أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش، رئيس مجلس إدارة صندوق الوطن، أن إطلاق البرامج الصيفية للصندوق تحت شعار”قدوتي” يهدف إلى الإسهام في بناء أجيال المستقبل المؤمنة بهويتها الوطنية، وتحقيق الاستدامة من أجل مستقبل مشرق لهذا الوطن الغالي وفق الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، الذي يضع شباب الإمارات في مقدمة أولوياته.

وقال معاليه إن “الدورة الثانية من البرامج الصيفية لصندوق الوطن وهي تستعد لإطلاق أنشطتها بمختلف إمارات الدولة، تحرص على اجتذاب أكثر من 10 آلاف طالب وطالبة من أبناء الإمارات مستلهمة رؤية صاحب السمو رئيس الدولة بأن تكون الهوية الوطنية القوية المستدامة النابضة بالحياة عنوانا للمبادرات والبرامج والأنشطة كافة”.

جاء ذلك عقب اطلاع معاليه على استعدادات صندوق الوطن لإطلاق البرامج الصيفية بالمدارس المختارة على مستوى الدولة، بما يضمن نجاحها في تحقيق أهدافها التي تركز على قيم الهوية والوطنية الإماراتية وكل ما يتعلق بها على الأجيال الجديدة.

ووجه معاليه بفتح باب التسجيل فورا، للمشاركة بالبرامج الصيفية لجميع أبناء وبنات الإمارات من طلاب المدارس الإماراتية وحتى 30 يونيو الجاري على أن تبدأ أنشطة البرنامج بجميع إمارات الدولة في 8 يوليو المقبل وتستمر 3 أسابيع.

واستقر صندوق الوطن على أن تنطلق أنشطة البرامج الصيفية لطلاب المدارس الحكومية والخاصة بمدارس أبوظبي الدولية بمدينة محمد بن زايد أبوظبي وجيمس جزيرة الريم أبوظبي، وأكاديمية جيمس العالمية الفجيرة، والثانوية الإنجليزية – العين، وأكاديمية ياس الأمريكية أبوظبي، ومدارس أدنوك بالظفرة، والدار رأس الخيمة، ولا يشترط في المتقدمين أن يكونوا من منتسبي هذه المدارس فقط وإنما الباب مفتوح لمشاركة الجميع.

ووجه معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان بأن تكون البرامج الصيفية لصندوق الوطن منصة تربوية وترفيهية تستطيع تقديم محتوى مميز وجذاب يمكنه الوصول إلى طلاب المدارس بشكل ممتع لتعريف الأجيال الجديدة بهوية الإمارات وقيمها الأصيلة وتراثها الخالد، ورموزها الوطنية، وتاريخها المجيد، إضافة إلى تشجيع المواهب وتعزيز الإبداع والابتكار، وتقديم شرح واف لأهمية الاستدامة مؤكدا أن النجاحات الكبيرة التي حققتها البرامج الصيفية للصندوق العام الماضي خير دافع للجميع لمزيد من التطوير الكمي والكيفي، بالتركيز على الأهداف والمنطلقات نفسها.

وأشار معاليه إلى أهمية التركيز الكامل من قبل المخططين والمنظمين والمدربين المشرفين على البرامج الصيفية على الهدف الرئيس وهو تعزيز قيم الهوية الوطنية الإماراتية في نفوس الصغار لتصبح أسلوبا لحياتهم جميعا من خلال تعريفهم بأهمية الحفاظ على جميع مكونات الهوية الوطنية وترسيخها من خلال الأنشطة والأساليب الممكنة، كالإبداع والترفيه والتدريب والمسابقات وغيرها، مشيدا بجهود وزارة الثقافة، والمدارس المشاركة في تنظيم البرامج الصيفية لصندوق الوطن واستضافة أنشطتها.

