جريدة الرؤية العمانية:
2024-11-02@17:37:42 GMT

ألا إنَّ سلعة الله غالية

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

ألا إنَّ سلعة الله غالية

 

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إنَّ سلعة الله غالية، ألا إنَّ سلعة الله الجنَّة".

نعم.. إنَّ سلعة الله غالية وقد اشترتها غزة برجالها ونسائها وأطفالها وأرضها وجوها وبحرها فيما آلت إليه أحوال الدهر وأخلاق العباد في هذا العصر الأسود الفعال فلا طائل من صراخ أطفال أو استغاثة عجائز من شبح موت قادم ومن سحق بشر، منذ 9 أشهر بلا حراك.

اليوم أبشركم جميعًا بأنَّ أهل غزة اشتروا الآخرة وباعوا الدنيا الفانية بأهلها الفاسدين وأُناسها الظالمين، فلقد أسكتت كلمة الحق وبقيت أبواق الباطل تنعق في فضاء الخيانة والطغيان على شعبٍ أعزل يموت كل يوم مئات من أهله بلا جريرة ولا قصاص في مذابح جماعية وإبادات ممنهجة ودعم صهيوني من بقاع العالم ومن أقوى دوله الراعية للإرهاب بشتى صوره.

فتكٌ بالصغار قبل الكبار من أجل نزعات انتقامية لتنفيذ تطهير عرقي في بلد يطالب بحريته واستعادة حقوقه وتحرير أرضه، بينما تقف جيوش الباطل تمد الظالم بكل شيء في عالم الإجرام بدلًا من منعه مع كذب مُصطنع وتمثيليات واهية مكشوفة وصمت مطبق خيَّم على الحملان حتى لا تأكلها الذئاب المفترسة وقد انغرست حتى أذنيها في وحل المكر والكذب والخيانة فهم لا عهد لهم ولا أمان سوى افتراس ضحاياهم والفتك بهم.

سلعة الله غالية وسلعته الجنة وقد اشتراها أهل غزة بجهادهم لعدو محتل غاشم فهم أسود في كل شبر من غزة قلبوا موازين كثيرة في عالمنا المتغير المتحجر فمع مشاركة دول العالم القذرة في حرب غزة واجتماع أنذالها لدحر غزة إلّا أن طلائع الإيمان وطلائع التوكل على الله أفشلت كل مخططاتهم المجنونة وبقيت صامدة إلى اليوم تضرب المُثل لعالم باع ضميره وخلقه من أجل حفنة من عبدة الطاغوت وأعداء الإنسانية.

أبطال غزة الأحرار ليس أمامهم سوى طريقين جلهُما فخر للمؤمن إما النصر وإما الشهادة وذلك مبتغى كل لبيب عاقل وسوف يجازيهم الله خير الجزاء.

ما حدث ويحدث في غزة من استهتار أزكم النفوس الصمت عليه وفاحت ريحه النتنة في بقاع الأرض هو دليل على سقوط الإنسانية وسقوط أخلاق البشر في مستنقع فساد الدين والخلق والمبادئ فلا أخزى من صور القتل والتدمير التي تقام على غزة وأهلها وأمام مرأى عالم جبان صمت عن وقف العدو المحتل عن مجازره وأفعاله ولن يسلم أحد من دماء شهداء غزة ولكن الله يمهل ولا يهمل، ألا إن نصر الله قريب.

اليوم نقول جميعًا وللعالم أجمع أنقذوا ما تبقى من ماء وجوهكم الكدمة المغبرة بتراب شهداء غزة وأوقفوا هذه الحرب الهمجية غير المتكافئة بعدتكم وعتادكم وبكلمة الحق في وجه ظالم وبالإرادة الدولية أوقفوها فلقد بلغ السيل الزبى وفاحت روائح الخبث النتنة في أرجاء الأرض واكتمل فناء أمة لم تسعَ سوى لنيل شرفها وحقوق وطنها المغتصب.

باع العالم غزة وبقيت فئة قليلة اشترت سلعة الله الغالية بأثمان باهظة ونالت رضا ربها الذي سينصرها وينصفها في القريب العاجل بإذن الله فمن باع نفسه لله لن يخزيه الله.

