ارتفاع جنوني بأسعار السلع يزيد معاناة السودانيين
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
بورتسودان: الشرق الاوسط
هجر أكثر من 8 ملايين سوداني ديارهم بعد اندلاع حرب الجيش و«قوات الدعم السريع» منتصف أبريل (نيسان) 2023، ويعيش أكثرهم في مراكز لإيواء النازحين في الولايات البعيدة عن الاشتباكات، وبعضهم في الولايات التي يتبادل فيها طرفا الحرب القصف.
فقد النازحون وظائفهم ومصادر دخولهم، ما جعلهم يعانون أوضاعاً اقتصادية مريرة زادت قسوة بالارتفاع الجنوني لأسعار السلع والخدمات، ولم يعد بمقدور معظمهم الحصول حتى على الطعام ناهيك عن الاحتياجات الأخرى، فاضطُروا للجوء لما عُرفت شعبياً بـ«التكايا»، وهي تجمعات أهلية في المساجد وخلوات (مراكز) تدريس القرآن، تقدم الطعام بدعم من المجتمعات والخيريين، لكن القتال قد يفسد عليهم حتى هذا الطعام المجاني بفعل «دانة» أو قذيفة أو رصاصة عليهم.
تقول الأمم المتحدة إن أكثر من 5 ملايين سوداني يواجهون خطر المجاعة، بينما يُصنف 18 مليوناً آخرون بوصفهم في «مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي».
وتضيق فرص تجنب المجاعة بالمناطق التي يستعر فيها القتال الذي تسبب كذلك في ارتفاع كبير في أسعار السلع والخدمات.
وفي العاصمة المؤقتة بورتسودان (شرق البلاد)، شهدت أسعار السلع ارتفاعاً جنونياً، فقد زاد سعر كيلوغرام لحم الضأن خلال الأيام القليلة الماضية من 10 آلاف جنيه إلى 13 ألف جنيه (الدولار الأميركي يساوي 1800: 2000 جنيه سوداني في السوق الموازية للعملات)، وكيلوغرام اللحم العجالي من 9 آلاف جنيه إلى 11 ألفاً، وزاد سعر كيلوغرام الفراخ من 7 آلاف جنيه ليبلغ الآن 9 آلاف، وبلغ سعر كيلوغرام السكر 2000 جنيه بعد أن كان 1.5 ألف جنيه، وكيلوغرام الحليب المجفف بلغ 10 آلاف جنيه من 7 آلاف، والبن من 3.5 إلى 5.5 ألف جنيه، وكيلوغرام دقيق الخبز من 1 : 1.2 ألف جنيه، أما لتر زيت الطعام فارتفع من 2.5 : 3.5 ألف جنيه، وكيلوغرام العدس من 2000 إلى 2.6 ألف جنيه، وكيلوغرام الأرز من 1.2 إلى 1.5 ألف جنيه.
وقال القيادي في «الحزب الشيوعي» كمال كرار لـ«الشرق الأوسط» إن «ارتفاع الأسعار، مع زيادة معدلات التضخم، يمثلان فقط قمة جبل جليد لانهيار اقتصادي مريع في السودان بسبب الحرب». وتابع: «الأصل في الاقتصاد والنمو هو الأمن، والناس هم المنتجون والمحركون لحركة البضائع والسلع، وكلها عناصر ضُربت في مقتل بسبب الحرب».
وفي إشارة إلى تصريحات مسؤولين حكوميين نفوا فيها مخاطر حدوث مجاعة في البلاد، تساءل كرار: «غير معقول في ظل هذا الجحيم الاقتصادي، أن يتحدث بعض المسئولين عن حياة الناس ومعيشتهم والاقتصاد عموماً، كأن شيئاً لم يحدث، فهذه قمة اللامبالاة».
وأكد كرار على عدم وجود كوابح لارتفاع الأسعار في ظل الحرب؛ لأن معظم السلع الأساسية والاحتياجات تأتي من الخارج بالنقد الأجنبي الذي لا يستطيع البنك المركزي توفيره، ما يؤدي لنشاط السوق الموازية.
ويضيف: «بازدياد الطلب على النقد الأجنبي يتراجع سعر صرف العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية»، ويستطرد: «هكذا انهار الجنيه السوداني المنهار أصلاً، وهذا هو ما يفسر ارتفاع أسعار السلع».
يمكن التعامل مع أي سلعة غير ضرورية، لكن حين يرتفع سعر الخبز بحيث يصبح سعر الرغيف الواحد منه 100 جنيه، فهذا يعني الجوع لأسر لا تستطيع شراء الخبز. تقول أسماء عثمان إنها نزحت من ود مدني (وسط البلاد) إلى بورتسودان (شرق) في فبراير (شباط) الماضي، وإنها تحتاج إلى 4 آلاف جنيه يومياً لشراء الخبز وحده، أي ما يعادل 120 ألف جنيه شهرياً، وهو ما يعادل ربع راتبها الشهري.