من جهته أكد ياسر القرقاوي مدير عام صندوق الوطن أن الأهداف الرئيسة للبرامج الصيفية تركز على التعريف بمكونات الهوية الوطنية، والحفاظ على اللغة العربية والولاء للدين الحنيف، وتعزيز الثقة والفخر بقيم الانتماء والولاء بالهوية الوطنية، وترسيخ الهوية الوطنية ونقلها لأجيال المستقبل، وإطلاق القدرات والمهارات الإبداعية والقدرة على الابتكار لدى الجيل الجديد، والتوعية وتعزيز مبادئ ومفاهيم الاستدامة.

وأوضح أن أنشطة البرامج الصيفية لصندوق الوطن تركز هذا العام على تقديم فقرات تعريفية وتوعية حول القيم والمعارف، وتنظيم حوارات ونقاشات تفاعلية من نجوم وفناني وكتاب ومؤثري الإمارات، إضافة إلى تنظيم دورات وورش عمل مكثفة لتعزيز المهارات الاجتماعية مثل (التعارف، العمل الجماعي، روح الفريق، وغيرها)، من خلال ضيوف مميزين ومتخصصين في تعليم وتدريب الناشئة، ولا تغفل البرامج الصيفية الأنشطة والألعاب الرياضية مثل(كرة سلة، كرة قدم، تنس، ألعاب تفاعلية) وكذلك الأنشطة المتعلقة بالموسيقى والفنون الشعبية والمسرح، والقراءة والكتابة الإبداعية، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، وأمن المعلومات، والمهارات والأشغال يدوية، والقصص الوطنية والتراثية الملهمة، إضافة إلى التركيز على اتقان مهارات اللغة العربية.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

عبدالمنعم إمام يكتب: 30 يونيو.. يوم الجماعة الوطنية

لم يخرج الشعب المصرى فى تاريخه الحديث بكامل فئاته إلا فى ثورة 1919، وفى ثورة 25 يناير - 30 يونيو، تلك الأيام عبّرت فيها الجماعة الوطنية المصرية بكل مكوناتها عن هويتها بوضوح، عندما رفضت مشروع الاحتلال الإنجليزى للتفاوض عنها فى المرة الأولى، وعندما تمسّكت بدولة مدنية ديمقراطية، ورفضت مشروع الجماعة الإرهابية لاختطاف الوطن فى المرة الثانية.

سنجد الجماعة الوطنية المصرية حاضرة خلف ممثليها فى مواقف كثيرة، ولكنها لم تحضر بنفسها فى الشارع إلا فى هذه الأيام، حين ثارت ودافعت عن هويتها، فلقد كانت خلف جيشها منذ 9 يونيو 1967 وحتى تحقّق انتصار 6 أكتوبر، تدعمه وتقف وراءه، سنجدها حاضرة فى دعم كل ما هو مصرى وتفخر به، من نجيب محفوظ وأحمد زويل، حتى الاحتفال بانتصارات منتخب كرة القدم، بينما ستجد الجماعة الإرهابية حاولت قتل نجيب محفوظ، ولم تعتبره رمزاً مصرياً أصيلاً، الجماعة الوطنية لم تقرأ كلها لنجيب محفوظ، ولكنها شعرت بأنه ابنها ومنها ويعبر عنها وعن وعيها، أما الجماعة الإرهابية فكانت تراه عدواً يُهدّد جوهر مشروعها ومحاولتها تشويه هذا الوعى، بل لا تعترف بأنه يمثل هويتها، إذ إن هويتها غير تلك الهوية الوطنية لهذا الوطن.

إننى ابن ثورة يناير - يونيو، وأقولها بعظيم الفخر، إنها ثورة كل الشعب المصرى، عندما انضمت فئاته كافة خلف شبابه، معلنين تمسّكهم بدولة مدنية ديمقراطية لا مكان فيها للاستبداد، ثم عاد الشعب بقوة ليجتمع بكل أطيافه، دفاعاً عن هويته الوطنية، التى هدّدتها جماعة لا ترى فى الوطن إلا حفنة من التراب، فقال الشعب كلمته وحافظ على هويته.

