تدخل الصحافة اليمنية عاما عصيبا آخر في ظل الأزمة التي دخلت عامها التاسع، وانعكست سلبا على الحريات الإعلامية والمؤسسات الصحفية والعاملين في القطاع الإعلامي.

 

يتخذ الصحفيون في اليمن يوم التاسع من يونيو كل عام "يوم الصحافة اليمنية" الذي يصادف يوم اعتقال جماعة الحوثي 10 صحفيين في العاصمة صنعاء في العام 2015 وأخفتهم قسريا لمدة ثمان سنوات، وأبقتهم تحت التعذيب والتنكيل بتهم كيدية.

 

وتنوعت انتهاكات الصحافة في اليمن بين حجز الحرية والاعتداء على الصحفيين والمؤسسات الصحفية، بالإضافة إلى التهديد والتحريض على الصحفيين، ومصادرة ومنع الإعلام المستقل والإيقاف والمحاكمات والاستدعاء وحتى الترحيل القسري.

 

لا يزال الصحفيون في اليمن يعيشون تحت المراقبة، ويمكن اعتقالهم لمجرد نشر تغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما يتم محاكمتهم بتهم كيدية.

 

علاوة على ذلك، يواصل بعض الصحفيين والصحفيات في اليمن معاناتهم داخل المعتقلات. يُقدر أن هناك ستة صحفيين يمنيين محتجزين حتى الآن، ثلاثة منهم في صنعاء (وحيد الصوفي ونبيل السداوي وعبدالله النبهاني) وصحفيين اثنين في عدن (أحمد ماهر وناصح شاكر)، ومصير الصحفي محمد قائد المقري لا يزال غامضاً منذ اختطافه في حضرموت في عام 2015، بينما أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في عدن بالسجن أربع سنوات للصحفي ماهر.

 

وتفاعل الصحفيون اليمنيون ومراكز حقوقية بمناسبة الذكرى، على الوسم #يوم_الصحافة_اليمنية، مطالبين أطراف الصراع في البلاد بالالتزام بالقوانين اليمنية والمعايير الدولية التي تضمن حماية الصحفيين وتمكنهم من أداء واجباتهم بأمان.

 

وبمناسبة يوم الصحافة اليمنية، أقامت الكثير من المراكز والمنظمات والمنتديات الحقوقية ندوات نقاشية عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي لمناقشة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في اليمن من قبل أطراف الصراع.

 

 

وفي السياق دعت لجنة دعم الصحفيين إلى ضرورة نزع القيود التي تعيق عمل الصحفيين وتمنعهم من أداء واجبهم في نقل الحقيقة دون تهديد أو خوف.

 

كما دعت جميع أطراف الصراع في اليمن إلى التوقف عن القمع وانتهاك حقوق الصحفيين، كما وتطالب بالإفراج عن جميع الصحفيين المحتجزين تعسفيًا وأولئك الذين اختفوا قسرًا.

 

ووفق إحصائيات نقابة الصحفيين، فإن الحرب ساهمت في إغلاق وتوقف 150 وسيلة إعلام محلية، ومكاتب لوسائل إعلام خارجية، ناهيك عن حجب أكثر من 200 موقع إخباري إلكتروني محلي وخارجي.

 

 

من جانبه دعا تحالف رصد جميع أطراف النزاع خصوصا جماعة الحوثي كونها المنتهك الأول لحرية الصحافة والصحفيين في اليمن إلى الالتزام بالقوانين اليمنية والمعايير الدولية التي تضمن حماية الصحفيين وتمكنهم من أداء واجباتهم بأمان.

 

من جهته قال التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان (تحالف رصد) "يعمل الصحفيون اليمنيون في بيئة خطرة ويتعرضون لانتهاكات عدة من جميع أطراف النزاع في اليمن خصوصا جماعة الحوثي".

