كاتب إسرائيلي: نتنياهو لا يظهر أمام الكاميرا إلا عند وجود أخبار جيدة
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
قال كاتب إسرائيلي في صحيفة هآرتس إن عملية استعادة المحتجزين الإسرائيليين الأربعة، التي جرت أمس السبت، لم تحقق أي تغيير إستراتيجي في الحرب المستمرة على غزة، مبرزا أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يستغل الفرصة ليظهر ويلمع صورته أمام الناس.
وأضاف يوسي فيرتر -في مقاله بهآرتس- أن إسرائيل لا تزال غارقة في مستنقع غزة، ومن دون أي خطط لفترة ما بعد انتهاء الحرب.
وتابع أن ما يزيد الوضع سوءا هو أن العالم كله يدير ظهره لإسرائيل، وبسبب ارتفاع عدد قتلى مخيم النصيرات في أثناء "عملية الإنقاذ، سيزداد الموقف الدولي سوءا".
وقال المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة إن عدد شهداء المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات -أمس السبت- ارتفع إلى 274 شهيدا، بينهم 64 طفلا و57 امرأة.
تلميع الصورة
ورغم كل ذلك، فإن أعضاء الحكومة المتطرفين سيطالبون بمزيد من مثل هذه العمليات، مع تأكديهم أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن من خلالها استعادة باقي المحتجزين، علما أنهم يعرفون أن هذا الطرح غير صحيح، وهو يحمل مخاطر كثيرة تهدد حياة المحتجزين، لكن هؤلاء المتطرفين لا يهمهم الأمر، يوضح فيرتر في مقاله.
وذكر الكاتب أن نتنياهو يحاول استغلال فرصة استعادة الأسرى الأربعة لتلميع صورته جماهيريا، إذ ظهر أمس السبت في المستشفى ملتقطا الصور مع الأسرى الأربعة.
ويوضح فيرتر أنه على عكس ما جرى مع الأسرى الأربعة، لا يزال الأسرى الآخرون الذين أطلق سراحهم في صفقة نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، لا يصدقون أن نتنياهو لم يكلف نفسه حتى بالاتصال بهم ولو لمرة واحدة.
ويزيد الكاتب أن نتنياهو لم يتصل أيضا بعائلات من قتلوا في الأسر ربما على يد الجيش الإسرائيلي، فما يهمه هو تبني "الإنجازات مثل عملية الإنقاذ الأخيرة".
وقال فيرتر إن نتنياهو وافق على العملية، "لكن ماذا لو لم تنجح، وقُتل أسرى وجنود جدد، هل كان بإمكانه الخروج إلى الكاميرات ومواجهة الناس، وهل سيقدر وقتها على نشر صورته وهو في غرفة الحرب؟".
وذكر الكاتب أن والد أحد الأسرى الذين لقوا حتفهم في غزة أجاب عن هذه الأسئلة قائلا "عندما تكون النهاية سيئة، لا يأتي رئيس الوزراء".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محلل إسرائيلي: خيارات نتنياهو في غزة تتراوح بين سيئ وأسوأ
لم يعد سرّا أن رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي٬ بنيامين نتنياهو٬ مُني بخسائر جمّة من زيارته الاستدعائية الأخيرة الى واشنطن، حتى باتت تحيطه من جميع الجوانب، بعد أن كان يروج أنه إذا أوقف حرب غزة، فإن الاحتلال سيواجه خطرًا رهيبًا ومتجددًا من غزة.
لكنه من ناحية أخرى، يفهم أيضًا أن استمرار الحرب يعرض حياة الأسرى للخطر بشكل كبير، ورغم تعالي الأصوات المتفائلة بشأن قرب إبرام الصفقة، لكن من الصعوبة بمكان أن يحدث شيء حتى يقرر نتنياهو أخيرًا الاتجاه الذي يسير فيه.
