يوم الصحافة اليمنية.. صحفيو اليمن بين مطرقة الانتقالي وسندان الحوثي.. ودعوات لمنحهم الحرية والحماية
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
تدخل الصحافة اليمنية عاما عصيبا آخر في ظل الأزمة التي دخلت عامها التاسع، وانعكست سلبا على الحريات الإعلامية والمؤسسات الصحفية والعاملين في القطاع الإعلامي.
يتخذ الصحفيون في اليمن يوم التاسع من يونيو كل عام "يوم الصحافة اليمنية" الذي يصادف يوم اعتقال جماعة الحوثي 10 صحفيين في العاصمة صنعاء في العام 2015 وأخفتهم قسريا لمدة ثمان سنوات، وأبقتهم تحت التعذيب والتنكيل بتهم كيدية.
وتنوعت انتهاكات الصحافة في اليمن بين حجز الحرية والاعتداء على الصحفيين والمؤسسات الصحفية، بالإضافة إلى التهديد والتحريض على الصحفيين، ومصادرة ومنع الإعلام المستقل والإيقاف والمحاكمات والاستدعاء وحتى الترحيل القسري.
لا يزال الصحفيون في اليمن يعيشون تحت المراقبة، ويمكن اعتقالهم لمجرد نشر تغريدة على وسائل التواصل الاجتماعي، كما يتم محاكمتهم بتهم كيدية.
علاوة على ذلك، يواصل بعض الصحفيين والصحفيات في اليمن معاناتهم داخل المعتقلات. يُقدر أن هناك ستة صحفيين يمنيين محتجزين حتى الآن، ثلاثة منهم في صنعاء (وحيد الصوفي ونبيل السداوي وعبدالله النبهاني) وصحفيين اثنين في عدن (أحمد ماهر وناصح شاكر)، ومصير الصحفي محمد قائد المقري لا يزال غامضاً منذ اختطافه في حضرموت في عام 2015، بينما أصدرت المحكمة الجزائية المتخصصة في عدن بالسجن أربع سنوات للصحفي ماهر.
وتفاعل الصحفيون اليمنيون ومراكز حقوقية بمناسبة الذكرى، على الوسم #يوم_الصحافة_اليمنية، مطالبين أطراف الصراع في البلاد بالالتزام بالقوانين اليمنية والمعايير الدولية التي تضمن حماية الصحفيين وتمكنهم من أداء واجباتهم بأمان.
وبمناسبة يوم الصحافة اليمنية، أقامت الكثير من المراكز والمنظمات والمنتديات الحقوقية ندوات نقاشية عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي لمناقشة الانتهاكات التي يتعرض لها الصحفيون في اليمن من قبل أطراف الصراع.
وفي السياق دعت لجنة دعم الصحفيين إلى ضرورة نزع القيود التي تعيق عمل الصحفيين وتمنعهم من أداء واجبهم في نقل الحقيقة دون تهديد أو خوف.
كما دعت جميع أطراف الصراع في اليمن إلى التوقف عن القمع وانتهاك حقوق الصحفيين، كما وتطالب بالإفراج عن جميع الصحفيين المحتجزين تعسفيًا وأولئك الذين اختفوا قسرًا.
ووفق إحصائيات نقابة الصحفيين، فإن الحرب ساهمت في إغلاق وتوقف 150 وسيلة إعلام محلية، ومكاتب لوسائل إعلام خارجية، ناهيك عن حجب أكثر من 200 موقع إخباري إلكتروني محلي وخارجي.
من جانبه دعا تحالف رصد جميع أطراف النزاع خصوصا جماعة الحوثي كونها المنتهك الأول لحرية الصحافة والصحفيين في اليمن إلى الالتزام بالقوانين اليمنية والمعايير الدولية التي تضمن حماية الصحفيين وتمكنهم من أداء واجباتهم بأمان.
من جهته قال التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الانسان (تحالف رصد) "يعمل الصحفيون اليمنيون في بيئة خطرة ويتعرضون لانتهاكات عدة من جميع أطراف النزاع في اليمن خصوصا جماعة الحوثي".
