تقرير: واشنطن والرياض تقتربان من اللمسات الأخيرة على معاهدة أمنية
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، الأحد، نقلا عن مسؤولين أميركيين وسعوديين أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن على وشك وضع اللمسات النهائية على معاهدة مع السعودية تلتزم واشنطن بموجبها بالمساعدة في الدفاع عن المملكة في إطار صفقة تهدف إلى الدفع بعلاقات دبلوماسية بين الرياض وإسرائيل.
والاتفاق المحتمل، الذي ظل محل مراسلات على نطاق واسع بين مسؤولين أميركيين ومسؤولين آخرين لأسابيع، يأتي ضمن حزمة أوسع ستتضمن إبرام اتفاق نووي مدني بين واشنطن والرياض واتخاذ خطوات نحو إقامة دولة فلسطينية وإنهاء الحرب في غزة، حيث فشلت جهود وقف إطلاق النار المستمرة منذ شهور في إحلال السلام.
وستتطلب الموافقة على هذه المعاهدة، التي قالت وول ستريت جورنال إنها ستحمل اسم اتفاقية التحالف الاستراتيجي، تصويت أغلبية الثلثين في مجلس الشيوخ الأميركي لصالحها، وهو أمر سيكون من الصعب تحقيقه ما لم ينص الاتفاق على تطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أميركيين وسعوديين قولهم إن مسودة المعاهدة صيغت بشكل فضفاض على غرار الاتفاقية الأمنية المشتركة بين الولايات المتحدة واليابان.
وذكرت الصحيفة أن مسودة المعاهدة تنص على منح واشنطن إمكانية استخدام الأراضي السعودية والمجال الجوي للمملكة من أجل حماية المصالح الأميركية وشركائها في المنطقة مقابل التزام الولايات المتحدة بالمساعدة في الدفاع عن السعودية في حالة تعرضها لهجوم.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين قولهم إن المعاهدة تهدف أيضا إلى توثيق الروابط بين الرياض وواشنطن من خلال منع الصين من بناء قواعد في المملكة أو مواصلة التعاون الأمني مع الرياض.
ولم يرد البيت الأبيض ولا وزارة الخارجية الأميركية ولا السفارة السعودية في واشنطن على طلبات للتعليق حتى الآن.
ويمثل الضغط الدبلوماسي من أجل إبرام اتفاق دفاعي مع الرياض تحولا ملحوظا للرئيس بايدن، الذي تعهد عندما كان مرشحا بمعاملة السعودية باعتبارها منبوذة وجعلها تدفع ثمن اغتيال الصحفي جمال خاشقجي، الذي كان مقيما في الولايات المتحدة.
وجاء في تقرير الصحيفة أن "بايدن الآن على أعتاب تقديم التزام رسمي بحماية المملكة، والتي ترسم مسارًا طموحًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية بينما لا تزال تقمع المعارضة".
الصحيفة نقلت عن المفاوض الأميركي السابق، آرون ديفيد ميلر، قوله "ستكون هذه هي المرة الأولى التي تبرم فيها الولايات المتحدة اتفاقية دفاع مشترك تكون لها قوة القانون منذ مراجعة المعاهدة الأميركية اليابانية عام 1960، والمرة الأولى التي تبرم فيها مثل هذه الاتفاقية مع دولة استبدادية".
ومن شأن هذا التحالف الأمني أن يرفع مكانة المملكة الإقليمية ويرسخ الدور العسكري الأميركي في الشرق الأوسط في ظل اهتزازها بعد هجوم 7 أكتوبر الذي قادته حماس ضد إسرائيل والحرب الإسرائيلية على غزة.
ومن شأن الصفقة أيضًا أن تدعم أمن السعودية، في حين تخاطر بزيادة التوترات مع إيران، التي تتنافس معها على التفوق الإقليمي وتعمل على تعميق علاقاتها مع روسيا.
يذكر أن مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قال الشهر الماضي إن أمن إسرائيل على المدى الطويل يعتمد على تكاملها الإقليمي وعلاقاتها الطبيعية مع الدول العربية، بما في ذلك المملكة العربية السعودية.
وقال للصحفيين: "يجب ألا نفوت فرصة تاريخية لتحقيق رؤية إسرائيل آمنة، محاطة بشركاء إقليميين أقوياء، وتشكل جبهة قوية لردع العدوان ودعم الاستقرار الإقليمي.. نحن نتابع هذه الرؤية كل يوم".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
وزير خارجية السعودية يثير تفاعلا بما قاله عن التطبيع مع إسرائيل وغزة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)—أثار وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان تفاعلا واسعا بين نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بعد ما قاله حيال موقف المملكة من تطبيع العلاقات مع إسرائيل بالإضافة إلى الوضع في غزة والعلاقات مع إيران.
تصريحات الأمير فيصل بن فرحان أتت في حوار على هامش مبادرة مستقبل الاستثمار مع الزميلة بيكي اندرسون بـCNN، حيث قال إن تطبيع بلاده مع إسرائيل "غير وارد حتى التوصل إلى حل بشأن إقامة الدولة الفلسطينية" مضيفًا أن "أمن كل المنطقة معرض للخطر إذا لم نعالج حقوق الفلسطينيين، وإذا لم نجد طريقًا إلى مسار يقودنا إلى دولة فلسطينية".
وتابع الأمير فيصل بن فرحان إن "إنشاء دولة فلسطينية لا يتعلق بما إذا كانت إسرائيل تقبل أم لا، بل إنه مرتبط بمبادئ القانون الدولي"، مضيفًا أن "قرارات الأمم المتحدة التي أدت إلى إنشاء دولة إسرائيل كانت تهدف بوضوح إلى إقامة دولة فلسطينية أيضًا، لذا يتعين علينا أن نجعل ذلك يحدث".
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن "ما يحدث الآن في شمال غزة، حيث يفرض حصارًا كاملاً على أي وصول للسلع الإنسانية، إلى جانب هجوم عسكري مستمر دون أي مسارات حقيقية للمدنيين للعثور على مأوى، وإيجاد مناطق آمنة، لا يمكن وصف ذلك إلا بأنه شكل من أشكال الإبادة الجماعية".