يقول تعالى: "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون"، ويقول " يَوْمَ لَا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ ".

اللهم انصر الإسلام والمسلمين ودمر أعداء الدين.. اللهم انصر إخواننا في غزة وفلسطين ونجهم من كيد أعداء الدين، واجعل الدائرة على عدوهم ومن سانده يا رب العالمين.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الشباب.. ثروة الوطن

 

د. محمد بن خلفان العاصمي

عندما أولت القيادة الحكيمة الشباب العُماني الاهتمام البالغ، فإنَّ هذا بلا شك إدراك واقعي لأهمية هذه الفئة ودورها الحيوي، الذي من المؤمل أن تؤديه لبناء الوطن، وقد حظي الشباب العُماني بالدعم منذ بداية عصر النهضة المباركة، وتم تمكينه في جميع المجالات، وأُسنِد بالتأهيل والتدريب اللازم حتى يضطلع بالمسؤولية الوطنية التي ألقيت على عاتقه، وقد قابل الشباب العُماني هذا التمكين وهذه الفرص بالعرفان والامتنان والاستغلال الأمثل واظهروا قدراتهم وإمكاناتهم التي جعلتهم قادرين على العطاء والعمل والبذل وقيادة المرحلة المقبلة.

والشباب هم عُدة الأمم وعتادها، وهم حجر الأساس الذي تقوم عليه مشاريع التنمية والتطوير وهم محركها وهدفها، وبالقدر الذي تولي الأمم الاهتمام بالشباب وتضع استراتيجياتها عليهم ومن أجلهم بقدر ما تنجح وتحقق أهدافها التنموية وتتقدم بين مصاف الدول، وتضع نفسها بين العالم المتقدم الذي ينشد الازدهار والحياة الكريمة الطيبة لأفراده، ويسعى إلى تحقيق طموحات الشعب.

والتوجه نحو الشباب وتمكينهم يتطلب في المقام الأول الإيمان بقدرتهم على صناعة الفارق وقيادة التغيير، وهذا أمر بالغ الأهمية؛ حيث ما زالت كثير من شعوب العالم ترى في الشباب عناصر قصور، وتظن أن قدرتهم على تحقيق النجاح محل شك، وبالتالي نجد هذه الشعوب ما زالت تتمسك بهذا الفكر وتُحجِم عن إسناد المسؤوليات والقيادة للشباب، خاصة في عالمنا العربي ودول العالم الثالث؛ إذ إن هذه المجتمعات تُعاني من شيخوخة الفِكر الذي لا يرغب في تمكين الشباب وإعطائهم المشعل لتولي مسؤولياتهم الوطنية.

إنَّنا في سلطنة عُمان لننظر بعين الفخر والاعتزاز لما قدمته القيادة الرشيدة لشباب هذا الوطن من تمكين واهتمام ورعاية ودعم، وجعلت من الشباب هم محور التنمية وهدفها، وهم قادة التغيير وصناع المستقبل، وقد تجلى هذا الاهتمام من خلال التوجيهات السامية الكريمة من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- الذي شدد على أهمية تمكين الشباب ومنحهم كامل المساحة والفرص وتعزيز دورهم وتحميلهم المسؤولية على كافة المستويات، وما تخصيص وزارة لشؤونهم وتخصيص يوم يحتفى فيه بهم إلا تأكيد على النهج السامي نحو شباب الوطن.

وهذا الاهتمام والتمكين يجب أن يُقابله فعل من جانب شباب الوطن؛ حيث إن الواقع يفرض عليهم الاستعداد لتحمل المسؤولية الكاملة وإبراز ما يملكون من طاقات ومواهب وتسخيرها من أجل رفعة وطنهم، وعليهم أن يظهروا استحقاقهم لهذه الثقة وإبراز قدراتهم التي تؤهلهم لحمل مشعل التنمية والتطوير وقيادة المستقبل، وعليهم أن يرتقوا إلى مستوى الطموح الذي ترجوه منهم القيادة والمستوى من المسؤولية التي يحمّلهم المجتمع آياها، وأن يكونوا رهانًا صائبًا لمستقبل مشرق.