وأكد أن هذه الانتهاكات تشمل القتل والاختطاف والاحتجاز التعسفي والاختفاء القسري، وقد وصلت الانتهاكات ضد الصحفيين بحسب إحصائيات مرصد الحريات الإعلامية إلى 2542 انتهاك منذ 2015 وحتى مايو 2024، بينما كان قد وثق تحالف رصد خلال سنوات الحرب الأولى من 2014 وحتى ديسمبر 2018، 123 عملية اعتداء بحق وسائل إعلامية، 97 منها تم ارتكابها في صنعاء.
بدروه قال وزير الإعلام والثقافة معمر الإرياني" يوم الصحافة اليمنية نتذكر الفظائع التي ارتكبتها جماعة الحوثي التابعة لإيران، منذ انقلابها الغاشم، بحق الصحفيين اليمنيين، وآخرها محاولة تصفية الأمين العام لنقابة الصحفيين اليمنيين.. الامين العام المساعد لاتحاد الصحفيين العرب محمد شبيطه في إطلاق نار على سيارته في 7 مايو الماضي، ثم احتجازه في المستشفى الذي يتلقى فيه العلاج، ومنع زيارته، وعرقلت سفره للخارج لتلقي العلاج رغم تدهور حالته الصحية".
واضاف "لقد تعرضت الصحافة في اليمن والمؤسسات الإعلامية (الحكومية، الحزبية، الاهلية) بانواعها (مرئية، مسموعة، مقرؤة) منذ اليوم الاول للانقلاب، لاستهداف ممنهج وغير مسبوق من قبل مليشيا الحوثي الإرهابية، حيث تعرضت للاغلاق والمصادرة، وتم نهب محتوياتها من اجهزه واثاث وتسريح العاملين فيها، وملاحقة الصحفيين وتعريض حياتهم للخطر".
وذكر أن مناطق سيطرة الحوثي تشهد حتى اليوم انتهاكات متواصلة تطال الصحفيين امتدادا لادبياتها وتعليمات زعيمها عبدالملك الحوثي الذي اعتبر الصحفي "عدو" ومهنة الصحافة "جريمة" والعمل الصحفي "خيانة" تستدعي المسائلة والعقاب، وتتمثل في الاعتقالات التعسفية، الاخفاء القسري، التعذيب النفسي والجسدي، واصدار احكام بالاعدام بتهم ملفقة، والقتل والتهجير والتشريد، بالإضافة إلى نهب الممتلكات والفصل من الوظيفة العامة".
وأكد الأرياني أن هذه الأوضاع المزرية لا تُهدد فقط سلامة الصحفيين، عبر ممارسة أبشع صنوف الإرهاب والترويع والقمع والتنكيل بحقهم، لتُكميم أفواههم، والحيلولة دون قدرتهم على أداء واجبهم المهني والأخلاقي في نقل الحقائق بحرية وموضوعية، بل انها توفر بيئة مواتية لمليشيا الحوثي في التمادي بارتكاب الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين، وتُعيق حق الشعب اليمني في الحصول على معلومات دقيقة وموثوقة حيال مختلف القضايا، وتقوض جهود التهدئة وإحلال السلام في اليمن
وتابع الوزير اليمني "المجتمع الدولي والامم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان وحرية الصحافة وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، مطالبين باتخاذ موقف حازم ازاء استمرار جرائم وانتهاكات مليشيا الحوثي بحق الصحفيين، وممارسة ضغط حقيقي لنقل محمد شبيطه لتلقي العلاج في الخارج، والشروع الفوري في تصنيف المليشيا منظمة إرهابية، ودعم الحكومة لتثبيت الأمن والاستقرار على كامل الأراضي اليمنية".
الصحفي هشام اليوسفي، وهو أحد الصحفيين العشرة المحررين من سجون الحوثيين مؤخرا غرد بالقول "في مثل هذا اليوم، 9 يونيو من العام 2015، أقدمت جماعة الحوثي على اختطافي وإيداعي السجن مع ثمانية من رفاقي الصحفيين أثناء ممارستنا لعملنا الصحفي في العاصمة صنعاء. لتبدأ بعد ذلك معاناة استمرت لسنوات".
