لجريدة عمان:
2025-02-24@03:42:21 GMT

العاصفة الكاملة في الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

ترجمة: أحمد شافعي -

في الوقت الذي تشن فيه إسرائيل هجومها على رفح مخاطرة بالرهائن وبمكانتها الدولية، يظهر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو تارة أخرى أن هدفه الأساسي لا يعدو ضمان نجاته سياسيًّا من خلال إرضائه لليمين المتطرف المشيحاني. لقد ذهب نتنياهو إلى أن الهجوم على رفح هو مفتاح تحقيق النصر الكامل. ولكن بعد قرابة ثمانية أشهر من الحرب، تتحول إسرائيل إلى دولة منبوذة في حين تواجه مستنقعًا في غزة، وعنفًا متصاعدًا في الضفة الغربية، وحربًا وشيكةً مع حزب الله.

لقي أكثر من خمسة وثلاثين ألف غزاوي مصرعهم، وانهار النظام الصحي، ويواجه نصف السكان مستويات كارثية من الجوع. تحول أغلب قطاع غزة إلى ركام، وسوف تتكلف إعادة الإعمار حوالي أربعين مليار دولار، وقد تستمر حتى عام 2040. وليس واضحًا بعد من الذي سوف يموّل مشروع إعادة الإعمار؛ لأن معظم الدول العربية رفضت صراحة المشاركة في أي خطة لما بعد الحرب في غزة ما لم تنطوِ الخطة على إقامة دولة فلسطينية. وفي ضوء الكارثة الإنسانية التي تتكشف فصولها، وتفشي غياب القانون، والافتقار إلى خطة قابلة للتطبيق لليوم التالي، سوف تتمكن حماس من تجنيد المقاتلين وإعادة فرض سيطرتها على القسم الأعظم من غزة. وحماس بالفعل تعيد ترتيب صفوفها في شمال غزة ومناطق أخرى سبق أن طهرها الجيش الإسرائيلي قبل أشهر.

يجري تأطير تجاهل إسرائيل الصارخ للقانون الإنساني الدولي باعتباره ضرورةً مؤسفةً لا بد منها لإلحاق هزيمة بحماس، في حين أن ذلك في واقع الأمر يشكل خطرًا استراتيجيًا. ولنا في عودة طالبان إلى أفغانستان أو صعود تنظيم «داعش» في العراق وسوريا تذكرة مؤلمة بأن المنظمات الإرهابية تعاود الظهور باستمرار ولا يمكن إلحاق الهزيمة بها بالسبل العسكرية وحدها. فأي عملية ناجحة لمكافحة التمرد تتطلب دعما من السكان المحليين واستراتيجية متماسكة طويلة المدى تعالج القضايا الأساسية وتحول دون نشوء فراغ في السلطة.

فضلًا عن ذلك، توجج الصور الوحشية القادمة من غزة غضب الشارع العربي وتهدد بتعريض اتفاقيتي السلام الإسرائيلية مع مصر والأردن للخطر. وتخشى القاهرة من أن يؤدي غزو شامل لرفح إلى تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين الذين لا يتمكنون من العودة. وبرغم أن مصر نجحت في احتواء التمرد في شبه جزيرة سيناء، فإن أي اضطراب في المنطقة قد يؤدي إلى عودة ظهور المنظمات الإرهابية.

ويرى الأردن أيضًا في التهجير القسري للفلسطينيين إلى أراضيه خطًا أحمر وتهديدًا لأمنه الداخلي. وفي ظل وجود أكثر من مليوني لاجئ فلسطيني يعيشون بالفعل في أراضي الأردن، تواجه عمّان احتجاجات منتظمة تطالب بقطع العلاقات مع إسرائيل. ومن المرجح أن تتزايد هذه الاحتجاجات في حال استمرار تدهور الوضع في الضفة الغربية. وفي ظل ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف الحاكم، نشهد ازديادا لعنف المستوطنين، ونشهد تفاقمه بسبب هجمات السابع من أكتوبر. والواقع أن عام 2023 كان الأكثر دموية للفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية، وفي ظل الرؤية واسعة النطاق للسلطة الفلسطينية باعتبارها ضعيفة غير فعالة فاسدة، فإن دعم المقاومة المسلحة قد ازداد على نحو صاروخي.

