فى صباح السبت 15 ابريل 2023م ، وبينما كان جنود المليشيا يهتفون وسط الخرطوم (حكمنا السودان خلاص لا رجوع ) ، كانت هناك خمس مهام موزعة بدقة ، لتحقيق هذه الغاية ، وتحولت خلال عام من الحرب الى خيبات خمس :
– اولها : حميدتي قائد المليشيا على ابواب القصر الجمهوري بشارع النيل ، ناحية وزارة الحكم الاتحادي.. للدخول إلى هناك وبالفعل وصلت طلائع قواته.

– وثانيها : كان عبدالرحيم دقلو قائد ثاني المليشيا على ابواب القيادة العامة فى ثلاث موجات ، من ناحية الشمال والشرق والغرب ، كانت مهمته الدخول للقيادة العامة ، وحتى قبل هذا اليوم كانت بعض اطراف قحت ينادونه (السيد وزير الدفاع وهو يبتسم ويقول عليه شويه) ، وفى تلك الساعة كان حلمه قد اقترب..

– وثالثها : وفى الهيئة العامة للاذاعة والتلفزيون كان يوسف عزت لإذاعة بيان استلام السلطة ، وكان موقع المليشيا قد تحدث عن السيطرة على كل مواقع الاستراتيجية ، بينما كان حميدتى يتحدث عن (على البرهان الإستسلام)..

– ورابعها : وفى غرفة أخرى ، ينتظر بعض قادة قحت لإعلان التأييد السياسي للخطوة ، وقد بدأوا المهمة بتبني مرويات المليشيا عن بداية الحرب ، وتناسوا كل حشود المليشيا ومعسكراتها وتسليحها وخطاباتها ومرتزقتها واحاديث قائدها وبحثوا عن رواية واهية (المدينة الرياضية)..

– وخامسها: كان فولكر يدير إنابة عن قوى كبرى المشهد ، وانتقل من الخرطوم إلى بورتسودان ، وحوله جوقة من عاطلى الموهبة وعشرات المسميات الوهمية مما يطلقون عليه منظمات المجتمع المدني واصحاب المصلحة ، يدبجون التقارير ..

هذه كانت أكثر المهام خيبة ، فى التاريخ ، لم تتوفر شروط مثل هذه لأى مهمة ثم فشلت ، ولكنها اقدار الله فى تدمير مكر الماكرين ، ثم عزيمة جيش ، وإرادة أمة وادراكها للمخطط وهذه النقطة الوحيدة والفاصلة التى صمد فيها البرهان ويستحق عليها التحية..
ومع المقاربات ، فإن المسافة بين تلك اللحظة واليوم بعيدة ،
ومع ذلك ما زالت المليشيا ورعاتها وداعميها فى غيبوبتهم ..
قديما قال أبو العتاهية: :
وكيفَ تريدُ أنْ تُدعى حَكيماً وأنتَ لِكُلِّ مَا تَهوى رَكُوبُ.. وتُصْبِحُ ضاحِكاً ظَهراً لبَطن وتذكُرُ مَا اجترمْتَ فَمَا تَتُوبُ… أراكَ تَغيبُ ثمّ تَؤوبُ يَوْماً وتوشِكُ أنْ تغِيبَ ولا توؤب..

النقاط الأهم فى هذه الخيبات :
– أن مليشيا الدعم السريع اعدت خطة متكاملة للإستيلاء على السلطة وان الحديث عن الطلقة الاولي أو مهاجمة معسكراتهم مجرد ذر للرماد في العيون.. فقد هاجموا مطار مروى ونصبوا معسكراتهم فى كل زاوية وناحية..

– أن غرف المليشيا كانت واثقة من استلام السلطة خلال ساعات محدودة.. ولم ترتب لأى خسارة..
– كان الإتفاق الإطاري وما بدر من تصريحات بعض قيلداته هو غاية من هدفين:
– تهيئة الرأى العام الداخلى والخارجي للانقلاب واسبابه..
– توفير حاضنة سياسية هى من داعمى ومؤيدى الإتفاق الإطاري..

