اليمين المتطرف يتقدم أوروبيا.. وماكرون وشولتس أكبر الخاسرين
تاريخ النشر: 10th, June 2024 GMT
احتفظت مجموعات الحزب الشعبي الأوروبي (يمين) مع الاشتراكيين والديمقراطيين و"تجديد أوروبا" (وسطيون وليبراليون) مجتمعة بالغالبية في البرلمان الأوروبي رغم تقدم كبير لقوى اليمين المتطرف على ما أظهرت تقديرات نشرها البرلمان الأحد.
ومع 181 مقعدا متوقعا للحزب الشعبي الأوروبي و135 للاشتراكيين والديموقراطيين و82 لـ"تجديد أوروبا" (رينيو يوروب) تشكل هذه الأحزاب "الائتلاف الكبير" الذي ستحصل في إطاره التسويات في البرلمان الأوروبي، مع جمعها 398 مقعدا من أصل 720.
واختتم الناخبون في 21 دولة بالاتحاد الأوروبي، بما في ذلك فرنسا وألمانيا، انتخابات البرلمان الأوروبي التي استمرت 4 أيام، الأحد.
ألمانيا.. اليمين التطرف يكسب أرضا وشولتز سيعاني
أظهرت التوقعات أن الأحزاب الحاكمة في ألمانيا تتجه نحو تحقيق نتائج ضعيفة للغاية وأن الحزب اليميني المتطرف "البديل من أجل ألمانيا" حقق مكاسب في انتخابات الأحد للبرلمان الأوروبي، فيما يتوقع أن تظل المعارضة المحافظة السائدة أقوى قوة سياسية في الهيئة التشريعية في البلاد.
أظهر انتخابات الأحد أن الخاسر الأكبر هو الحزب الحاكم في ألمانيا، بقيادة المستشار أولاف شولتس.
وكشفت توقعات التليفزيون الألماني، فوز الحزب الديمقراطي الاجتماعي المنتمي إلى يسار الوسط بزعامة المستشار أولاف شولتس بـ 14 بالمائة من الأصوات فقط، مقارنة بـ 15.8 بالمائة من الأصوات التي حققوها عام 2019، وهي بالفعل أسوأ نتيجة لهم بعد الحرب العالمية الثانية في الانتخابات التشريعية، وأقل بكثير من أدائهم في الانتخابات الوطنية الأخيرة في ألمانيا عام 2021.
حصل حزب البديل من أجل ألمانيا، على أكثر من 16 بالمائة من الأصوات. هذا أفضل من أدائه البالغ 11 بالمائة في عام 2019، لكنه لا يزال أقل إلى حد ما من تقييمات استطلاعات الرأي في بداية العام.
أظهرت استطلاعات الرأي تراجع دعم حزب الخضر البيئي، ثاني أكبر حزب في ائتلاف شولتس، من 20.5 بالمائة التي حصل عليها قبل خمس سنوات إلى حوالي 12 بالمائة.
فرنسا.. اليمين يسيطر وماكرون يدعو لانتخابات مبكرة
فاز اليمين المتطرف الفرنسي بقيادة جوردان بارديلا ومارين لوبان، الأحد بالانتخابات الأوروبية في فرنسا بحصوله على نسبة تراوح بين 31,5 و32,5 % من الأصوات أي ضعف ما حققه حزب الرئيس إيمانويل ماكرون على ما أظهرت تقديرات معهدي الاستطلاع إيفوب وأيبسوس.
وحل في المرتبة الثانية حزب الغالبية الرئاسية مع 15,2 % من الأصوات وأتت في المرتبة الثالثة تشكيلة الاجتماعي-الديموقراطي رافاييل غلوكسمان مع 14 %.
ويشكل ذلك فشلا ذريعا لغالبية الرئيس الفرنسي التي كان التجمع الوطني اليمني المتطرف يسبقها في انتخابات العام 2019 بنقطة مئوية واحدة بحصوله على 23,34 % في مقابل 22,42 % للغالبية الرئاسية.
إثر إعلان هذه التقديرات طالب بارديلا البالغ 28 عاما بانتخابات تشريعية في فرنسا.
وقال "لا يمكن للرئيس أن يتجاهل الرسالة التي وجهها الفرنسيون. نطالب بأن يأخذ علما بهذا الوضع السياسي الجديد ويحتكم للشعب الفرنسي وينظم انتخابات تشريعية جديدة".
