شهد مرحلة من التبادل الثقافي والمعرفي.. “درب زبيدة”.. تاريخ طويل من العطاء
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
البلاد – رفحاء
“درب زبيدة” أحد الدروب التي يصدح بذكرها التاريخ، ومن أهم طرق الحج التاريخية في الجزيرة العربية، الذي سلكته القوافل التجارية قديمًا، والتقت فيه مختلف الحضارات، وشهد مرحلة من التبادل الثقافي والمعرفي بين مختلف الأعراق.
ويعد “درب زبيدة” من أقصر الطرق بين الكوفة والديار المقدسة، ويتميز بدقة مساره واتجاهاته ومحطاته، حيث خُطط بطريقة علمية وهندسية فريدة، وأقيمت على امتداده؛ المحطات والاستراحات، ورُصفت أرضيته بالحجارة في المناطق الرملية، وأنهى معاناة الحجّاج مع الظمأ ولهيب الشمس في ذلك الزمن.
وَقد ذُكِرَ “درب زبيدة” في كتب الجغرافيين والرحالة القدامى من المسلمين وغيرهم، مثل: الرحالة الليدي آن بلنت، في كتابها “رحلة إلى بلاد نجد”، كما ذكره ياقوت الحموي، وأبو إسحاق إبراهيم الحربي وغيرهم، من الذين رصدوا الأعلام، والمنارات، والمواقيد، التي حددت المسار من الكوفة إلى مكة، حيث يهتدي سالك الدرب ليلًا بالمواقيد والمشاعل، ونهارًا بالمنارات وعلامات “الرجوم”، إضافة إلى انتشار العديد من المواقع والمنشآت الأثرية؛ مثل: الآبار، والبرك، والسدود، والقصور، والمساجد، وغير ذلك من المرافق الأساسية والعلامات المتعددة على طول الطريق.
وأكد الباحث في مجال الآثار والمؤرخ عبدالرحمن التويجري أن درب زبيدة زود بالعديد من أعلام الطريق (المنارات، الرجوم، المواقيد) التي توضح المسالك التي يمر بها المسافرون ليلًا ونهارًا؛ مبينًا أن من أوائل الجغرافيين الذين رصدوا الأعلام والأميال التي تحدد مسار طريق حج الكوفة – مكة هو أبو إسحاق إبراهيم الحربي، الذي رصد انتشار الأعلام في المناطق السهلية بشكل ملحوظ، حيث حدد المسافة بين العلم والآخر في حدود الكيلين، أي ما يقارب الميل، كما تتقارب الأعلام في المناطق التي تتداخل فيها الطرق وتتفرق.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: درب زبیدة
إقرأ أيضاً:
حسن الزهراني لـ”الثقافية”: ملتقى الأدب الساخر علامة فارقة بالمشهد الثقافي
الثقافية – علي بن سعد القحطاني
أعلن النادي الأدبي في منطقة الباحة عن انطلاق الملتقى الأول للأدب الساخر، المقرر عقده في الفترة من 22 إلى 24 ديسمبر 2024م، الموافق 21 إلى 23 جمادى الآخرة 1446هـ.
وأوضح رئيس النادي الشاعر حسن الزهراني لـ”الثقافية” أن الملتقى يأتي بمشاركة نخبة من الأدباء والباحثين من داخل المملكة وخارجها، حيث أقرت لجنة مشورة الملتقى، التي تضم الدكتور عبدالله الحيدري والدكتور ماهر الرحيلي والقاص محمد الراشدي ورسام الكاريكاتير أيمن يعن الله الغامدي، محاور الملتقى. وتشمل هذه المحاور:
* الأدب الساخر: المفهوم والدلالات والمصادر.
* الاتجاهات الموضوعية للأدب الساخر في المملكة.
* الخصائص الفنية للأدب الساخر محلياً.
* مستويات التأثر والتأثير بين التجارب الساخرة محلياً وعربياً.
* الأدب الساخر في الصحافة المحلية عبر التاريخ.
* أثر القوالب التقنية ومواقع التواصل في نشوء أشكال جديدة من الأدب الساخر.
* سيميائية الكاريكاتير الساخر محلياً.
وأضاف الزهراني بأن النادي تلقى 40 موضوعاً للمشاركة، وتم اعتماد 27 بحثاً من قِبل اللجنة لأسماء بارزة في مجال الأدب الساخر، مثل الدكتور محمد الخضير، والدكتور صالح الحربي، والدكتورة بسمة القثامي، والدكتور عادل الزهراني.. وغيرهم.
وأشار إلى تخصيص جلسة شهادات للمبدعين، يقدمها الكاتبان محمد الراشدي وعلي الرباعي، إلى جانب عرض فيلم مرئي حول فن الكاريكاتير الساخر.
ويعد الملتقى منصة مهمة لاستكشاف الأدب الساخر كوسيلة نقدية وثقافية، ولتسليط الضوء على تجارب أدبية وفنية متنوعة، مما يعكس ثراء هذا النوع الأدبي في المملكة.
وأكد الزهراني أن النادي يواصل مسيرته في تقديم فعاليات نوعية ومبتكرة، بعد النجاح الذي حققته ملتقيات الرواية والمسرح ومهرجانات الشعر والقصة القصيرة والقصيرة جداً خلال الأعوام الماضية، التي حظيت بتفاعل واسع على المستويين المحلي والعربي.
وأوضح الزهراني أن فكرة ملتقى الأدب الساخر جاءت لتسليط الضوء على أحد أكثر أشكال الكتابة الأدبية رواجاً وتأثيراً، وقال: “الأدب الساخر يتميز بقدرته الفريدة على مقاربة إشكالات الإنسان وقضاياه وفق طرح مغاير ونسق إبداعي جاذب ومختلف. ورغم ذلك، لم ينل هذا اللون الأدبي نصيبه الكافي من الاهتمام والعناية البحثية على المستوى المحلي؛ لذلك يقوم الملتقى على إبراز الكتابة الساخرة في فضاءات التداول البحثي والنقدي، والتحاور حول واقعها في الأدب المحلي قديماً وحديثاً، إلى جانب الاحتفاء بالمنجز الإبداعي في هذا المجال”.
وأشار الزهراني إلى أن الملتقى يهدف أيضًا إلى:
* تأسيس فعاليات وملتقيات مستقبلية تعنى بالأدب الساخر.
* تسليط الضوء على هذا الشكل الأدبي العريق في تاريخ الأدب العربي.
* تشجيع الأجيال الصاعدة والمواهب الشابة على تبني هذا اللون الكتابي والتجديد فيه.
* كسر رتابة الألوان الأدبية التقليدية واستكشاف آفاق جديدة ومبتكرة.
وأعرب الزهراني عن سعادته بالتفاعل الكبير الذي وجدته فكرة الملتقى من قبل الأدباء والمثقفين، مؤكدًا أن هذا الحدث سيكون علامة فارقة في المشهد الثقافي بالمملكة، وموجهاً الشكر لكل من أسهم في إنجاح هذا المشروع الثقافي الواعد.