بوابة الوفد:
2024-11-05@08:13:07 GMT

هل كان عبد الناصر صادقا فى خطاب التنحي؟

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

نسافر بالزمن لنستقرئه، علنا نتعلم لحاضرنا وغدنا.

كان خطاب جمال عبد الناصر يوم 9 يونيو 1967 الشهير بـ»خطاب التنحي» لحظة فارقة فى تاريخ مصر الحديثة. فقد خرج رجل كان ملء السمع والبصر، يقول للناس إنه مستعد أن يتحمل مسئولية أخطائه ويقوم من كُرسى الحُكم، وهو ما لم يشهدوه من قبل.

فى الخامس من يونيو 1967 شهدت مصر أقسى هزيمة عسكريا وحضاريا وإنسانيا، خسرت فى أيام قليلة مئة ألف مواطن، وفقدت ثُلث أرضها تماما، وانطفأ حلم كاذب بشّرت به السلطة محبيها داخل مصر وخارجها.

وخرج جمال عبد الناصر بعد أيام ليقول إنه مستعد لتحمل المسئولية تماما، وكلف زميله زكريا محيى الدين بتولى منصب رئيس الجمهورية، ليعود مواطنا عاديا.

من يومها والسؤال يتجدد: هل كان عبد الناصر صادقا فى تنحيه؟ وهل كان مستعدا بالفعل لتحمّل المسئولية؟ وهل أيقظته الهزيمة فعلم أنه أحد أسبابها، فقرر الخروج من المشهد؟

للإجابة عن ذلك، قبلت بنصيحة الصديق الإعلامى إبراهيم عيسى لأعيد قراءة خطاب التنحي، وتفسير عباراته، وتحليلها بُعمق لأخلص إلى كون الخطاب، الذى كتبه الأستاذ العبقرى محمد حسنين هيكل، خطاب تثبيت لا تنحى. فما حدث فى 5 يونيو جريمة سياسية، لكن خطاب التنحى جريمة صحافية، تضاف لجرائم الأستاذ العبقرى رحمه الله.

جاءت العبارة الواردة بشأن التنحى بعد عرض توضيحى لتبرير الهزيمة، التى أصر هيكل على تسميتها نكسة، وهو تهوين من ضربة عميقة وقاصمة، وإنكار لمسئولية يُفترض أن هناك مَن يُريد تحملها.

وحوى الخطاب أكاذيب عديدة من بينها مشاركة تحالف دولى فى العدوان. فمثلا قال الخطاب إن حجم الهجوم الإسرائيلى كان أكبر من المتوقع ومن إمكانيات العدو لأن هناك آخرون شاركوا فى المؤامرة. والدليل أننا كنا نتوقع الهجوم من الشرق والشمال، فجاء من الغرب، وهو يعنى مشاركة بريطانيا وأمريكا فى الإغارة على مصر، وقد ثبت فيما بعد كذب ذلك.

كما ذكر الخطاب «أن الحسابات الدقيقة لقوة العدو تظهر لنا أن قواتنا بما بلغته من اعداد وتدريب قادرة على ردعه» وهو ما اتضح زيفه، فلم تكن هناك دقة، ولا حسابات من أساسه، ولم يكن هناك تدريب حقيقي، بل إن بعض الفرق كانت ما تزال فى اليمن.

والمؤسف أن عبد الناصر وهيكل استخدما اسم زكريا مُحيى الدين فى إثارة الجماهير لعلمهم أن زكريا غير شعبوى لأنه كان قبل عام واحد رئيسا للحكومة التى حاولت تطبيق اصلاحات اقتصادية، فرفعت أسعار بعض السلع، وهو ما آثار غضب الناس عليه.

والحقيقة كما ذكر لى الصديق العزيز النائب محمد زكريا محيى الدين، أن والده فوجئ بكلام عبد الناصر بتكليفه برئاسة الجمهورية عبر التلفزيون، فلم يحدثه الرئيس ولا غيره فى الأمر. ولو كان عبد الناصر يقصد بالفعل ما يقوله، لاستدعى زكريا وأخبره وشاوره.

