على مدار الأشهر الثمانية من العدوان على قطاع غزة، تعرضت دولة الاحتلال على المستوى الدولي، لهزات غير مسبوقة، وباتت من وضع كانت "مدللة" فيه، إلى حالة وضعت فيها بخانة قتلة الأطفال مع تنظيم الدولة والقاعدة وبوكو حرام ودول الإجرام حول العالم.

وألحقت جرائم الاحتلال في قطاع غزة، والمجاز التي ارتكبت بحق الفلسطينيين، خسائر للاحتلال، على مستوى سمعتها الدولية، وباتت الكثير من الدول تنبذها، فضلا عن إجراءات وعقوبات دبلوماسية وتجارية فرضت عليها.




وصلت حصيلة الشهداء في قطاع غزة، إلى 37084  شهيدا، و 84494  مصابا، منذ السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

ونستعرض في التقرير التالي، جانبها من التحركات الدولية ضد الاحتلال، والتي لم تكن في حسبانه في يوم من الأيام، نتيجة الظروف الدولية التي سبقت عملية طوفان الأقصى، في السابع من تشرين أول/أكتوبر الماضي.

الجنائية الدولية:
نهاية كانون أول/ديسمبر 2023 رفعت جنوب إفريقيا دعوى قضائية ضد الاحتلال، أمام محكمة العدل الدولية على بسبب انتهاكها اتفاقية الأمم المتحدة لعام 1948 بشأن منع الإبادة الجماعية.

وقررت المحكمة بعد الاستماع إلى طرفي الدعوى، جنوب أفريقيا والاحتلال، ومشاهدة الأدلة التي قدمت للمحكمة، الإعلان أنها ترى في أدلة جنوب أفريقيا، سببا مقنعا للنظر في الدعوى وقبولها، والبدء في التحقيق بجرائم الإبادة التي ارتكبها الاحتلال.

وفرضت المحكمة تدابير، أمرت الاحتلال بالالتزام بها، لفتح المعابر وإدخال المساعدات، لكن الاحتلال رفض تطبيقها، وتجاهل أوامر المحكمة، ما دفع جنوب أفريقيا، لطلب فرض تدابير جديدة، منها وقف إطلاق النار، لكن المحكمة طلبت تطبيق التدابير السابقة ولم تفرض وقفا لإطلاق النار.

وعادت جنوب أفريقيا في أيار/مايو الماضي، إلى الطلب من المحكمة، فرض تدابير جديدة، على الاحتلال، لعدم التزامه بأوامر المحكمة السابقة، والطلب بأمره بوقف الأعمال القتالية بعد شنه هجوما على رفح، وهو بالفعل ما صدر، لكن الاحتلال، تجاهل كل هذه الأوامر ومضى في عدوانه وقام بتوسيعه في مخيم جباليا والمنطقة الوسطى من غزة وفي مناطق شرق رفح وجنوب رفح.

طلبات انضمام وتدخل
ولم يقف الحد عند جنوب أفريقيا في الدعوى، فقدت طلبت العديد من الدول، التدخل أو الانضمام، إلى دعواها ضد الاحتلال بالإبادة الجماعية لسكان غزة.

الدول التي طلبت التدخل باستخدام بند في النظام الأساسي لمحكمة العدل الدولية يسمح لأطراف ثالثة بالانضمام إلى الإجراءات:
نيكاراغوا في23  كانون الثاني/ يناير، كولومبيا في نيسان/ أبريل ليبيا في 10 أيار/ مايو.

أما الدول التي طلبت الانضمام إلى الدعوى، باستخدام النظام الأساسي للمحكمة، بناء على مصلحة متعلقة بها، فهي كل من: تشيلي في 2 حزيران/يونيو، تركيا في 1 أيار/مايو، جزر المالديف في 13 أيار/ مايو، إيرلندا 27 آذار/مارس، وبلجيكا 30 أيار/مايو، المكسيك في 29 أيار/مايو، وإسبانيا في 6 حزيران/يونيو.

قرار الجمعية العامة
وتلقى الاحتلال، ضربة أخرى، بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، في 10 أيار/مايو، الموافقة بالأغلبية على طلب فلسطين الحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة.

