عادل عبد العزيز: بكري الجاك واستهداف الجيش السوداني
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
بكري الجاك الذي تم تعيينه مؤخراً ناطقاً باسم تقدم، صرح في أولى لقاءاته الإعلامية بأن على الجيش السوداني الاستسلام، وأن هذا ليس عيباً وقد قامت به، أي الاستسلام، اليابان من قبل. على سذاجة الفكرة، الا أنها تعبر عن توجه ثابت، ومخطط ممنهج، يتبعه بكري الجاك بتوجيه من أجهزة استخبارية لتفكيك الجيش السوداني.
في يونيو 2022 أصدر مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة C4ADS وهو مركز دراسات مقره بالولايات المتحدة تقريراً بعنوان (حاميها حراميها) مع عنوان جانبي يقول (كيف تؤدي السيطرة العسكرية على الاقتصاد الى عرقلة الديمقراطية في السودان).
وفي الأسبوع الأول من شهر يوليو من نفس العام عقد مركز الدراسات الدفاعية المتقدمة ندوة حول التقرير المشار إليه. شارك فيها كاميرون هديسون الباحث والدبلوماسي السابق، وخلود محمد خير الناشطة السياسية، ومجدي أمين مستشار وزير المالية السابق، وترأست الندوة ايفا كاهان مسئولة السودان بالمركز. وكان محور النقاش فرض عقوبات على الجيش السوداني ومؤسساته.
وخلال نفس الشهر نشر الناشط السياسي بكري الجاك مقالاً انتشر بالوسائط الالكترونية بعنوان (دولة الكارتيلات والعصابات العابرة للحدود) مضمون المقال لا يخرج عن محتوى تقرير (حاميها حراميها)، فهما يصدران عن فكر واحد ورؤية متحدة، تعتبر الجيش ومؤسساته المختلفة عصابات إجرامية هدفها نهب ثروات السودان.
من الملاحظ أن هذه الحملة الممنهجة اشتدت بعد مشاركة منظومات الصناعات الدفاعية في معرض أبو ظبي للأنظمة الدفاعية، وحصول المنظومة على تعاقدات مع جيوش بعض الدول بعد أن قدمت منتجات عالية التقنية بأسعار منافسة للغاية.
على سبيل المثال فإن مشاركة السودان في معرض أبو ظبي للصناعات الدفاعية والأمنية (ايدكس 2015) لفتت الانظار من حيث حجم المشاركة والمعدات التي تم استعراضها. الدوريات والمجلات العسكرية المتخصصة أشارت بخطوط عريضة لهذه المشاركة. وعلى سبيل المثال تناولت اصدارة TTU وهي متخصصة في الصناعات الدفاعية والدراسات الاستراتيجية وتصدر في فرنسا أشارت لهذه المشاركة بالقول :(شاركت في المعرض أكثر من 1200 شركة من 55 دولة وبزيادة وصلت نسبتها الى 38.5% عن العام الماضي. جاءت غالبية المشاركات من دول صاعدة في مجال الصناعات العسكرية. وتميزت أجنحة كوريا الجنوبية، تركيا، السعودية، والامارات. كما لفتت الأنظار المشاركة الضخمة لهيئة التصنيع الحربي السودانية، والتي تحولت في سنوات محدودة الى واحد من الموردين المعتبرين للأسلحة والذخائر في دول القارة الافريقية برغم الاوضاع التي يعيشها هذا البلد). يذكر أنه من حيث حجم العرض فقد احتلت هيئة التصنيع الحربي السودانية المركز الثاني بعد دولة الامارات العربية المتحدة.
خلال سنوات قليلة تطورت الصناعة العسكرية السودانية لمستويات متقدمة جداً في مجالات الأسلحة الصغيرة، والذخائر، والمركبات العسكرية المصفحة، والطائرات الصغيرة، والطائرات بدون طيار، من خلال مصنع صافات لإنتاج الطائرات الذي يتبع للهيئة، والانتاج في هذه المجالات يضارع مثيله في الدول المتقدمة. ويتم تصديره لعدد من الدول.
وعلى هذا يتضح أن ما يقوم به بكري الجاك هو عمل ممنهج لتدمير الجيش السوداني، وبتعيينه ناطقاً رسمياً باسم (تقدم) يتضح أن مهمة التدمير آلت لهذا التحالف السياسي الذي يعمل ضد الوطن وضد الجيش، وبهذا الحيثيات يتعين على أجهزة الدولة ملاحقة هذا التنظيم داخلياً وخارجياً. والله الموفق.
د/ عادل عبد العزيز الفكي
adilalfaki@hotmail.com
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: الجیش السودانی بکری الجاک
إقرأ أيضاً:
حملات جنوبية سودانية واسعة تندد بانتهاكات الجيش السوداني بولاية الجزيرة
التغيير: كمبالا
انتشرت دعوات بين مواطنين جنوب سودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، للخروج في مسيرات منددة بارتكاب الجيش السوداني لانتهاكات بحق مواطنين جنوب سودانيين في ولاية الجزيرة بعد استعادة مدينة ودمدني السبت الماضي.
وخلال الأيام الماضية تداولت الوسائط مقاطع فيديو تظهر تعرض مواطنين من دولة جنوب السودان لانتهاكات كبيرة داخل قرى كنابي ولاية الجزيرة، شملت القتل والتعذيب.
وأصدرت خارجية جنوب السودان أمس الخميس بيانًا، طالبت فيه القوات المسلحة السودانية، بمحاسبة المتورطين في الأحداث التي طالت مواطنيها، مشيرة إلى أنهم مدنيين غير مسلحين إضافة إلى كونهم أجانب.
وبعد تمكن الجيش السوداني من استعادة مدينة ودمدني الأسبوع الماضي، انتشرت مقاطع فيديو توضح ارتكاب أفراد يتبعون له وللقوات المتحالفة لانتهاكات كبيرة ضد مدنيين في مدني وقرى الكنابي، وصفت بجرائم الحرب، شملت القتل والحرق، من بينها رمي مواطن في مياه النيل بعد إطلاق الرصاص عليه.
وعلى مواقع التواصل الاجتماعي باللغة العربية “فيسبوك، اكس، وواتساب”، نظم مواطنون جنوب سودانيون، بينهم مثقفون وحقوقيون، حملات منددة بمقتل مواطنهيم على أيدي الجيش السوداني.
ووصفوا ممارسات الجيش ليست بالجديدة، مذكرين بالمجازر التي ارتكبها في جنوب السودان قبل الانفصال 2011، لاسيما في فترة حكم الإسلاميين، أو ما عرف بـ “الحرب الجهادية”.
وكانت القوات المسلحة السودانية أصدرت بيانًا، أقرت فيه بارتكاب بعض أفرادها لانتهاكات في مدينة ومدني وقرى الجزيرة، وصفتها بـ”الفردية”، وأكدت على محاسبة الجناة، بينما شككت كيانات حقوقية وسياسية في ذلك من ضمنها هيئة محامي دارفور التي طالبت الجيش أولًا بالاعتذار لأهل الضحايا، واتخاذ خطوات جادة لمحاسبة المتورطين.
ويتخوف حقوقيون وناشطون سودانيون من أن تؤدي ممارسات الجيش ضد المواطنين الجنوب سودانيين إلى رد فعل انتقامي يتأثر بسببه اللاجئون السودانيون في دولة جنوب السودان، إذ تصاعدت بعض الأصوات النشاز التي تطالب بذلك ضمن الحملة الجنوب سودانية للتنديد بممارسات الجيش.
الوسومالجيش السوداني جنوب السودان كمبو خمسة ولاية الجزيرة