مشاهد كثيرة لن تُمحى من ذاكرة هذا الشعب، وصنعت كرة ثلج، ومثّلت خطراً حقيقياً يواجه الوطن وشعبه، ومحاولة تشويه ومحو وطمس هويته.

حاولت الجماعة الإرهابية -وما زالت- أن تُصوّر هذا الصراع على أنه تمت تغذيته بالإعلام الموجّه أو بأموال خارجية، وهذه حالة متقدّمة ليس فقط من الإنكار، ولكن فى أساسها جهل حقيقى بطبيعة الصراع، وأنه لم يكن حول السلطة، ولكنه حول الهوية والمسار الذى تسير فيه هذه الدولة، ورغم أى عثرات يواجهها هذا المسار فإن الجماعة الوطنية تدرك بفطرتها السليمة أنها ستتخطى هذه العقبات مهما طال الزمن ومهما حاول البعض تشويه الفطرة السليمة وإظهار الصواب على أنه خطأ.

ولم يدرك العالم الغربى جوهر هذا الصراع واعتبرته بعض الدوائر انقلاباً على ما سموه المسار الديمقراطى، وهو رؤية ضيقة لجوهر هذا الصراع تستند إلى تعريفات ضيقة فى العلوم السياسية، وهو أمر مفهوم من هذه الدوائر حسنة النية أحياناً أو سيئة النية فى أحيان أخرى، والتى سعت إلى تمكين الجماعة الإرهابية من الحكم ضمن مشروع إقليمى طويل الأمد يتخذ من الديمقراطية واجهة لتنفيذ أجندة أخرى.

كانت لحظة 30 يونيو هى بداية النهاية لكل هذا المشروع غير الوطنى، وخطوة على الطريق الذى بدأه الشعب المصرى نحو جمهورية جديدة منشودة، تلك الجمهورية التى ينبغى أن تكون حاضنة للجماعة الوطنية بكل مكوناتها المعارضة والمؤيدة، والآن بعد انتهاء مرحلة تثبيت أركان الدولة والقضاء على الإرهاب، بات واجباً أن نعيد النظر فى العودة إلى روح 30 يونيو والاتجاه الجاد نحو الإصلاح السياسى الحقيقى الذى هو أساس الجمهورية الجديدة التى تحتضن شبابها وتدعمه فى مواجهة تلك الأفكار الظلامية، فى ظل دولة تحافظ على فلسفة وقيمة النظام الجمهورى من خلال تفعيل واحترام الدستور الذى هو الضمانة الحقيقية للاستقرار والتقدّم.

* رئيس حزب العدل وعضو مجلس النواب

مقالات مشابهة

  • سمير مرقص يكتب.. 30 يونيو: مصر تدافع عن نفسها
  • الشيخة سلامة بنت حمدان: الثقافة في جوهر رؤية الإمارات التنموية
  • عصام هلال عفيفي يكتب: حطمت مطامع الإخوان
  • أمين صندوق الغرف: ثورة 30 يونيو سطرت ملحمة خالدة للحفاظ على هوية الوطن
  • نهيان بن مبارك يهنئ خريجي كلية أبوظبي للإدارة لعام 2024
  • عبدالمنعم إمام يكتب: 30 يونيو.. يوم الجماعة الوطنية
  • أمين صندوق تطوير التعليم يهنئ الرئيس السيسي بذكرى ثورة 30 يونيو
  • ذياب بن محمد بن زايد يشهد الإعلان عن البرامج الصيفية لصندوق الوطن
  • ذياب بن محمد بن زايد يشهد الإعلان عن البرامج الصيفية لصندوق الوطن بحضور نهيان بن مبارك
  • نائب رئيس حزب الوفد: ثورة 30 يونيو استعادة الهوية الوطنية وهيبة الدولة