توجه رئيس النيجر المخلوع، محمد بازوم، إلى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي طالبا المساعدة لاستعادة النظام الدستوري في البلاد.

النيجر.. تعيين الجنرال عبد الرحمن تشياني رئيسا للمجلس الانتقالي في البلاد

وكتب بازوم يوم الخميس في مقال منشور بصحيفة "واشنطن بوست": "في وقت حاجتي، أدعو حكومة الولايات المتحدة والمجتمع الدولي بأسره لمساعدتنا في استعادة النظام الدستوري.

والطريقة الوحيدة لإحراز تقدم ذي مغزى في مكافحة الفقر والإرهاب، هي الكفاح معا من أجل قيمنا المشتركة، بما في ذلك الديمقراطية التعددية واحترام حكم القانون".

وقال بازوم أيضا إن نجاح الانقلاب سيؤدي إلى عواقب تؤثر على ما هو أبعد من حدود النيجر. 

المصدر: تاس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: كورونا إفريقيا انقلاب واشنطن

إقرأ أيضاً:

إصلاح النظام الدولي.. لماذا وكيف؟

 

 

د. عبدالله الأشعل **

كشفت أزمة أوكرانيا وملحمة غزة أنَّ النظام الدولي ومؤسساته، تم بناؤها بعد الحرب العالمية الثانية بعقلية غربية؛ ففيما يتعلق بأوكرانيا فتحت روسيا ملف الصراع السياسي الممتد منذ روسيا القيصرية والشيوعية مع الغرب.

الغرب كان ضد روسيا القيصرية وضد امتدادها الإقليمي، أما روسيا الشيوعية فقد ناصبها الغرب العداء أملًا في خنق الشيوعية في مهدها، فاتخذت الولايات المتحدة مجموعة من المواقف باعتبارها قائدة للغرب على أساس أن روسيا تنتمى إلى الأمم الشرقية المتخلفة في نظر الغرب، والغرب منذ نشأته في القرن السادس عشر وذبول الدولة الإسلامية كانت نظرته استعلائية وكان العالم ينقسم في ذلك الوقت إلى مجموعتين المجموعة الأوروبية الاستعمارية المُترفعة على غير الأوروبي والمجموعة الثانية هي مجموعة الأمم غير الأوروبية التي يصح استعبادها ونهب ثرواتها لأنها تدفع للدول المتقدمة الأوروبية ضريبة تخلفها. ولذلك ابتكرت الدول الأوروبية ما يُسمى بالاستعمار وهو مصطلح إيجابي يعنى أن المتحضر يأخذ بيد المتخلف ويصعد به إلى المستويات الحضارية.

وبالفعل.. فإنَّ وسائل النظام الدولي قد تمت صياغتها لكى تعكس هذه الحقيقة الطبقية ومثال ذلك أنَّ الاستعمار غيَّر وجهه إلى صيغة تم تسويقها لدينا كذبًا وهي تحول نظام الاستعمار إلى الانتداب ثم في ميثاق الأمم المتحدة تحول الانتداب إلى الوصاية وكلها مصطلحات غربية تصور حقيقة المجتمع الدولي الطبقي فهم مجتمع سيد ونحن مجتمع عبيد، ومثال آخر أن الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن ممن شاركت في الحرب العالمية الثانية ضد دول المحور أي معسكر الحلفاء ضد معسكر المحور وكان التصور عند صياغة ميثاق الأمم المتحدة أن تتسيد هذه الدول العالم وتقوم بإدارته، ولذلك مُنحت عددًا من الامتيازات أهمها ما يُسمى بحق الفيتو الذي يجب أن يستخدم لخدمة الصالح العام للمجتمع الدولي المُوحد.

