البيت الأبيض: قرار تعزيز الترسانة النووية قد يستغرق أشهراً بل سنوات
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
صرح مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض جيك ساليفان أن بلاده لم تتخذ قرارا بعد حول تعزيز ترسانتها النووية، مشيرا إلى أنها عملية قد تستغرق "أشهرا بل سنوات".
وقال ساليفان في مقابلة مع شبكة "سي بي إس": "لم نتخذ أي قرارات، سنراقب الوضع عن كثب ونستمع إلى آراء الحزبين (الجمهوري والديمقراطي)... وسنتخذ قرارات خلال الأشهر والسنوات المقبلة".
ويوم الجمعة أعلن مستشار الرئيس الأمريكي لمنع انتشار الأسلحة النووية براناي فادي أن الولايات المتحدة ترى حاجة إلى توسيع وتنويع الترسانة النووية للبلاد ولا تستبعد أن تقرر في المستقبل تعزيزها إذا لزم الأمر.
وقال خلال كلمته في الاجتماع السنوي لجمعية الحد من الأسلحة في واشنطن: "حتى بدون تغيير في مسار الترسانات (النووية) لخصومنا، قد نصل في السنوات المقبلة إلى نقطة نحتاج فيها إلى زيادة عدد (الأسلحة النووية)".
وأوضح أنه يتعين الاستعداد بالكامل لتنفيذ ذلك إذا قرر الرئيس الأمريكي القيام به، مشيرا إلى أنه في حال حلول ذلك اليوم، فهذا يعني أن "هناك حاجة إلى المزيد من الأسلحة النووية لردع الخصوم وحماية الأمريكيين، وكذلك الشركاء والحلفاء".
إقرأ المزيد مسؤول في الخارجية الروسية: علينا تعزيز ترسانة البلاد الصاروخية كي نقتل أي رغبة في اختبار قوة روسيافي وقت سابق من هذا الشهر، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن الثالوث النووي لدى روسيا أكثر حداثة من أي ثالوث في أي بلد آخر.
وأضاف الرئيس الروسي: "في الواقع نحن والأمريكيون فقط لدينا مثل هذا الثالوث. لدينا المكون النووي بأكمله، الأكثر حداثة. والجميع يعرف ذلك".
وشدد الرئيس بوتين على أن روسيا مستعدة لاستخدام الأسلحة النووية، إذا كان الأمر يتعلق بوجود الدولة الروسية، ويتعلق بإلحاق الضرر بسيادة البلاد واستقلالها.
المصدر: نوفوستي+RT
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: الحزب الديمقراطي أسلحة ومعدات عسكرية الاسلحة النووية البيت الأبيض الحزب الجمهوري جيك ساليفان واشنطن فلاديمير بوتين موسكو الأسلحة النوویة
إقرأ أيضاً:
توشيوكي ميماكي.. ياباني نجا من القنبلة الذرية ويحارب الأسلحة النووية
توشيوكي ميماكي أحد الناجين من القنبلة الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة الأميركية عام 1945 على مدينة هيروشيما اليابانية، وهو الرئيس المشارك لاتحاد اليابان لمنظمات ضحايا القنبلة الذرية والهيدروجينية المعروف باسم (نيهون هيدانكيو) الذي تأسس عام 1956.
كان توشيوكي في الثالثة والنصف من عمره عندما ألقت الولايات المتحدة الأميركية القنبلة الذرية الأولى في العالم، والتي انفجرت على ارتفاع 600 متر فوق مدينة هيروشيما في السادس من أغسطس/آب 1945، وكان يقيم مع عائلته في إحدى القرى بضواحي المدينة.
ورغم أنه كان بعيدا عن مكان إلقاء القنبلة حيث حدثت أكبر الأضرار، فإنه أصيب بالإشعاع عندما رافق أمه إلى المدينة بحثا عن والده الذي كان يعمل في السكة الحديدية.
