الأمن الغذائي والمائي أولوية وطنية
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
الأمن الغذائي والمائي أولوية وطنية
تقدم العاصمة أبوظبي نموذجاً متكاملاً على دقة التخطيط الاستراتيجي وفاعلية الجهود التي تدعم تنافسيتها الحضارية واستباقها للمستقبل ومواكبة التطلعات بالتنمية والتقدم، وهو ما يعزز الثقة بتوجهاتها الاستثنائية والفريدة على كافة الصعد بفضل الأولويات المعتمدة والرؤى العصرية التي تميز نهضتها التنموية الشاملة وما تقوم عليه من آليات وتنجزه من مشاريع تتسم بقوة مستهدفاتها في كافة القطاعات وخاصة ما يتعلق منها بحياة الإنسان مثل الأمن الغذائي والمائي كما بين سمو الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، خلال اعتماد سموه إطلاق “مجمع تنمية الغذاء ووفرة المياه” (AGWA)، مؤكداً “أن الأمن الغذائي والمائي يمثل أولوية وطنية تحظى باهتمام القيادة الرشيدة لضمان بناء منظومة مستدامة للإنتاج الزراعي والمائي تعتمد على الحلول الذكية وتُحفِّز مشاريع البحث والابتكار في تقنيات الزراعة الحديثة، لتنويع مصادر الاقتصاد المحلي، ما يضمن تنمية مستدامة لأجيال الحاضر والمستقبل، تماشياً مع أهداف الاستراتيجية الوطنية للأمن الغذائي 2051، وتوجُّهات استراتيجية الأمن المائي 2036”.
“المجمع” الذي تقود جهود إنشائه كل من دائرة التنمية الاقتصادية بأبوظبي و”مكتب أبوظبي للاستثمار”، يدعم الجهات المعنية بصناعة الغذاء والمياه، للاستفادة من أحدث الابتكارات ومن الحجم الكبير والمتنامي لصناعة الغذاء والمياه العالمية التي يتوقع أن يصل سوقها إلى 77.4 تريليون درهم في العام 2045، وأن تبلغ إسهامات “المجمع” في الناتج المحلي الإجمالي لإمارة أبوظبي نحو 90 مليار درهم بحلول نفس العام، والمساهمة في توفير أكثر من 60 ألف وظيفة جديدة، واستقطاب استثمارات بقيمة 128 مليار درهم.. يعزز النمو الاقتصادي وتنوعه، كما يشكل نقلة متقدمة لتلبية الطلب العالمي المتزايد على الغذاء والمياه، وتوفير الأنماط الحديثة وتخفيف الضغط عن النُظُم الزراعية التقليدية وإيجاد الحلول المبتكرة لمواجهة تحديات نقص الغذاء وشح المياه، وتعزيز التقنيات التي تضمن توفير المياه الصالحة وتحسين طرق استخدامها، بالإضافة إلى تصميمه النموذجي الداعم للموردين والمصدرين المحليين للاستفادة من الفرص التجارية العالمية وضمان تطوير سلاسل توريد موثوقة ومستدامة.
أبوظبي تلهم العالم بما تعتمده من خطط ومسارات علمية وحلول ابتكارية وتكنولوجية متقدمة، وهي توجهات راسخة في مسيرتها الحافلة بالإنجازات التي تحرص على البناء عليها، وفي الوقت ذاته وانطلاقاً من دورها العالمي تضاعف جهودها لما فيه خير وصالح الإنسانية ولتلبية الاحتياجات المتزايدة وضمان حقوق الأجيال بموارد مستدامة.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الأمن الغذائی والمائی
إقرأ أيضاً:
مبادرة البحار الثلاثة.. أولوية لإنعاش أوروبا الوسطى والشرقية
تملك الدول الأوروبية، بفضل بحار الأدرياتيكي، والبلطيق، والأسود المفتاح للأمن والأزدهار والانخراط العالمي لأوروبا القوية والمرنة.
وعلى القادة الأوروبيين في ظل دعم أمريكي قوي أن يعلنوا رؤية واستراتيجية مناسبة لتحقيق هذه النتيجة في القمة المقبلة لمبادرة البحار الثلاثة في بولندا في أبريل(نيسان) المقبل، حسب تقرير لـ3 محللين سياسيين.European states buttressed by the Adriatic, Baltic, and Black Seas hold the key to the security, prosperity, and global engagement of a strong and resilient Europe, write three experts. https://t.co/AxgWD7OKux
— National Interest (@TheNatlInterest) February 21, 2025 دعم من ترامبوقال المحللون كوش أرها، رئيس منتدى المحيطين الهندي والهادىء الحر والمفتوح، وسلافومير ديبسكي أستاذ الاستراتيجية في كلية أوروبا في ناتولين بوارسو، وتيت رييسالو وزير الاقتصاد والتكنولوجيا السابق في إستونيا في تقرير نشرته مجلة "ناشونال إنترست" الأمريكية، إن المبادرة، التي يؤيدها الرئيس البولندي أندريه دودو، حظيت بدعم قوى من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال ولايته الأولى.
