الأسبوع:
2024-11-05@14:52:35 GMT

بين النور والظلام.. خيط رفيع

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

بين النور والظلام.. خيط رفيع

كانت مدينة أسوان الخميس الماضي الموافق 6 يونيو على موعد مع تسجيل أعلى درجة حرارة في العالم، حيث سجلت درجة الحرارة بها ٤٩.٦ درجة مئوية متخطية بذلك درجات الحرارة في مدن مثل الكويت والدمام والأحساء بالسعودية وغيرها من مدن العالم المعروفة بالارتفاع الشديد في درجات الحرارة. وقد تناقلت وسائل الإعلام المصرية والعالمية ووسائل التواصل الاجتماعي هذا الخبر على نطاق واسع باعتباره هجمةً طبيعيةً أو مناخيةً شرسةً على مصر عمومًا وأسوان بوجه خاص.

وهو مؤشر هام لدخول مصر حزام التغيرات المناخية، الأمر الذي يستدعي التفكير في كيفية التعاطي الإنساني مع الطبيعة للوقاية من هجماتها الشرسة وبالأخص حماية البشر. حيث تتعدد أوجه الكوارث الطبيعية ما بين زلازل وبراكين وفيضانات وسيول وأعاصير، وهو الذي دفع الإنسان منذ قديم الأزل للتفكير في كيفية حماية نفسه وممتلكاته من أخطارها بالعقل والعلم، بل إلى كيفية تحويل الظواهر الطبيعية القاسية ببعض مناطق العالم إلى فرص وموارد لخدمة حياة الإنسان، فهناك بلاد تعيش في جليد وبرد قارس طول العام تقريبًا ومن أسفل هذا الجليد براكين ثائرة مثل أيسلندا، ولكنها نجحت في التكيف مع هذه الظروف الطبيعية القاسية واستثمارها في تحويل البراكين أسفل الجليد عن طريق بخار الماء إلى طاقة نظيفة متجددة من نفس تلك الطبيعة القاسية. وهناك مدن كاملة عائمة على مياه البحر مثل فينيسيا في إيطاليا. وهناك ايضًا بلاد أخرى ذات طبيعة جبلية وعرة، ولكن تم استثمارها وزراعتها فيما يُعرف بزراعة المدرجات. والأمثلة على ترويض الإنسان للطبيعة والتعاطي معها كثيرة جدًّا، وساعده في ذلك التقدم العلمي والتكنولوچي. فلم يخلقِ الله عز وجل الطبيعةَ لتكون عدوًّا للإنسان، بل سخَّرها له من أجل إعمار الكون. وفي سورة الحديد قال تعالى ﴿وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديدٌ ومنافعُ للناس﴾. ومن سموم الثعابين والعقارب توصل الإنسان إلى استخراج الترياق والدواء الشافي من الأمراض.

وبالعودة إلى شمس أسوان الساطعة طول العام وغيرها من المدن المصرية خاصة في الجنوب.. ألا يفجِّر ذلك فينا طاقات التفكير للاستثمار في الطاقة الشمسية بشكل أكثر توسعًا واحترافيةً للتغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء التي عجزتِ الحلول التقليدية عن توفيرها بشكل مستدام؟ هل يصبح مشروع الطاقة الشمسية مشروعًا قوميًّا يتكاتف فيه القطاعان العام والخاص من أجل تحقيق فائض من الكهرباء ومن ثم إقامة العديد من المشروعات التنموية؟ هل نبدأ في إعادة تخطيط الأولويات التعليمية لتواكب متطلبات سوق العمل بمجال إنتاج الطاقة الشمسية؟ ومن المعلوم أن هناك مشروعات كبرى بمجال الطاقة الشمسية أطلقتها الدولة المصرية في الفترة الأخيرة، ومن أهمها محطه بنبان أكبر محطة للطاقة الشمسية بالعالم، ويتم إلقاء الضوء عليها حتى بالمناهج الدراسية بمرحلة التعليم الأساسي. ولكن يحتاج الأمر إلى التوسع في منظومة الطاقة الشمسية على كافة المستويات من حيث التعليم والتدريب المهني وإنتاج الألواح الشمسية والمولدات وغيرها من مستلزمات هذه الصناعة التي تُعَد كنزًا استراتيچيًّا نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي النظيف من الكهرباء وتوفير مليارات الدولارات نظير استيراد المازوت والوقود غير النظيف المطلوب لتشغيل محطات الكهرباء التقليدية. والأهم أيضًا هو ترويج ثقافة الاعتماد على الطاقة الشمسية وإتاحة إنتاجها للجميع حتى ولو بشكل فردي بالمنازل. لعلنا نستطيع بذلك حل معضلة الظلام رغم طاقات النور المتفجرة من حولنا.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الطاقة الشمسیة

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء يستعرض مع وزير الكهرباء موقف مشروعات الطاقة المتجددة

عقد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مساء اليوم، اجتماعًا؛ لاستعراض موقف مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة طبقاً لرؤية 2040، وذلك بحضور المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والمهندسة صباح مشالي، نائب وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، والدكتور محمد الخياط، الرئيس التنفيذي لهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، واللواء ناصر فوزي، رئيس المركز الوطني لتخطيط استخدامات أراضي الدولة.

مشروعات الطاقة المتجددة

وفي مستهل الاجتماع، استعرض، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، تقريرًا حول مشروعات الطاقة المتجددة؛ (القائمة، وتحت التنفيذ، والجاري التعاقد عليها)، مستعرضاً خريطة الأراضي المخصصة لصالح هيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لإقامة مشروعات محطات توليد الكهرباء باستخدام الطاقات المتجددة (رياح / شمسي).

كما عرض المهندس محمود عصمت، خريطة الأراضي المخصصة لإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر حتى عام 2040، وكذا موقف الأراضي تحت الدراسة المُقترح تخصيصها لمشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، بالتعاون مع المركز الوطني لاستخدامات أراضي الدولة.

مقالات مشابهة

  • تخزين الطاقة الشمسية باستعمال الملح المنصهر.. مشروع صيني يرى النور
  • لأول مرة في العراق.. سعي لإنتاج الكهرباء من الرياح في محافظة ديالى - عاجل
  • وزارة العمل تختتم برنامج تدريب على مهنة الطاقة الشمسية بالوادي الجديد
  • الأنبار تعلن عن تصنيع جهاز لتحلية وتنقية المياه يعمل على الطاقة الشمسية
  • المحطات المدمرة وأبطال الطاقة والمستشفيات المظلمة: أوكرانيا تحارب من أجل النور مع اقتراب فصل الشتاء
  • شركة هندية تبدأ قطع الكهرباء عن بنغلاديش
  • الديون تقطع الكهرباء في بنغلاديش.. 1600 ميغاواط عجزًا بليلة واحدة
  • رئيس الوزراء يستعرض مع وزير الكهرباء موقف مشروعات الطاقة المتجددة
  • ابتعد عن هذا الأمر عند تشغيل الثلاجة.. يزيد من استهلاك الكهرباء
  • عاجل | إجراءات جديدة من "الكهرباء" بشأن العدادات الذكية