لإحياء مسار العائلة المقدسة.. يتبادر إلى الذهن سؤالان: السؤال الأول والذى يحتاج إلى إجابة.. لماذا اختارت العائلة المقدسة..السيدة مريم بصحبة الرجل الصالح يوسف النجار والغلام مصر لتهرب إليها خوفاً من بطش اليهود عليهم لعنة الله؟ وكان الأقرب لها الأردن أو لبنان أو أى مكان آخر؟ والإجابة من القرآن الكريم على لسان سيدنا عيسى وهو طفل رضيع عليه وعلى نبينا محمد أفضل الصلاة والسلام فى سورة مريم: (قال إنى عبدالله آتانى الكتاب وجعلنى نبياً (30) وجعلنى مباركاً أين ما كنت ýوأوصانى بالصلاة والزكاة ما دمت حياً (31) وبراً بوالدتى ولم يجعلنى جباراً شقياً (32) والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حياً (33 ).
جعلنى مباركاً أين ما كنت، أى ليكون مراد الله جل فى علاه أن تحل البركة على أرض مصر وفى شعب مصر...وقال حينها «مبارك شعبى مصر». ببركة هذا النبى والذى هو من أولى العزم من الرسل.
وأولو العزم هم أهل الصبر وقوة تحمل المشاق من المرسلين الذين ذكرهم الله فى القرآن: {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} (1)، وللعلماء فى تحديد أولى العزم من الرسل أقوال كثيرة فأصح الأقوال فى ذلك أنهم خمسة. «محمد ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى» عليهم السلام. والدليل على هذا أنّ الله ذكر الأنبياء ثم عطف عليهم هذه المجموعة فى قوله: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنْكَ وَمِنْ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا «٧» (الأحزاب:7)...
وأيضاً ببركة السيدة مريم العذراء التى اصطفاها الله على نساء العالمين «وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِى لِرَبِّكِ وَاسْجُدِى وَارْكَعِى مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)».
واصطفاها الأولى بمعنى اختارها دون النساء ثم طهرها من الكفر واصطفاها الثانية لولادة سيدنا عيسى عليه السلام من غير أب...هذه هى العائلة المقدسة والمباركة...فحق علينا زيارة المسار..ليس الأقباط فحسب وإنما على المسلمين أيضاً...كما نزور نحن المسلمين قبر المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.. ونصلى ركعتين فى مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام فى الحج وبعد الطواف حول الكعبه المشرفة.. فنحن لا نفرق بين أحد من الرسل.. كما جاء فى القرآن الكريم فى سورة البقرة: «آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير» (البقرة 285)
والسؤال الثانى: كيف يتم إحياء المسار؟؟
حيث قطعت العائلة المقدسة خلال رحلتها فى مصر والتى استغرقت ثلاث سنوات و11 شهرًا، 3500 كم ذهابًا وإيابًا، وقد باركت العائلة المقدسة العديد من المواقع بمصر من رفح إلى الدير المحرق وجبل درنكة باسيوط.
وفى هذا الشأن يقول الدكتور خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان عضو المجلس الأعلى للثقافة لجنة التاريخ والآثار، إن المسار شمل خمس مناطق رئيسية: شمال سيناء – الدلتا – وادى النطرون – منطقة حصن بابليون – صعيد مصر.
ولإحياء مسار العائلة المقدسة... أرى استثمار دعوة بابا الفاتيكان لأقباط العالم بزيارة المسار وأن زيارتهم تمثل حجاً لهم..وبالتالى يجب تهيئة نقاط المسار لاستقبال وإقامة السائحين القادمين من كل بلاد العالم..وذلك من خلال التنسيق بين البابا تواضروس مع دولة رئيس الوزراء ومعالى وزير السياحة والآثار.. وذلك لدعوة كبرى الشركات العالمية من خلال مزاد علنى «واختيار أفضل الشركات وأكثرهم مزايا» لإقامة على الأقل خمسة فنادق.. فى المناطق الرئيسية التى ذكرها خبير الآثار الدكتور عبدالرحيم ريحان.. ثم إقامة استراحات على الطراز القديم ومتشابهة فى باقى نقاط المسار...ثم دعوة كبرى شركات السياحة العالمية لإرسال أفواج لزيارة نقاط المسار...مما يعود بالنفع على الاقتصاد القومى.. هكذا يكون إحياء مسار العائلة المقدسة.
حفظ الله الوطن
رئيس اللجنة العامة لحزب الوفد ببنى سويف
وعضو الهيئة العليا
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: وعضو الهيئة العليا إحياء المسار مسار العائلة المقدسة السيدة مريم سورة مريم
إقرأ أيضاً:
السيد القائد يؤكد الوقوف إلى جانب حزب الله في أي تصعيد عدواني شامل يقدم عليه العدو الإسرائيلي
يمانيون../
حذر السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله- من شبح المجاعة الذي بات يهدد أكثر من مليوني فلسطيني في قطاع غزة، والذين يواجهون خطر الموت جوعاً على مرأى ومسمع من المجتمع البشري بأسره، في مشهد فاضح للمجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية.
وتحدث السيد القائد في خطاب له بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة 1446هـ، عن آخر المستجدات المتعلقة بالعدوان على غزة والتطورات الإقليمية والدولية، مسلطاً الضوء على حجم المأساة الإنسانية التي يعيشها الشعب الفلسطيني في ظل العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكياً.
واستهل السيد القائد كلمته بالتأكيد على أن ما يحدث في قطاع غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، مشيراً إلى الأرقام المفزعة لضحايا العدوان خلال الأسبوع الماضي فقط، حيثُ استشهد وجرح ما يقارب الـ 1300 فلسطيني، غالبيتهم الساحقة من النساء والأطفال، في تأكيد على استهداف العدوّ المباشر للمدنيين العزل.