 

 

وأكد أن هذه الانتهاكات تشمل القتل والاختطاف والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري، وقد وصلت الانتهاكات ضد الصحفيين بحسب إحصائيات مرصد الحريات الإعلامية إلى 2542 انتهاك منذ 2015 وحتى مايو 2024، بينما كان قد وثق تحالف رصد خلال سنوات الحرب الأولى من 2014 وحتى ديسمبر 2018،  123 عملية اعتداء بحق وسائل إعلامية، 97 منها تم ارتكابها في صنعاء.

 

بدروه قال وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني" يوم الصحافة اليمنية نتذكر الفظائع التي ارتكبتها جماعة الحوثي التابعة لإيران، منذ انقلابها الغاشم، بحق الصحفيين اليمنيين، وآخرها محاولة تصفية الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين.. الامين العام المساعد لاتحاد الصحفيين العرب محمد شبيطه في إطلاق نار على سيارته في 7 مايو الماضي، ثم احتجازه في المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج، ومنع زيارته، وعرقلت سفره للخارج لتلقي العلاج رغم تدهور حالته الصحية".

 

واضاف "لقد تعرضت الصحافة في اليمن والمؤسسات الإعلامية (الحكومية، الحزبية، الاهلية) بانواعها (مرئية، مسموعة، مقرؤة) منذ اليوم الاول للانقلاب، لاستهداف ممنهج وغير مسبوق من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، حيث تعرضت للاغلاق والمصادرة، وتم نهب محتوياتها من اجهزه واثاث وتسريح العاملين فيها، وملاحقة الصحفيين وتعريض حياتهم للخطر".

 

وذكر أن مناطق سيطرة الحوثي تشهد حتى اليوم انتهاكات متواصلة تطال الصحفيين امتدادا لادبياتها وتعليمات زعيمها عبدالملك الحوثي الذي اعتبر الصحفي "عدو" ومهنة الصحافة "جريمة" والعمل الصحفي "خيانة" تستدعي المسائلة والعقاب، وتتمثل في الاعتقالات التعسفية، الاخفاء القسري، التعذيب النفسي والجسدي، واصدار احكام بالاعدام بتهم ملفقة، والقتل والتهجير والتشريد، بالإضافة إلى نهب الممتلكات والفصل من الوظيفة العامة".

 

 

وأكد الأرياني أن هذه الأوضاع المزرية لا تُهدد فقط سلامة الصحفيين، عبر ممارسة أبشع صنوف الإرهاب والترويع والقمع والتنكيل بحقهم، لتُكميم أفواههم، والحيلولة دون قدرتهم على أداء واجبهم المهني والأخلاقي في نقل الحقائق بحرية وموضوعية، بل انها توفر بيئة مواتية لمليشيا الحوثي في التمادي بارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين، وتُعيق حق الشعب اليمني في الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة حيال مختلف القضايا، وتقوض جهود التهدئة وإحلال السلام في اليمن

 

وتابع الوزير اليمني "المجتمع الدولي والامم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وحرية الصحافة وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، مطالبين باتخاذ موقف حازم ازاء استمرار جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي بحق الصحفيين، وممارسة ضغط حقيقي لنقل محمد شبيطه لتلقي العلاج في الخارج، والشروع الفوري في تصنيف المليشيا منظمة إرهابية، ودعم الحكومة لتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية".

 

الصحفي هشام اليوسفي، وهو أحد الصحفيين العشرة المحررين من سجون الحوثيين مؤخرا غرد بالقول "في مثل هذا اليوم، 9 يونيو من العام 2015، أقدمت جماعة الحوثي على اختطافي وإيداعي السجن مع ثمانية من رفاقي الصحفيين أثناء ممارستنا لعملنا الصحفي في العاصمة صنعاء. لتبدأ بعد ذلك معاناة استمرت لسنوات".

 

 

كذلك الصحفي المحرر من سجون الحوثيين عصام بلغيث قال "في يوم الصحافة اليمنية نطالب بعدم افلات المجرمين من العقاب".

 

 

الصحفية والناشطة آية خالد علقت بالقول "في يوم الصحافة اليمنية خلوا للصحفيين حالهم، الذي فيهم مكفيهم".

