جريدة الرؤية العمانية:
2025-03-16@20:01:06 GMT

هل أنت حُر حقًا في تصرفاتك؟

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

هل أنت حُر حقًا في تصرفاتك؟

 

أحمد بن موسى البلوشي

الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، يعيش ضمن جماعات ويتفاعل معها بشكل يومي. يتأثر بأفكار وآراء الآخرين ويُؤثر فيهم بدوره. لذلك، فإنَّ الاعتقاد بأنَّ آراء الآخرين وانتقاداتهم لا تهمه يعتبر تصرفاً غير واقعي ويُمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية. التفاعل مع الآخرين وأخذ آرائهم بعين الاعتبار يساهم في بناء علاقات اجتماعية قوية ومتينة، تقوم على التفاهم والاحترام المُتبادل، وتمكن الفرد من اكتساب مهارات جديدة، وتعلم كيفية التعامل مع مواقف مختلفة، وتطوير شخصيته، وفي كثير من الأحيان يوفر المجتمع شبكة دعم قوية يمكنها مساعدة الأفراد في الأوقات الصعبة، مما يساهم في تعزيز الصحة النفسية والعاطفية، ويتعلم الفرد القيم الاجتماعية، والأخلاق، وقواعد السلوك من خلال التفاعل مع الآخرين، مما يُساعده على التكيف مع المجتمع بشكل أفضل.

لذلك من المهم أن يجد الفرد توازنًا صحيًا بين أخذ آراء الآخرين بعين الاعتبار والحفاظ على استقلاليته الشخصية.

في عصرنا الحالي ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الشائع مشاهدة تصرفات وسلوكيات لا تتماشى مع القيم والعادات والتقاليد، بل قد تكون غير مقبولة من قبل العقل البشري ارتباطاً بالمجتمع الذي نعيش فيه. عندما يتم انتقاد هؤلاء الأفراد وتوجيه النصح لهم، يكون الرد الصادم غالباً: "أنا حر في تصرفاتي ولا يهمني رأي الآخرين ولا انتقاداتهم". هذا النهج يعتبر غير منطقي وغير عقلاني، فالمجتمع لا يتدخل في تصرفاتك، بل يوجهها نحو الصواب، وأنت كفرد في هذا المجتمع تحتاج إليه وهو يحتاج إليك. في حياة المجتمع، لا يمكن للإنسان أن ينفصل عن تأثير الآخرين وآرائهم. التصرفات غير اللائقة تعكس تأثيرات سلبية على الفرد والمجتمع ككل، وعندما يواجه الفرد انتقادات من المجتمع، يجب عليه أن يأخذها بعين الاعتبار بدلاً من تجاهلها والقول بأن الآخرين لا يهمونه وتهمه نفسه فقط. هذا الموقف غير منطقي وغير عقلاني، وقد يؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها.

التصرفات غير اللائقة قد تؤدي إلى فقدان احترام الآخرين للفرد، مما يُؤثر على علاقاته الاجتماعية والمهنية، يمكن أن تؤدي التصرفات غير اللائقة إلى خلق توتر وصراعات داخل المجتمع، مما يضر بالانسجام الاجتماعي، وتؤثر التصرفات غير اللائقة سلبًا على سمعة الفرد، مما يمكن أن يُؤثر على فرصه المستقبلية في العمل والحياة الشخصية.

انتقادات المجتمع، رغم أنها قد تكون مؤلمة في بعض الأحيان، تحمل أهمية كبيرة في توجيه الفرد نحو السلوك الصحيح، فالانتقادات البناءة تساعد على توجيه الفرد نحو تحسين سلوكه وتصرفاته، مما يساهم في نموه الشخصي، ومن خلال مواجهة الانتقادات، يتعلم الفرد القيم والأخلاق المقبولة في المجتمع، مما يُساعده على التكيف بشكل أفضل، تجعل هذه الانتقادات الفرد مسؤولاً عن أفعاله وتصرفاته، مما يعزز من إحساسه بالمسؤولية الاجتماعية.