وأوصت الجمعية بموافقة 143 صوتا، مجلس الأمن على إعادة النظر في طلب فلسطين الحصول على العضوية الكاملة، وكافة الامتيازات والحقوق المتعلقة بالدول كاملة العضوية.

الجنائية الدولية

على الرغم من الضغوطات والتحذيرات، من قبل الاحتلال، خرج المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان، في أيار/مايو الماضي، للإعلان عن الطلب من قضاة المحكمة، إصدار مذكرات اعتقال، بحق بنيامين نتنياهو ووزير حربه يؤآف غالانت، بسبب وجود أدلة على ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

الاعتراف بدولة فلسطين


في ظل رفض الاحتلال الوجود الفلسطيني، ومحاولة حرمان الفلسطينيين من إنشاء دولة، وممارسة ضغوط دولية للحيلولة دون ذلك، إلا إن ما تبع عملية طوفان الأقصى والمجازر في غزة دفع مزيدا من دول العالم إلى الاعتراف بفلسطين. 

وخلال الأشهر الماضية، انضمت دول جديدة إلى قائمة المعترفين بدولة فلسطين، بينهم دول أوروبية، وسط مساع من دول أخرى، لتحذو حذوها.

واعترفت كل من  باربادوس و جامايكا، وجمهورية ترينداد وتوباغو، ودولة الباهاماس، والنرويج وإيرلندا وإسبانيا، وسلوفينيا.

قائمة "العار"

يعد إعلان الأمم المتحدة، إدراج جيش الاحتلال، رسميا، في قائمة الأمم المتحدة، للأطراف التي ترتكب جرائم وانتهاكات بحق الأطفال في مناطق النزاع، والتي تعرف بقائمة العار.

وهذه هي المرة الأولى، التي يعلن فيها عن إدخال جيش الاحتلال، ضمن القائمة، منذ عام 1948، ورغم المطالبات على مدار السنوات الماضية، بسبب الجرائم التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الأطفال الفلسطينيين.



وأعلنت وزارة خارجية الاحتلال، أن مندوب الاحتلال، لدى الأمم المتحدة، تلقى إخطارا رسميا، من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، بإدراج الجيش ضمن القائمة السوداء، في ارتكاب جرائم وانتهاكات ضد الأطفال.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية سياسة دولية غزة الاحتلال جرائم الأمم المتحدة الأمم المتحدة غزة الاحتلال جرائم المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمم المتحدة جنوب أفریقیا أیار مایو

إقرأ أيضاً:

الانتخابات البلدية بين 4 و25 أيار... ولا استثناء للقرى الحدودية

الانتخابات البلدية والاختيارية ستُجرى في أيار المقبل وفق ما أبلغ وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات النيابية أمس، مؤكداً أن «الوزارة حاضرة لدعوة الهيئات الناخبة قبل 4 نيسان المقبل والاعتمادات المالية لهذه العملية مؤمّنة، بما فيها بدل العمل اليومي الإضافي للموظفين والقوى الأمنية والعسكر والقضاة».

وسيُنجز الاستحقاق البلدي والاختياري على 4 مراحل، فيُخصص على مدى أربعة أسابيع - بين 4 أيار و25 منه - يوم أحد انتخابي لكل محافظة أو محافظتين معاً، تبدأ بمحافظة الشمال وعكار، ثم جبل لبنان، فبيروت والبقاع، ثم الجنوب والنبطية.

وكتبت" الاخبار": أجمع ممثلو كل الكتل النيابية في اللجنة، بما فيها حركة أمل وحزب الله، على ضرورة إجراء الانتخابات في الجنوب، خصوصاً في قرى الحافة الأمامية، كرسالة للعدو بتمسك الجنوبيين بأرضهم، ولحاجة المناطق المدمّرة إلى بلديات تواكب عملية إعادة إعمارها، فضلاً عن أن عدداً كبيراً من رؤساء البلديات وأعضاء المجالس البلدية استشهدوا في الحرب الأخيرة. وطُرح أن يكون الاقتراع في القرى المدمّرة نفسها بعد توفير بيوت جاهزة للتصويت. إلا أنه كان للنائب الياس جرادة رأي آخر، إذ إن «الناس لم يلتقطوا أنفاسهم بعد ويحتاجون إلى بعض الوقت ليكونوا جاهزين، إضافة إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار الخطر الأمني في استمرار وجود قوات الاحتلال في بعض النقاط، ما يعرّض حياة المواطنين للخطر».

