حرص الاحتلال على بث أجواء من النصر والفرح مع عملية تحرير الرهائن، وإعطاء نتنياهو قبلة مؤقتة للحياة بعد أن حرَّر جيش الاحتلال الإسرائيلي 4 محتجزين أحياء من وسط قطاع غزة، في عملية وحشية مريعة، استخدم فيها كل أنواع الأسلحة برًا وبحرًا وجوًا، مخلفًا مجزرة راح ضحيتها ما لا يقل عن 274 شهيدا و600 جريح، فيما قُتل أهم القادة هو قائد وحدة اليمام الخاصة.
وثقت عشرات المقاطع التي انتشرت على منصات التواصل حجم آلة القتل التي استخدمها الاحتلال في مجزرة مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، لتحرير أربعة أشخاص.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على غزة برا وبحرا وجوا منذ السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 36801 فلسطيني، أغلبهم من الأطفال والنساء، وإصابة 83680 آخرين، فيما لا يزال آلاف الضحايا تحت الركام وفي الطرقات.
واليوم تجلى الدور الحقيقي للميناء العائم التي ادعت أمريكا أنه أنشئ لتخفيف معاناة الغزيين، حيث استخدمت شاحنات المساعدات الموجودة به والقوات المتمركزة فيه في عملية تحرير 4 أسرى إسرائيليين وارتكاب أبشع مجزرة في مخيم النصيرات.
ليتباهى "نتنياهو" بتحرير 4 أسرى إسرائيليين من قبضة حماس، وكأن ذلك شبيه بانتصار الجيش الأحمر الروسي على الألمان في معركة "ستالين غراد" أو كأنه في مستوى انتصار قوات الحلفاء على الألمان في إبرار "نورماندي".
هكذا استردوا أسراهم بمجزرة النصيرات لا أحد يذكر الأمعاء التي تبرز من جسد صبي في الشارع، فروة الرأس التي تتدلى من رأس فتاة في المستشفى، الرجل العجوز بلا ساقين وآخر شاب يحترق.
وتوغلت آليات عسكرية بشكل مفاجئ فى مناطق شرقى وشمال غربي مخيم النصيرات بالتزامن مع القصف المدفعي العنيف الذي استهدف مناطق واسعة من المخيم، كما توغلت قرب جسر وادي غزة على طريق "صلاح الدين" وسط القطاع، ووسعت توغلها شرقي دير البلح وفي مخيمي البريج والمغازي.
وانتشلت طواقم الإسعاف عشرات الشهداء من الشعب الفلسطيني بينهم أطفال من الشوارع ومنطقة السوق المركزي الذي سقطت عليه القذائف، بينما اكتظت أقسام المستشفيات بعشرات الجرحى من الحالات الحرجة.
ليخرج نتنياهو للعالم بالانتصار المزيف، والملطخ بالدماء وسط أكثر من ثلاث لواءات وأكثر من خمس فرق مدرعة وأكثر من600 طائرة مسيرة وتغطية من جميع الأسلحة ولم يستطيعوا الوصول إلى مخرج وطلبوا المساعدة والإمداد، ويفشل في إتمام عملية عسكرية ويقتل فيها قائد القوات ويدمر حي سكني كامل ليخرج أربعة أشخاص!
على" نتنياهو" ألا يعتقد أن تحرير الأربعة الأسرى بمنزلة عربون لتحرير أسرى آخرين عسكريا، أو مقدمة لانتصارات عسكرية قادمة، بالعكس هو إفشال لاتفاقية الهدنة، وتسليم المختطفين أحياء، وأتوقع تصعيد خطير ضد الصهاينة أكثر مما كان وليست بالعمليات العسكرية من ضمانات برجوع باقي المختطفين أو ابقائهم في سلام.
تحرير الأربعة المحررين ليس إنجازا لأن لو استطعنا أن نقول إن الاحتلال خلال ثمانية أشهر منذ السابع من أكتوبر الماضي حرر "أربعة أشخاص" من المختطفين، من قبل قوات حماس، يعني هذا أن الاحتلال يحتاج لتحرير المائة وعشرون "مخطوفا" إلى عشرون عامًا لكي يستطيعوا إعادتهم إلى ذويهم.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: فلسطين غزة حماس قضية فلسطين النصيرات
إقرأ أيضاً:
مختار غباشي: عملية تبادل الأسرى جعلت نتنياهو في صورة سيئة أمام شعبه
تحدث مختار غباشي، نائب رئيس المركز العربي للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن المرحلة الأولى من تبادل الأسرى، وتأثير مشاهد الإفراج على الإسرائيليين.
وقال مختار غباشي، خلال مداخلته الهاتفية ببرنامج “صباح البلد” المذاع على قناة “صدى البلد”، إن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية، لمحاولة تعطيل المرحلة الثانية من عملية تبادل الأسرى.
وأضاف أن نتنياهو ناقش مع رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، عددا من الموضوعات المختلفة، بينها من سيحكم غزة بعد الحرب، وإمكانية وضع قوات دولية مع حماس.
ولفت إلى أن المرحلة الأولى من عملية تبادل الأسرى، جعلت نتنياهو في صورة سيئة وعار أمام شعبه الإسرائيلي، بعد 15 شهرا من العمليات الصهيونية في الأراضي الفلسطينية.
وعلق على مكالمة الرئيس السيسي ونظيره الأمريكي، قائلا: “الرئيس السيسي دعا ترامب لزيارة مصر، وهناك علاقة وطيدة مشتركة بين مصر وأمريكا”.