الحج عبادة وسلوك أخلاقي وحضاري
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
الحج هو الركن الخامس من أركان الإسلام ، ومن استعد للحج ،فمن أهم عناصرإستعداده التهيئة الأخلاقية والسلوكية (كما يجب) ، فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج.
ومع كل الاستعدادات التي تبذلها الدولة -حفظها الله- والوزارات المعنية ،إلا أنه يبقى هناك دور أساسي ومساند لكل مواطن مخلص ولكل مقيم يقدِّر وجوده في هذه البلاد ويحرص على أن يكون له دور إيجابي صادق ومخلص ،ذلك أن المخالفين للأنظمة من المواطنين والمقيمين هم يعيشون بيننا ،ويتحركون كذلك ، وتحركاتهم ضمن مخالفة القوانين التي وضعتها الدولة تحت مرأى ومسمع من بعضنا ،يجعلنا مشاركين لهم ، ومثل هؤلاء منعهم أو التبليغ عنهم واجب.
وقد اتفق العلماء على أن الحج عبادة وأخلاق ، وقبوله مقرون باتباع ما يرضي الله ، والخروج أو التحايل على القوانين ، بلا شك لا يرضي الله، فهذه القوانين ما وضعت إلا لراحة الحجاج وتسهيل حجهم والحفاظ على أمنهم وسلامتهم ، فحين يأتي من ينتهكها وهو يعلم ، فهو دون ريب يساهم في الإضرار بحسن سير العمل ، ويرهق القائمين عليه ، فبدلاً من أن يكون عوناً صار فرعوناً ! ولو طُبِّقت بحقه أقصى العقوبات فقليل.
للأسف ، كثيرون يتباهون بتحايلهم على الأنظمة ويعتبرونه ذكاءً خارقاً ، ولم يعلموا أنه إساءة لأنفسهم ووطنهم ،وأقل ما يصنّفوا تحته أنهم من المتواطئين ضدّ الوطن هذه الحقيقة، في حين أن كثيراً منهم كما قلت غافلون ، ويعتبرون أنفسهم أذكياء ولا يرون في ذلك ما يمسّ الوطن وإنما هم حققوا حِجة إضافية،لا يهمهم بأي طريقة كانت للأسف ، ومسألة التصريح مسألة شكلية في نظرهم لا تمسّ الناحية الدينية، وقد أفتى العلماء بأنه لا يجوز حج بلا تصريح ،وأن الحج آداب وقيِّم وأخلاقيات ،ومن أبسطها الالتزام بتعليمات الدولة وقوانينها ،وإجبار من هم تحت رعايتنا وكفالتنا بالالتزام بها ، وقد قرن الله عزّ وجلّ الحج ب (الاستطاعة ) ،وعفى عزّ وجلّ عمن لم يستطع ، والاستطاعة لا تأتي (بالتحايل والتضليل) ،فالحمدلله أن أكرمنا الله بهذه البلاد ،وأكرمها باستضافة ضيوف الرحمن الذين هم ضيوف كل مواطن ومواطنة، علينا أن نحرص كل الحرص على راحتهم ،وإفساح المكان لهم ،ومساعدة الجهات المختصة في القضاء على وسائل التحايل والحج دون ترخيص ،ونقل العمالة غير النظامية وتسهيل مرورهم من هنا وهناك ،فالأمن والأمان الحمد لله مستقر ومحقق بفضل الله ثم بفضل قيادة حكيمة ورجال مخلصين في الجهات المعنية لكنهم يجاهدون ويتعبون ،وحقهم علينا أن نشاركهم وأن نقوم بدورنا في حماية الوطن من العبث والعابثين بأمنه واستقراره ، وألا نمد لهم يد العون ونحن غافلون. دعونا نكون أهلاً لهذا الوطن المعطاء الذي له حقوق علينا كبيرة من أبسطها الدفاع عنه وحمايته من المستهترين والمستغلين سواء سعوديين أو مقيمين، وأن نطبِّق المقولة التي نردّدها دوماً : (وطن لا نحميه لا نستحق العيش فيه) ،
فالوطنية الحقّة تتطلب منا أن نساهم في خدمة وطننا وحمايته وأمنه والوقوف بجانب رجال الأمن ومساعدتهم في السيطرة على كل مامن شأنه عدم المساس بالأمن أو الاستهتار به، ولنضمن صلواتنا وأيامنا الفضيلة هذه التي أقسم بها الله عزّ وجلّ ،كل ما ينفعنا وينفع الوطن من أعمال طيبة ودعوات صادقة : أن يحفظ الحجاج ويتم حجهم بخير وسلام ،ويحفظ وطننا وقيادتنا ورجال أمننا، والقائمين على خدمة الحجيج ،ويوفقهم ويجعله حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً، وموسماً ناجحاً موفقاً بإذن الله. ودمتم.
(اللهم زد بلادي عزاً ومجداً وزدني بها عشقاً وفخراً)
@almethag
المصدر: صحيفة البلاد
إقرأ أيضاً:
محمد بن زايد يستقبل الرئيس الإندونيسي في قصر الوطن
أبوظبي/وام
استقبل صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، برابوو سوبيانتو رئيس جمهورية إندونيسيا الذي يقوم بـ'زيارة دولة' إلى دولة الإمارات.
وجرت لرئيس جمهورية إندونيسيا مراسم استقبال رسمية، لدى وصول موكبه إلى قصر الوطن في العاصمة أبوظبي، فيما رحبت فرق 'الخيالة والهجانة' بالضيف وقدمت فرق الفنون الشعبية عروضها التراثية احتفاء بزيارته، ثم اصطحب صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، الرئيس برابوو سوبيانتو، إلى منصة الشرف وعزف السلام الوطني لكل من دولة الإمارات وجمهورية إندونيسيا، واصطفت ثلة من حرس الشرف تحية له وأطلقت المدفعية 21 طلقة ترحيباً بزيارة رئيس جمهورية إندونيسيا، فيما رددت مجموعة من الأطفال حاملين أعلام البلدين العبارات الترحيبية بالرئيس الضيف.
وكان في الاستقبال كل من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس ديوان الرئاسة، وسمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، وسمو الشيخ حامد بن زايد آل نهيان، العضو المنتدب لجهاز أبوظبي للاستثمار، وسمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، وسمو الشيخ ذياب بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون التنموية وأسر الشهداء، وسمو الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار الشؤون الخاصة في ديوان الرئاسة، ومحمد بن عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، وعبد الرحمن بن محمد العويس، وزير الصحة ووقاية المجتمع، وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والبنية التحتية رئيس بعثة الشرف المرافقة للرئيس الضيف، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر، وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، والدكتورة آمنة بنت عبد الله الضحاك، وزيرة التغير المناخي والبيئة، ومحمد حسن السويدي، وزير الاستثمار، وأحمد بن علي محمد الصايغ، وزير دولة، وفيصل البناي، مستشار رئيس الدولة لشؤون الأبحاث الإستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، وعبد الله الظاهري، سفير الدولة لدى إندونيسيا، وعدد من كبار المسؤولين.
ويرافق الرئيس الإندونيسي وفد يضم كلا من، سو كيونو، وزير الخارجية، وروسان فيركاسا رسلاني، وزير الاستثمار والصناعة، وبهليل لها دليا، وزير الطاقة والموارد المعدنية، ويد يانتي فوتري، وزيرة السياحة، وعدد من كبار المسؤولين في إندونيسيا.