وكل هذه المقاربات تؤكد حقيقة واحدة ، ان ما يجرى الآن هو استمرار لذات الخطة مع خيارات اخرى ، اي ربط أمر الحكم بسيطرة مليشيا الدعم السريع عسكريا و(تقدم) سياسيا ، وهذا هو البند الذي تصر عليه بعض الدول والمنظمات وتنتظره (تقدم) .. وكل مواقفها تستند عليه وقد رسخت لذلك من خلال (إعلان مبادىء اديس ابابا مع حميدتي)..

اما الخيارات الأخرى وفى حالة فشل ذلك ، فإن المليشيا تتباعد بخطتها وتكتفي بدولة فى دارفور.. ما تشاهدونه من مظاهر ومنصات اعلام خادمة للمليشيا ومنابر تستهدف التشكيك فى الجيش وتندد بالمقاومة الشعبية وتستهين بارواح المدنيين وترويعهم وتسعى إلى خلق مؤسسات حكم زائفة ، هى جزء من مخطط واجندة مرسومة..
حفظ الله البلاد والعباد
د.ابراهيم الصديق علي
9 يونيو 2024م

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

رمضان وواقع الأمة المرير

 

 

شهر رمضان هو شهر الخير والبذل والعطاء، شهر المثابرة والصبر والتراحم والتكافل، شهر القرآن و الإحسان، شهر الجهاد والتضحية والفداء، ما إن يهل هلاله، حتى تتعطر الأجواء بعبير نفحاته الإيمانية، وتكتسي البلدان الإسلامية حللا من البهاء والألق، وهي تستقبل أفضل الشهور عند الله، حيث يتسابق المسلمون على الظفر بالجوائز الربانية التي أعدها وخصصها المولى عز وجل للصائمين من عباده إيمانا واحتسابا .
حيث حل رمضان هذا العام في ظل ظروف بالغة الخطورة والتعقيد تشهدها المنطقة العربية نتيجة استمرار العربدة والإجرام والتوحش الإسرائيلي في فلسطين، ومواصلة المسخ الأمريكي العجوز دونالد ترامب سياسته الهمجية تجاه غزة وفلسطين ولبنان وسوريا ودول محور المقاومة، وتنامي حالة الغليان في المحافظات اليمنية المحتلة الخاضعة لسلطة الحاكم بأمره السعودي والإماراتي، نتيجة تدهور الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية، واستمرار التدخلات السعودية الإماراتية السافرة في الشؤون الداخلية اليمنية، وفتح الباب على مصراعيه أمام أمريكا وبريطانيا وفرنسا للتوغل في المحافظات الجنوبية المحتلة في سياق مخطط استعماري قذر يستهدف ثرواتها ومقدراتها والاستفادة من موقعها الاستراتيجي.
اليوم “النتن ياهو” ما يزال يماطل في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، من خلال وضعه العقبات والعراقيل التي تحول دون استكمال تنفيذ بنود الاتفاق، وخصوصا ما يتعلق بإدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية بالكميات والنوعية التي تضمنها الاتفاق، حيث وصلت به الوقاحة لمنع إدخال المساعدات إلى قطاع غزة وإغلاق المنافذ التي تدخل منها هذه المساعدات، في الوقت الذي يسعى فيه نتنياهو إلى فرض شروط مسبقة على حركة حماس للموافقة على الإنخراط في المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، قبل أن يذهب لمطالبة الوسطاء بالعمل على تمديد فترة المرحلة الأولى لأربعين يوما إضافية، من أجل إخراج أكبر عدد ممكن من الأسرى لدى حماس، ومنحه المزيد من الوقت للمماطلة والمراوغة والتنصل عن التنفيذ الحرفي لمضامين الاتفاق .
في الوقت الذي يواصل كيان العدو الصهيوني ارتكاب جرائمه الوحشية بحق الأبرياء في الضفة الغربية على مرأى ومسمع العالم أجمع، بما في ذلك (السلطة الفلسطينية)، التي تحولت إلى حليف استراتيجي للكيان الصهيوني، حيث تمارس أجهزة الأمن التابعة لها عمليات الاعتقال والاستهداف للمقاومين، ولم يسلم منها حتى الجرحى، في صورة تعكس ما هي عليه هذه السلطة من خسة وعمالة وهي التي جعلت من نفسها أشبه بكلب حراسة تعمل لحساب كيان العدو الصهيوني.