كرس حياته لمناهضة الأسلحة النووية والدفاع عن حقوق الناجين من القصف النووي، ومنذ عام 2005 وهو يقدم شهادته وتجربته في المحافل الدولية.
أعلنت الأكاديمية السويدية المانحة لجائزة نوبل في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2024 عن فوز منظمة "نيهون هيدانكيو" بجائزة نوبل للسلام، وقالت إنها اختارت تكريم المنظمة "لجهودها المبذولة من أجل عالم خال من الأسلحة النووية ولإثباتها، عبر شهادات، أن الأسلحة النووية يجب ألا تستخدم مجددا".
وعقب الإعلان عن الجائزة، شبه توشيوكي ميماكي -وهو أحد الرؤساء المشاركين الثلاثة للمنظمة- وضع الأطفال في قطاع غزة الذي يتعرض لإبادة جماعية منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 بما حصل في هيروشيما قبل 8 عقود، وهو ما أغضب إسرائيل، إذ انتقده سفيرها في اليابان، واعتبر أن هذه المقارنة "لا أساس لها".
توشيوكي ميماكي انتمى إلى حركة الناجين من القنبلة الذرية وكرس حياته لمواجهة الأسلحة النووية (رويترز) الولادة والنشأةولد توشيوكي ميماكي في مارس/آذار 1942 في العاصمة اليابانية طوكيو، وكان والداه متزوجين منذ يناير/كانون الثاني 1941.
وقبل 3 أشهر من ولادته هاجم الأسطول الياباني مدمرات أميركية في ميناء بيرل هاربر بجزر هاواي في المحيط الهادي.
وكان والده يعمل في مصنع كيميائي في حي شيمورا في طوكيو، بينما كانت والدته مربية أطفال.
وفي العاشر من مارس/آذار 1945 قرر والده مغادرة طوكيو بعد تعرضها للقصف، معتقدا أن البقاء في العاصمة لم يعد آمنا وأن حياة أسرته ستصبح صعبة، فكانت الوجهة مسقط رأسه في هيروشيما.
غادرت الأسرة في أبريل/نيسان مدينة طوكيو المدمرة، واستقرت بضواحي هيروشيما في منزل استأجرته في قرية إيمورا.
وعمل والده في مستودع محركات تابع لفرع هيروشيما للسكك الحديدية الوطنية، بينما تفرغت الأم لشؤون البيت وتربية طفليها.
وحكى توشيوكي في شهادته عن تلك الفترة أن حياتهم كانت هادئة، حيث كان منزلهم يطل مباشرة على نهر أوتا، وكانت والدته تأخذه هو وشقيقه إلى الجانب الآخر من النهر على متن قارب من أجل شراء الخضروات من المزارعين.
قنبلة هيروشيما
كان توشيوكي ميماكي يلعب أمام المنزل في السادس من أغسطس/آب 1945 حينما رأى وميضا مفاجئا في السماء، وفي فترة ما بعد الظهر رأى حشودا من الناس تسير بالقرب من منزله، لكنه لم يدرك أنهم مصابون بجروح.
كان عمره حينها 3 سنوات و4 أشهر، ومع ذلك يتذكر بوضوح امرأة كانت بين الحشود وحيدة ترتدي ثيابا بالية وتبدو كأنها متسولة، اقتربت من منزلهم ونادت والدته وطلبت منها أن تفتح لها علبة طعام معلب، فتحت الأم العلبة ووضعت المحتويات في وعاء وأعطته للمرأة، ثم واصلت هذه الأخيرة طريقها، لاحقا علقت أمه قائلة "لا بد أن المرأة ماتت".
ويتذكر أيضا أنه شاهد في ذلك المساء شيئا يشبه الورق المحترق يتطاير في السماء فوق نهر أوتا.
علمت الأم أن شيئا مخيفا حدث وكانت قلقة على زوجها الذي يعمل في محطة القطار وسط هيروشيما، لذلك أخذت طفليها وحاولت الذهاب إلى المدينة سيرا على الأقدام بسبب توقف خدمات النقل.
