جريدة الرؤية العمانية:
2025-04-28@04:04:24 GMT

هل أنت حُر حقًا في تصرفاتك؟

تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT

هل أنت حُر حقًا في تصرفاتك؟

 

أحمد بن موسى البلوشي

الإنسان كائن اجتماعي بطبيعته، يعيش ضمن جماعات ويتفاعل معها بشكل يومي. يتأثر بأفكار وآراء الآخرين ويُؤثر فيهم بدوره. لذلك، فإنَّ الاعتقاد بأنَّ آراء الآخرين وانتقاداتهم لا تهمه يعتبر تصرفاً غير واقعي ويُمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية. التفاعل مع الآخرين وأخذ آرائهم بعين الاعتبار يساهم في بناء علاقات اجتماعية قوية ومتينة، تقوم على التفاهم والاحترام المُتبادل، وتمكن الفرد من اكتساب مهارات جديدة، وتعلم كيفية التعامل مع مواقف مختلفة، وتطوير شخصيته، وفي كثير من الأحيان يوفر المجتمع شبكة دعم قوية يمكنها مساعدة الأفراد في الأوقات الصعبة، مما يساهم في تعزيز الصحة النفسية والعاطفية، ويتعلم الفرد القيم الاجتماعية، والأخلاق، وقواعد السلوك من خلال التفاعل مع الآخرين، مما يُساعده على التكيف مع المجتمع بشكل أفضل.

لذلك من المهم أن يجد الفرد توازنًا صحيًا بين أخذ آراء الآخرين بعين الاعتبار والحفاظ على استقلاليته الشخصية.

في عصرنا الحالي ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الشائع مشاهدة تصرفات وسلوكيات لا تتماشى مع القيم والعادات والتقاليد، بل قد تكون غير مقبولة من قبل العقل البشري ارتباطاً بالمجتمع الذي نعيش فيه. عندما يتم انتقاد هؤلاء الأفراد وتوجيه النصح لهم، يكون الرد الصادم غالباً: "أنا حر في تصرفاتي ولا يهمني رأي الآخرين ولا انتقاداتهم". هذا النهج يعتبر غير منطقي وغير عقلاني، فالمجتمع لا يتدخل في تصرفاتك، بل يوجهها نحو الصواب، وأنت كفرد في هذا المجتمع تحتاج إليه وهو يحتاج إليك. في حياة المجتمع، لا يمكن للإنسان أن ينفصل عن تأثير الآخرين وآرائهم. التصرفات غير اللائقة تعكس تأثيرات سلبية على الفرد والمجتمع ككل، وعندما يواجه الفرد انتقادات من المجتمع، يجب عليه أن يأخذها بعين الاعتبار بدلاً من تجاهلها والقول بأن الآخرين لا يهمونه وتهمه نفسه فقط. هذا الموقف غير منطقي وغير عقلاني، وقد يؤدي إلى تفاقم المشكلات بدلاً من حلها.

التصرفات غير اللائقة قد تؤدي إلى فقدان احترام الآخرين للفرد، مما يُؤثر على علاقاته الاجتماعية والمهنية، يمكن أن تؤدي التصرفات غير اللائقة إلى خلق توتر وصراعات داخل المجتمع، مما يضر بالانسجام الاجتماعي، وتؤثر التصرفات غير اللائقة سلبًا على سمعة الفرد، مما يمكن أن يُؤثر على فرصه المستقبلية في العمل والحياة الشخصية.

انتقادات المجتمع، رغم أنها قد تكون مؤلمة في بعض الأحيان، تحمل أهمية كبيرة في توجيه الفرد نحو السلوك الصحيح، فالانتقادات البناءة تساعد على توجيه الفرد نحو تحسين سلوكه وتصرفاته، مما يساهم في نموه الشخصي، ومن خلال مواجهة الانتقادات، يتعلم الفرد القيم والأخلاق المقبولة في المجتمع، مما يُساعده على التكيف بشكل أفضل، تجعل هذه الانتقادات الفرد مسؤولاً عن أفعاله وتصرفاته، مما يعزز من إحساسه بالمسؤولية الاجتماعية.

من الضروري أن يجد الفرد توازنًا بين الاستقلالية الشخصية وأخذ آراء الآخرين وانتقاداتهم بعين الاعتبار. يجب على الفرد أن يُقيّم الانتقادات بموضوعية، ويأخذ منها ما هو مفيد لتحسين سلوكه، وأن تطوير الثقة بالنفس يمكن الفرد من مواجهة الانتقادات بشكل إيجابي دون أن يؤثر ذلك سلبًا على احترامه لذاته، والاستماع إلى الآخرين والتعبير عن وجهات النظر بشكل محترم يمكن أن يسهم في تحسين العلاقات الاجتماعية وحل النزاعات.