وفي الشأن الداخلي، تزداد الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية تدهورا في المحافظات اليمنية المحتلة، وهو ما أشعل نيران الغضب في أوساط المواطنين في تلك المحافظات الذين خرجوا الشوارع للمطالبة بإسقاط سلطة السفير السعودي وحكومة الفنادق الذين يتاجرون بأوجاعهم ومعاناتهم دونما ذرة حياء أو خجل، في الوقت الذي يحاول فيه قادة هذه السلطة المزعومة بالهروب من الاستحقاقات الملزمة لهم للنفخ في بوق الفتنة، ومهاجمة سلطة صنعاء للتغطية على فشلهم وعجزهم وإفلاسهم، وعدم قدرتهم على إدارة شؤون المحافظات التي وصفوها بـ(المحررة) و(الوطنية) ولا أعلم عن أي تحرير ووطنية يتحدثون رغم أن الواقع المعاش يحكي خلاف ذلك ؟!!
فعن أي تحرير وهذه المحافظات تخضع للاحتلال السعودي والإماراتي؟ حيث تحكم المكونات الممثلة للسعودية والإمارات تلكم المحافظات، وتعمل على تنفيذ سياستهما الاستعمارية الاستغلالية، وبات الأمر والقرار بيد الحاكم بأمره السعودي والإماراتي، وعن أي وطنية وأعلام الانفصال والمحتلين تعج بها تلكم المحافظات، وتزين صور ملوك السعودية والإمارات قصور ومقرات هذه السلطة التي تصف نفسها بالشرعية، ولم يعد للوطن أي حضور في أجندة مسؤوليها الذين يدينون بالولاء والطاعة لمحمد بن سلمان ومحمد بن زايد ؟!!
واقع مرير جدا تعيشه الأمة العربية والإسلامية التي ما يزال الكثير من قادتها يغردون خارج السرب، ويسعون بكل إمكانياتهم وطاقاتهم ومقدراتهم لضرب الأمة واستهدافها من داخلها، من خلال مشاريعهم التآمرية التي تتناغم مع المشروع الصهيوأمريكي في المنطقة، الذي يستهدف الأمة في دينها وقيمها وثوابتها ومقدساتها وقضاياها المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، التي يتآمر الكثير من الزعماء العرب عليها من خلال الاتجاه نحو مستنقع التطبيع مع الكيان الصهيوني، وإشعال الفتن والصراعات في المنطقة تحت عناوين وشعارات مناطقية ومذهبية وغيرها خدمة للصهاينة، ودعما لمشروعهم الهادف إلى إقامة ما يسمى (إسرائيل الكبرى)، وأمام هذا الواقع المرير حري بالشعوب العربية والإسلامية أن تكسر حاجز الصمت في وجه قادتها، وتتخذ مواقف مشرفة حيال هذه الممارسات الرعناء، والسقوط المذل لهؤلاء القادة الخونة، والضغط عليهم للعدول عن خيانتهم وعمالتهم، أو الذهاب نحو إسقاطهم وانتخاب قيادات جديدة تمتلك الحرية والاستقلالية في قراراتها، وتنطلق في سياستها من الثوابت الوطنية والقومية والإسلامية التي لا يمكن المساس بها، أو الأخذ والرد بشأنها، أو المزايدة عليها تحت أي ظرف، وفي أي وقت على الإطلاق .

مقالات مشابهة

  • المليشيا: البحث فى الانقاض
  • هذه نهاية كل من انساق وراء القبلية واندفع مع حميدتي إلى الهاوية
  • إنتصار باهر سيؤكد لعصابات حميدتي أن قرارها بإشعال الحرب في رمضان كان خطأ عمرهم
  • رمضان وواقع الأمة المرير
  • كانت في حالة سكر وشغب.. نيابة دبي ترد على ادعاءات الخليجية "ر.ح"
  • تنفيذًا لأوامر النائب العام.. إزالة مخالفات على قطعة أرض بالخمس
  • مكتوم بن محمد يترأس اجتماع المجلس القضائي بدبي
  • مكتوم بن محمد يعتمد الخطة التدريبية والتأهيلية لأعضاء السلطة القضائية
  • اللاعبون الأكثر تتويجا بالدوري في البطولات الخمس الكبرى
  • السلطة المحلية بمحافظة البيضاء تلتقي عددا من المسؤولين وقيادات الدولة