والآن على رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك، أن يغتنم الفرصة للتواصل مع الرئيس ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين لإعطاء أولوية للمبادرة . وعلى بولندا السعى للتواصل مع الدول الأعضاء في مبادرة البحار الثلاثة والمفوضية الأوروبية لإعلان رؤية جسورة وممتدة تخدم المصالح الأوروبية والأمريكية من خلال دعوة ترامب لحضور القمة.
وتشهد الأهمية الاقتصادية والعسكرية لمنطقة وسط وشرق أوروبا صعوداً. وتعد مبادرة البحار الثلاثة وسيلة مناسبة لتحقيق الأهمية المتنامية للمنطقة عبر أوراسيا بشكل مثالي. ويستطيع توسك البناء على إرث دودا في رفع مبادرة البحار الثلاثة إلى مشروع أوروبي يحظى بالأولوية.
وأضاف المحللون أن هناك طريقتين رئيسيتين لدعم المبادرة باعتبارها أولوية أوروبية وتعزيز المصالح الأمريكية. أولهما، ترسيخ مبادرة البحار الثلاثة بوصفها القناة لإقامة ممرات للتحرك العسكري لتعزيز الموقع الأمامي لحلف شمال الأطلسي ناتو على طول جبهة ممتدة من فنلندا إلى رومانيا. ويجب التقييم السريع بين الناتو والمفوضية الأوروبية والدول الأعضاء في مبادرة البحار الثلاثة لتحديد الأولوية لمسارات البنية التحتية والنقل التي تحقق أعلى المنافع الاقتصادية والأمنية.
ويتمثل العنصر الرئيسي لهذه الرؤية في تحسين الطرق وشبكة السكك الحديدية التي ستربط خطوط ناتو الأمامية بالمناطق الاقتصادية الداخلية في المنطقة، والموانئ الثلاثة الرئيسية وهي تريستي على البحر الأدرياتيكي، وغدانسك على بحر البلطيق، وكونستانتا على البحر الأسود.
وتابع المحللون أن هذا التواصل المعزز سيربط البحار الثلاثة ويدعم الردع ضد روسيا. وعلاوة على ذلك، فإن هذا الربط سيكون أمراً لا غني عنه لإعادة إعمار وأمن أوكرانيا بعد الحرب. ومن خلال ذلك، ستدمج مبادرة البحار الثلاثة تعافي أوكرانيا في إطار العمل الأمني والاقتصادي الأوسع لأوروبا وترسخ نفسها بقوة نقطة ارتكاز للاستقرار والازدهار الإقليمي.
والطريقة الثانية هي العمل على جعل مبادرة البحار الثلاثة، بالتنسيق الوثيق مع المفوضية الأوروبية، نقطة الإنطلاق الرئيسية لمبادرة البوابة الأوروبية العالمية. ويمكن بهذه الطريقة تحقيق اتصال موثوق مع المناطق المجاورة في الجنوب والشرق والشمال.
???????? - ???????? - ????????
Japan, ROK, and the U.S. conducted their first trilateral escort flight of 2025, building on a history of strong trilateral cooperation, interoperability, and commitment to a #FreeAndOpenIndoPacific.
Read More ⬇️https://t.co/5sjO1tvxSa pic.twitter.com/Pu96ts5OkF
وفي اتجاه الجنوب، تتصل منطقة البوابة العالمية ومبادرة البحار الثلاثة من خلال ميناء تريستي، بالتجارة الهندية المتوسطية الناشئة المدفوعة بأسرع أكبر اقتصاد نموا في العالم ،الهند، إضافة إلى دول الخليج وإسرائيل.
وستكون منطقة مبادرة البحار الثلاثة بعد تجديدها وارنباطها بالممر الاقتصادي الهندي الشرق أوسطي الأوروبي في وضع جيد لتدشين طريق ذهبي جديد يمكن أن يدفع التجارة الهندية الأوروبية إلى أفاق أعلى جديدة في القرن الحادي والعشرين.