 

 

أما الصحفي محمد علي محروس فقال "في يوم الصحافة اليمنية أعيدوا الاعتبار لصاحبة الجلالة بعيدًا عن الفرز والتبعية".

 

 

الخبير الاقتصادي مدير مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر، دعا جميع الأطراف بمنح الصحفيين والصحفيات في اليمن المزيد من الحرية والحماية والحصانة التي تمكنهم من أداء مهامهم على أكمل وجه.

 

 

الصحفي نجيب الشغدري كتب "في يوم الصحافة اليمنية، نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لكل الصحفيين الأبطال، الذين سطروا بدمائهم وأقلامهم ملحمة خالدة في سبيل الدفاع عن الجمهورية ومقارعة الإنقلاب".

 

 

وقال "في هذا اليوم المجيد، نؤكّد على أنّ تضحياتهم لن تذهب سدى، وأنّ قضيتهم عادلةٌ ستنتصر لا محالة".

 

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن الصحافة حقوق مليشيا الحوثي مليشيا الانتقالي جماعة الحوثی فی الیمن من أداء

إقرأ أيضاً:

جرأة برومو إش إش تثير غضب المصريين ودعوات لمقاطعة دراما رمضان

أثارت الإعلانات الدعائية لبعض أعمال الدراما المصرية، المقرّر عرضها خلال شهر رمضان، استياء عدد من المصريين، ممّن قالوا: "فيها مشاهد لا تتناسب مع المجتمع المصري والعربي، وإنها خادشة لحياء الأسرة، ولا تليق بالعرض في شهر الصيام".

حملة انتقادات واسعة، طالت العديد من البرومات المطروحة قبل أيام، جاء أكثرها بحق مسلسل "إش إش"، الذي تقوم فيه الممثلة مي عمر بدور راقصة درجة ثالثة، من إخراج زوجها محمد سامي.

كذلك، أثارت ملابس الراقصة ومشاهد الرقص الجدل، إذ أغضبت بعض جمل برومو "إش إش"، الذي تعرضه فضائية "إم بي سي مصر" السعودية، البعض منها ما جاء على لسان الراقصة: "أنا مبتجوزش راجل غلطت معاه".



وتساءل عدد من المصريين، بينهم سياسيون ودبلوماسيون: "أهكذا تستقبلون رمضان؟"، وذلك وسط دعوات بمقاطعة مسلسلات رمضان، وغلق التلفزيون، ووقف الاشتراك في منصات العرض عبر الإنترنت مثل "شاهد" و"وتش ات".

وعبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قال السفير محمد مرسي: "إش إش مسلسل يتناول خفايا وكواليس الرقص الشرقي يعرض في رمضان"، متسائلا: "أهكذا تستقبلون رمضان؟"، مجيبا: "تبا لكم".



وتواصل مي عمر حضورها الرمضاني منذ تقديم "ولد الغلابة" عام 2019، و"الفتوة" 2020، و"نسل الأغراب" 2022، و"رانيا وسكينة" 2023، و"نعمة الأفوكاتو" 2024، في تعاون جديد مع زوجها، ليقدما "إش إش" الراقصة المغمورة التي تصطدم بإحدى الشخصيات النافذة بمنطقتها الشعبية، التي يجسدها ماجد المصري.

تنجح "إش إش" عبر أحداث تشويقية من خلال 30 حلقة، في تدبير مكائد للمعلم رجب، الذي يرغب في الزواج منها، في العمل الذي كتبه زوجها؛ فيما يشاركها بطولته هالة صدقي، ودينا، وانتصار، وإيهاب فهمي، ومن إنتاج السعودي "حسين عسيري" و"الصدف للإنتاج"، ويعرض على شاشة "إم بي سي" ومنصة "شاهد".

ويغلب على مقاطع العروض التشويقية لمسلسلات رمضان هذا العام مشاهد العنف والقتل، وعلى الجانب الآخر مشاهد الرقص والرومانسية والملابس غير اللائقة بالعرض خلال شهر رمضان، وفق تعبير عدد من المتابعين.