وعلى إثر النتيجة، أعلن ماكرون حل الجمعية الوطنية ودعا إلى انتخابات في 30 يونيو.
هولندا.. فيلدرز يحظى بنسبة مهمة
وفي هولندا، كان حزب خيرت فيلدرز اليميني المتطرف يحتل المركز الثاني بفارق ضئيل خلف تحالف اليسار والخضر. وبدا أن حزب حرية فيلدرز سيفوز بنسبة 17.7% من الأصوات، لكنه جاء في المرتبة الثانية بعد تحالف اليسار والخضر بقيادة نائب رئيس المفوضية الأوروبية السابق فرانس تيمرمانز، الذي حصل على 21.6%.
أوربان: اذهبوا يمينا
يوم الأحد، قال رئيس الوزراء المجري، فيكتور أوربان، الذي يقود حكومة قومية متشددة ومعادية للمهاجرين، للصحفيين بعد الإدلاء بصوته: "الحق أمر جيد. الذهاب إلى اليمين هو دائما جيد. اذهبوا يمينا!"
النمسا.. وصعود اليمين المتطرف
وقالت هيئة الإذاعة الوطنية النمساوية إن حزب الحرية اليميني المتطرف في النمسا يتصدر عملية فرز الأصوات في البلاد ويقدر أنه حصل على 27 بالمائة من الأصوات.
وتعتبر هذه المرة الاولى التي يفوز فيها الحزب النمساوي اليميني بأصوات البرلمان الأوروبي.
اليونان.. المحافظون يتقدمون
تشير التقديرات إلى أن حزب الديمقراطية الجديدة المحافظ الذي يتزعمه رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس يتقدم بنسبة تتراوح بين 28 و32 بالمئة من الأصوات، وفقا لاستطلاع آراء الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع نشرته هيئة الإذاعة الوطنية إي آر تي.
إلى أين تتجه أوروبا؟
تتوقع استطلاعات الرأي أن يخسر الليبراليون والخضر المؤيدون لأوروبا مقاعدهم، مما يقلل أغلبية يمين الوسط ويسار الوسط ويعقد الجهود الرامية إلى إقرار قوانين جديدة للاتحاد الأوروبي أو زيادة التكامل الأوروبي.
وتضرر العديد من الناخبين من أزمة تكلفة المعيشة، وتساورهم مخاوف بشأن الهجرة وتكلفة التحول الأخضر، ويشعرون بالانزعاج بسبب التوترات الجيوسياسية المتزايدة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا.
واستغلت الأحزاب المتشددة واليمينية المتطرفة هذا القلق وعرضت على الناخبين بديلا للتيار الرئيسي.
ما الذي قد يتغير في أوروبا إذا تحول البرلمان الأوروبي إلى اليمين؟
التصدي للسياسات الخضراءكان الاتحاد الأوروبي يرعى منذ فترة طويلة طموحا هائلا وهو أن يكون متقدما على بقية العالم عندما يتعلق الأمر بالبيئة. لكن الناخبين في أوروبا يشعرون بقلق متزايد بشأن تكلفة "التحول الأخضر" الذي بات أمرا مزعجا للملايين في أوروبا.
نعم للسيادة الوطنيةوعدت الأحزاب اليمينية بـ"اتحاد أوروبي مختلف"، يمنح المزيد من السلطة للدول القومية، ويحد من "تدخل بروكسل" في الحياة اليومية.
نجاح اليمين سيصعب حصول المفوضية الأوروبية على المزيد من القوانين من الحكومات الوطنية، مثل السياسة الصحية.
عرقلة اللجوء والهجرةالتحول إلى اليمين في البرلمان الأوروبي من شأنه أن يؤدي إلى تشريعات أكثر صرامة في الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة.
