لجريدة عمان:
2024-09-20@01:03:39 GMT

حقيقة إسرائيل المتوحشة

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

حقيقة إسرائيل المتوحشة

لا أحد ينتظر في هذه اللحظة التاريخية رغم كل المتغيرات التي يشهدها العالم أن يساق قادة جيش الاحتلال الإسرائيلي إلى المحاكم الدولية نتيجة ما اقترفه هذا الجيش الهمجي من مجازر وإبادة جماعية بحق الأطفال الأبرياء في غزة، وفي فلسطين بشكل عام، حتى بعد إدراج هذا الجيش من قبل الأمم المتحدة في قائمة «العار» وفي قائمة الكيانات التي تحلق الضرر بالأطفال.

وسبب كل ذلك يعود إلى أن القوى الكبرى التي تتحكم بالعالم وبمنظماته تدعم إسرائيل بشكل مطلق، واكتشف العالم- الشعوب على الأقل- أن تلك القوى تدعم وتحمي المجازر ضد الأطفال. وهذا الدعم غريب جدا ويحتاج إلى دراسات نفسية حقيقية، فالطبيعة البشرية في عمومها لا تستوعب هذا الفعل حتى في ظل العداءات الأيديولوجية والتاريخية والثقافية وحتى في ظل العُصابات المرضية التي تصيب البعض.. ولكن هل يعقل أن تصيب هذا العدد الكبير جدا من السياسيين ومن المفكرين في العالم الغربي الذين يتواطؤون بشكل فاضح مع قتلة الأطفال!

لكن التحركات العالمية التي نشهدها اليوم، وإن كانت رمزية، إلا أنها مهمة في السياق التاريخي وفي سياق بناء التحولات في الرؤية العالمية لإسرائيل، وتمثل لحظة فارقة بالنسبة للدبلوماسية الدولية وبالنسبة لحقوق الإنسان.. فحتى هذه المواقف الرمزية لم تكن لتكون قبل هذه الأحداث، وإسرائيل ترتكب المجازر نفسها منذ أكثر من سبعة عقود مضت، بل قبل ذلك عندما كانت إسرائيل مكونة من مجموعات همجية وبربرية من مختلف القارات جاؤوا في ظروف معروفة لفلسطين.

إن الأهمية التي يمكن أن يمثلها قرار الأمم المتحدة بشأن جيش الاحتلال الإسرائيلي علاوة على الجانب الرمزي وعلاوة على تأكيد الصورة الذهنية التي تشكلت ضد ذلك الجيش المحتل تتمثل في موضوع توثيق الجرائم من قبل منظمة أممية وخاصة تلك التي تطال الأطفال بشكل خاص. وسلطت تقارير منظمات حقوق الإنسان ووكالات الأمم المتحدة الضوء على حوادث خطيرة، بما في ذلك الغارات الجوية على المناطق السكنية وتدمير المدارس والمستشفيات، ما أدى إلى وقوع إصابات ومعاناة كبيرة بين الأطفال لا تخفى على العالم أجمع اللهم إلا على أولئك الساسة المصابين بالعُصابات المرضية. وقد أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) واليونيسيف ارتفاع أعداد الإصابات والوفيات بين الأطفال بسبب العمليات العسكرية المستمرة.

ولا شك أن وضع جيش الاحتلال الإسرائيلي على هذه القائمة الرمزية يضع إسرائيل في موقف صعب في لحظة هي في أمس الحاجة إليها إلى تغيير الصورة الذهنية عنها لمزيد من الدعم الجماهيري سواء في الداخل أم في الخارج، كما يضعها في موضع محرج أمام حُماتها الغرب وفي مقدمتهم أمريكا.

وهذا التصنيف الذي لا يبدو أن أمريكا تستطيع أن تستعمل ضده حق «الفيتو» يشوه صورتها وصورة حماتها بشدة، ويصورها دولة تستمتع بسفك دماء الأطفال وبتشريدهم والتنكيل بهم.. وسيقودها هذا الأمر مع الوقت إلى عزلة في المحافل الدولية.. فدماء الأبرياء لها حرمة ولها قداسة ولها ارتدادات وإن طال الأمد.

وفي هذه اللحظة التي تتوالى فيها الصدمات على إسرائيل لا بد للعالم العربي أن يقوم بحراك حقيقي في الأوساط الدبلوماسية وفي أوساط المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني.. وإن لم تتحرك الدول العربية بوصفها كيانا أو مجموعة عربية في هذه الأوساط فلا بد أن تتحرك مؤسسات المجتمع المدني العربية وتستغل هذه اللحظة التاريخية من أجل القضية الفلسطينية لأنها قد لا تتكرر كثيرا إن لم نستطع أن نستثمرها في بناء صورة/ سردية تبقى راسخة في الأذهان العالمية عن جرائم إسرائيل وعن حقيقة إسرائيل في سفك دماء الأبرياء في فلسطين.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الأمم المتحدة

إقرأ أيضاً:

وزيرة الصحة الفلسطينية السابقة: مصر حريصة على إدخال المساعدات لغزة.. والعائق الحقيقي إسرائيل

وجهت مي الكيلة، وزيرة الصحة الفلسطينية السابقة الشكر للرئيس عبد الفتاح السيسي وللحكومة والشعب المصري على دعمه ومساندته للقضية الفلسطينية وتقديم المساعدات لأهالي غزة قبل وأثناء الحرب الإسرائيلية على القطاع، مشيرة إلى أن مصر دائما وأبدا الداعم الرئيس للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وخصوصا في ظل الأزمة والكارثة الإنسانية الراهنة في غزة.

