لوحات الحلبي.. جدلية الضوء والظل
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
عبد الله أبوضيف (القاهرة)
أخبار ذات صلة محمد ميهوب: «معجم الرواية» موسوعة نقدية نادرة لوحات السعودي.. «أنسنة» الجمادفي مجموعته الفنية بعنوان «حدود»، يعبر الفنان التشكيلي السوري أيمن الحلبي عن «اللازمكان»، من خلال لوحات جدلية تجسد الحدود الفاصلة بين الضوء والظل، وما يمثلانه من تناقضات بين حياة وموت، حزن وفرح، ووجود ولا وجود.
والظل في هذه المجموعة ليس مجرد عنصر فني بل رمزاً في المساحة ما قبل الفاصلة من ناحية الظل، حيث تتأجج الألوان وتتراكم التفاصيل حتى تصل إلى الخط الفاصل، وهذا يعبر عن حالة من التوتر والترقب، وعند الوصول إلى منطقة النور تختفي ملامح الوجه لإيصال فكرة اللا معرفة والغموض.
وعن استخدامه للونين الأبيض والأسود، يرى أنهما «يمثلان الثنائيات المتناقضة في الحياة، فالأبيض يعبر عن النقاء والصفاء، بينما الأسود يعبر عن العمق والغموض».
يستطرد الحلبي، قائلاً «لذلك أقسم لوحاتي إلى ثلاثة أجزاء، وأتعمد ترك الجزء العلوي من اللوحات باللون الأبيض تعبيراً عن السماء وما تخفيه من أسرار، والجزء السفلي أرسمه دون تقسيم واضح تعبيراً عن حالة اللا زمان والضياع، وفي منتصف اللوحة أناقش الانتقال بين الحالات مستخدماً تدرجات لونية ساخنة وباردة تضفي غموضاً جاذباً للوحات».
والتناقض في اللوحات انعكاس لحياة أيمن نفسه، فقد تنقل بين دمشق والجولان خلال طفولته، وحملت نفسه تناقضات بين الفرحة والحزن، الحضور والغياب، وظهر ذلك في الوحات الجسد المنقسم بين الظل والنور.
ويوضح الحلبي «لوحات تشعر المشاهد بتعقيدات الحياة، ضمن رحلة إنسانية تعبّر عن تجاربنا جميعاً».
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الفن التشكيلي الثقافة
إقرأ أيضاً:
الشيخ الحلبي عالم من أعلام الأزهر ونبراس الفكر الإسلامي
تحيي هيئة كبار العلماء ذكرى وفاة الشيخ العلامة أبو عبد الله شمس الدين النحرير الثقة محمد بن محمد خليفة الحلبي شهرة، الأزهري الشافعي، والذي انتقل إلى الرفيق الأعلى في مثل هذا الشهر -شهر نوفمبر من شهور عام 1940م، الموافق شهر شوال من شهور سنة 1359.
ميلاد الشيخ الحلبي
ولد فضيلته عام 1270ه/ 1853م، ببلدة الصنافين، بمركز منيا القمح، بمحافظة الشرقية، وهو من أصول شامية، وانتقل أجداده إلى مصر.
رحلة الشيخ العملية والعلمية
التحق فضيلته بالأزهر الشريف منتسبا إلى المذهب الشافعي، متلقيا العلوم على أيدي كبار علماء الأزهر؛ كالشيخ محمد الأشموني، والشيخ محمد الخضري، والشيخ البرهان السقا، وغيرهم، ونال شهادة الإذن بالتدريس من الدرجة الأولى الممتازة.
عين الشيخ محمد الحلبي مدرسا في الأزهر الشريف، فبهر الناس بتقريراته وتدقيقاته، وسعة اطلاعه وتمكنه، فقد كان من المتضلعين والمتمكنين في الفقه الشافعي، حتى قال عنه السيد أحمد بن محمد بن الصديق في فهرسته الكبرى: «شيخ الشافعية بالديار المصرية، كان متضلعا من الفقه الشافعي، حافظا لفروعه، مستحضرا لنصوصه، فكان العلماء الشافعية يرجعون إليه في حل مشكلاته ونوازله».
وكان من عادة كبار العلماء -خاصة الشافعية- الاجتماع في منزل العلامة السيد أحمد الحسيني شارح الأم للمدارسة وإبراز التحقيقات، فكان الشيخ الحلبي في مقدمة هذه الحلقة العلمية مع الشيخ البجيرمي، والشيخ خليفة فتح الباب الفشني، والشيخ إمام بن إبراهيم السقا، والشيخ محمد حسنين العدوي، والشيخ علي الصالحي، وغيرهم من أعيان العلماء.
نال الشيخ عضوية هيئة كبار العلماء بالأمر الملكي رقم (62) لسنة (1924م) الذي صدر بتوقيع الملك فؤاد بسراي المنتزه في السابع من ربيع الأول 1343ه، الموافق السادس من أكتوبر 1924م.
وقد أسندت له لجنة الهيئة تدريس مادة الحديث؛ ونظرا لمكانته العلمية انتخب عضوا بلجنة هيئة كبار العلماء ممثلا للمذهب الشافعي داخل اللجنة.
تتلمذ على يد الشيخ محمد الحلبي كثير من العلماء، من أجلهم شيخا الأزهر فيما بعد: الشيخ مصطفى عبد الرازق، والشيخ عبد المجيد سليم، بالإضافة إلى الشيخ فتح الله سليمان، والشيخ علي محفوظ، والشيخ صالح الجعفري، والعلامة المحدث عبد الله بن محمد بن الصديق الغماري، كما درس عليه الملك فؤاد الأول تفسيره القرآن الكريم.
أما عن مؤلفاته، فقد شارك العلامة أحمد بك الحسيني في بعض مصنفاته، وطبع «الأم» للإمام الشافعي، وله الكثير من الفتاوي في المهمات التي لو جمعت لخرجت في مجلدات، لكنها لم تجمع ولم تطبع، وله «رسالة في فقه الشافعية»، وله رسالة أيضا، عنوانها «التقرير والتحبير شرح التحرير».
وبعد رحلة عمرية أربت على ثمانين عاما، قضاها الشيخ محمد الحلبي في أروقة الأزهر الشريف حاملا لواء العلم توفي فضيلته في شهر شوال من عام 1359ه، الموافق شهر نوفمبر من عام 1940م.
رحمه الله رحمة واسعة، وأنزله منازل الأبرار