من مذكرات مغتربة.. آمال صالح تكتب: مصالحة
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
كان الصمت يقيدني... ليس للغة مفاتيح... وعقود الزمن كانت مثل الأسوار يصعب تسلقها لأصل إلى ذاتي.
كأن الصمت مثل لوحة لفنان لم يرد أن يفصح عن عزوفه لصغائر الدنيا... إلا بفرشاة تغالب التناظر في الألوان.
كنت أسابق الوقت لأصل إلى الارتقاء في كل شيء.
غايتي أن أسمو في فهم تدرجات العمق.
وكلما تأخذنا الألوان إلى العمق.
نحاول أن نكون واضحين بنصف كلماتنا !
النصف الآخر تآكل بفعل نظرات شزارء.
كلما ازداد الإحساس باللون... كلما افتقدنا نظرات تشابهها.
كيف ستولد اللغة إذن...؟! المحاورة غير مجدية.
أحيانا يريدون طمس كل جميل فيك.
ماذا تفعل ؟
أقبل التحدي وأتذكر كلمات أمي عن المحبة.
أرتدي ملامحي الأحادية في الصبح بعد أن تحللت في الليل المشحون بضجيج نظراتهم.
أولد من جديد على وقع دعاء أمي.
لا أريد أن أتغير... أريدني سماء ملونة... تمطر كلمات بعطر الروح على من كنت ذاهبة لهم... في عملي هناك من ينتظر تلك الابتسامة التي تشرق بها يومه.
اليوم تخليت لأول مرة على الصمت... سلامي الداخلي تصالح مع اللغة...
قلت كل شيء بطلاقة.
لأول مرة فهمت الألوان واستعرت منها النصوع الذي يشبهني.
وطرت مثل عصفورة تتناغم مع أرجوحة الفضاء.
هذا اليوم أصبح ملكي... لأنني ذو وجه ووجهة واحدة.
وذاتي تطلعت لي بحب.
المحبة لي والآخر هي ديدني.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: امال صالح مصالحة
إقرأ أيضاً:
نُصرةُ الضعيف ورد الظالم.
نُصرةُ #الضعيف ورد #الظالم.
#نايف_المصاروه.
النُّصْرةُ:أو النَّصرُ والعَونُ، وهي اسمٌ مِن نَصَره على عَدُوِّه.
ينصُرُه نَصرًا، أي: أعانه وقوَّاه.
والنَّصيرُ والنَّاصِرُ واحِدٌ في المعنى ، لكن النصير أبلغ في المناصرة، والنصير هو الله .
والنُّصْرةِ اصطِلاحًا: هى تلك الغريزة التي تدفع الإنسان لنصرة أخيه الإنسان، من كل عدو أو شر أو خطر يهدد حياته .
والنصرة من منظور العقيدة، هي الغَيرةُ الإيمانيَّةُ التي تدفَعُ المُسلِمَ لرَفعِ الظُّلمِ عن أخيه المُسلِمِ المُستضعَفِ .
نصرة الضعيف خُلقٌ عربي إسلامي أصيل، عرفه العرب قبل الإسلام، وجاء التأكيد عليه والندب إليه في الإسلام.
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن جابر بن عبد الله وأبي طلحة بن سهل الأنصاري أنهما قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه، إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلما في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته.
قال صاحب عون المعبود:والمعنى ليس لأحد أن يترك نصرة مسلم، مع وجود القدرة عليه بالقول أو الفعل عند حضور غيبته أو إهانته أو ضربه أو قتله إلا خذله الله.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:نصر آحاد المسلمين واجب بقوله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما ـ وبقوله: المسلم أخو المسلم لا يسلمه ولا يظلمه.
قال ابنُ بطَّالٍ: (النُّصْرةُ عِندَ العَرَبِ: الإعانةُ والتَّأييدُ.
النصرة أنواع، ولها مسمياتها وضروراتها وأحكامها، ولكنها في حالة الشدة والإحتياج إليها، تكون واجبة على الأقرب فالاقرب بكل ما يعني ذلك.
وعندما يتخلف أو يتأخر الأقرب، فإنه يتحمل الإثم الأكبر،كما تتحمل الأمة كلها وزر ذلك، وعودوا لنصوص الوحي، واسألوا أهل العلم عن ذلك.