والشباب هم الفئة الأكثر استهدافًا في كل أٌمَّة من قِبَل الأعداء والكارهين، الذين يسعون دائمًا للنيل من الدول الأخرى، فتجدهم يستهدفون هذه الفئة في قيمها وأخلاقها ومبادئها وثقتها بنفسها، وهُم يدركون أن تحطيم الشباب كفيل بتحقيق اهدافهم الخبيثة؛ فالأمم التي تُصاب في شبابها لا تقوم لها قائمة، ولا يذكر التاريخ أي أُمَّة سقطت إلّا عندما سقط شبابها وحُماتها وانحرفوا عن الطريق السوي وحادوا عن دورهم الذي كان عليهم القيام به.

ومن أجل ذلك على شباب الوطن أن يهيِّئوا أنفسهم لتحقيق المرجو منهم وأن يكونوا على قدر الطموح، وان يتحلوا بالوعي الذي يمكنهم من إدراك دورهم الحقيقي في مجتمعهم، وأن يملكوا الإيمان بأهمية هذا الدور وضرورته في مسيرة التنمية؛ حيث إن هذا التوجه من شأنه جعل الفرد منهم مؤثرا في محيطه متفاعل بشكل إيجابي، وعلى الشباب أن يدركوا أن هذا التأثير يجب أن يتم في المحيط القريب لهم ليمتد بعدها إلى باقي المجتمع، وألّا يستصغروا أي دور لهم في المجتمع فكل ذلك له أهمية في تقدم الأمم والارتقاء بها.

وحماية الشباب من الأفكار الضالة والتيارات الفكرية السلبية والتوجهات الخاطئة مسؤولية كبيرة وواجب جسيم يجب ألا يغفل عنه؛ بل إنه من أوجب الواجبات على مؤسسات المجتمع المدني، خاصة في عالم اليوم الذي يشهد تحولات كثيرة متعددة ومتنوعة وانتشارا مهولا للأفكار، وعبور هذه الأفكار وسهولة تصديرها ونقلها للشعوب في ظل الثروة التكنولوجية الحديثة، وقابلية العالم لاستيراد كل شيء خاصة تلك الشعوب التي تعاني في قضايا الوعي والثقافة والفكر.

لقد جاء الاحتفال بيوم الشباب العُماني والاهتمام به من القيادة الحكيمة وبرعاية كريمة من صاحب السمو السيد ذي يزن بن هيثم آل سعيد الموقر؛ تجسيدًا لرؤية واضحة حول الواقع والمأمول من الشباب ودفعًا لهم للمستقبل وما ينتظرهم من مسؤوليات وتحديات ودور كبير في مسيرة العمل الوطني والتنمية المستدامة والشاملة، ورعاية لإبداعاتهم وتطلعاتهم لمستقبل سلطنة عُمان الذي يحلمون به والذي يرسمون ملامحه بفكرهم وجهدهم وطموحاتهم.

مقالات مشابهة

  • الأول من نوعه في العالم.. اليابان تخطط لبناء ممر نقل بضائع آلي
  • الشباب.. ثروة الوطن
  • أربعة أوسمة للعراق في بطولة العالم بـالبهايوث
  • فلسطين بالصدارة.. مقتل صحفي كل 4 ايام في العالم
  • باحث: إسرائيل وجهت ضربات قوية لحزب الله أفقدته قدرات كبيرة
  • المطران عطا الله حنا: ما يحدث بغزة كارثة مروعة غير مسبوقة في التاريخ البشري الحديث
  • باحث سياسي: حزب الله أثبت جدارة كبيرة في التصدي لإسرائيل
  • حدث ليلا: انسحاب أول كتيبة من لبنان و«تعليقات القمامة» تشعل الانتخابات الأمريكية وجفاف أكبر أنهار العالم.. عاجل
  • وداعا للبروستات.. شركة تنجح في إجراء عمليات استئصال استثنائية باستعمال روبوتات
  • الأسطورة