لجريدة عمان:
2024-11-16@06:21:00 GMT

نفاد الثقة وحلبة الصراعات الاقتصادية

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

نعيش في عصر لم يعد للثقة فيه مكان، بداية بالعلاقات الشخصية مرورا بالشراكات والعلاقات التجارية، ونهاية بكل ما قد يصدر عن وسائل الإعلام أو المنابر الإخبارية والمؤسسات الحكومية والمدنية، نعم تضاءلت الثقة حتى أنها إن صادفت مَحَلّا عُدّ ذلك شيئا من السذاجة وضربا من البله والعته، ولا أحسبنا نحتاج تبريرا أو حججا لذلك وقد امتلأت سنواتنا الأخيرة بكثير من أدلة كسر الموثوق وتهافت الثابت، كيف لا وقد عايشنا زمنا اصطدمت فيه ثقة الناس بالكثير من تصنيع الأوهام وترويج الأباطيل؟! لعل آخرها ما لم يكن بالحسبان إبّان جائحة كورونا ودور شركات الصحة والأدوية العالمية في ترويج الوهم والخوف وتسويق المرض سعيا للتكسب وتأكيدا لدورها في تنفيذ مخططات الدول العظمى في تنافساتها غير الإنسانية وصراعاتها المادية السياسية.

لم يعد من السهل بمكان إقناع الناس في دول العالم كافة بمصداقية المصدر وأهلية المتحدث حتى وإن صدق فعلا، خصوصا حينما تتصل أذرعته بامتداد قوة اقتصادية هنا، أو نفوذ سياسي هناك، تماما كحكاية الراعي الكذّاب الذي تعوّد ادّعاءَ مظلمته من الذئب، حتى ثبت كذبه وبراءة الذئب ما أفقده مصداقيته حتى أوان الصدق فعليا في استصراخه الأخير ضد هجمة الذئب الأولى، وهكذا فإن تعوّد الكذب يفقد المرء قيمته وصدقه، كما يفقد المصدر (مهما كان ثقله ومرجعيته) كل مصداقيته.

أزمة الثقة بين الجماهير من الناس والمؤسسات سواء كانت حكومية، خاصة أو مدنية اتسعت مساحاتها حتى انسحبت على كل أنماطها الاقتصادية والسياسية والاجتماعية وحتى الدينية التي كانت مقدسة لا تقبل المساس لما شاب بعضها من تسييس أو أدلجة، وضمن كل هذه التراكمات من انعدام الثقة الشعبية تأتي قضية فلسطين التي تشغل العالم اليوم لتأتي على ما يمكن أن يكون قد تبقى من فتات الثقة المنهوبة لتذروه مع رياح العدوان الإسرائيلي وتمترسه بالتحالفات العالمية والسرديات التاريخية، كل تلك التراكمات من الثقة المهترئة كانت مدعاة لبحث شعبي معرفي معمّق في التاريخ والجغرافيا، والقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية ليعتنق كل إنسان -حيثما كان موقعه- عقيدته النابعة من معرفته وتحليله وربطه العقلي لا من مصادر إعلام أجيرة أو مصادر معرفية مؤدلجة مُسَيَّسَة.

ثم تتناوشنا كثير من جولات التنافس وميادين النفوذ والسيطرة بين الدول الكبرى لنمعن النظر في أولوياتنا وفيما تراكم لدينا من معرفة أولا، ثم من قدرة على التشكيك بعيدا عن الوقوع في شرك تصديق كل ما ينشر ثانيا ، وضمن هذه الجولات تمر جولة عابرة من صراع اقتصادات العالم وخاصة العملاق الصيني الذي التهم السوق العالمية بقدرته على الوصول للجميع في كل مكان وبأقل الموارد الممكنة، لم يكن من السهل على أمريكا وبريطانيا وحلفائهما الاعتراف بالهزيمة الاقتصادية أمام الصين، ولن تكون سهلة مع الوقت كذلك خصوصا إن ما تحالف هذا العملاق مع خصم لدود قديم هو روسيا، لذلك فلا أسهل من فبركة التقارير الصحفية وصنع الأخبار الاقتصادية المحذرة من الشركات الصينية (المغشوشة والخطيرة على البشر) على افتراض الأصالة والأمان من خصمها الغربي طوال عقود من الزمن، وما كان أسهل ابتلاع طعم التقارير الصحفية والتحقيقيات الاقتصادية لولا أن شعوب العالم لم تنس بعد تقارير مماثلة عن العراق قبل الحرب عادت المصادر التي روجتها لتكذيبها والتشكيك فيها دون التفات أن تلك التقارير المصنوعة لأهداف تنافسية وصراعات سياسية ذهبت بأرواح آلاف الأبرياء وبحياة أضعافهم في الشتات بين تهجير وتجويع، تلك التقارير صدرت عن منظمات أممية وإعلام قدّم نفسه حينها على أنه الإعلام النزيه الساعي لنصرة الإنسان، هو ذاته المُصَدِّر اليوم للهجوم على الشركات الصينية وهو ذاته المُصَدِّر لأسطورة التفوق الإسرائيلي .

