الأسبوع:
2025-03-28@07:11:20 GMT

الاحتفال بذكرى إنزال النورماندي بدون روسيا

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

الاحتفال بذكرى إنزال النورماندي بدون روسيا

احتفلت فرنسا يومَي السادس والسابع من يونيو الجاري بذكرى مرور ثمانين عامًا على إنزال القوات الأمريكية والحلفاء بمنطقة النورماندي بفرنسا، تلك التي ساهمت بشكل كبير في تحرير فرنسا من قبضة ألمانيا وإلحاق الهزيمة بها بزعامة رودولف هتلر في السادس من يونيو عام 1944. وقد جاءتِ الاحتفالات موسعةً، وشهدت خلال هذه المرة حضورًا لافتًا لأكثر من خمسة وعشرين رئيس دولة وحكومة، إضافة إلى استضافة المحاربين القدامى والكثير من أسر ضحايا تلك الحرب، وجاء على رأس الحاضرين من أمريكا وأوروبا: الرئيس الأمريكي چو بايدن الذي يقوم بزيارة دولة إلى فرنسا، وبحضور الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا، ورئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك، والمستشار الألماني أولاف شولتز، ورئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، ورئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ملوني، وبحضور الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وقد تقدمت فرنسا عبر رئيسها إيمانويل ماكرون بالشكر والامتنان خلال مراسم الحفل إلى الحلفاء، وإلى كل مَن ضحوا بدمائهم من أجل إعادة الحرية لفرنسا. كما كرَّم الرئيس ماكرون أكثر من مائة وأربعين من قدامى المحاربين الذين شاركوا في تلك الحرب ولا يزالون على قيد الحياة، إضافة إلى تكريم الكثير من الجنود الذين قُتلوا عند عملية الإنزال. أما اللافت في تلك الاحتفالية فهو أن الرئيس إيمانويل ماكرون عمل على إعطاء الاحتفال طابعًا سياسيًّا بامتياز، والدليل على ذلك تنويهه بدور التحالف الأمريكي الأوروبي تجاه القضايا الدولية، وبأهمية دور حلف الناتو في الحفاظ على أمن أمريكا وأوروبا، رغم عمله الدؤوب، ومحاولة إقناعه القادة الأوروبيين من أجل بناء قوة أوروبية قادرة على حماية نفسها دون الاحتياج للتبعية الأمريكية، وهو الأمر الذي دعا إليه ماكرون المستشار الألماني شولتز خلال زيارته ألمانيا أواخر شهر مايو الماضي 2024، والتي دعا فيها شولتز أيضًا إلى الموافقة على إرسال أسلحة فرنسية وألمانية بعيدة المدى إلى أوكرانيا، من أجل تمكن الأخيرة من ضرب العمق الروسي وإلحاق الهزيمة بروسيا. ومن الدلائل السياسية أيضًا أن ماكرون ركز خلال كلمته بالاحتفال على دعوة أمريكا والغرب لمواصلة الدعمين المادي والعسكري لأوكرانيا، والمساهمة في إلحاق الهزيمة بروسيا، إضافة إلى مناقشة الكثير من القضايا الدولية مع زعماء أمريكا وأوروبا على هامش الاحتفالات الرئيسية بمنطقة النورماندي، وبخاصة قضايا إفريقيا والشرق الأوسط وعلى رأسها إعطاء الأولوية لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وإيجاد تسوية عاجلة للقضية الفلسطينية بعد اعتراف الكثير من دول أوروبا بدولة فلسطين. كما أن ماكرون دعا من خلال كلمته الافتتاحية إلى تحقيق مكاسب لحزبه وللأحزاب اليمينية المعتدلة في أوروبا، ودعوة الناخبين خلال انتخابات البرلمان الأوروبي يومَي السادس والتاسع من شهر يونيو الجاري إلى التصويت لصالح الأحزاب الأوروبية المعتدلة، والتصدي للأحزاب اليمينية المتطرفة، ومنعها من تحقيق الأغلبية في البرلمان الأوروبي، وتهديد مستقبل واستمرارية الاتحاد الأوروبي.