رئيس لجنة الدفاع والداخلية النائب جهاد الصمد أكّد لـ«الأخبار» أيضاً أن «الاعتمادات المالية متوفّرة من موازنة عام 2024 بقيمة 11 مليون دولار مع تأكيد المدير العام لوزارة المال أن الوزارة قادرة على تأمين اعتمادات إضافية في حال كانت هناك حاجة إليها لسدّ حاجات الموظفين وأساتذة المدارس والقوى الأمنية». وشدّد على «عدم استثناء أيّ منطقة من الانتخابات، خصوصاً قرى الشريط الحدودي، حتى يفهم العدو أن المقاومة الوطنية موجودة ويعبّر عنها أبناء الجنوب بمختلف الأشكال».

اضافت" الاخبار":رغم تطمينات وزير الداخلية وتأكيده على الجهوزية التامة وغياب مبرّرات التأجيل مع انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة، يشكّك نواب في إمكانية التحضير لانتخابات على مستوى كل لبنان في غضون شهرين، ولا سيما مع غياب أي أجواء انتخابية في كل المناطق. ويعزو هؤلاء ذلك إلى تأجيلين متتاليين للاستحقاق عامي 2022 و2023، بالإضافة إلى الانهيار الاقتصادي وشحّ أموال البلديات، ما يخمد حماسة المرشحين. أضف إلى ذلك أنه سبق لوزير الداخلية السابق بسام المولوي أن قام بكل الإجراءات ودعا الهيئات الناخبة العام الماضي قبل أن يتبيّن أن القوى السياسية متفقة على التأجيل، ليقرّ المجلس النيابي قانون التمديد للمجالس البلدية.

ورغم الحديث في الأيام القليلة الماضية عن تأجيل «تقني» حتى أيلول المقبل، ومع تأكيد الحجار على الالتزام بالمواعيد المحددة، بات لزاماً على الأحزاب «تزييت» ماكيناتها الانتخابية، ولو أنها ستخوض الاستحقاق من وراء الكواليس خوفاً من انعكاس تدخلها في الانتخابات البلدية التي ترتدي الطابع المناطقي - العائلي على نتائج الانتخابات النيابية المقبلة في حزيران 2025. لذلك تتلاقى أحزاب القوات اللبنانية والكتائب والتيار الوطني الحر والاشتراكي حول ترك العائلات تتنافس في ما بينها من دون مشاركة حزبية نافرة ومعارك طاحنة.

وفيما تعقد قوى المجتمع المدني اجتماعات نهاية هذا الأسبوع لمناقشة التعاون في الانتخابات وتشكيل لوائح موحّدة ولا سيما في بيروت، أعلنت حركة أمل أخيراً بعد اجتماع لكلّ الهيئات التابعة لمكتب الشؤون البلدية والاختيارية المركزي «جهوزية المكتب لخوض الاستحقاق بالتعاون والتواصل مع العائلات لاختيار المرشحين المناسبين والوصول إلى مجالس بلدية واختيارية متجانسة للبدء بمتابعة الملفات والاستحقاقات ولا سيما ملف إعادة الإعمار».
 

مقالات مشابهة

  • الخارجية: يجب فرض عقوبات دولية على الاحتلال لوقف الإبادة والتهجير والضم
  • اعتقال وزير بارز في دولة جنوب السودان
  • الانتخابات البلدية بين 4 و25 أيار... ولا استثناء للقرى الحدودية
  • خبير سياسات دولية: القمة العربية تحمل رسائل أبرزها بناء قطاع غزة ورفض تهجير الفلسطينيين
  • الشراكات الدولية وتعزيز الريادة الإماراتية في الذكاء الاصطناعي
  • تحذير طبي.. مشروبات الطاقة قد تكون قاتلة
  • جنوب أفريقيا.. نموذج للصمود أمام الضغوط الدولية
  • انتقادات دولية تطالب حكومة الاحتلال برفع القيود على دخول المساعدات لغزة
  • دولة الاحتلال وأمريكا تدرسان الانسحاب من الجنائية الدولية
  • 16 دولة تشارك في بطولة «العين الدولية» للطيران اللاسلكي