الانتقادات طالت كذلك برومو مسلسل "سيد الناس"، الذي يخرجه أيضا محمد سامي، وتعرضه مجموعة "إم بي سي" ومنصة شاهد الرقمية، حيث يظهر الممثل عمرو سعد ضمن أحد مشاهد العمل عاري الصدر، رغم أن العمل يجسد دراما في صعيد مصر.

وذلك إلى جانب ما طال مسلسل "العتاولة 2" لأحمد السقا وطارق لطفي وزينة، من رقص وعري وعراك وعنف.

"عربي21"، تحدثت إلى نقاد وفنانين حول الدور السلبي الذي تصنعه الدراما في المجتمع، وقراءتهم لأسباب إصرار صناع الدراما على الترويج لدراما العنف والعري والانتقام والسرقة.



"محتشمة بالقياس"
الناقد الفني، طارق الشناوي، قال: "لو عدنا لإعلانات أفلام فترة خمسينيات القرن الماضي، فسنجد أن الراقصتين تحية كاريوكا وسامية جمال كانتا ترقصان ليلا في رمضان حتى موعد السحور، والسينمات كانت تفتح أبوابها طوال الشهر، وتعرض كل الأفلام، والتي كان فيها الكثير من الحب".

وفي حديثه لـ"عربي21"، أكد الشناوي أنه "قبل افتتاح التلفزيون المصري عام 1960، كان الطقس اليومي في رمضان للإنسان المصري أنه يتفرج على الأفلام في السينمات نهارا، وبعد الإفطار ليلا وحتى السحور، وكان البعض يذهب ليتفرج ويسهر في ملاهي ليلية راقصة".

ويرى الشناوي أن "الحلال والحرام ليسا فقط في رمضان، بل طوال العام"، متسائلا: "لماذا نطبق الحلال والحرام على رمضان فقط، ونعتبر أنه في باقي العام طبيعي؟"، مبينا أنه "إذا وافقت على وجود عمل فني في أشهر غير رمضان، فمن حقك أن يكون موجودا في رمضان، ولا توجد خصوصية على هذا النحو".

وختم بالقول إن "بدلة رقص مي عمر أو (إش إش) الراقصة بالقياس مع بدلة أي راقصة في الأفلام المصرية تعتبر محتشمة وزيها شرعي".

وعلى الجانب الآخر، بدأ الفنان هشام عبد الله حديثه لـ"عربي21" بذكر الآية القرآنية الكريمة: "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، مشيرا إلى أن "حالة الفن تلك التي تعتمد على الإثارة والعري والعنف والبلطجة، كمن يحمل فوق رأسه قربة ماء مثقوبة، تضره وتضر من معه".

وقال عبد الله: "منذ فترة زمنية والناس ترى حالة الانحلال المتزايدة، والتوجه نحو هدم القيم، وزعزعة الثوابت التي ارتضاها المجتمع، ومحاربة الدين، وخاصة الإسلام"، مؤكدا أنّ "هدم الأمة أو الدولة يأتي بإفساد قيم وأخلاق الشعوب مكون الدولة، وألا يعيش المؤمنون على ما آمنوا عليه".

ويرى الممثل المصري صاحب الأدوار الفنية الاجتماعية إلى جانب كبار الفن المصري الراحلين، أنّ: "هذا هو الهدف؛ حرب عقائدية، وللأسف سلاحهم فيها كل ما سبق"، لافتا إلى أن: "الأنظمة الحاكمة تساعدهم بذلك".


وأكد عبد الله أن "الدراما سلاح خطير جدا ومؤثر، وبالذات على الشباب نواة المستقبل؛ خاصة وأن الرأي أو النصيحة لم تعد تجدي، ولابد للمجتمع أن يعود إلى الله، والقيم الاجتماعية والأخلاقية في تربية النشء ولا يتركونهم للضياع والانسياق وراء هذه المؤثرات".