من الضروري أن يجد الفرد توازنًا بين الاستقلالية الشخصية وأخذ آراء الآخرين وانتقاداتهم بعين الاعتبار. يجب على الفرد أن يُقيّم الانتقادات بموضوعية، ويأخذ منها ما هو مفيد لتحسين سلوكه، وأن تطوير الثقة بالنفس يمكن الفرد من مواجهة الانتقادات بشكل إيجابي دون أن يؤثر ذلك سلبًا على احترامه لذاته، والاستماع إلى الآخرين والتعبير عن وجهات النظر بشكل محترم يمكن أن يسهم في تحسين العلاقات الاجتماعية وحل النزاعات.

في النهاية، لا يُمكن للإنسان أن يعيش بمعزل عن المجتمع وتأثيراته. يجب عليه التفاعل مع الآخرين وأخذ آرائهم وانتقاداتهم بعين الاعتبار لتحقيق نموه الشخصي والاجتماعي. ومع ذلك، ينبغي أن يتم هذا التفاعل بتوازن، بحيث يحافظ الفرد على استقلاليته وثقته بنفسه، مع احترام آراء الآخرين والاستفادة منها. بهذا الشكل، يمكن للفرد أن يحقق توازنًا صحيًا يساهم في تطوره وازدهاره داخل المجتمع.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

كيف تحسب السعرات الحرارية لتخسر الوزن بشكل صحيح

إذا كنت تحاول إنقاص الوزن الزائد، فمن الطبيعي أن ترغب في حل فعال، خلال بحثك عن الطريقة المثالية لإنقاص الوزن، ربما سمعت أن نقص السعرات الحرارية يمكن أن يساعد، ولكن ما هو نقص السعرات الحرارية، وكيف تحسبه، وهل يمكن أن يساعدك حقًا في تحقيق أهدافك الصحية؟

تقول أخصائية التغذية كيري غانز، مؤلفة كتاب "حمية التغيير البسيط": "يحدث نقص السعرات الحرارية عندما تستهلك سعرات حرارية أقل مما يحتاجه جسمك للحفاظ على وزنه الحالي". يحتاج جسمك إلى تناول عدد معين من السعرات الحرارية للحفاظ على الوزن، لذلك إذا استهلكت أقل مما يحتاجه الجسم، فإنه يلجأ إلى السعرات الحرارية المخزنة لحرقها للحصول على الطاقة، ونتيجة لذلك، ستفقد الوزن بمرور الوقت، كما أوضحت.

علامات تحذيرية من النوبة القلبية الصامتة.. لايمكن تجاهلهانموذج غذائي صحي للتخلص من السمنة المفرطة في رمضان


على الرغم من أن إنشاء عجز في السعرات الحرارية يبدو أمرًا بسيطًا، إلا أن العملية ليست شاملة للجميع، ليس سرًا أن مراقبة السعرات الحرارية قد تكون مرهقة، وقد يكون من الصعب أيضًا قياس الكمية التي تحتاجها (وتحرقها) يوميًا بدقة،  فيما يلي يقدم الخبراء كل ما تحتاج إلى معرفته حول عجز السعرات الحرارية وكيفية تحقيق ذلك بطريقة صحية ومستدامة.

معلومات عن السعرات الحرارية


أولاً، الأساسيات: السعرات الحرارية هي مقياس للطاقة، والسعرات الحرارية في طعامك تُزوّد جسمك بالطاقة التي يحتاجها للبقاء على قيد الحياة، تختلف احتياجات كل شخص من السعرات الحرارية ونقصها، وتعتمد على عوامل عديدة، مثل الوراثة، والهرمونات، والتمثيل الغذائي، ومقدار التمارين الرياضية، كما تقول أخصائية التغذية سونيا أنجيلون.