وأرجع المتحدث باسم «اتحاد أصحاب المخابز» عصام الدين عكاشة غلاء سعر قطعة الخبز إلى عدم التزام ملاك المخابز بأوزان وأسعار الخبز جراء غياب الرقابة. وقال عكاشة لـ«الشرق الأوسط»: «حتى جوال الدقيق لا يُلْتَزَم بالوزن الصحيح فيه، فبينما وزن الجوال النظامي 50 كيلوغراماً، فقد تجد جوالاً يبلغ وزنه 35 كيلوغراماً فقط».
وإلى جانب التكلفة العالية لتوفير الدقيق، يقول عكاشة إن هناك «أزمة تتمثل في انقطاع التيار الكهربائي، ولجوء معظم المخابز لاستخدام الحطب، بجانب ارتفاع مكونات صناعة الخبز الأخرى مثل (الخميرة)».
وعدّ كرار إرجاع ارتفاع أسعار السلع وتراجع سعر صرف الجنيه السوداني مقابل العملات الأجنبية إلى «السوق الموازية» للعملات وتجار السوق «تبريراً خطيراً» يتجاهل الأسباب الحقيقية، ويقول: «ستستمر أزمة الاقتصاد ما استمرت الحرب، وسيدفع المواطن الفقير أصلاً الثمن، فمن يديرون الاقتصاد والمال لا يركزون على حاجة المواطن، وإذا لم تتوقف الحرب فلا أمل في اقتصاد طبيعي».
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: أسعار السلع آلاف جنیه ألف جنیه
إقرأ أيضاً:
الزراعة تساهم في توفير السلع بأسعار مخفضة عبر منافذها المنتشرة.. تفاصيل
تواصل وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي دورها البارز في دعم الاقتصاد المحلي وتخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين من خلال توفير السلع الأساسية بأسعار مخفضة عبر منافذها المنتشرة على مستوى الجمهورية، و يأتي ذلك في إطار استراتيجية الوزارة لتوفير منتجات غذائية بأسعار مناسبة، والتصدي للغلاء الذي يعاني منه العديد من الفئات.
حلول مريحة للمواطنين
تنتشر منافذ وزارة الزراعة في مختلف المناطق، وتُعد هذه المنافذ مصدرًا مهمًا للمنتجات الزراعية المحلية، حيث تضم مجموعة واسعة من السلع مثل اللحوم والدواجن والخضراوات والفواكه، فضلًا عن منتجات الألبان والمستلزمات الزراعية، ويتم بيع هذه السلع بأسعار منخفضة مقارنة بالأسواق التجارية، مما يساهم في تخفيف العبء على الأسر ذات الدخل المحدود.
دور الوزارة في دعم المواطن المصري
و الهدف من هذه المنافذ هو توفير سلع غذائية ذات جودة عالية وبأسعار تنافسية للمواطنين، مع ضمان استدامة الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الاستيراد. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الوزارة على تنسيق جهودها مع الجهات الحكومية الأخرى لضمان وصول هذه السلع إلى المناطق الأكثر احتياجًا.
لا يقتصر دور الوزارة على توفير السلع بأسعار منخفضة فقط، بل تسعى أيضًا إلى زيادة الوعي لدى المواطنين بشأن أهمية استهلاك المنتجات المحلية، خاصة مع ارتفاع أسعار السلع المستوردة بسبب التحديات الاقتصادية العالمية.
الزراعة المستدامة.. السبيل لتحقيق الأمن الغذائي والتنمية الاقتصاديةتوسيع شبكة المنافذ لتشمل كافة المحافظات
في إطار جهود الوزارة لتحسين الوصول إلى السلع الغذائية، تم توسيع شبكة المنافذ لتغطية جميع محافظات مصر، بما في ذلك المناطق الريفية والنائية، و هذا التوسع يهدف إلى ضمان وصول السلع إلى أكبر عدد من المواطنين، خاصة في الأماكن التي قد تكون بعيدة عن الأسواق الرئيسية.
فرصة لدعم الاقتصاد الوطني
إلى جانب دورها في توفير السلع بأسعار مناسبة، تساهم منافذ وزارة الزراعة في تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال تشجيع الإنتاج المحلي، فعن طريق دعم المزارعين والمصنعين المحليين، تساعد الوزارة على تحقيق اكتفاء ذاتي أكبر وتقليل الفجوة بين العرض والطلب في السوق المصري.
وزير الزراعة: مكتبي مفتوح لتلقي الأفكار الزراعية الجادة من الشباب ودعم تنفيذهامستقبل المنافذ الزراعية
وفي ظل التوجه نحو تحسين سلاسل الإمداد وتقوية شبكة التوزيع، تعكف وزارة الزراعة على تطوير منافعها وزيادة قدرتها التنافسية، من خلال التعاون مع الشركات الزراعية والمزارعين لزيادة الإنتاج المحلي. كما تعمل الوزارة على تقديم عروض ترويجية وتخفيضات موسمية لجذب المزيد من المواطنين إلى هذه المنافذ.
من خلال هذه الجهود، تواصل وزارة الزراعة تحقيق دورها الحيوي في تأمين احتياجات المواطنين، وتخفيف العبء المعيشي عليهم، وهو ما يساهم بشكل فعال في استقرار السوق المصري.