وأبدى تعجبه من أن تكون "بلد الحرمين الشريفين هي صاحبة القناة التي تعرض (إش إش)، صاحبة الإنتاج الفني، وبرعاية (الهيئة العامة للترفيه)، التي قامت تماشيا مع (رؤية السعودية 2030)"، مشيرا في المقابل إلى معاناة أهل غزة وصمودهم".

وخلص للقول: "لهذا زهدت الفن الخالي من الأخلاق والصدق والإيمان، بالمعنى الحقيقي للكلمة، فكلمة تصنع أمة وكلمة تهدم أمة، والكلمة نور، وبعض الكلمات قبور، وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري"، متسائلا "أين مثل هذه المعاني في هذا الزمان؟".

"صناعة التفاهة وإثارة الغريزة"
من جانبها، قالت الناقدة الفنية، إيمان نبيل، لـ"عربي21": "الموضوع ليس بجديد، وقبل ذلك أطلت غادة عبد الرازق بمسلسل رمضاني بهيئة راقصة، وقدمته منى زكي بمسلسل آسيا، لكن مواقع التواصل الاجتماعي لم تشتبك مع الحالتين كاشتباكها مع مي عمر".

وأكدت نبيل، أن "لديها اعتراض على الطرح لأن المسلسل بالكامل عن حياة راقصة، ما يجعل الأمر مستفزا في رمضان، بجانب حالة رفض تواجهها مي عمر من الجمهور، وقول البعض إنها ليست بالموهبة التي تُحدث كل هذه الضجة، وأن السر في زوجها المخرج، إذا فالموضوع كذلك متعلق بمي عمر ذاتها، إلى جانب حساسية شهر الصيام والعبادة".

ولفتت إلى جانب آخر، وهو أن "تصدر الأعمال الفنية التي تحمل هذا الكم من الإغراء والعري والعنف في رمضان يقابله غياب تام للأعمال الدينية والتاريخية وحتى الاجتماعية الخالية من العنف والجريمة، وهناك أسماء فنية كبيرة بينها تقدم أعمالا تكشف عن حجم إفلاسهم الفني وخاصة في الكوميديا".

وترى الناقدة الفنية أن "الحوار خلال البرومو رديء وصادم، وكنا نستمتع بالأداء الفني والأدبي والمباريات التمثيلية بين كبار الفنانين، والآن جمل الحوار قمة التدني والإسفاف وتعمق صناعة التفاهة وإثارة الغريزة والتركيز على المحرمات أو التي كانت في نظر صناع الدراما محرمات".

وقالت نبيل: "كانت هناك ممنوعات على العرب مناقشتها في أعمالهم الفنية، كسر هذه التابوهات مسلسل تركي واحد مدبلج يتحدث عن العشق الحرام، والأطفال غير الشرعيين، والإنجاب قبل الزواج، وإقامة العلاقات مع المحارم، وكل هذا لم نكن نعرفه في بيوتنا".


وأوضحت أن: "المسلسلات التركية المدبلجة التي يصنعها علمانيو تركيا كسّرت التابوهات العربية في الفن، فلا واحدة محجبة، ولا أحد يصلي، ولا ظهور للمسجد، وغيرها، وأخذنا التركي لأنه يقدم العلاقات غير المقبولة من ممثلين ألوانهم بيضاء وشقراء، ويعيشون ببيوت كالقصور".

وأكدت الناقدة الفنية، أن "تلك الحالة لها انعكاس خطير على المجتمع وانتشار جرائم الاغتصاب والقتل وظهور سفاحي النساء"، مشيرة إلى "خطورة ما يقدمه الممثل محمد رمضان من أعمال قائمة على البلطجة والعنف والعري".

وقالت: "درست في الدراما في هوليوود بأن هناك خط درامي للبطل، وهناك آخر يواجهه، ويمكن للخير أن ينتصر أو تبقى النهاية مفتوحة؛ ليقدم محمد رمضان البطل الأوحد الذي لا يخطئ ولا يقف أمامه أحد، مؤثرا بعمق على الذكور بتقليده في المشاجرات وخلع الملابس، مع تقليد أغلب أبطال الدراما لتلك الحالة وأصبحت هي الفورميلا".

