليًا".
وتابعت خيرالله: "سفاح التجمع شخصية واجب تقديمها ما دامت توفرت فيها سمات ودوافع، المؤلف يمتلك معلومات كثيرة ولكن يحتاج مزيج بين الواقع والخيال مثل ما حدث في مسلسل سفاح الجيزة حيث قدم له خلفيّة طفولية "مبررًا دراميًا، فهو شخصية مرت بأزمة ما، ترتب عليها فعل درامي، يعاقب عليه القانون داخل المسلسل وخارجه".
واختتمت تصريحاتها قائلة: "الفن المصري يبرز مشكلات المجتمع ولا يتحدث عن الأمور الإيجابية فقط، ونموذج السفاح ليس نموذجًا حديثًا يتم تقديمه للمشاهد، فقد تم تقديم شخصيات مثل ريا وسكينة وسفاح النساء فنحن نشاهد منذ سنوات طويلة هذه الأعمال".
محمد عبدالرحمن: قضية سفاح التجمع مليئة بالتفاصيل الدرامية
نوه الناقد الفني محمد عبدالرحمن عن تسليط الضوء في قضية "سفاح التجمع"، قائلًا: "قضية سفاح التجمع مليئة بالتفاصيل الدرامية، وأعتقد بأن مشروعات كثيرة سوف تناقش هذه القضية وليس مشروع واحد فقط، لأنها من أغرب القضايا التي حدثت في مجتمعنا، سفاح التجمع قضية غربية، وعند كتابة عمل يحمل تفاصيل هذه القضية يجب أن يتم دراسته بدقة والدراما تعتمد على اسلوب التحذير وليس التقليد".
واستكمل: "تم عمل مسلسل سفاح الجيزة وحقق العمل نجاحًا فنيًا وجماهيريًا كبيرًا، إذا هذه القضايا لها جمهورها، وهناك أعمال كثيرة على المنصات الرقمية لأنها جذابة".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: سفاح التجمع الدراما السينما النقاد قضیة سفاح التجمع سفاح الجیزة فی السینما هذه القضیة یجب أن
إقرأ أيضاً:
معتصم أقرع: ثورة ديسمبر عائدة؟
ثورة ديسمبر عائدة شعار أرتفع هذه الأيام. هذه مقولة مقبولة لا خلاف عليها. ولكن ماذا تعلمنا من درسها؟ ماذا تعلمنا من الأخطاء التي أعقبت ثورة ديسمبر وانتجت كل هذا الخراب غير المسبوق في تاريخ السودان؟
منذ عام ٢٠١٨ قلت أن أكبر مشاكل الثورة إنها علي عظمتها عجزت عن إفراز قيادتها القوية القادرة علي فرض إرادة الشعب. ولاحقا ولهذا السبب سطت علي المنجز الثوري نفس الجماعة التي أوشكت أن تدخل مع البشير في إنتخابات ٢٠٢٠. وادخلت قيادة الأمر الواقع البلد جحيم بدا بسوء إدارة الإقتصاد وملف السلام والعلاقات الخارجية وانتهي بحرب ضروس شارك فيها كولمبيون إذ يبدو أن أرباحها تضاهي أرباح تجارة الكوكايين.
الجدير بالذكر أنه حينها لم يتم ترويج لمصطلح “الثورة المختطفة” بنفس الحماس الذي يصاحب مصطلح “الجيش المختطف” الذي لم يفسد اختطافه قضية للإندماج معه في وثيقة دستورية وإعلان سياسي وترتيبات أخري.
وقلت أيضا في بداية ٢٠١٩ أن التجمع المهني كان مجرد وهم الواهمين. لم تكن هناك نقابات حقيقية تنتخب قيادة ثم تجتمع قيادات النقابات المختلفة وتختار مكتب موحد يشكل قيادة التجمع المهني. كل ما في الأمر كان عدد بسيط من شباب بعضهم أبطال وبعضهم مستهبلين سياسة يجتمعون ويدبجون بيانا منفلوطي البلاغة لتضج الاسافير. وما بني علي وهم أخرو مجابدة.
