وصف الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي استقالة بيني غانتس من حكومة الحرب الإسرائيلية بالضربة القوية والقاسية لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، متوقعا تعاظم الاحتجاجات في إسرائيل ضد الأخير.

وأشار البرغوثي -خلال حديثه للجزيرة- إلى أن مؤتمر غانتس كشف عن 3 نقاط تؤكد طبيعة الخلاف بينه وبين نتنياهو، الأولى تأييده لإبرام صفقة تبادل أسرى مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، والثانية العمل مع الولايات المتحدة في هذا الإطار، والثالثة اتهامه نتنياهو بأنه هو من يمنع التقدم نحو الانتصار وإعاقة صفقة التبادل المقترحة.

ووفق البرغوثي، سيكون لتصريحات غانتس تأثير كبير ليس على ما يجري في إسرائيل فحسب وإنما عالميا في تبديد أكاذيب نتنياهو بأن المقاومة هي من تعرقل صفقة التبادل، موضحا أن ما يهم نتنياهو إطالة الحرب، ولا يهمه أبدا قتل الفلسطينيين أو قتل الأسرى.

وحاول غانتس خلال مؤتمره رسم إستراتيجية لخلق بديل لنتنياهو من خلال مغازلته وزير الدفاع يوآف غالانت للخروج من الحكومة أو حزب الليكود مما سيؤدي لانهيار الحكومة الحالية، حسب البرغوثي.

كما يندرج حديث غانتس عن ضرورة تشكيل لجنة تحقيق وطنية -وفق البرغوثي- في إطار توجيه ضربة لنتنياهو لأنها ستقضي باتهامه بالتقصير في منع هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وإدارة الحرب، حيث سيكون مصيره السجن في ظل ملاحقته أيضا بعدة قضايا فساد.

وحمل مؤتمر غانتس خطورة كبيرة عندما قال ستكون هناك حرب طويلة، إذ أوضح البرغوثي أن الرجل من مؤيدي تصعيد الأمور على الجبهة الشمالية، والدخول في حرب مع لبنان، كما أنه مثل نتنياهو يرفض قيام دولة فلسطينية مستقلة.

تداعيات الاستقالة

وحول إمكانية خروج وزراء آخرين من الحكومة، يعتقد البرغوثي أن الأمر يعتمد على 3 عوامل، وهي تصاعد الاحتجاجات بالشارع الإسرائيلي، وموقف واشنطن في ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو، وتحرك محكمتي "العدل" و"الجنائية" الدوليتين لوقف الحرب، وفرض عقوبات على نتنياهو.

وبشأن تداعيات استقالة غانتس، يؤكد الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن الحكومة الإسرائيلية الحالية ستصبح أكثر خطورة وشراسة، وسيصبح نتنياهو مسيطرا عليه من الفاشيين.

كما أن الخطورة الكبيرة ستكون منصبة على الضفة الغربية المحتلة، حيث يتولى بتسلئيل سموتريتش وزارة المالية، ويمول المستوطنين للإمعان بجرائمهم هناك، حسب البرغوثي.

ومع ذلك استبعد البرغوثي دخول سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتمار بن غفير لمجلس الحرب، متوقعا أن يحل نتنياهو المجلس أو قد لا يغير شيئا عليه، فضلا عن محاولته مغازلة أفيغدور ليبرمان عبر منحه وزارة الدفاع.

وخلص البرغوثي في ختام حديثه إلى أن خطاب غانتس كان ضعيفا، وكان يتحدث بنصف لسان، لكنه يدرك أن بقاء الجيش في قطاع غزة مستحيل، وأن بقاء الشعب الفلسطيني يعني بقاء المقاومة، وذلك عندما ردد كلمة نصر واقعي وحقيقي.

ومساء اليوم الأحد، أعلن غانتس استقالته من حكومة الحرب، واصفا إياه بأنه قرار "معقد، ومؤلم، واتخذ بقلب مثقل"، كما خاطب عائلات المحتجزين الإسرائيليين في غزة قائلا "أخفقنا في الامتحان، ولم نتمكن من إعادة أبنائكم".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

كيف يتهرب نتنياهو من مساعي وقف الحرب في غزة ولبنان؟

عرضت قناة القاهرة الإخبارية تقريراً تليفيزيونياً بعنوان: «المراوغة» سيناريو يتبعه نتنياهو خلال تعاملاته مع مساعي إيقاف الحرب.

مراوغات نتنياهو لمساعي وقف الحروب التي يشعلها 

وقال التقرير: «سيناريو المراوغة هذا ما يتبعه رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو خلال تعاملاته مع مساعي إيقاف الحروب التي يشنها في جبهات مختلفة، سواء تلك التي في غزة أو ما يفعله حاليا بلبنان».

وأضاف التقرير: «نتنياهو يكرر سيناريو التفاوض المعتاد بالموافقة في بادئ الأمر على مفاوضات إنهاء الحرب؛ ثم سرعان ما يفاجئ الجميع بقراره الصادم تماماً كما فعل مع المقترح الأمريكي - الفرنسي، بشأن وقف إطلاق النار في لبنان».

وأوضح التقرير: «مصادر دبلوماسية غربية أرجعت خلال تصريحات لصحيفة "هاآرتز" تراجع نتنياهو عن دعم المقترح الأخير، لتعرضه إلى ضغوط سياسية داخل تل أبيب ولا سيما اليمين المتطرف الذي يريد رئيس حكومة الاحتلال الحفاظ على علاقات وثيقة معه».

وتابع التقرير: «المصادر أكدت أيضاً أن نتنياهو وحليفه المقرب، وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر كانا مطلعان بانتظام على الجهود الدبلوماسية لوقف إطلاق النار، وبالرغم من موافقتها المبدئية إلا أن نتنياهو فاجأ الجميع بتغيير مساره وتبني موقفاً أكثر صلابة تجاه تلك الجهود».

مقالات مشابهة

  • المنتشري: الشباب سيكون أكثر خطورة بعد اكتماله .. فيديو
  • نتنياهو يعلن انضمام ساعر إلى الحكومة
  • نتنياهو يهدد دول في المنطقة: لا يوجد مكان في الشرق الأوسط لن تصل إليه ذراع إسرائيل الطويلة
  • خبراء للجزيرة نت: اغتيال نصر الله نقطة تحول في مسار جبهة الجنوب
  • نتنياهو: لا يوجد مكان في إيران أو الشرق الأوسط لن تصل إليه ذراع إسرائيل
  • محللون للجزيرة نت: المرحلة المقبلة هي الأخطر بعد اغتيال نصر الله
  • خامنئي: إسرائيل أصغر من أن توجه ضربة مهمة لبنية حزب الله القوية
  • خامنئي: "إسرائيل" أصغر من أن توجه ضربة لبنية حزب الله
  • كيف يتهرب نتنياهو من مساعي وقف الحرب في غزة ولبنان؟
  • الصفدي: ما لم يتم وقف الحكومة الإسرائيلية المتطرفة فإن المنطقة ستسقط في الهاوية