كذلك الصحفي المحرر من سجون الحوثيين عصام بلغيث قال "في يوم الصحافة اليمنية نطالب بعدم افلات المجرمين من العقاب".
الصحفية والناشطة آية خالد علقت بالقول "في يوم الصحافة اليمنية خلوا للصحفيين حالهم، الذي فيهم مكفيهم".
أما الصحفي محمد علي محروس فقال "في يوم الصحافة اليمنية أعيدوا الاعتبار لصاحبة الجلالة بعيدًا عن الفرز والتبعية".
الخبير الاقتصادي مدير مركز الدراسات والإعلام الاقتصادي مصطفى نصر، دعا جميع الأطراف بمنح الصحفيين والصحفيات في اليمن المزيد من الحرية والحماية والحصانة التي تمكنهم من أداء مهامهم على أكمل وجه.
الصحفي نجيب الشغدري كتب "في يوم الصحافة اليمنية، نرفع أسمى آيات الشكر والعرفان لكل الصحفيين الأبطال، الذين سطروا بدمائهم وأقلامهم ملحمة خالدة في سبيل الدفاع عن الجمهورية ومقارعة الإنقلاب".
وقال "في هذا اليوم المجيد، نؤكّد على أنّ تضحياتهم لن تذهب سدى، وأنّ قضيتهم عادلةٌ ستنتصر لا محالة".
المصدر: الموقع بوست
كلمات دلالية: اليمن الصحافة حقوق مليشيا الحوثي مليشيا الانتقالي جماعة الحوثی فی الیمن من أداء
إقرأ أيضاً:
سناء حمد: نوّر بيتنا ..شارع بيتنا
كان يا ما كان …والآن ، شارع بيتنا في حي الصحافة الفاصل بين مربعين سكنيين، شارع آمن مترابط ، حين يصرخُ منادٍ فيه يفزعونه دون ان ينتظروا ليعرفوا حاجته ، كانت النسوة يلتقين في جلسات الونس والجبنة فتسمع الضحكات والأصوات الصاخبة من بعيد .
في شارعنا ، كان هناك دكان مسعود، اعتدت تحيته سلامات ، وبابتسامة مشرقة يرد وعليكم السلام ، كان مسعود قبطياً من الدبة فجمعت بيننا وإياه الأرض و اللهجة! ولم تفرّقه عنّا ديانته ، وكم كان رحيله أليماً .
كان هناك بنات فكرية لا تستطيع ان رأيت صفاء او اماني ان تتجاوزهن بالسلام فقط .
اطرق باب منزل عم حسن صالح ، وامد راسي لأسلم عليه ، ويقول ادخلي ..أنا والله يادوب راجعة البيت ،كدي خشي ،وتجي الحبيبةخالتي فاطمة عليك الله خشي ، كدي يا يابتي ، عليك الله و تشّرك لي … بعندنا قراصة بويكة بيضا طاعمة ، حينها يغلب على عشقي للويكة البيضا وهي سلطانه في صنعتها ، وادخل ثم لا أنتبه إلا وبابهم يقرع وعندي مرسال من امي !! لا أتذكر يوماً دخلت منزلنا دون ان امر عليهم ، وفي يوم آخر وانا راجعة من الزلط ارى عم عوض بطارية جالس على إطار مغروس في الأرض قريباً من باب منزله ، أنادي من بعيد بالسلام ، أحياناً اكتفي بذلك واتجه نحو بيتنا ، واحياناً اتجه نحوه وأسلم وادخل البيت ، واسرح في الوناسة مع خالتي مريم وأمل وأماني ، حتى يأتيني المنادي فأغادرهم .