الأمر الآخر، فإن مظاهرات وصلت إلى منزل زكريا بالدقى بعد دقائق قليلة من إذاعة الخطاب وهى تصرخ «ارفض ارفض يا زكريا»، وكان واضحا أنها معدة سلفا، لأن ترتيب وتنظيم هذه المظاهرات وتسييرها نحو بيت المفترض أنه غير معروف للعامة يستغرق عدة ساعات. كذلك، فإن جماهير الاتحاد الاشتراكى كادت أن تفتك بمحمد فائق وزير الاعلام لأنه شبيه زكريا حتى تثنيه عن قبول الاستخلاف مكان الزعيم.

والغريب أن زكريا قام بالذهاب إلى التليفزيون، وتسجيل خطاب يرفض فيه المنصب، ووضع تصور مفاده عرض الأمر على البرلمان أو جمعية تأسيسية، لكن عبد الناصر ورجاله رفضوا إذاعة الخطاب، وربما مازال مودعا إلى اليوم فى أرشيف التليفزيون.

ويبدو أن عبد الناصر كان يُناور عبد الحكيم عامر ورجاله فى هذه اللحظة العصيبة، لأن «عامر» كان يعتبر زكريا غريمه، ويؤمن أنه الوحيد الذى يُمكن لـ»ناصر» الاعتماد عليه فى المواقف الصعبة. وربما حاول «عبد الناصر» إثارة « عامر» واختبار ردود فعله القادمة فى هذا الوقت.

لكن يقينا، وبراحة ضمير نجزم أن «عبد الناصر» لم يتنح ولم يكن ينتوى أبدا.

والله أعلم

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مصطفى عبيد جمآل عبد الناصر تاريخ مصر الحديثة خرج رجل مصر خطاب التنحي عبد الناصر

إقرأ أيضاً:

الانتخابات الامريكية 2024.. الديمقراطيون يخشون خسارة ويسكونسن لصالح ترامب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال ممدوح أبوالغنم، مراسل قناة «القاهرة الإخبارية» من ويسكونسن، إن أمس شهد تجمعًا لحوالي 5 آلاف من الديمقراطيين في ولاية ويسكنسن، خطب فيهم الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما وعدد من قادة الحزب الديمقراطي، كذلك المرشح لمنصب نائب الرئيس الأمريكي.


وأضاف «أبوالغنم»، خلال تصريحات مع الإعلامية فيروز مكي عبر قناة "القاهرة الإخبارية""، أنه من خلال ردود الفعل في الشوارع، يبدو أن الديمقراطيين يخشون -فعلا- أن يخسروا مدينة ويسكنسن لصالح دونالد ترامب، مؤكدًا أن حديث أوباما الذي امتد لمدة 50 دقيقة كان جاذبا للناخبين الذين كانوا متواجدين في هذا التجمع.


وأوضح أن الخطاب ركز على عدة نقاط، منها الاقتصاد، حيث هاجم أوباما دونالد ترامب بأنه تسبب في تدهور الاقتصاد، وأنه استلم الاقتصاد منه بأفضل حال، وما حدث بعد ذلك بسبب دونالد ترامب، مواصلا: «انعكس هذا الخطاب على جمهور الناخبين الديمقراطيين».


وتابع: «يوم أمس كان الأخير للانتخاب والاقتراع المبكر في ويسكنسن، حيث لم يكن هناك تسجيل للانتخابات رغم أن القانون لا يسمح للناخب أن ينتخب إلا بعد أن يسجل قبل الانتخابات، وأن الاصطفاف الكبير للمواطنين كان من أجل الدخول للاقتراع وليس التسجيل».

مقالات مشابهة

  • عاجل - ترامب وتصعيد الخطاب ضد المهاجرين: دعوات للإعدام وقانون "العدو الأجنبي"
  • ساعة «عبد الناصر» في مزاد عالمي
  • ساعة ذهبية لجمال عبد الناصر: هدية السادات تُعرض في مزاد أمريكي (صورة)
  • الانتخابات الامريكية 2024.. الديمقراطيون يخشون خسارة ويسكونسن لصالح ترامب
  • عائلة جمال عبدالناصر تكشف مفاجأة بشأن بيع ساعة الرئيس في مزاد بأمريكا
  • بقيمة 60 ألف دولار.. عرض ساعة جمال عبد الناصر في مزاد أمريكي
  • الريس زكريا وأنا (1)
  • “الإسلاميون بين تناقض الخطاب وتحالفات المصالح
  • حريق في عقار بشارع جمال عبد الناصر بالسلام
  • برلمانيون يتهمون النقابات بازدواجية الخطاب بخصوص قانون الإضراب ..