( SHEIN ) ليست منزهة عن العيوب والقصور، ولكن أخواتها الأوروبية التي تدعي النزاهة ليست كذلك، وإنما هي حروب اقتصادية ساء فيها الطرف المسيطر سابقا قدرة هذه القوة الطارئة على سحب البساط في خضم انشغالات الخصم بانشغالات تستنزف طاقته المادية في حين تبني هذه القوة الطارئة ترسانة اقتصادية تمكنها مع حلفائها من المنافسة سياسيا إن دعت الحاجة، ولا شك أن هذا كابوس لا تريد أمريكا وحلفاؤها له المرور فضلا عن تأكيده واقعا، وقد بدأت التقارير المصنوعة بملابس الأطفال في ادعاء اهتمامها بأطفال العالم من مخاطر ملابس الشركة الصينية، وكأننا قد نسينا غفلتها عن أرواح أطفال فلسطين الذين ما زالوا رماد آلة حرب مدعومة من ذات الدول مُصَدِّرةِ التقرير عبر صحفها، فهل هؤلاء أطفال وأولئك دمى ؟! أم هل تلك دماء وما يجري الآن على أرض فلسطين ماء؟!

ختاما: لن تكون استعادة الثقة أمرا هينا على شعوب بلغ لديها الشك مبلغه، ولن تستعاد هذه الثقة بغير اعتناق مبادئ إنسانية عالمية لا استثناءات بها لحليف أو صديق، ولا سلطة فيها لغير القانون الذي وضع لصالح إنسان هذا العالم ولمنفعة شعوبه الحالمة بالأمان في أوطانها وبالتنمية في مؤسساتها بعيدا عن تنفذ الأقوياء وكواليس السياسات المادية والفساد المقنّع.

حصة البادية أكاديمية وشاعرة عمانية

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

فنادق ميركيور تطلق عروضاً مميزة لتجارب الطعام لمدة 1,000 ساعة احتفاءً بفروعها التي تصل إلى 1,000 وجهة في مختلف أنحاء العالم

أطلقت فنادق ميركيور تجربة طعام مميزة تستمر لمدة 1,000 ساعة (42 يوماً) احتفاءً بافتتاح فرعها رقم 1,000، وهو أحدث إضافة إلى مجموعة فروعها في مختلف أنحاء العالم. واحتفلت المجموعة بهذا الإنجاز المميز في فندق ميركيور دبي ديرة، حيث قدمت تجربة طعام استثنائية مع أشهى المأكولات والمشروبات المحلية.

 

وتسلط التجربة الضوء على التزام مجموعة ميركيور بتقديم ومشاركة الأطعمة الشهية التي تعكس الهوية الفريدة لكل وجهة ، مع توفير ألذ الأطباق والمشروبات لفترة محدودة تبلغ 1,000 ساعة.

 

وتلتزم فنادق ميركيور منذ 1973 بتشجيع المسافرين على استكشاف الوجهات حول العالم والتعرف على حضارات وثقافات جديدة. وتتوزع فروع ميركيور الألف في 65 دولة مختلفة، وتوفر للزوار تجارب استثنائية مستوحاة من الأجواء المحلية وتترافق مع أرقى مستويات الضيافة.