منذ نحو عام تقريبا، تتعرض غزة إلى عدوان صهيوامريكي شنيع، قُتل وجُرح من أهلها مئات الآلاف، وهُجر مثلهم الملايين، وهم بشرٌ مثلنا عرب ومسلمين، لهم كرامتهم وحقوقهم، وليسوا مجرد أرقام تُذكر وتُسجل وتُنسى .
ناهيك عن تدمير مئات الآلاف من المنازل، التي سويّت بالأرض ، وتدمير كل ما يتعلق بالبنية التحتية، من الطرق والكهرباء والماء والمستشفيات والمدارس وغيرها، في أبشع وأشنع جريمة إبادة، وتطهير عرقي عرفه التاريخ الحديث .
أستغرب الصمت والسكوت الدولي، ومعه أستغرب الصمت العربي والإسلامي المُشين.
لكني أستغرب أكثر، ذاك الصمت المطبق لمعظم الداخل الفلسطيني، وفي أغلب المدن والقرى والتجمعات السكانية، المجاورة لمدينة غزة، أو لمخيمي جنين وطولكرم!
واستغرب أكثر وأكثر.. حالة الصمت الشائن للسلطة الوطنية الفلسطينية، وأستغرب بقائها في ما يسمى بالحكم؛
وكيف للسادة فيها أن يبقوا بمسمياتهم الرسمية أو الشكلية، في ظل استمرار العدوان، وما يرافقه من قتل وجرح وتدمير وتهجير، واعتقال طال حتى النساء!
المستغرب أكثر وأكثر.. كيف لهذه السلطة، أو أجهزتها الامنية أو غيرها، أن يقبل أي منهم، أن يوجه رصاص بنادقهم إلى صدور الأشقاء من المقاومين، أو الرافضين للاحتلال الإسرائيلي، بدلاً من أن يوجه ذلك الرصاص إلى صدور الغزاة والمحتلين الصهاينه !
وهمسه.. لكل ذكر كان أو رجل..!
عندما يقوم جيش الإحتلال الصهيوني، بإعتقال النساء على وجه الخصوص، وما يقوم به من تصرفات مُشينه مستفزة أثناء تفتيشهن!
كيف لرجل.. يقول عن نفسه رجل.. وما ااظن أن رجلاً يقبل بذلك.. لكني أتساءل..!
كيف لرجل أن يرى أمه أو إبنته أو شقيقته أو زوجته، على الأقل ذوات القرب الأدنى، أن تُعتقل وتُفتش بإذلال وإهانة متعمدة، ويبقى صامتاً.. وفي عروقه قطرة دم..!
وبعدها.. كيف له أن يناام أو يأكل أو يشرب، أو أدنى ذرة لرغبة في الحياة؟
ذلك يجري بكل أسف.
قرأت في بعض إشعار العرب، مما يُعنى وله البلاغة في المعنى، قوله…
سأحمل روحي على راحتي * * وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق * * * وإمّا مماتٌ يغيظ العدوى.
وقال الزبير بن العوام رضي الله عنه، نحن أمة لا نموت إلا قتالاً، فما لي أرى الفُرش قد كثُر عليها الأموات؟
في قانون شريعة الغااااب، حيث تعيش الحيوانات، بعيداً عن مجتمع البشر.
تجد أن القوى يأكل الضعيف، وبرغم كثرة الاعداد لبعض الدواب في القطيع الواحد، إلا انك تجد أنها ترى أحد افراد القطيع، تتسابق عليه السباع، وتفترسه وتنهش لحمه، وهي تقف تنظر إلى كل ذلك لا تحرك ساكنا.
في حين تجد مثلاً أن الأم في عالم الحيوان، لا تترك وليدها ولو كان المعتدي أسد الغابة، فتدافع عنه بكل ما أُوتيت من قوة، وفي بعض الأحيان، تجد أن الأم تضحي بنفسها، ليسلم وليدُها، أو حتى لا ترى حالة مقتله.
في عالمنا الإنساني متى نتوحد لنوقف جرائم الإبادة والتطهير العرقي في غزة وكل فلسطين؟
وفي عالمنا العربي والإسلامي، متى نتوحد على عدونا، ولا نكون كالقطيع في مجتمع الغابة؟
ومتى نبادر لنصرة الشقيق الفلسطيني بشكل عام، والغزّي بشكل خاص بدافع الأخوة أو الأمومة؟
كاتب وباحث أردني.