في الوقت نفسه، تعد إيران نصيرة القضية الفلسطينية وتستخدم وكلاءها لإثارة الاضطرابات في المنطقة.

منذ السابع من أكتوبر، تحاول إيران تهريب المزيد من الأسلحة المتطورة ـ من قبيل الألغام المضادة للدبابات وقاذفات القنابل اليدوية ومتفجرات مختلفة. وقد هددت كتائب حزب الله، بتسليح اثني عشر ألف مقاتل في الأردن لدعم المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية. وقد أحبطت السلطات الأردنية أخيرًا مؤامرة ميليشيات لإمداد خلية تابعة لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن لتوفير أسلحة لتنفيذ أعمال تخريبية.

أصبحت سياسة إيران الخارجية مختلفة بعد أن عززت الفصائل المحافظة سلطتها في عام 2021. وفي أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي الإيراني واغتيال قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، تم تهميش الفصائل الإصلاحية والمعتدلة، من خلال منع أعضاء هذا التيار من الترشح للانتخابات، ومن ذلك الرئيس السابق حسن روحاني. وفي سياق الحديث عن خلافة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي، فإن وفاة رئيسي المفاجئة ستؤدي إلى جدال شديد على السلطة، ولكن من غير المرجح أن تلين السياسة الخارجية الإيرانية. بل إن النظام قد يقرر تسليح برنامجه النووي لضمان بقائه إذا واجه أعمالًا عدائيةً إقليميةً.

على مدى الأشهر الثمانية الماضية، اشتدت الحرب الخفية بين إيران وإسرائيل عبر ساحات متعددة، وبصفة خاصة على طول الحدود الإسرائيلية اللبنانية. إذ أدت الاشتباكات بين حزب الله وإسرائيل إلى إجلاء قرابة مائة وخمسين ألف مدني على كلا جانبي الحدود. وإسرائيل عازمة على شن هجوم عسكري في جنوب لبنان لدفع قوات حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني من أجل تأمين حدودها الشمالية والسماح للمدنيين بالعودة إلى ديارهم. وبرغم أن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يشعر بالقلق من مواجهة شاملة مع إسرائيل، فهو لا يملك أن يظهر ضعيفا في مواجهة أي هجوم إسرائيلي.

منذ حرب لبنان عام 2006، جنى حزب الله خبرة من القتال في الحرب الأهلية السورية، وقام بزيادة ترسانته بشكل كبير. علاوة على أن حزب الله هو حليف إيران الأكثر قيمة في المنطقة ويلعب دورًا مركزيًا في محور المقاومة. وفي حال اندلاع الحرب، من المرجح أن يحشد الحرس الثوري الإيراني قواته ووكلاءه للدفاع عن حزب الله، بما يجعل نشوب حرب إقليمية أوسع نطاقا أمرا لا مفر منه. بل إن هجوما محدودا قادر على أن يهدد بزعزعة استقرار لبنان بالكامل، إذ يواجه البلد جمودًا سياسيًا، وانهيارًا اقتصاديًا، وتجددًا للتوترات الطائفية.

يبدو كأنَّ كل القضايا التي ابتلي بها الشرق الأوسط طوال عقود من الزمن قد بلغت ذروتها في وقت واحد. وفي مثل هذه البيئة المتقلبة، من الوهم الاعتقاد بأن أي شخص يمكنه السيطرة على المزيد من التصعيد.

كيلي الخولي مستشارة سياسية ومديرة العلاقات الدولية في مركز الشؤون السياسية والخارجية (CPFA).

ذي ناشونال إنتريست

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة حزب الله

إقرأ أيضاً:

تيك توك تعزز وجودها في الشرق الأوسط بشراكات رمضانية حصرية لعام 2025

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت منصة "تيك توك"، الرائدة عالميًا في مقاطع الفيديو القصيرة، عن تعزيز حضورها في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال شراكات حصرية مع كبرى دور النشر والمحتوى في المنطقة، وذلك للعام الثاني على التوالي. تشمل هذه الشراكات إنتاج برامج رمضانية حصرية بالتعاون مع "بيس كيك" في مصر، "يوتيرن" في السعودية، "عرب جي تي"، و"ياسمينا" في الإمارات العربية المتحدة، مما يعكس تحولًا جديدًا في صناعة المحتوى الرقمي والإعلانات خلال شهر رمضان وعيد الفطر.
تعتمد استراتيجية "تيك توك" الرمضانية لعام 2025 على تعزيز روح التكاتف والتآلف بين العائلات والأصدقاء، حيث تركز على المحتوى الترفيهي التفاعلي الذي يعزز التواصل الاجتماعي ويخلق تجارب غنية للمستخدمين. وتهدف هذه الشراكات إلى توفير محتوى مبتكر يعكس تطلعات الجمهور ويواكب التحولات الرقمية في مجال الإعلام والترفيه.

