الأسبوع:
2025-02-23@11:12:10 GMT

الاحتفال بذكرى إنزال النورماندي بدون روسيا

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

الاحتفال بذكرى إنزال النورماندي بدون روسيا

احتفلت فرنسا يومَي السادس والسابع من يونيو الجاري بذكرى مرور ثمانين عامًا على إنزال القوات الأمريكية والحلفاء بمنطقة النورماندي بفرنسا، تلك التي ساهمت بشكل كبير في تحرير فرنسا من قبضة ألمانيا وإلحاق الهزيمة بها بزعامة رودولف هتلر في السادس من يونيو عام 1944. وقد جاءتِ الاحتفالات موسعةً، وشهدت خلال هذه المرة حضورًا لافتًا لأكثر من خمسة وعشرين رئيس دولة وحكومة، إضافة إلى استضافة المحاربين القدامى والكثير من أسر ضحايا تلك الحرب، وجاء على رأس الحاضرين من أمريكا وأوروبا: الرئيس الأمريكي چو بايدن الذي يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا، وبحضور الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ملوني، وبحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقد تقدمت فرنسا عبر رئيسها إيمانويل ماكرون بالشكر والامتنان خلال مراسم الحفل إلى الحلفاء، وإلى كل مَن ضحوا بدمائهم من أجل إعادة الحرية لفرنسا. كما كرَّم الرئيس ماكرون أكثر من مائة وأربعين من قدامى المحاربين الذين شاركوا في تلك الحرب ولا يزالون على قيد الحياة، إضافة إلى تكريم الكثير من الجنود الذين قُتلوا عند عملية الإنزال. أما اللافت في تلك الاحتفالية فهو أن الرئيس إيمانويل ماكرون عمل على إعطاء الاحتفال طابعًا سياسيًّا بامتياز، والدليل على ذلك تنويهه بدور التحالف الأمريكي الأوروبي تجاه القضايا الدولية، وبأهمية دور حلف الناتو في الحفاظ على أمن أمريكا وأوروبا، رغم عمله الدؤوب، ومحاولة إقناعه القادة الأوروبيين من أجل بناء قوة أوروبية قادرة على حماية نفسها دون الاحتياج للتبعية الأمريكية، وهو الأمر الذي دعا إليه ماكرون المستشار الألماني شولتز خلال زيارته ألمانيا أواخر شهر مايو الماضي 2024، والتي دعا فيها شولتز أيضًا إلى الموافقة على إرسال أسلحة فرنسية وألمانية بعيدة المدى إلى أوكرانيا، من أجل تمكن الأخيرة من ضرب العمق الروسي وإلحاق الهزيمة بروسيا. ومن الدلائل السياسية أيضًا أن ماكرون ركز خلال كلمته بالاحتفال على دعوة أمريكا والغرب لمواصلة الدعمين المادي والعسكري لأوكرانيا، والمساهمة في إلحاق الهزيمة بروسيا، إضافة إلى مناقشة الكثير من القضايا الدولية مع زعماء أمريكا وأوروبا على هامش الاحتفالات الرئيسية بمنطقة النورماندي، وبخاصة قضايا إفريقيا والشرق الأوسط وعلى رأسها إعطاء الأولوية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإيجاد تسوية عاجلة للقضية الفلسطينية بعد اعتراف الكثير من دول أوروبا بدولة فلسطين. كما أن ماكرون دعا من خلال كلمته الافتتاحية إلى تحقيق مكاسب لحزبه وللأحزاب اليمينية المعتدلة في أوروبا، ودعوة الناخبين خلال انتخابات البرلمان الأوروبي يومَي السادس والتاسع من شهر يونيو الجاري إلى التصويت لصالح الأحزاب الأوروبية المعتدلة، والتصدي للأحزاب اليمينية المتطرفة، ومنعها من تحقيق الأغلبية في البرلمان الأوروبي، وتهديد مستقبل واستمرارية الاتحاد الأوروبي.