أما الصادم في هذا الاحتفال فهو عدم توجيه فرنسا الدعوة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لتتغيب روسيا ولأول مرة عن احتفال فرنسا بتلك المناسبة، الأمر الذي يراه الخبراء والمحللون إنكارًا لدور روسيا الكبير في إلحاق الهزيمة بألمانيا، فالقوات السوفييتية كان لها الدور الكبير بدايةً من العام 1941 بالهجوم المضاد على القوات الألمانية، كما انضمتِ القوات السوفييتية إلى القوات الأمريكية عام 1944، لمهاجمة ألمانيا من جهة الغرب، على نهر إلبه وسط ألمانيا، لدرجة اقترابها من مخبأ قيادة رودولف هتلر، لتستسلم برلين إلى القوات السوفييتية في الثلاثين من أبريل عام 1945. كما يذكر التاريخ، أن الاتحاد السوفيتي في تلك الفترة كان قد دخل بمشاته ومدرعاته إلى عمق اليابان حليفة ألمانيا في الحرب العالمية الثانية، وذلك عندما أعلن الاتحاد السوفيتي مهاجمة اليابان، والانتصار عليها في أقل من أسبوع، وإجبارها علي الاستسلام غير المشروط في 14 أغسطس 1945، متفوقًا على القوات الأمريكية التي لاقتِ الويلات من شجاعة واستبسال القوات البحرية والجوية اليابانية، الأمر الذي جعل أمريكا تلجأ إلى ضرب هيروشيما وناجازاكي اليابانيتين بقنبلتين نوويتين، ليعلن بعدها نهاية الحرب العالمية الثانية.

المصدر: الأسبوع

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: القوات الأوروبية في أوكرانيا قد تواجه صعوبة بدون دعم الولايات المتحدة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية اليوم الثلاثاء أن الأوساط الأمنية والمحللين حذروا من أن القوات الأوروبية في أوكرانيا قد تواجه صعوبة في الحفاظ على بعثة حفظ سلام مع مرور الوقت، خاصة إذا لم تتلق دعمًا من الولايات المتحدة.

وأوضحت الصحيفة - في سياق تقرير تحليلي للوضع الراهن في أوكرانيا - أن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر من أوائل القادة الذين تطوعوا بقوات للمساعدة في حماية أوكرانيا ما بعد الحرب كما يعمل، بالتعاون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على تجنيد شركاء لتشكيل تحالف من الراغبين في تشكيل قوة حفظ سلام دولية.

وأضافت أن الجمهور البريطاني، بمن فيهم من هم في سن القتال، يبدون تقبلا لفكرة إرسال قوات إلى أوكرانيا خاصة أن للمملكة المتحدة تاريخ طويل في التدخل العسكري في الخارج، فالبريطانيون معتادون على مشاهدة التلفزيون ورؤية مواطنيهم ينشرون في دولٍ أجنبية وكان أحدثها زيارة الأمير ويليام إستونيا الأسبوع الماضي لإظهار دعمه للجنود البريطانيين الذين يحرسون حدود حلف الناتو مع روسيا.

وتابعت الصحيفة إن داخل الأوساط الأمنية، يتزايد القلق بشأن قدرة قوة أوروبية على تحمل مثل هذه المهمة على المدى الطويل - خاصة في غياب دعم جاد من الولايات المتحدة.

ونقلت عن جوناثان إيال، المدير الدولي في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث أمني، قوله إن هناك "حذرا كبيرا بشأن كيفية عمل القوة، وما هي مهمتها، وما إذا كانت ستحظى بغطاء أمريكي أم لا، أو ما إذا كانت ستصبح هدفا سهلا لاختبار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". كما أن هناك شكوك في الأوساط الدفاعية حول القدرة على دعم مهمة أوروبية لما يمكن أن يكون لسنوات وسنوات من الالتزام.

ويواجه الجيش البريطاني، مثل العديد من الجيش حول العالم، تحديات كبيرة في التجنيد والاحتفاظ بالأفراد. ففي عام 2010، تجاوز عدد أفراده 100 ألف فرد بدوام كامل، وبحلول عام 2024، انخفض إلى 72 ألفا.