وذكر السيد القائد أن وحشية العدوان تجاوزت ذلك لتصل إلى إبادة أكثر من 7 آلاف عائلة فلسطينية بالكامل، وهو رقم مهول يعكس حجم الدمار والتدمير الذي لحق بالنسيج الاجتماعي الفلسطيني.
وأشار السيد القائد إلى أن العدوّ الإسرائيلي ارتكب جريمة القتل الجماعي بحق أكثر من 18 ألف طفل فلسطيني، وهي جريمة رهيبة جداً بالنظر إلى النطاق الجغرافي المحدود لقطاع غزة، كما تجاوز عدد النساء الشهيدات 12400 امرأة، وتقدر نسبة الشهداء في قطاع غزة من مجموع الشهداء الأطفال والنساء وكبار السن بثلثي النسبة الإجمالية، مما يؤكد أن العدوان يستهدف الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع.
ولفت إلى أن الكادر الطبي لم يسلم من هذا العدوان الوحشي، حيثُ استشهد أكثر من 1400 طبيب وكادر صحي، في سعي واضح من العدوّ لإنهاء الخدمة الطبية والصحية في القطاع وتفاقم الأزمة الإنسانية.
وفيما يتعلق بالحصار والتجويع، أكّد السيد القائد أن العدوّ الإسرائيلي مستمر في سياسته الإجرامية لشهرين متتالين، حيثُ يمنع دخول أي مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة، في انتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية والإنسانية.
وأشار إلى أن العدوّ الإسرائيلي يستخدم التجويع كسلاح قاتل، وأن المشاهد المفجعة والمؤلمة والمحزنة لأطفال الشعب الفلسطيني وهم يتجمعون على القليل من بقايا الطعام هي مشاهد يجب أن تهز ضمير العالم.
وفي سياق متصل، أشاد السيد القائد بالصمود العظيم الذي يبديه الإخوة المجاهدون في قطاع غزة، مشيراً إلى أن كتائب القسام استطاعت خلال هذا الأسبوع الأخير تنفيذ مجموعة من العمليات العسكرية النوعية التي شكلت مفاجأة عملياتية كبيرة لعصابات العدوّ وضربة لاستراتيجية رئيس أركانه.
وأوضح أن عمليات المجاهدين في غزة جاءت على خطوط المواجهة الأولى، مما يعني أن كلفة الخسائر ستكون مضاعفة بشكل كبير على العدوّ في حال تقدم إلى عمق المدن والتجمعات السكانية.
وأكّد أن تردد العدوّ في غزة هو ثمرة لهذا الصمود العظيم لإخوتنا المجاهدين في قطاع غزة من كتائب القسام والسرايا ومن معهم من بقية الفصائل المقاومة.
وفيما يتعلق بالضفة الغربية والقدس، أكّد السيد القائد أن العدوّ الإسرائيلي مستمر في الضفة بكل أنواع الانتهاكات والاعتداءات من اختطاف وتدمير وتجريف وقتل وغير ذلك، في محاولة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني في الضفة، وفي القدس، يستمر العدوّ الإسرائيلي في انتهاك حرمة المسجد الأقصى، حيثُ تحدث اقتحامات مستمرة مع ما يمارسه اليهود الصهاينة عندما يدخلون إلى باحات المسجد الأقصى من تدنيس لها ومن رقصات وأغانٍ وأهازيج وعبارات عدائية استفزازية.
وحذر السيد القائد من خطورة مشروع مصعد حائط البراق الذي أعلن عنه العدوّ الإسرائيلي، معتبراً إياه خطوة خطيرة في مسار تصاعدي ضمن مساعي العدوّ إلى تهويد مدينة القدس والسيطرة التامة على المسجد الأقصى المبارك.
وتطرق السيد القائد إلى التطورات في لبنان، مؤكداً أن العدوّ الإسرائيلي يستمر في اعتداءاته بكل أنواعها من قتل وتدمير وتجريف.
وأشار إلى استحداث العدوّ مواقع جديدة هذا الأسبوع في لبنان، معتبراً ذلك انتهاكاً كبيراً وجسيماً للاتفاقيات واحتلالاً بكل ما تعنيه الكلمة.
وأشار إلى أن ضعف الموقف الرسمي اللبناني هو من الشواهد الواضحة والجلية على أن ضمانة لبنان وقوة لبنان هي بالالتفاف حول مقاومته الثابتة والصامدة، مؤكداً أن المقاومة في لبنان لا تزال تمثل الردع الحقيقي للعدو الإسرائيلي، ولولاها لتجرأ العدو على اجتياح لبنان والسيطرة التامة عليه.
وحيا السيد القائد الإخوة الأعزاء في حزب الله والمقاومة في لبنان، والأمين العام لحزب الله، مؤكداً أن اليمن يقف جنباً إلى جنب مع حزب الله في مساندتهم تجاه أي تصعيد عدواني شامل يقدم عليه العدوّ الإسرائيلي.
وفي سوريا، قال السيد القائد: إن العدوّ الإسرائيلي يواصل كُلّ أشكال الانتهاكات من توغل واعتقالات مذلة والاستحداث للمواقع والحواجز في الطرقات، ويستمر في الاستيلاء حتى على أراضٍ زراعية لتحويلها إلى مهبط للمروحيات، ويطارد حتى رعاة الماشية، في استهداف واضح للأمن والاستقرار في سوريا.
وفيما يتعلق بمصر، أشار السيد القائد إلى خطوة أعلن عنها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، معتبراً إياها استهدافاً لمصر بإعلانه أن الأمريكيين سيستبيحون قناة السويس، محذراً من أن الأطماع الأمريكية والإسرائيلية لا تستثني أحداً في المنطقة.