وفي الطريق شاهدت الحرائق الهائلة والكثير من الناس المنهارين والموتى، شعرت بالتعب والإرهاق، فعادت إلى المنزل.
وعاودت الكرة بعد يومين، وأخذت طفليها إلى المدينة، وهناك تعرضوا للإشعاع دون أن يدركوا ذلك، تعبوا من البحث مرة أخرى دون نتيجة فعادوا إلى المنزل ليتفاجؤوا بالأب ينتظرهم بعد أن سلك طريقا جبليا.
حكى لهم الوالد أنه كان يغير ملابس العمل في غرفة تبديل تحت الأرض في محطة هيروشيما عندما سمع ضوضاء عالية في الساعة الثامنة والربع صباحا، صعد إلى السطح ووجد ساحة المحطة وقد غمرتها النيران، واحترق العديد من الناس حتى الموت، في حين اشتعلت المباني، وكان الجميع في حالة من الذعر والصدمة.
غادرت الأسرة منزلها الريفي في هيروشيما، وانتقلت إلى منزل الجدين من جهة الأم في كوماغايا، التابعة لمحافظة سايتاما، وهي جزء من منطقة طوكيو الكبرى، أملا في بدء حياة جديدة فيها.
وفي ذلك الوقت لم تكن أسرة ميماكي على دراية بأن ما حدث في هيروشيما سببه قنبلة ذرية أو أنهم قد تعرضوا للإشعاع، كل ما كانوا يعرفونه أن وميضا انتشر فوق هيروشيما وأحدث فيها دمارا هائلا.
وفي الخريف، انتقلت الأسرة إلى منزل الجد من جهة الأب في قرية كيتشيساكا في مقاطعة ياماغاتا، التي تبعد حوالي 300 كيلومتر عن طوكيو، حيث أقاموا في مستودع يقع بالقرب من المنزل الرئيسي للعائلة. كان والداه يذهبان مع باقي أفراد العائلة للعمل في المشاريع الزراعية.
حينما كان توشيوكي في السنة الخامسة من المدرسة الابتدائية، بدأت تظهر عليه الأعراض المميزة لمرض الإشعاع، إذ أصيب بحمى شديدة لعدة أيام لم تنفع معها العلاجات المعتادة، فوصف الطبيب لوالدته حقنة باهظة الثمن.
المسار الدراسيدرس المرحلة الابتدائية في مدرسة بعيدة عن منزله، إذ كان يمشي سيرا على الأقدام مسافة ساعة للوصول إلى المدرسة، لذلك اشترى له والده دراجة هوائية.
أما في المرحلة الثانوية، فقد التحق بمدرسة فرعية لمدرسة ثانوية قريبة من منزله، كان يدرس فيها بدوام جزئي باستثناء أيام الجمعة والسبت والأحد، وبفضل مدرس اللغة اليابانية تعلم قراءة الكتب وأصبح مدمنا عليها.
بالموازاة مع الدراسة، عمل في وظائف مختلفة لكسب المال من أجل دفع رسوم المدرسة وتوفير مصروف الجيب، فعمل في حصاد الأرز في الخريف، وحمل الخشب من الجبال في الربيع وتقليم حوافر الماشية في الشتاء.
المسار المهني
في مارس/آذار 1961 تخرج من المدرسة الثانوية بعد 4 سنوات من الدراسة، وحصل على الفور على وظيفة في مصنع للخراطة. وكان يعيش في سكن الشركة، وفي مساء السبت كان يعود إلى المنزل لزيارة والديه، وفي يوم الأحد كان يساعد والده في العمل في المزرعة.
تزامنت أيام شبابه مع النمو السريع للاقتصاد الياباني، مما مكنه من اقتناء الأدوات الكهربائية الحديثة مثل الغسالة والثلاجة والتلفاز، كما أن أسرته عاشت حياة مريحة اقتصاديا.