وألمحت إلى أننا "فقدنا قيمة الفن والفنان"، مذكّرة بـ"حوار للفنان محمد صبحي خلال مقابلة تليفزيونية عن قيم الدراما، قال فيه إنه لو هناك مشهد يجمع موظف وزميلة له في حجرة عمل لابد من ظهور الساعي في المشهد للحفاظ على القيم".

وختمت نبيل بالقول: "اعتماد مسلسل رمضاني على الرقص متعلق بحالة الإفلاس في الموضوعات، وهناك موضوعات فيها رقص وقد تمر دون انتقاد، ولكن القصة في رمضان كاملة عن الرقص، مع حوار هابط لممثلة مدعومة من زوجها، فهذه توليفة غير مقبولة".

"تدمير وإفساد مقصود"
في رؤيتها، قالت الفنانة والكاتبة المصرية بطلة مسلسل "نقرة ودحديرة"، إلهام عبد اللاه: "في 3 تموز/ يوليو 1250 ميلادية، أسر جيش الأيوبيين ملك فرنسا لويس التاسع، بعد هزيمة جيشه بمعركة فارسكور، وسجنوه بدار (ابن لقمان) بالمنصورة".

وفي حديثها لـ"عربي21"، أشارت إلى أنه "بعد فك أسره، سأله قادته: كيف أسر الفلاحون قائدا مثلك؟، فطلب منهم إحضار كتاب ووضعه وسط سجادة 4 أمتار في 4 أمتار ثم إحضاره دون أن تلمس أقدامهم السجادة، لكنهم فشلوا، فنزل الملك على قدميه وأمسك طرفي السجادة وراح يثنيها حتى وصل للكتاب".

وتابعت: "أوضح لهم أن هؤلاء بقلوبهم الكتاب (القرآن الكريم) كوضع هذا الكتاب بالسجادة ويؤدون تعاليمه ويصلون العشاء ويذهبون للنوم ثم يستيقظون في البكور للصلاة ثم العمل وهذا يُكسبهم صحة وقوة وعزيمة وكثرة أولاد، وقال إن الحل في إضعافهم بنزع الكتاب من قلوبهم دون أن يشعروا".

وأكدت الفنانة المعارضة من إسطنبول، أنّ "الخطوات تتابعت خاصة بعد الحملة الفرنسية على مصر، ومنها إنشاء الأوبرا والمسرح والسينما والراديو والتليفزيون، وبدلا من النوم المبكر والاستيقاظ المبكر انتشرت ظاهرة السهر".


وأشارت إلى "مخططات الهيمنة الصهيونية على الفن والثقافة"، مبينة أن "السلاح الأقوى كان دخول التليفزيون كل بيت ويمتلكه الغنى والفقر، واستنادا إلى مقولة إذا أردت أن تهدم حضارة فعليك بهدم الأسرة والتعليم والقدوة".

وخلصت للقول: "لذلك ما نعيشه اليوم من تدمير وإفساد وإفقار وتجهيل هو ما يُصدر لبيوتنا عبر شاشات التلفاز وأجهزة الكمبيوتر والهاتف المحمول وغيره، دون رقابة"، متسائلة: "أين الرقابة على المصنفات الفنية، وعلماء الدين؟"، موجهة انتقادها للمخرج محمد سامي، "الزوج الذي يقف خلف الكاميرا ليصنع لزوجته مثل هذه المشاهد".

وختمت مؤكدة أنّ: "العلاقات خارج إطار الزواج وشرب الخمر والعري أصبحت بنظر البعض حرية شخصية وتطور فكري وحضاري"، متسائلة: "أين التطور والحضارة ونحن نهدم بيوتنا بأيدينا؟"، داعية "المجتمع للعودة إلى صوابه وقيمه".