وقال وزير الدفاع السابق بن والاس، البالغ من العمر 54 عامًا، ذات مرة: "الجيل Z لا ينضم إلى القوات المسلحة بالطريقة التي انضم بها جيلي".

وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى أن البريطانيين الأصغر سنًا أقل استعدادًا للتجنيد. 11% فقط ممن تتراوح أعمارهم بين 18 و27 عامًا يقولون إنهم سيقاتلون من أجل بريطانيا إذا ما طُلب منهم ذلك - أي نصف النسبة التي سُجلت في الاستطلاع نفسه قبل 20 عامًا. وقال 37% إنهم سيقاتلون فقط إذا ما وافقوا على القضية، بينما قال 41% إنهم لن يفعلوا ذلك تحت أي ظرف من الظروف.

وأشارت الصحيفة إلى أنه إذا سمح وقف إطلاق النار بنشر قوة أوروبية لحفظ السلام أو "قوة طمأنة" - وهي فكرة رفضتها روسيا - فمن المرجح أن يقع العبء الأكبر على عاتق بريطانيا وفرنسا. كما أعلنت دول أخرى، منها أستراليا وكندا والدنمارك والسويد، أنها تدرس إرسال قوات بشكل ما.

وفي بريطانيا، تقول كاثرين بارنارد، أستاذة القانون في جامعة كامبريدج، إن هناك إجماعًا حول الحرب. 

وأضافت: "هناك فهم بريطاني قوي بأن روسيا غزت أوكرانيا في فبراير 2022. إنه ليس وضعًا فوضويًا بمعنى أن هذه الأمور غير واضحة.. ليس لديك هذا التعقيد المحيط بالوضع كما كان الحال في العراق".

وناقش المسئولون قوة تتراوح بين 10 آلاف إلى 30 ألف جندي. وبعد اجتماع للقادة العسكريين لحلفاء أوكرانيا خارج لندن يوم الخميس الماضي، ذكر ستارمر أيضا دعما جويا وبحريا محتملا.

ووفقًا لبن باري، الزميل البارز في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فإن بريطانيا ودولا أخرى قد تتمكن من توفير 30 ألف جندي في أوكرانيا، لكنها ستواجه صعوبة في توفيرهم على المدى الطويل".

وقال المحلل إيال: "الأمر في غاية الصعوبة، إحدى المشكلات التي لا يرغب أحد في مناقشتها عند الحديث عن زيادة الإنفاق الدفاعي هي أنه يمكنك شراء الكثير من المعدات العسكرية إذا أنفقت المال عليها، لكن لا يمكنك توفير القوى العاملة بين عشية وضحاها. هذا يستغرق وقتًا".

مع ذلك، أشار إلى أن العمل العسكري غالبا ما يولد دافعا قويا للاهتمام، موضحا "إذا لم تكن عمليات الانتشار في أوكرانيا خطيرة للغاية، فقد يُحسن ذلك الوضع أو يُقدم دفعة مؤقتة".

مقالات مشابهة

  • ماكرون وعون في اجتماع افتراضي مع الشرع اليوم
  • "دون تسوية في أوكرانيا".. ألمانيا ترفض رفع العقوبات عن روسيا
  • بشأن العقوبات على روسيا.. ماكرون يُشهر "اتفاق الإجماع"
  • ماكرون: القوة الأوروبية المقترحة في أوكرانيا يمكنها الرد حال تعرضها لهجوم من روسيا
  • محافظ سوهاج يشهد احتفال «الأوقاف» بذكرى ليلة القدر.. صور
  • ماكرون: فرنسا ستقدم ملياري يورو كمساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا
  • ماكرون: فرنسا ستقدم ملياري يورو مساعدات عسكرية إضافية لأوكرانيا
  • "ماكرون": على روسيا أن تقبل بوقف إطلاق النار بأوكرانيا دون شروط مسبقة
  • حزب الجبهة يهنئ الأمة الإسلامية بمناسبة الاحتفال بذكرى ليلة القدر
  • واشنطن بوست: القوات الأوروبية في أوكرانيا قد تواجه صعوبة بدون دعم الولايات المتحدة