النضال ضد الأسلحة النوويةانضم توشيوكي ميماكي إلى حركة الهيباكوشا (الناجون من القنبلة باللغة اليابانية) المناهضة للأسلحة النووية في محافظة هيروشيما عام 2005.
وبعد 5 سنوات، زار نيويورك مع ناجين آخرين من القنبلة الذرية لمشاركة تجربتهم في مؤتمر مراجعة معاهدة حظر الأسلحة النووية.
ترأس ميماكي اتحاد محافظة هيروشيما لمنظمات ضحايا القنبلة الذرية (هيروشيما-كين هيدانكيو)، إحدى المجموعات المحلية السبع المكونة لاتحاد اليابان لمنظمات ضحايا القنبلة الذرية والهيدروجينية (نيهون هيدانكيو)، وتضم الناجين من القنبلتين الذرية في هيروشيما وناغازاكي.
وفي اجتماع لمنظمة "نيهون هيدانكيو" في يونيو/حزيران 2022، تم اختيار توشيوكي ميماكي رئيسا مشاركا للمنظمة ليكون واحدا من رؤسائها الثلاثة، وخَلَف الناشط المناهض للأسلحة النووية والناجي من القنبلة الذرية سوناو تسوبوي، الذي توفي في أكتوبر/تشرين الأول 2021 عن عمر يناهز (96 عاما).
وقال ميماكي بعد اختياره في هذه المهمة "كان تسوبوي شخصية بارزة بين الهيباكوشا في اليابان، سأبذل قصارى جهدي بصفتي شخصا عمل معه".
يوجد حوالي 107 آلاف ناجٍ من القنبلة الذرية في اليابان، ويبلغ متوسط أعمارهم 85 عاما، وفقا للبيانات الرسمية الصادرة في مارس/آذار 2024.
وأسفر الهجوم النووي على هيروشيما باليابان بالقنبلة الذرية عن مقتل 70 ألف شخص على الفور، وبحلول نهاية العام 1945 توفي 140 ألف شخص بسبب التسمم الإشعاعي، وغيره من الآثار المترتبة على القنبلة، وهو ما يمثل 55% من إجمالي سكان المدينة.
وبعد 4 أيام انفجرت قنبلة ذرية ثانية أسقطتها الولايات المتحدة فوق مدينة ناغازاكي، مما أسفر عن مقتل 40 ألف شخص على الفور و70 ألف شخص بحلول نهاية العام وتدمير 40% من مباني ناغازاكي.
وفي عام 1956 أسس الناجون منظمة "نيهون هيدانكيو" للمطالبة بتعويضات حكومية للضحايا والناجين، وللضغط من أجل حظر السلاح النووي، وشاركت في عدد من الأنشطة في الأمم المتحدة وبلدان آسيوية وأوروبية.
توشيوكي ميماكي ورفاقه في منظمة "نيهون هيدانكيو" فازوا بجائزة نوبل للسلام للعام 2024 (غيتي) جائزة نوبلحصلت المنظمة على جائزة نوبل للسلام عام 2024، وأعلنت الأكاديمية السويدية المانحة للجائزة أنها اختارت تكريم المنظمة "لجهودها المبذولة من أجل عالم خالٍ من الأسلحة النووية ولإثباتها، عبر شهادات، أن الأسلحة النووية يجب ألا تستخدم مجددا".
وقال توشيوكي ميماكي عقب إعلان الجائزة وهو يحاول كبح دموعه "عندما رأيت الأطفال يُحملون والدماء تغطيهم بغزة، تذكرت المشاهد التي حصلت في اليابان قبل 80 سنة".
وأضاف "تتداخل الصور مع بعضها البعض"، في إشارة للصور التي يجري تداولها عن العدوان الإسرائيلي على غزة، وتلك التي انتشرت عما وقع في هيروشيما وناغازاكي.
وانتقد السفير الإسرائيلي لدى اليابان تصريحات ميماكي، وقال إنها "مقارنة فاضحة ولا أساس لها".