 

واجتمع الضيوف المميزون واعضاء برنامج الولاء ALL والصحفيون والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي في الفعالية الاجتماعية بدبي للاستمتاع بتجربة الطعام المحلي المميزة، حيث تم تحضير الأطباق والمشروبات بعناية بالتعاون مع الموردين والمنتجين المحليين، مثل شركة فريش أون تيبل.

 

وفي إطار هذه الفعالية ، يقدم فندق ميركيور دبي ديرة تجربة “أجاروود فاشند”، التي تتألف من كوكتيل عطري ممزوج مع شراب التمر المحضر في مطعم الفندق والمنكّهات الشهية مع الرمان المحلي المجفف ورقائق خشب العود من علامة كورال للعطور. كما يمكن للزوار الاستمتاع بمشروب “شاي الكرت بالماسالا” من مطعم بروجكت تشايوالا ” Project ChaiWala “، المصنوع من الحليب والتوابل المحلية مع رقائق الذهب من عيار 24 قيراط. وتتوفر هذه العروض الحصرية حتى يوم 11 ديسمبر.

 

وتضمنت الفعالية تجربة ركوب قارب العبرة، وورشة عمل للحياكة التقليدية، وبرنامج لتعليم الطهي داخل الفندق يتضمن وجبة اللقيمات العربية التقليدية ووجبة غداء ترتكز على الاستدامة. كما تمكّن الضيوف من زيارة سوق الذهب وسوق التوابل الشهيران، واستكشاف كنوز ديرة الفريدة ومقابلة الحرفيين المحليين والتعرف على الإرث الثقافي العريق لدبي.

 

وتعليقاً على هذا الموضوع، قال بول ستيفنز، الرئيس التنفيذي للعمليات في أكور للعلامات الفاخرة والمتوسطة والاقتصادية في الشرق الأوسط وأفريقيا وتركيا: ” إن افتتاح 1,000 فندق هو إنجاز كبير ودليل واضح على التزام ميركيور الراسخ بتقديم أرقى مستويات الضيافة المستوحاة من التقاليد المحلية حول العالم. وتجسد عروض الطعام لمدة 1,000 ساعة التزامنا باستكشاف مختلف الثقافات وتعزيز التواصل المجتمعي، بالإضافة إلى تقديم تجربة طعام فريدة تحتفل بهوية كل وجهة”.

 

إن فنادق ميركيور هي بوابة فريدة تتيح للضيوف التعرف على مختلف الوجهات واستكشافها. وتتميز مجموعة الفنادق بتقديم أعلى مستويات الخدمة التي تمنح الضيوف شعوراً بالانتماء والاندماج مع الثقافة المحلية لهذه الوجهات. وتعكس التفاصيل المميزة، مثل التصاميم الفريدة والأطعمة والمشروبات المحلية المحضرة بعناية، الهوية الفريدة لكل وجهة. وتستعد مجموعة أكور لافتتاح أكثر من 200 منشأة جديدة بحلول عام 2028، وتؤكد مواصلة سعيها لتقديم تجارب استثنائية للمسافرين في كل أنحاء العالم.


مقالات مشابهة

  • مزور: النفايات التي ننتجها غير كافية للصناعة و العالم كيضارب عليها
  • نفاد تذاكر مباراة الأخضر ضد إندونيسيا
  • عودة سياسة ترامب الاقتصادية تثير حماس الأسواق وتُخيف العالم
  • الأسواق الآسيوية تهبط والدولار يرتفع وسط تقييمات لسياسات ترامب الاقتصادية
  • ناصر الجديع: عودة رينارد أعادت الثقة والروح التي قتلها مانشيني
  • نفاد تذاكر مباراة المنتخب الوطني أمام ليبيريا بملعب حسين آيت أحمد
  • نيجيرفان بارزاني والسفير الفرنسي يؤكدان على إبعاد العراق عن الصراعات الإقليمية
  • رشيد جابر: الصراعات الفردية ستلعب دورًا محوريًا في حسم النتيجة
  • فنادق ميركيور تطلق عروضاً مميزة لتجارب الطعام لمدة 1,000 ساعة احتفاءً بفروعها التي تصل إلى 1,000 وجهة في مختلف أنحاء العالم
  • رفع كفاءة موظفي أوقاف الداخلية في «إعداد التقارير الإدارية»