"جرائم على طريقة الدراما"
في دراما الموسم الرمضاني الماضي، برزت أعمال بها مشاهد مفزعة من البلطجة، وتعج بجرائم القتل، والضرب، والانتقام، والثأر، وما يتبعها من إسالة الدماء بالحارة وبقصور الأثرياء.

هذه المشاهد ظهرت جليا بمسلسلات "العتاولة" لأحمد السقا الذي يظهر بدور "حرامي"، و"بيت الرفاعي" لأمير كرارة، و"كوبرا" لمحمد إمام ويؤدي فيه دور "حرامي" أيضا، و"حق عرب" لأحمد العوضي، و"قلع الحجر" لمحمد رياض، و"نعمة الأفوكاتو" لمي عمر، وغيرها.

أبطال معظم تلك الأعمال يوصفون من طرف المتابعين بكونهم: "خارجين عن القانون، يقومون بأعمال مخلة بالشرف مثل السرقة بالإكراه والنصب والقتل والحرق والتجارة في المخدرات والسلاح".

إلى ذلك، تشهد مصر آلاف الجرائم المشابهة لما يجري عرضه عبر الدراما، فيما احتلت المرتبة الـ 65 عالميا، والـ18 أفريقيا والثالثة عربيا بمعدلات الجريمة للعام الماضي، بحسب مؤشر قياس الجريمة في قاعدة البيانات "نامبيو".

وشهدت البلاد، مساء الأحد الماضي، مواجهة بين قوات الشرطة وعناصر تهريب المخدرات بمركز شرطة ساحل سليم بأسيوط (بالصعيد)، قُتل على إثرها 8 أشخاص وصفهم إعلان الداخلية المصرية، الاثنين، بـ"شديدي الخطورة"، يتزعمهم "خط الصعيد الجديد" المتهم في 44 جناية متنوعة، ومحكوم عليه بالسجن بـ191 سنة.


والعام الماضي قام شخص بذبح جاره في وضح النهار ونهش رأسه، تجول بها الشارع، في مدينة الأقصر الأثرية بصعيد مصر. كما جرى توقيف "سفاح التجمع" المنطقة الراقية شرق القاهرة، بعد قتله وبطريقة درامية 3 سيدات بعدما استدرجهن لشقته.

وفي الحي الشعبي شبرا الخيمة شمال القاهرة، أقدم شابان على قتل طفل 15 عاما، بدافع سرقة أعضائه البشرية بهدف بيعها عبر الإنترنت المظلم.

وخوفا من تعرضها للاغتصاب، قفزت الشابة حبيبة الشماع، المعروفة إعلاميا بـ"فتاة الشروق"، من سيارة أجرة تابعة لشركة "أوبر"، لتلقى حتفها متأثرة بإصاباتها.

مقالات مشابهة

  • بعد حظر قناة الشرق للأخبار.. نقابة الصحفيين السودانيين تحذر من الإستهداف
  • نقابة الصحفيين تدين التعسف الحوثي الممنهج بحق شركة يمن ديجتال ميديا ومالكها والعاملين فيها
  • نقابة الصحفيين تدين اقتحام قوة أمنية بالمكلا منزل الصحفي عماد الديني والاعتداء عليه واعتقاله
  • الحوثي تفرج عن الصحفي الأرحبي بعد 180 يوما من الاعتقال
  • مشروع الانتقالي واحجام السعودية سيمنحان الحوثي فرصة لتوسعة نفوذه إلى الجنوب (ترجمة خاصة)
  • جرأة برومو إش إش تثير غضب المصريين ودعوات لمقاطعة دراما رمضان
  • غروندبرغ: اليمن يواجه تحديات هائلة بينها حملة الاعتقالات التي تشنها جماعة الحوثي
  • الضفة الغربية بين نيران الاحتلال وسندان مخططات الضم
  • وفد الحوثي يلتقي وزير الخارجية الإيراني.. والأخير يؤكد أن استقرار اليمن له دور مهم في أمن المنطقة
  • "حقوق الإنسان" تُطلق برنامج "قيم وانتماء" للتوعية بحقوق الطفل والحماية من جميع أشكال الإساءة والعنف