إذا كنت تسعى لإنقاص الوزن، فإن أول ما ستسمعه هو أن نقص السعرات الحرارية يمكن أن يُسرّع العملية، الحفاظ على نقص السعرات الحرارية يعني ببساطة أنك تستهلك سعرات حرارية أقل مما يحتاجه جسمك عمليًا للحفاظ على وزنك، ونتيجة لذلك، يحرق جسمك السعرات الحرارية بشكل أسرع للحصول على الطاقة، نتيجةً لذلك، قد ينخفض الرقم على الميزان. مع ذلك، يمكنك العمل على تحقيق نقص السعرات الحرارية من خلال تناول سعرات حرارية أقل أو حرق سعرات حرارية أكثر من خلال التمارين الرياضية والحركة.

 
كم عدد السعرات الحرارية التي تحتاجها يوميًا؟


تحتاج النساء البالغات على الأرجح ما بين ١٦٠٠ و٢٤٠٠ سعرة حرارية يوميًا، بينما يحتاج الرجال البالغون ما بين ٢٢٠٠ و٣٠٠٠ سعرة حرارية، وفقًا للإرشادات الغذائية للأمريكيين للفترة ٢٠٢٠-٢٠٢٥. 


كيفية حساب عجز السعرات الحرارية


-باستخدام حاسبة إلكترونية
هل تشعر بالتردد في إجراء الحسابات؟ هناك العديد من الحاسبات الإلكترونية التي قد تساعدك، تقول أنجيلون إن مخطط وزن الجسم من المعهد الوطني للصحة خيار جيد يمكنك تجربته، فهو يتتبع وزنك الحالي ومستوى لياقتك البدنية، بالإضافة إلى أهدافك في إنقاص الوزن، ويساعدك على تحديد عدد السعرات الحرارية التي تحتاجها لإنقاص وزنك خلال الفترة الزمنية التي تحددها،  ومن مزاياه الرائعة أنه يخبرك أيضًا بعدد السعرات الحرارية التي يجب أن تستهدفها عند الوصول إلى وزنك المستهدف للمساعدة في الحفاظ عليه.
-مع طبيبك أو أخصائي التغذية
بشكل عام، من الجيد استشارة مقدم رعاية صحية يمكنه مساعدتك في تحديد احتياجاتك الخاصة، مع ذلك،ضع في اعتبارك أن كل ممارس قد يتبع استراتيجية مختلفة - على سبيل المثال، قد يأخذ البعض قياسات الجسم (مثل الوزن والطول) أو يجري اختبارات أيضية لتحديد عدد السعرات الحرارية التي تحرقها أثناء الراحة، وقد يركز آخرون على تغييرات صغيرة يمكن أن تؤدي بشكل طبيعي إلى إنقاص الوزن.

المصدر: womenshealthmag.

مقالات مشابهة

  • كيف تحسب السعرات الحرارية لتخسر الوزن بشكل صحيح
  • «حزب صوت الشعب» يردّ على «الكوني».. نرفض المقترح بشكل تامً
  • "فاهمني".. مشروع تخرج طالبات كلية الإعلام عن مهارات الذكاء العاطفي
  • توقيف شخصين وحجز كمية من الكوكايين بعين تموشنت
  • البعاتي كانت عيناه تتحركان بشكل آلي (ومخيف نوعا ما)
  • محمد الشرقي يلتقي الباحث هادي اللواتي ويؤكد أهمية التراث الإسلامي في بناء الفرد والمجتمع
  • كيف يمكن لكيان سياسي الفوز بالانتخابات؟
  • محمد الشرقي يؤكد أهمية التراث الإسلامي في بناء الفرد والمجتمع
  • حسين: نحترم علاقات حسن الجوار ولا نتدخل بشؤون الدول والتجربة العراقية قد تفيد السوريين في مواجهة التحديات الأمنية
  • حياد لبنان الإيجابي عن حروب الآخرين يحتاج إلى توحيد سياسته الخارجية