عرقلة توسعة الاتحاداليمين يريد وقف إدخال "الدول الفقيرة" إلى الاتحاد، بسبب العبء الاقتصادي والاستراتيجي، بسبب القرب من موسكو. هذه الدول مثل جورجيا وأوكرانيا وصربيا وكوسوفو.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات أولاف شولتس الليبراليون الهجرة الحرب في أوكرانيا البرلمان الأوروبي أوروبا الاوروبي الاتحاد الاوروبي اليمين اليمينيين أولاف شولتس الليبراليون الهجرة الحرب في أوكرانيا اتحاد أوروبي البرلمان الأوروبی الیمین المتطرف
إقرأ أيضاً:
اكتشاف بروتين قد يكون مفتاحا لفهم سر نشأة اللغة المنطوقة
لا تزال أصول اللغة البشرية لغزا محيرا للعلماء، وعلى الرغم من أن بعض الأدلة تشير إلى أن النياندرتال كانت لديهم تراكيب تشريحية في الحنجرة والأذن تمكنهم من التحدث والاستماع، فإن الدماغ البشري وحده هو الذي شهد توسعا في المناطق المسؤولة عن إنتاج وفهم اللغة.
وبحسب دراسة جديدة نُشرت في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز"، فإن فريقا بحثيا من جامعة روكفلر الأميركية أعلن أنه على مقربة من الكشف عن هذا السر، حيث حصل العلماء على أدلة وراثية مثيرة تشير إلى وجود بروتين يُعرف باسم "نوفا 1" موجود حصريا لدى البشر ربما قد لعب دورا حاسما في نشأة اللغة المنطوقة.
ويقول محمد الجندي، باحث في الكيمياء الحيوية في جامعة أوبسالا السويدية، وغير المشارك في الدراسة، في تصريحات حصرية للجزيرة نت: "المتغير هو أحد أشكال التحول في الجينات، فلكل جين شكل أساسي، وعندما تحدث له بعض التغيرات الطفيفة تؤدي إلى ظهور المتغيرات، ولكن في معظم الحالات تحافظ المتغيرات على نفس وظيفة الجين الأساسي ولا ترقى إلى تكوين جين جديد بوظيفة مختلفة".
والجينات هي أكواد موجودة على الحمض النووي الموجود في خلايا أجسامنا، كل منها مسؤول عن سمة أو وظيفة محددة، ويمكن النظر إلى الحمض النووي كله على أنه "كتاب تعليمات" ضخم يحتوي على جميع الأوامر البيولوجية التي تجعل الكائن الحي على ما هو عليه.
لطالما ارتبطت القدرة اللغوية لدى البشر بجين يدعى (فوكس ب 2)، يتحكم في تطوير الدماغ، إلا أن دوره لا يزال محل جدل. وعلى النقيض، يُعتقد أن جين (نوفا 1) يلعب دورا أكثر تعقيدا.
إعلانولقياس ذلك، أدخل فريق بقيادة روبرت دارنيل، رئيس مختبر علم الأورام العصبي الجزيئي في جامعة روكفلر، المتغير البشري من بروتين (نوفا 1) في فئران المختبر، وأظهرت النتائج نجاح الفئران في إصدار أصوات مختلفة عند التواصل فيما بينها، مما يشير بحسب الباحثين إلى تأثير هذا المتغير على الأنماط الصوتية.
وتشرح يوكو تاجيما، من مختبر علم الأورام العصبية الجزيئي، جامعة روكفلر بالولايات المتحدة الأميركية، والمؤلفة الأولى للدراسة في تصريح حصلت الجزيرة نت على نسخة منه قائلة: "التغيرات التي طرأت على جين (نوفا 1) ربما قد أدت إلى تطورات مهمة في الدماغ البشري ساهمت في نشأة اللغة وتطورها." وأضافت: "اكتشفنا أن التغيير البشري الفريد في البروتين يتسبب في تغييرات جوهرية في التعبير الجيني المرتبط بالصوتيات."، ولذلك يعتقد الباحثون بناء على تجربتهم أن (نوفا 1) ربما يكون جينا رئيسيا في اللغة البشرية.
استخدم الباحثون تقنية كريسبر لتحرير الجينات بهدف استبدال النسخة الطبيعية من بروتين (نوفا 1) في الفئران بالمتغير البشري. وعند تحليل تأثير هذا التغيير، لم يجد الباحثون أي تأثير على الوظائف العصبية أو الحركية، لكنهم لاحظوا تغيرات ملحوظة في الأصوات التي تصدرها الفئران.
