الحروب الممتدة لا تنهيها غالبا معركة واحدة. وقد سجل التاريخ نتائج بعض الحروب والمعارك الكبرى التي كانت في إحدى جولاتِها نصرا لطرفٍ ثم ينقلب الوضع ليُصبِح المُنتصرُ منهزمًا والمنهزم منتصرا. فعلى سبيل المثال:
* أخطأ "تشرشل" عندما أعلنت إنجلترا و فرنسا الحرب على ألمانيا بعد غزو "هتلر" لبولندا بخطة عبقرية متفاديا حصون خط ( ماجينو ) و في ٤يونية١٩٤٠ انهزمت إنجلترا وحوصر أربعمائة ألف جندي بريطاني وفرنسي في (دنكيرك).
وفي فرنسا عندما خان الجنرال "بيتان" واستسلم بعد أن فقد إرادة المقاومة مُدعيا أنه سلام الشجعان، وكادت "باريس" تحترق ولكن وقف الجنرال "ديجول" ضد تيار الهزيمة وواصل النِّضال حتى حول الهزيمة إلى انتصار وحَقَّق لفرنسا مكانةً وسط القوى الكبرى.
* وأخطأ "ستالين" باتفاقه مع الألمان بعدم الدخول في حرب ولكن في ٢٢يونية ١٩٤١ هجمت ألمانيا على غرب الاتحاد السوفييتي في عملية عُرِفَت باسم ( بارباروسيا ) بهدف الاستيلاء على النفط من القوقاز، واحتلال الأراضي الزراعية الروسية وتوطين الألمان بها، واستطاع بالفعل دخول أوكرانيا السوفييتية الاشتراكية وكانت على بعد ٣٠ كيلو من العاصمة موسكو ولكن القوات السوفييتية قامت بهجوم ليلى عنيف مضاد بقيادة الجنرال "جوكوف " على القوات الألمانية وتقدم بقواته حتى د خَل برلين. وفَشلَت ألمانيا في غزوها لروسيا بعد أن تَكَبَّد الطرفان أعدادا كبيرة من الخسائر البشرية.
* وفي ٧ديسمبر١٩٤١ هاجَمت القوات البحرية اليابانية الأسطول الأمريكي في (بيرل هاربر) بجزر هاواي وخَسِرت أمريكا ٩٠سفينة حربية تقريبا وبذلك استطاعت اليابان الاستيلاء على قسم كبير من جنوب شرق آسيا. وعندما استعادت الولايات المتحدة قوتها ألْقَت قنبلتين ذَريَّتين على مدينتيْ (هيروشيما) و (ناجازاكي) اليابانيتين في أغسطس ١٩٤٥ راح ضحيتهما ١١٥ ألف ياباني
واستسلمت اليابان بعد عدة أيام.
هذا بمناسبة ما يردده البعض في شهر يونية من كل عام أننا خسرنا سيناء بسبب النكسة متجاهلين دورعبد الناصر في إعادة بِناء الجيش خلال حرب استنزاف كَبَّدتْ العدو خسائر فادحة في الأرواح والمعدات فاقت ما حدث في ١٩٧٣ وكانت تمهيدا للعبور في ١٩٧١ لكنه تأجَّل بسبب وفاة عبد الناصر حتى تم وبنفس الخُطة مع بعض التعديلات في أكتوبر١٩٧٣.
ما كان عبد الناصر إلَّا بشرا بَذَلَ حياتهُ لمصر وخاصة للطبقة الفقيرة. أصاب في كثير من القرارات وأخطأ في بعضها لكنه كان وطنيا شريفا عزيز النفس طاهر اليد.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
كوريا الشمالية تكلف جنرال غامض بإدارة التعاون العسكري مع روسيا في أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت صحيفة "وول ستريت جونال" عن تكليف الجنرال الكوري الشمالي كيم يونج بوك بمهمة حساسة تتمثل في دمج القوات الكورية الشمالية مع القوات الروسية المشاركة في العمليات العسكرية بأوكرانيا، في خطوةٍ مثيرة للاهتمام.
هذا التكليف يمثل تحولاً كبيراً للجنرال كيم الذي كان يعمل في الظل لسنوات طويلة، حيث كان قائداً للقوات الخاصة الكورية الشمالية، وهي من الوحدات العسكرية الأكثر سرية في العالم.
وبحسب الصحيفة، فإن الجنرال كيم أصبح الآن شخصية عامة، حيث أصبح أعلى مسؤول عسكري كوري شمالي في روسيا، وتشير التقارير إلى أن اختياره لهذه المهمة الحساسة يعود إلى خبرته الواسعة في قيادة العمليات الخاصة، والتي تعتبر أمراً بالغ الأهمية في ساحة المعركة المعقدة في أوكرانيا.
وتشير التقديرات إلى أن نحو 11 ألف جندي كوري شمالي يتدربون حالياً في شرق روسيا استعداداً للمشاركة في العمليات القتالية. وقد أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن هذا العدد قد يصل إلى 100 ألف جندي.
وتعتبر مشاركة كوريا الشمالية في الحرب الأوكرانية تطوراً خطيراً على الساحة الدولية، حيث يخشى المحللون من أن يؤدي ذلك إلى تصعيد الصراع وتوسيع نطاقه. كما يثير هذا التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا قلقاً بالغاً بسبب الأبعاد الاستراتيجية والعسكرية والسياسية لهذه الشراكة.
ومن أسباب اختيار الجنرال كيم لهذه المهمة:
خبرته الواسعة في العمليات الخاصة: يعتبر الجنرال كيم خبيراً في مجال العمليات الخاصة، مما يجعله مؤهلاً لقيادة القوات الكورية الشمالية في ساحة المعركة.
الثقة التي يتمتع بها: أثبت الجنرال كيم أنه جدير بالثقة، مما دفعه إلى تولي هذه المهمة الحساسة.
الرغبة في إظهار قوة العلاقة بين كوريا الشمالية وروسيا: تعتبر مشاركة الجنرال كيم في هذه المهمة إشارة واضحة إلى عمق العلاقة بين البلدين.
آثار هذه التطورات:
تصعيد الصراع في أوكرانيا: قد يؤدي تدخل القوات الكورية الشمالية إلى تصعيد الصراع في أوكرانيا وتوسيع نطاقه.
تعزيز التعاون العسكري بين كوريا الشمالية وروسيا: يمثل هذا التعاون تهديداً للأمن والاستقرار في المنطقة.
تغيير في الدور الدولي لكوريا الشمالية: قد يؤدي هذا التطور إلى تغيير في الدور الذي تلعبه كوريا الشمالية على الساحة الدولية.