ومثال ثالث أنه تمَّ النص في ميثاق الأمم المتحدة على أنَّ الدول تتمتع بالسيادة المتساوية صغيرها وكبيرها وهذا نفاق كبير. ومثال رابع أن الصين انقسمت عام 1949 بعد قيام الثورة الصينية إلى صينين الصين الكبرى وكانت شيوعية من الأمم الشرقية والصين الصغرى وهي الصين الوطنية وتنتمى إلى الغرب فكانت النتيجة أن الصين الصغرى هي التي احتلت مقعد الصين كلها في مجلس الأمن ولم يتم تصحيح هذا الموقف إلا عام 1971 عندما زار الرئيس نيكسون الصين الكبرى وقبل أن يدخل في علاقات عملية معها ولذلك سمح الغرب للصين الكبرى بأن تحل محل الصين الصغرى في مجلس الأمن ولا تزال الصين حتى هذه اللحظة تسعى إلى قمة النظام الدولي بهدوء وتخشاها الولايات المُتحدة منذ عقود.

مثال خامس النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية الذي نصَّ في المادة التاسعة على انتخاب القضاة من مجموعات إقليمية حضارية وأهمها الحضارة الغربية، ونجد في النظام الأساسي نفسه مصادر القانون الدولي الذي يطبقه القاضي في المحكمة ومُعظم هذه المصادر متحيزة للغرب. والعرف هو ما تعارفت عليه الأمم المُتمَدْيِنة والمبادئ العامة للقانون هي مجموعة المبادئ التي استقرت داخل الأمم المتمدينة، وحتى الفقه الدولي يتكون من كتابات كبار الفقهاء وهم الأوروبيين.

وظنت الدول الصغيرة أنها قد بنت الدولة الوطنية المستقلة عن الغرب، ولكن ثبت أن الغرب أجلى قواته العسكرية، ولكن غيَّر وسائل هيمنته. وقد أظهرت الأحداث الدولية منذ نشأة الأمم المتحدة أن بنية القانون الدولي تبدو واحدة، ولكن يستحيل تطبيق القانون الدولي إلّا إذا كانت دولة غربية طرفًا في القضية مثل "أزمة لوكيربي".

والأزمة الأوكرانية هي صراع بين روسيا والغرب على أرض أوكرانيا. والحق أنَّ أوكرانيا كانت طوال قرون عديدة جزءًا من روسيا، وحتى عندما وزعت روسيا السوفيتية أسلحتها النووية اختصت أوكرانيا بجزء كبير منها، على أساس أنها من الجمهوريات الخمسة عشرة السوفييتية. كما إن الأسطول السوفييتي كله اتخذ من كييف ميناءً بحريًا له، كما إن شبه جزيرة القرم التي كسبتها روسيا في حربها مع الدولة العثمانية عام 1856 في اتفاقية باريس تقع أيضًا في أوكرانيا.

لكن بعد تحلل الاتحاد السوفييتي كانت في أوكرانيا حكومة موالية لموسكو، والغرب- الذي لن تتوقف مؤامراته ضد روسيا- حرض لقيام الثورة البرتقالية ضد الحكومة الأوكرانية الموالية لموسكو، وكان الهدف اختراق الأمن الروسي عبر أوكرانيا.

فلما بدأت موسكو حملتها في تأديب أوكرانيا وجدت الغرب كله قد اصطف لمحاربتها. ولجأت أوكرانيا بتحريض من الغرب إلى مجلس الأمن والجمعية العامة ومحكمة العدل الدولية والجنائية الدولية وأصدرت كل هذه المؤسسات قرارات تُدين موسكو وأصدرت الجنائية الدولية قرارًا بالقبض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للتحقيق معه باعتباره "مجرم حرب"، وبالطبع انضمت الدول الخاضعة للنفوذ الغربي إلى الغرب في هذه المؤسسات؛ بل حاول الغرب أن يلغي حق الفيتو الذي تتمتع به روسيا ولكنه فشل وفرض الغرب كل أنواع العقوبات على روسيا.

الصراع هو بين روسيا والغرب على أرض أوكرانيا ولا يوجد صراع روسي أوكراني، ولذلك فإن محاولات الغرب تسوية المشكلة بينه وبين روسيا فاشلة؛ لأنه يريد أن يضغط من خلال أوكرانيا عسكريا على روسيا حتى يجلس بوتين مع الرئيس الأوكراني وفق تصور الغرب الخاطئ.