وأعلن الرئيس ترامب أخيراً أنه ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، اتفقا على العمل سوياً للمساعدة في تشييد واحد من أكبر طرق التجارة في التاريخ، يمتد من الهند مرورً بإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى إيطاليا ثم إلى الولايات المتحدة، ويربط شركائنا وطرقنا والسكك الحديدية والكابلات تحت سطح البحر".
وفي جهة الشرق، تتصل مناطق مبادرة البحر الثلاثة بالقوقاز، وبحر قزوين، وآسيا الوسطى. وهذا وقت مناسب لإنشاء ممر اقتصادي يربط آسيا الوسطى، والقوقاز ، وأوروبا، وسيؤدي هذا الممر لتعزيز حرية الملاحة في البحر الأسود ويضمن سلامة الساحل الأوكراني. وإلى الشمال، تتصل منطقة مبادرة البحار الثلاثة بكيان متجدد يضم دول البلطيق وناتو، يطلق عليه الشمال الحر.
وتواجه الدول الإقليمية حاجة ملحة بشدة لتنسيق أكبر لدفع المصالح الأمنية والاقتصادية المشتركة من خليج فنلندا إلى خليج ألاسكا. وتعد مبادرة البحار الثلاثة في وضع جيد لتكون الحصن لتعاون أكبر عبر الأطلسي في الشمال الحر. وتعزز مبادرة البحار الثلاثة الاتصال بين المناطق المجاورة ذات الأهمية الجيوسياسية والجيو اقتصادية الكبيرة، وتخدم مثل مرساة ومقدمة لجهود البوابة العالمية الأوروبية. وسيدعم التماسك الداخلي والمرونة اتتمدد الإقليمي لمبادرة البحار الثلاثة بشكل أوسع نطاقاً.
وتوفر القمة المقبلة للمبادرة منصة مناسبة ليس لتوسيع رؤية مبادرة البحار الثلاثة فحسب، ولكن أيضاً لزيادة عدد الأعضاء فيها. ويتعين أن تحاول مبادرة البحار الثلاثة ضم كل الدول الأوروبية الرئيسية على البحار الثلاثة وبصفة خاصة إيطاليا، وأوكرانيا. ومن خلال إضافة هاتين الدولتين، فإن مبادرة البحار الثلاثة التي تضم 15دولة تصبح فاعلاً إقليمياً لاغني عنه في تشكيل مستقبل أمن أوروبا وازدهارها.
It’s not too early to plan for Ukraine’s reconstruction as a strong, free-market democracy. https://t.co/pPecI5hUel
— National Interest (@TheNatlInterest) August 17, 2024 تنفيذ الرؤيةويجب أن تؤمن المبادرة أيضاً هيكلاً مالياً مناسباً لتنفيذ رؤيتها الموسعة من خلال الاستفادة من أعضائها والشركاء المقربين، ويتمثل الهدف الأساسي في جذب المستثمرين المؤسسين لإقامة مشاريع البنية التحتية.
ويمكن أن يعزز الجمع بين الصناديق السيادية المتماثلة، والتمويل المفيد، وضمانات الائتمان الاستثماري بشكل كبير البنية التحتية لمبادرة البحار الثلاثة بوصفها استثمارات مرغوب فيها.
وربما تدرس الدول الأعضاء تأسيس صندوق لمبادرة البحار الثلاثة، والناتو مع إسهامات تخصص في الميزانية للاستفادة من صناديق خاصة مماثلة في إنشاء ممرات ذات استخدام مزدوج للتنقل العسكري.
وأفاد المحللون أنه من خلال دعم قوي من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ربما تتطلب مبادرة البحار الثلاثة تشكيل مجموعة عمل من دول المبادرة ومجموعة الدول الصناعية السبع، تضم مؤسسات تمويل التنمية لتقديم ضمانات التمويل والائتمان لمستثمرين خاصين مؤهلين في المشاريع الخاصة بالبنية التحتية الإقليمية.
وسيكون التأثير الجماعي للرؤية والعضوية الموسعة لمبادرة البحار الثلاثة هائلاً. وإذا نفذت الاستراتيجية أنفة الذكر بشكل مثالي، فإنها ربما تحول أوروبا الشرقية إلى درجة مماثلة لما حققته خطة مارشال لأوروبا الغربية.
واختتم المحللون الثلاثة تقريرهم بالقول إنه ربما ينظر أيضاً الرئيس ترامب ورئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين، مع رئيس الوزراء توسك، والرئيس دودا، إلى هذه الفرصة على أنها واحدة من أفضل جهودهم في تقوية أوروبا والتحالف عبر الأطلسي.