أما الصادم في هذا الاحتفال فهو عدم توجيه فرنسا الدعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتتغيب روسيا ولأول مرة عن احتفال فرنسا بتلك المناسبة، الأمر الذي يراه الخبراء والمحللون إنكارًا لدور روسيا الكبير في إلحاق الهزيمة بألمانيا، فالقوات السوفييتية كان لها الدور الكبير بدايةً من العام 1941 بالهجوم المضاد على القوات الألمانية، كما انضمتِ القوات السوفييتية إلى القوات الأمريكية عام 1944، لمهاجمة ألمانيا من جهة الغرب، على نهر إلبه وسط ألمانيا، لدرجة اقترابها من مخبأ قيادة رودولف هتلر، لتستسلم برلين إلى القوات السوفييتية في الثلاثين من أبريل عام 1945. كما يذكر التاريخ، أن الاتحاد السوفيتي في تلك الفترة كان قد دخل بمشاته ومدرعاته إلى عمق اليابان حليفة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وذلك عندما أعلن الاتحاد السوفيتي مهاجمة اليابان، والانتصار عليها في أقل من أسبوع، وإجبارها علي الاستسلام غير المشروط في 14 أغسطس 1945، متفوقًا على القوات الأمريكية التي لاقتِ الويلات من شجاعة واستبسال القوات البحرية والجوية اليابانية، الأمر الذي جعل أمريكا تلجأ إلى ضرب هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين بقنبلتين نوويتين، ليعلن بعدها نهاية الحرب العالمية الثانية.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

أمريكا تخطب ودّ أمريكا.. موقف «لافت» باجتماع أممي!

في سياق التقارب الأخير بين موسكو وواشنطن، وللمرة الأولى منذ عام 2022، امتنعت أمريكا عن المشاركة في صياغة مشروع قرار مناهض لروسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن أوكرانيا.

وبحسب وثيقة نقلتها وكالة “نوفوستي”، “صاغ القرار كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا وسويسرا وبولندا ودول البلطيق دون أن تكون الولايات المتحدة مدرجة في هذه القائمة”.

ووفق الوثيقة، “يطالب المشروع الحالي، الذي يحمل عنوان “تعزيز السلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا”، والذي أعد لتقديمه 24 فبراير، “بسحب جميع القوات المسلحة الروسية على الفور وبشكل كامل ودون قيد أو شرط من أراضي الجمهورية السوفيتية السابقة (أوكرانيا)”. إلا أن النص لا يتطرق إلى حق الشعوب في تقرير المصير، كما هو منصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة”.

وبحسب الوثيقة، “ضمن مشروع القرار تم توجيه اتهام لموسكو مرة أخرى بما أسموه “قصف البنية التحتية المدنية”، على الرغم من أن روسيا صرحت مرارا وتكرارا بأنها تنفذ ضربات محددة فقط على أهداف عسكرية، في الوقت نفسه، لم تذكر الهجمات الإرهابية التي تشنها كييف ضد المدنيين فضلا عن وجود القوات المسلحة الأوكرانية في منطقة كورسك الروسية”.

هذا “وتعقد الجمعية العامة للأمم المتحدة منذ فبراير 2022 بشكل دوري اجتماعات الدورة الاستثنائية الطارئة الحادية عشرة المخصصة للوضع بأوكرانيا، وفي إطارها تم بالفعل اعتماد 6 قرارا تدعم موقف كييف وتتجاهل مخاوف موسكو، ويطالب الجميع روسيا بـ “سحب قواتها من أوكرانيا من جانب واحد، وفي كل هذه الوثائق، التي تم اعتمادها في عهد جو بايدن، كانت الولايات المتحدة من بين المشاركين في صياغة مشاريع القرارات، إلى جانب بريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا ودول أخرى من المعسكر الغربي”.

ويأتي هذا الوضع على “خلفية المفاوضات الأخيرة بين روسيا والولايات المتحدة في الرياض”.

مقالات مشابهة

  • قتيل وخمسة جرحى في فرنسا بعد حادثة طعن.. ماكرون يتحدث عن إرهاب إسلامي
  • قتيل و5 جرحى شرق فرنسا.. ماكرون يصف حادث الطعن بأنه عمل إرهابي
  • وزير الدفاع يشهد مراسم الاحتفال بتكريم عدد من قادة القوات المسلحة.. صور
  • فرنسا تسعى لمنع اتفاق التجارة مع أمريكا اللاتينية لحماية مزارعيها
  • فرنسا ترحب بقرار مجلس الأمن بشأن سحب القوات الرواندية من شرق الكونغو الديمقراطية
  • كيف ظهر بنزيما خلال الاحتفال بذكرى يوم التأسيس في السعودية؟
  • أوكرانيا: روسيا أطلقت 160 مسيرة وصاروخين في هجوم خلال الليل
  • ساحل العاج تستعيد السيطرة على آخر القواعد الفرنسية في البلاد
  • أمريكا تخطب ودّ أمريكا.. موقف «لافت» باجتماع أممي!
  • إيطاليا: لا يمكن ضمان أمن أوروبا بدون أمريكا