وما دام الصراع هو من وجهة نظر روسيا تصحيح ميزان النظام الدولي الموالي للغرب ومن وجهة نظر الغرب استمرار الهيمنة الغربية بما فيها مؤامرة تفكيك روسيا الاتحادية ومنعها من أن تكون دولة عظمى وكانت النتيجة أن كونت روسيا مع الصين وإيران معسكرا يناهض المعسكر الغربي واتضح أن النظام الدولي كله بمؤسساته يؤكد الهيمنة الغربية.

ملحمة غزة كاختبار للنظام الدولي

كان طبيعيًا لهذا النظام الدولي أن يتجاهل أعمال الإبادة الإسرائيلية واشترك الغرب كله بتوريد السلاح لإسرائيل واصطفافه خلف الولايات المتحدة في مجلس الأمن لحماية إسرائيل من النقد ووقف أعمال الإبادة. وصرح المعلقون العرب إلى القول بطريقة سطحية أن الغرب يكيل بمكيالين ولهذا لم يفهم المعلقون العرب بنية النظام الدولي وأزمته الراهنة وسقوطه في أول امتحان في أوكرانيا وغزة.

أسباب إصلاح النظام الدولي؟

وما دام النظام الدولي غربيًا ويُصر على ذلك فإن الدول العربية والإفريقية معرضه للضياع ولا يمكن أن تجتمع هذه الدول لكي تنشئ نظامًا دوليًا عادلًا من وجهة نظرها.

كيف نصلح النظام الدولي المنحاز لإسرائيل ضد العرب؟

الصراع المتعدد الأبعاد بين روسيا والغرب في أوكرانيا والصراع الإسرائيلي الغربي ضد الفلسطينيين وحدهم، هذا نظام ليس من مصلحتنا أن نكسره، لكن حدثت فيه شروخ عميقة، والمطلوب الآن أن تستجمع جميع المناطق قوتها الاقتصادية والسياسية وجميع مصادر القوة، حتى يمكن أن ينعقد مؤتمر دولي مثل مؤتمر سان فرنسسكو الذي أنشأ الأمم المتحدة. وفي هذا المؤتمر تتفق الأطراف جميعًا على قواعد للعلاقات الدولية التي لا تمكن إسرائيل من الافلات من العقاب ويمكن انشاء مؤسسات مكان التي عطبت.

لدينا ترسانة من القواعد القانونية المتراكمة والمعززة بقيم الدين وتقاليد الإنسان السويّ، كما إن لدينا قضاء دولي يحتاج إلى الروح وإلى قوة المناطق حتى تعادل قوة الغرب. أما الاعتماد على سياسة التوسُّل، فلن تُجدي ولا بُد أن تتحرر المناطق المختلفة من سيطرة الغرب ولا بُد من انشاء نظام جديد لا يكون فيه سادة وعبيد، وإلغاء حق الفيتو بالتوافق بين أطراف النظام الدولي الجديد.

** أستاذ القانون الدولي ومساعد وزير الخارجية المصري سابقًا

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • إصلاح النظام الدولي.. لماذا وكيف؟
  • بعد تنفيذ أكثر من 75 عملية إعدام منذ بداية 2025 في طهران.. سجناء إيران يتحدون قرارات النظام.. واحتجاجات واسعة تجوب البلاد
  • رئيس الوزراء: دور الحكومة هو مساعدة القطاع الخاص لنمو الاقتصاد المصري
  • بعد قرارات ترامب..رئيس البنك الدولي يحذر من التسرع في الرد
  • ضبط مستودع صواريخ في حمص.. الأمن العام السوري يواصل حملته الأمنية
  • الأمن السوري يضبط صواريخ بحمص وشحنة أسلحة لحزب الله
  • رئيس كولومبيا يمنع استقبال طائرات تقل مهاجرين من أمريكا
  • المنفي يبحث مع السفير البريطاني استمرار التعاون مع البعثة الأممية والمجتمع الدولي
  • رئيس «الدستورية العليا»: دور مصر محوري في تعزيز القضاء الدستوري الأفريقي
  • نزال: المقاومة أعطت رسائل للإسرائيليين والمجتمع الدولي بإحكام قبضتها على غزة