أبرز البرامج الرمضانية على تيك توك

١. الفكاهة مع "بيس كيك" - مصر

تواصل شركة "بيس كيك"، الرائدة في صناعة المحتوى الكوميدي، تقديم برنامجها الشهير "مطبخ طنط مروة"، الذي يتميز بأسلوب فكاهي مبتكر يمزج بين الأسئلة العفوية والردود المليئة بالكوميديا، ما يضفي نكهة خاصة على الأجواء الرمضانية في مصر.

٢. "فوازير رمضان" بلمسة تيك توك - السعودية

بعد النجاح الكبير للنسخة الأولى من "فوازير رمضان" العام الماضي، تعود "تيك توك" و"يوتيرن" هذا العام بنسخة جديدة من البرنامج، يقدمها المبدعان لمى ومحمد، حيث يتفاعلان مع الجمهور عبر ألغاز ممتعة يتم حلها يوميًا قبل موعد الإفطار. كما تستعد "يوتيرن" لإطلاق برنامج "خليك جاهز"، حيث يجري المبدع هادي لقاءات ترفيهية في شوارع الرياض.

٣. "Luxury Style Hub" – الإمارات

لأول مرة، تطلق "تيك توك" برنامجها الحصري "Luxury Style Hub"، وهو تجربة استثنائية لعشاق الموضة والجمال، من إنتاج منصة "Unseen" المتخصصة في الأزياء، والتي تستهدف جيل الشابات في السعودية عبر محتوى يعرض أحدث الصيحات والنصائح الجمالية خلال رمضان.

٤. "Drive for Good" – تجربة تجمع بين السيارات والطهي

في تعاون فريد بين "تيك توك" و"عرب جي تي"، يأتي برنامج "Drive for Good"، الذي يقدمه عبد العزيز الفضيلي، حيث يدمج بين متعة القيادة والطهي الخيري خلال رمضان. كما يقدم الشيفان البارزان ميشو وعماد وصفات رمضانية سعودية مبتكرة عبر مقاطع فيديو قصيرة.

صرّح شادي قنديل، المدير العام لحلول الأعمال العالمية في الشرق الأوسط وتركيا وأفريقيا ووسط وجنوب آسيا في "تيك توك" "نلتزم في تيك توك بإلهام الإبداع ونشر البهجة. ومن خلال هذه الشراكات الحصرية، نرتقي بمستوى الترفيه الرقمي في المنطقة، حيث يشكل رمضان فرصة ذهبية للعلامات التجارية لتعزيز تفاعلها مع الجمهور بأسلوب أكثر تأثيرًا وأصالة. بالاستفادة من قوة تيك توك في بناء المجتمعات ورواية القصص، نقود الابتكار عند نقطة التقاء المحتوى والتكنولوجيا".
 

مقالات مشابهة

  • المبعوث الأميركي سيتوجّه إلى الشرق الأوسط لبحث اتفاق غزة
  • نتنياهو: إسرائيل أدخلت دبابات إلى الضفة الغربية لأول مرة منذ عقود
  • انطلاق مؤتمر "طب السموم الإكلينيكي"
  • هل لا يزال نتنياهو يحلم بمشروع إسرائيل الكبرى؟
  • تيك توك تعزز وجودها في الشرق الأوسط بشراكات رمضانية حصرية لعام 2025
  • مسؤول أمريكي سابق لشفق نيوز: خطة ترامب لتغيير الشرق الأوسط غير جيدة
  • «فوربس الشرق الأوسط» تستضيف فعالية «أكتف أبوظبي 2025»
  • غوتيريش يدعو الى ضرورة إحراز تقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين
  • جوتيريش: نطالب بتقدم لا رجعة فيه نحو حل الدولتين
  • باحث سياسي: إسرائيل تستغل تفجيرات تل أبيب لتحقيق أهدافها بالضفة الغربية