وأكدت الكيلة، في تصريح خاص لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان، على هامش المؤتمر الإقليمي الثامن للشبكة الشرق أوسطية للصحة المجتمعية "امفنت" المنعقد بالأردن، أن مصر تولي اهتماما كبيرا بتقديم ودخول المساعدات الطبية والإنسانية إلى قطاع غزة، وحريصة على ذلك، ولكن العائق الحقيقي هو الاحتلال الإسرائيلي، مشيرة إلى أنها شاهدت حجم وكمية المساعدات الموجودة على معبر رفح من الجانب المصري ولكن الاحتلال الإسرائيلي يعرقل دخولها.

وأضافت أنها قامت بزيارة معبر رفح برفقة الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس الوزراء ووزير الصحة والسكان، وشاهدت حجم المساعدات والقوافل المصرية الموجودة عند المعبر تنتظر الدخول إلى قطاع غزة ولكن الإجراءات الإسرائيلية تحول دون ذلك.

وبشأن انتشار شلل الأطفال في قطاع غزة، أشارت إلى أن شلل الأطفال خلل في الصحة العامة التي تعد نتيجة مباشرة لوجود وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني وخصوصا في غزة، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتعمد تدمير البنية التحتية الفلسطينية في قطاع الصحة وغيره سواء في غزة أو الضفة الغربية المحتلة.

وأوضحت أن فلسطين كانت خالية من شلل الأطفال منذ عام 1988، إلا أنه ونتيجة لهذه الانتهاكات الإسرائيلية وما نتج عنها من خراب وتدمير للمياه والبنية التحتية الصحية مما أوجد هذه الحالات من شلل الأطفال في القطاع، مؤكدة أن هناك كارثة حقيقية في غزة بسبب الخلل في قطاع الصحة العامة والذي يعتبر في خطر حقيقي نتيجة لجرائم الاحتلال.

ونوهت إلى أنه تم السماح مؤخرا بإدخال تطعيمات شلل الأطفال إلى غزة عقب تحذيرات وتدخلات من قبل منظمة الصحة العامة، موجهة الشكر لمسئولي منظمة الصحة العالمية ولكل من تدخل لإنقاذ أطفال فلسطين وخصوصا في غزة.

وحذرت من عدم السماح بإدخال الجرعة الثانية لتطعيم الأطفال عقب النجاح في تطعيم حوالي 90% من الأطفال في غزة ضد شلل الأطفال، مشددة على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي لإنقاذ أطفال غزة من انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي ووقف الحرب فورا.

يأتي ذلك فيما قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، أمس الاثنين، إن نسبة التغطية التي حققتها حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة، بلغت 90 بالمئة.

وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه على منصة "إكس"، أن "التحدي التالي هو تزويد الأطفال بالجرعة الثانية نهاية سبتمبر الجاري"، مشيرا إلى أن هناك أخبارا إيجابية نادرة من غزة، الجولة الأولى من حملة التطعيم ضد شلل الأطفال انتهت بنجاح".

ويواصل الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثرمن 346 يوما، عدوانه على قطاع غزة، فيما أدى العدوان المستمر إلى استشهاد أكثر من 41 ألفا و 226 شهيدا، وإصابة 95 ألفا و413 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاًطيران الاحتلال الإسرائيلي يستهدف منزلًا في مدينة غزة

بريطانيا وإيطاليا تؤكدان دعمهما لوقف إطلاق النار في غزة

ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان على غزة إلى 41226 شهيدًا و95413 مصابًا

مقالات مشابهة

  • قلق أممي إزاء ارتفاع أعداد الضحايا الأطفال في غزة
  • ما هي الدول التي صوتت ضد قرار إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية؟
  • لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة تندد "بالانتهاكات الجسيمة" التي ترتكبها إسرائيل في غزة للمعاهدة العالمية لحماية الأطفال
  • إسرائيل تنتهك معاهدة عالمية لحماية الأطفال في غزة
  • لجنة أممية: إسرائيل انتهكت معاهدة عالمية لحماية الأطفال في قطاع غزة
  • الغارديان: حرب التفخيخ التي تشنها إسرائيل غير قانونية وغير مقبولة
  • الغارديان: حرب التفخيخ التي تشنها إسرائيل: إنها غير قانونية وغير مقبولة
  • البيت الأبيض: الولايات المتحدة لم تشارك في الهجمات التي شهدها لبنان أمس واليوم
  • ما حقيقة تورط شركة "غولد أبولو" التايوانية بتفجير أجهزة "بيجر" التي يستخدمها حزب الله؟
  • وزيرة الصحة الفلسطينية السابقة: مصر حريصة على إدخال المساعدات لغزة.. والعائق الحقيقي إسرائيل