ويقول الجندي: "من التحديات التقنية لاستخدام التحرير الجيني في هذا المجال هو أن بعض المتغيرات لا تتوافق عند نقلها بين البشر والفئران، وثاني التحديات يكمن في قَصْر عملية التحرير على حمض أميني واحد فقط تجنبا لظهور أي نتائج غير مرغوب فيها، بالتالي تسهل عملية قياس نتائج تحرير الجين".
راقب الباحثون، وسجلوا وحللوا الأصوات التي تصدرها الفئران المعدلة وراثيا، وقارنوها بالفئران الطبيعية. ونظرًا لأن الفئران تصدر أصواتا لا يمكن سماعها بالأذن البشرية، استخدم الباحثون ميكروفونات حساسة للموجات فوق الصوتية لتسجيل الأصوات في حالتين: عندما تكون صغار الفئران منفصلة عن أمهاتها، لاستكشاف نداءات الاستغاثة، وأثناء تفاعل الذكور مع الإناث البالغة لدراسة أصوات المغازلة.
إعلانوبعد جمع التسجيلات، حلل الباحثون الصوتيات باستخدام برامج متخصصة لتحديد الفروق بين الفئران العادية والمعدلة، وركزوا على عدة معايير، هل الفئران المعدلة تصدر أصواتا أكثر أو أقل من العادية؟ وتصنيف الأصوات إلى أنواع مختلفة، مثل نغمات بسيطة أو متغيرة أو متقطعة، والتغييرات في تردد الأصوات، مثل ارتفاعها أو انخفاضها، وطولها وقصرها، ومدى التعقيد.
وعند مقارنة البيانات، وجد الباحثون أن الفئران المعدلة وراثيا أظهرت تغيرات في تردد الأصوات عند الصغار، حيث أصبحت بعض النغمات أكثر حدة أو أقل حدة من المعتاد. كما لاحظوا انخفاضا في عدد النغمات مما يشير إلى نمط صوتي مختلف.
أما في البالغين، فقد ظهرت تغييرات في الأصوات المستخدمة خلال المغازلة، حيث أصبحت بعض النغمات أقل تكرارا أو أكثر تعقيدا، بالإضافة إلى اختلافات في الترددات العليا، مما يشير إلى تأثير محتمل على التحكم العصبي بالأصوات. وكانت لحظة مذهلة بحسب الباحثين، إذ لم يتوقعوا هذه التغيرات.
أثر المتغيرلمعرفة ما إذا كان هذا التغيير الجيني فريدا للبشر، قارن الباحثون بين الجينوم البشري والحمض النووي الخاص بالنياندرتال والدينيسوفان، وهم أفراد من الجنس الإنساني الذي يضم الإنسان العاقل كذلك (البشر الحاليين)، وقد أظهرت النتائج أن المتغير غير موجود لدى النياندرتال والدينيسوفان، مما يشير إلى أنه تطور حديث نسبيا في تاريخ البشر، وربما كان عاملا رئيسيا في قدرة الإنسان على تطوير لغة معقدة.
إلى جانب دوره في اللغة، قد يساعد البحث أيضا في فهم بعض الاضطرابات اللغوية والتطور العصبي. فهناك دلائل على أن الطفرات في جين (نوفا 1) قد تكون مرتبطة بالتوحد واضطرابات النطق.
ورغم النتائج المثيرة، لا يرى الجندي أن (نوفا 1) وحده يمكن أن يكون المسؤول عن نشأة اللغة البشرية، مختتما: "كان يعتقد أن جين (فوكس ب 2) لفترة طويلة هو أحد أهم العوامل المسؤولة عن نطق اللغة أو التواصل البشري، لكن الأمر أكثر تعقيدا مما كنا نظن، وهذه الدراسة تدعم هذه الفكرة. لا يوجد جين واحد فقط مسؤول عن القدرة على النطق والتواصل اللغوي، "فالدلائل التي تقدمها هذه الدراسة وغيرها تستند إلى قياسات وظيفية غير حصرية لتطور اللغة".
وقد تساعد الأبحاث المستقبلية في تحديد العلاقة بين هذا الجين والاضطرابات العصبية، وربما حتى تمهيد الطريق لعلاجات جديدة للاضطرابات اللغوية. في النهاية، يبقى السؤال مفتوحا: هل يمكن من خلال علم الوراثة فك شفرة اللغز الذي جعل البشر متحدثين فريدين؟
إعلان