أما الأحزاب فهي مجرد لافتات لمزارع أسرية أو شلل بإستثناءأت بسيطة ولن أستطيع الدفاع عن وجود إستثناءات لو ضغطني محاور. حتي حزب المؤتمر السوداني الذي أتاح له الميلاد المتاخر – كجنا نديهة البرجوازية المتعلمة – أتاح له تجاوز مشاكل البيوت الطائفية وحمولات الأحزاب العقائدية، أين هو الآن؟ هل يوجد حزب به مؤسسة عدا ما يقرر السيد خالد سلك، أخطا أم أصاب، ليعيد ما قاله الباشمهندس الدقير بلغة أكثر شاعرية؟
حتي لجان المقاومة ولجان الأحياء لم تخل من لمسات صنمية حين تم ويتم تصويرها وكأنها كيان متجانس أيديلوجيا يمتلك رؤية واضحة متفق عليها حول الوسائل والغايات.
يصح القول أن هذه اللجان أجسام قاعدية في غاية الأهمية وحبلي بالأمل الذي يجب الإستثمار فيه. ولكن الصحيح أيضا أنها تتفق علي الغايات ولا تتفق علي الوسائل. إذ بالتعريف وبحكم إنها لجان أحياء أو ما شابه لا تنطوي علي وحدة أيديلوجية ففي عضويتها اليساري والسلفي والنيولبرالي وعاشق السوق الحر والماركسي علي مذهب كمال كرار وعاشق البدوي والداعي للدعم والداعي لرفعه.
إذن هي لجان تتفق علي بديهيات ولكنها لا تتفق علي وسائل تحقيقها والشيطان في الوسائل. إذن تصنيم هذه اللجان يحمل مخاطر إعادة ماساة وهم التجمع المهني بقيادة اكليريوس جدد.
أدعم بكامل التأييد هذه اللجان وكل الأجسام القاعدية واري ضرورة ثورية حاسمة الأهمية في الإستثمار فيها ولكن بواقعية واعتراف بالحقائق الأساسية تفاديا لتصنيم سوف يعضنا في جمباتنا مرة أخري ويتيح ظهور كهنة جدد من خلف حجاب أو أمامه يشبهون كهنة التجمع المهني الوهمي الذي موسر البلد.
كانت ديسمبر ثورة عظيمة أسقطت نظام البشير ولكن عدم قدرتها علي إفراز قيادة تليق بها خلق فراغ قوة ملأته بعاعيت الداخل والخارج واللصوص والجهلاء والمغامرون والساقطون والقوادون في أزقة السياسة.
ماذا فعلنا لتدارك مشكلة القيادة قبل أن نرفع شعار الثورة عائدة في توقيت ينازع الجماعات التي قاتلت بالسلاح والقلم واللسان بريستيج طرد الجنجا من مواقع مهمة بينما كان الكثيرون في حياد مجيد وعلي مسافة واحدة من “طرفي نزاع” بنفس درجة السوء؟
إن إضاءاتنا لمشاكل التنظيم النقابي أو القاعدي جوهرها الدعوة لتحسينه وتلافي أوجه قصوره وليس نسفه. وان لم نفعل، سنعيد الكرة ونسطل مرة أخري بخمر تجمع مهني وهمي أو لجان أو ما شابه، ونتيح الفرصة مرة أخري لكهنة جدد يتسلقون اللجان والنقابات واشكال التنظيم الأخري ما يدخل البلد في جحيم آخر يضاعف جحيم فراغ القوة الذي أعقب سقوط نظام البشير.
أما الصدح بان ثورة ديسمبر عائدة في هذا التوقيت والشعب في مجاعة وضنك، فاتمنى أن لا يكون ورقة توت تتناغم مع يحدث في الميدان العسكري لإخفاء حرج ذلك الحياد الداوي في أشد مراحل الحرب بعد أن أتضح أن غالبية الشعب ليست علي حياد.
نعم لعودة الثورة. ولكن لا كالخطة جيم بعد أن فشل التعويل علي الشراكة المثالية ثم التعويل علي المجمتع الدولي ثم التعويل علي الجنجا.
فلتعد ولكن هذه المرة بواقعية وذكاء وحزم لا يستسهل المشاكل ولا يدعي أمجادا وانتصارات لم تحدث ولا يلفق أجساما ونقابات ولجانا مستوهمة في وجودها أو في تجانسها حول الغاية والوسيلة.
فلتعد لبناء البلاد، لا كزانة للقفز من مركب الحياد الغارق في آخر لحظة.
معتصم أقرع
إنضم لقناة النيلين على واتساب