الذكاء الاصطناعي وارتباطه بالعالم الجديد
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
شهد العقد الأخير تطورا ملحوظا في مجال الذكاء الاصطناعي ، مما أحدث ثورة في الطريقة التي نعيش بها ونعمل ونتفاعل مع التكنولوجيا ، يعتبر الذكاء الاصطناعي الآن جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ، سواء أدركنا ذلك أم لا من خلال تواجده في أجهزتنا الذكية والسيارات الذاتية القيادة ونظم التوصية على الإنترنت.
ويتناول هذه العلاقة العميقة بين الذكاء الاصطناعي وعالمنا المعاصر ويستشرف الآثار المستقبلية لهذا التكامل على المجتمع.
تأثير الذكاء الاصطناعي على المجتمع.
لعل أبرز ما يمكن رؤيته من تأثيرات للذكاء الاصطناعي يتمثل في تحول الوظائف وسوق العمل ، بينما يخشى البعض من فقدان الوظائف بسبب الأتمتة ، يشير الخبراء إلى أن الذكاء الاصطناعي سيخلق أيضاً فرص عمل جديدة وسيحسن الإنتاجية ، علاوة على ذلك لعب الذكاء الاصطناعي دورا حاسما في التقدم الطبي من خلال تحليل البيانات الضخمة للمساعدة في تشخيص الأمراض بدقة أعلى وفى وقت أقل.
حيث الذكاء الاصطناعي كقوة دافعة للابتكار بينما نواجه هذه التحديات ، يجب أيضاً الاعتراف بأن الذكاء الاصطناعي يعمل كقوة محركة للابتكار في مجالات عديدة من التحسينات فى الزراعة الذكية إلى تطوير مدن أكثر استدامة وكفاءة ، يقدم الذكاء الاصطناعي حلولاً مبتكرة لبعض أكبر التحديات التي تواجهها البشرية.
وبفضل قدرته على تحليل البيانات بكفاءة وسرعة غير مسبوقة ، يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقا جديدة في البحث العلمي والتطور التكنولوجي.
فى الختام يقف الذكاء الاصطناعي على عتبة تشكيل مستقبل البشرية بطرق لم نكن لنتخيلها قبل بضع سنوات.
ومع ذلك يتطلب استيعاب هذه التكنولوجيا سياسات واضحة و إطارات تنظيمية ، ووعيا بالتحديات الأخلاقية بالعمل معا يمكن للمجتمع العالمى استغلال إمكانيات الذكاء الاصطناعي للارتقاء بالمعيشة البشرية مع التخفيف من المخاطر المحتملة.
المصدر: صحيفة صدى
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الخدمات الصحية وثورة الذكاء الاصطناعي
كشفت وزارة الصحة ممثلة فـي مستشفـيي النهضة وخولة أمس عن مجموعة من المشروعات الصحية التي تهدف إلى توطين الخدمات الصحية التخصصية لتكون قريبة من المواطن وتقليل قوائم الانتظار للحصول على هذا النوع من الخدمات التخصصية. وتسير سلطنة عُمان فـي عهد حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، نحو تحقيق قفزات نوعية فـي الخدمات الصحية فـي وقت ما زال فـيه العالم مهددا بموجات وبائية فـي أي وقت من الأوقات، وكانت تجربة وباء فـيروس كورونا قد أعطت دول العالم دروسا عميقة فـي أهمية الاهتمام بمشروعات الرعاية الصحية والاستثمار فـيها باعتبارها أمنا وطنيا واقتصاديا.
وتكشف المشروعات التي أعلنت الوزارة عنها أمس اهتمام الحكومة بوضع رؤية طموحة لتحقيق استدامة القطاع الصحي وتحسين جودة الخدمات. وهذا يفهم بشكل واضح من استحداث خدمات جراحية متقدمة مثل عمليات العمود الفقري وجراحات تمدد الأوعية الدموية الدماغية، وافتتاح وحدات علاج الألم والرعاية النهارية. إن توفـير مثل هذه الخدمات من شأنه أن يحقق عائدا اقتصاديا يتمثل فـي تقليل رحلات العلاج الخارجية التي تتسبب فـي تحويلات مالية ليست سهلة للخارج.
وتتميز المشروعات / الخدمات التي أعلنت الوزارة عنها أمس فـي أنها تبني شراكة فاعلة بين القطاعين العام والخاص وهي نموذج يجب تعزيزه وتوسيع نطاقه لضمان استمرارية التمويل والتطوير.. ولا بد أن يستمر الدعم المقدم من الشركات الوطنية الكبرى مثل شركة تنمية نفط عُمان ومؤسسة اليسر الخيرية؛ لأنه يعكس حجم الالتزام الاجتماعي من مؤسسات القطاع الخاص فـي دعم وتنمية المؤسسات الصحية، ومن المهم العمل على تنمية مثل هذا الدعم من مختلف الشركات لأنه فـي النهاية يصب فـي خانة البناء المجتمعي الذي هو مسؤولية جماعية.
وعلى الرغم من هذه المشروعات التي تبعث فـي النفس المزيد من الثقة فـي شهر المشروعات والإنجازات إلا أنه لا يمكننا تجاوز التحديات التي تتمثل بشكل أساسي فـي فكرة الاستدامة. والاستدامة فـي القطاع الصحي تحتاج إلى استمرارية فـي تحديث البنية الأساسية الصحية وتطويرها وفق أحداث الأجهزة وتأهيل الكوادر الصحية لتستطيع مواكبة التقدم فـي المجال الطبي إضافة إلى توسيع برامج البحوث الطبية وبرامج الابتكار؛ فالاستثمار فـي الإنسان، سواء من خلال تأهيل الأطباء والممرضين أم تحديث البرامج العلاجية، هو استثمار طويل الأمد يضمن رفاه المجتمع.
ومن المهم تأهيل أطباء من جيل الشباب ليستطيعوا التعاطي مع الطفرة التكنولوجية الحديثة التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التي يمكنها وفق المعطيات المتوفرة الآن أو تلك البرمجيات التي تخضع للتدريب العميق، من تشخيص الأمراض بدقة تفوق الذكاء البشري، وقد تعتمد الكثير من الدول فـي القريب العاجل على تقنيات إجراء العمليات الدقيقة باستخدام روبوتات الذكاء الاصطناعي التي تعمل هي الأخرى بدقة متناهية قد لا يمتلكها أكثر الأطباء خبرة ومهارة فـي العالم وفق ما يؤكده مطورو هذه التقنيات.وأمام هذه التحولات الكبرى سيكون أمام المستشفـيات فـي العالم وبما فـي ذلك المستشفـيات فـي سلطنة عمان مهمة صعبة فـي تزويد مؤسساتها الصحية بأحدث الأجهزة والتقنيات التي تستطيع مواكبة هذه الطفرة التكنولوجية والتي تملك القدرة الحقيقية على تقليل قوائم الانتظار والحصول على الخدمات الطبية الذكية فـيما يجلس طالب الخدمة فـي منزله أو فـي أي مكان آخر فـي العالم.