في النهاية، لا يُمكن للإنسان أن يعيش بمعزل عن المجتمع وتأثيراته. يجب عليه التفاعل مع الآخرين وأخذ آرائهم وانتقاداتهم بعين الاعتبار لتحقيق نموه الشخصي والاجتماعي. ومع ذلك، ينبغي أن يتم هذا التفاعل بتوازن، بحيث يحافظ الفرد على استقلاليته وثقته بنفسه، مع احترام آراء الآخرين والاستفادة منها. بهذا الشكل، يمكن للفرد أن يحقق توازنًا صحيًا يساهم في تطوره وازدهاره داخل المجتمع.

 

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

هل يمكن للفول السوداني علاج حساسية الفول السوداني؟

ي دراسة رائدة هي الأولى من نوعها، وجد الباحثون أن تناول كميات ضئيلة من الفول السوداني يمكن أن يُخفف من حساسية الفول السوداني لدى البالغين  بل ويغير حياتهم.

علاج الحساسية… بمسبب الحساسية؟

نعم، هذا ما حدث فعلًا في تجربة سريرية حديثة أجراها باحثون من كلية كينجز كوليدج لندن ومؤسسة "جايز وسانت توماس" التابعة لـ NHS. أُجريت الدراسة على 21 بالغًا تتراوح أعمارهم بين 18 و40 عامًا، شُخّصوا سريريًا بحساسية الفول السوداني. 

وخلال التجربة، خضع المشاركون للعلاج باستخدام ما يُعرف بـ "العلاج المناعي الفموي"، حيث تناولوا كميات صغيرة جدًا من دقيق الفول السوداني تحت إشراف طبي صارم.

نتائج مذهلة ومبشّرة

بعد أشهر من تناول جرعات متزايدة تدريجيًا، تمكّن 67% من المشاركين من تناول ما يعادل خمس حبات فول سوداني دون أي رد فعل تحسسي. وأصبحوا قادرين على تضمين الفول السوداني أو منتجاته في نظامهم الغذائي اليومي دون خوف.

وقد صرّح البروفيسور ستيفن تيل، المشرف على الدراسة:

"شهدنا ارتفاع متوسط القدرة على تحمل الفول السوداني بمقدار 100 ضعف.. الخطوة التالية ستكون التوسّع في التجارب وتحديد مَن هم البالغون الأكثر استفادة من هذا العلاج.

أثر نفسي وتحسّن في جودة الحياة

بعيدًا عن النتائج البيولوجية، لاحظ الباحثون تحسنًا كبيرًا في الحالة النفسية للمشاركين. فالخوف الدائم من التعرض العرضي للفول السوداني، خاصةً في المطاعم أو السفر، تراجع بشكل ملحوظ.

تقول هانا هانتر، أخصائية التغذية المشاركة في الدراسة: أخبرنا المشاركون أن العلاج غيّر حياتهم، وأزال عنهم الخوف من الأكل، ومنحهم حرية كانت مفقودة منذ سنوات.

تجربة شخصية مؤثرة

كريس، البالغ من العمر 28 عامًا، كان أحد المشاركين: “كنت أرتعب من الفول السوداني طوال حياتي.. بدأت بملعقة زبادي ممزوجة بدقيق الفول السوداني، وبحلول نهاية التجربة، كنت أتناول أربع حبات كاملة كل صباح. الآن، لم يعد هذا الخوف جزءًا من حياتي”.

هذه الدراسة تحمل بارقة أمل حقيقية للبالغين الذين ما دام ظنوا أن حساسية الفول السوداني مصير لا مفرّ منه ومع أن العلاج ما زال تحت التجربة ويتطلب إشرافًا طبيًا صارمًا، إلا أن نتائجه تشير إلى بداية عهد جديد في التعامل مع الحساسية الغذائية  لا بالتجنّب، بل بالتدرّب على التحمّل.

مقالات مشابهة

  • هاني تمام: الإسراف في العبادة يمكن أن يتحول إلى معصية
  • مينا مسعود يسرد الحكاية العربية بعين عالمية في «أبوظبي للكتاب»
  • هل يمكن فصل الهوية المهنية عن الشخصية؟ دراسة توضح
  • ثورة الزمن الكمومي.. هل يمكن للمستقبل أن يغيِّر الحاضر؟
  • 10 علامات تدل على الإصابة بالملاريا.. تعرف عليها
  • هل يمكن للفول السوداني علاج حساسية الفول السوداني؟
  • إنتشال جثة طفل من بركة مائية بعين الدفلى
  • العمى والسرطان| كيف يؤثر غاز الخردل على الصحة؟.. وطريقة استخدامه في الحروب
  • منظمات دولية تحذر: أمراض يمكن الوقاية منها تهدد الملايين
  • بعد تغيير الساعة.. كيف تتأقلم مع التوقيت الصيفي 2025؟