حليل عمر مبشر وقد تغرّب بعيداً ، كان “يكورك ” الليلة عاملين فتة ” ما عافية ليكم كان فتوني واكلتوها ، وفعلا يعملا بالطش !! ويا نادي تعالي ” طوقيها ” قبل الهدافين ديل يصلوا والله حتة ملصقة في الطش دا ما تلقيها اسمعيني انت الكنت طالعة في راس البيت امس ؟! ايوة كنت بزبط في الفلنكوت ..ياخ ما تنادينا ! ياخ أنا بحب شغلتني دي ..الصنايعية كرهونا ، يشتغلوه كدة اول ما المطرة تصب ، نجري نلقط الحِلل والجرادل قصاد نقط المطر ، أنا احسن منهم ، وطلوع راس البيت دا تخصصي . ( ياخ كانت أيام يا حليلا )
في المساء نقعد في الشارع ننصت لقصص الحبيبة حنان هاشم وأمل وأماني بطارية وفدوى هاشم وأي واحدة من بنات الحلة مرت بينا ، نتبادل قصص الحلة وحفلاتها ، كان شارعنا لا يبحث عن سبب لقيام حفلة فيه كيف لا ، وفيه يسكن خالد هاشم ، والخالدي رحمه الله ، ومحمد إسماعيل ،ومعتصم ستيتة صديق لخالد الصحافة ! كان شبابه وفتياته يتجهزون لكل حفلة وكأنها أول مرة يحضروا فيها حفلة رغم ان آخر حفلة كانت اول امس !!
بمرور الأيام والسنوات ، الناس كبروا ، و فقد الحي الكثير من رموزه ، وغادرته انا لسنوات ، ثم عدنا للسكن مع امي ورغم ذلك ما زال الحي حي ، و فيه كل يوم قصة و ” مش حا تقدر تغمض عينيك فيه ” .
امس كنت في هذا الحيّ بعد ان تم تحريره ، كنت في حلتنا وشارعنا ، وقد ” برد حيلي ” وانا امشي فيه هل دا شارعنا !؟ كان موحشاً ، تردمت في مدخله السيارات المنهوبة خالٍ من أهله واصحابه ، جميع البيوت منهوبة وبعضها به حريق ، هذا الحيّ كان ضحيّة لديمقراطية آل دقلو وجنودهم القساة الاوباش ، وهو مثال لكراهيتهم لدولة 56 ، فهذا الحي كان حي الموظفين والعمال ، حي الذين بنوا فعلياً دولة السودان بعد الاستقلال ، لم يبنها الساسة الذين شغلتهم صراعاتهم وقصر نظرهم عن الالتفات لعملية البناء ، آباء الذين في الصحافة الان لكلٍ منهم سهم في عملية البناء غير المسيس للسودان ، ،
كانت البيوت تحكي قصة خوف ورعب تظهر فيها شواهد العنف فالرصاص لم يترك بيتاً لم يصله ، ولم ينجو فيه بيت من السرقة ، لم ارى في الحي اي من قاطنيه ،فقد هرب الجميع .
زرت الصحافة لساعات والبيوت حالها كحال اي دار التي هجرها أهلها كرهاً او طوعاً نبتت فيها الحشائش والمتسلقات من النباتات،
ما تركه الجنجويد من أشياء لم يرحم اللصوص اهله ، ،نهبت كوابل الكهرباء وملحقاتها ، الأثاثات والأدوات الكهربائية والملابس . التي غطت الارض بعد ان اختار اللصوص الأفضل منها ، وكذلك الكتب الممزقة والاوراق الرسمية الـمشتته .
هناك مشكلة مياه من الشبكة ، ولكن هناك مياه عبر الكارو ، وهناك مخبز يعمل كما علمت من ناس 24 الصامدين ، كما ظهر الخضار خاصة الطماطم في سوق 26.
رغم المعاناة لكن مهم ان يعود الناس لبيوتهم وقد بدأ قسم الشرطة عمله وانتشرت ارتكازات الجيش .
البيوت يحرسها وينظفها أهلها ، نحتاج ان نعمر هذا الحي الحيّ …وكل الصحافة التي نحب ، يد على يد نستطيع ان نفعلها ، والذي لا نستطع فعله نتكاتف ونطلب ممن نظن بهم الخير العون … أتطلع للعودة لبيتنا رغم انه نهب ودمر ما بقي فيه …لكن سنبدأ من ان لنا سقف فوق رؤوسنا ..و اول الألف ميل خطوة ..
د. سناء حمد
إنضم لقناة النيلين على واتساب