المحلل السياسي لموقع زمان إسرائيل، شالوم يروشالمي٬ أكد أن "الدعوة التي أطلقها مئات الطيارين وطواقم الطائرات السابقين والحاليين لوقف الحرب فوراً فاجأت نتنياهو في لحظة حرجة، وربما هذا السبب وراء رده الحاسم وغير الضروري ضد موقّعي العريضة، فقد سارع لدعم رئيس الأركان آيال زامير وقائد سلاح الجو تومار بار، اللذان قررا طرد ستين من الموقعين على العريضة من الجيش، وما زالوا يخدمون في الخدمة الاحتياطية، متهماُ الطيارين بمحاولة إضعاف الجيش في زمن الحرب، مما يجعل خطوتهم لا تُغتفر".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "الطيارين الموقعين على العريضة يعكسون رأي مئات الآلاف من الجمهور الإسرائيلي الذين لا يرون جدوى من استمرار الحرب، أما نتنياهو فقد اختار الدخول مع القادة والجنود بسرعة 200 كيلومتر في الساعة بلا فائدة، ولو كنت مكانه، لشرعت في حملة إقناع، بالحجج الوجيهة التي يعتقد أنه يمتلكها ضد إنهاء الحرب، بدلا من مهاجمة أطقم الطائرات التي سيؤدي إبعادها للإضرار بالمجهود الحربي الذي يسعى نتنياهو لتكثيفه".
وأكد أن "نتنياهو يدرك أنه في وضع معقد، فهو يريد مواصلة الحرب لأسباب انتقامية شخصية أيضًا، دون الإصرار على أن ذلك يعود فقط لخوفه من استقالة بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير، لأنه يفكر مثلهم، ويزعم بأنه إذا أوقف الحرب ستواجه الدولة خطرًا مروعًا ومتجددًا من غزة، لكنه في الوقت ذاته يُعرّض حياة الرهائن لخطر جسيم، وموقعو العريضة مُحقّون في هذا الصدد، ومُحقّون أيضًا بشأن جنود الاحتياط الذين أُنهكوا حتى النخاع لمدة عام ونصف، ويدفعون ثمنًا باهظًا من عائلاتهم وأماكن عملهم".
وأشار إلى أن "نتنياهو لن يجرؤ على التحدث علنًا ضد رفض جنود الاحتياط المُتشدّد الذي يتزايد حتى في الوحدات القتالية، لأنه في الواقع لا يعلم كم ستستمر الحرب، ولا متى سيتحقق ما يعتبره نصرًا كاملًا، في هذه المرحلة، لديه رصيد أمريكي للاستمرار، وهو ما لم يكن الحال مع الإدارة السابقة، أو كما يقول أحد كبار مساعديه "الأمريكيون يُريدون وقف الحرب، ولكن بعد انتصار إسرائيلي".
وأوضح يروشالمي أن "الحل المؤقت هو إنهاء الحرب، وانسحاب الجيش من غزة، والإفراج الفوري عن جميع الرهائن، الأحياء والأموات، وحماس قد تقدم أسباباً وجيهة لخرق الاتفاق، وتجديد الحرب، وبعدها يستطيع استكمالها دون عائق، فلماذا لا يفعل ذلك نتنياهو، بزعم أن العالم لن يوافق على هذا الأمر مسبقاً، لأن مثل هذا الاتفاق يتضمن ضمانات دولية، بما فيها أمريكية، وإذا تم انتهاكه فسنواجه عقوبات دولية وقرارات صارمة ضدنا في مجلس الأمن".
وأكد أن "مزاعم نتنياهو بأن الجمع بين الضغط السياسي والعسكري نجح بالمرحلة الأولى من الحرب، مما أدى لإطلاق سراح 80 مختطفا في تشرين الثاني/نوفمبر 2023، ليست دقيقة، لأن الجيش دخل في "قطيع من الأفيال"، حيث انقلبت علينا عجلة السياسة بسبب خسائره في غزة، ولم يعد الضغط المزدوج يجدي نفعًا مع حماس، صحيح أنه بعد زيارة واشنطن، ولقاء ترامب، برزت نبرة تفاؤل في المحادثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، بشأن الصفقة، لكن الواقع أن وضع نتنياهو سيئ، فاستمرار الحرب يعرّض هدفها الأول بإطلاق سراح المختطفين للخطر؛ ووقفها يعرّض هدفها الثاني بالقضاء على حماس للخطر".