أعلن "الرياض الخضراء" بدء أعمال تنفيذ ثلاث حدائق كبرى في مدينة الرياض بمساحة تتجاوز 550 ألف متر مربع، وذلك في حي المونسية وحي الرمال وحي القادسية.
وذلك لرفع مستوى جودة الحياة وإتاحة أماكن ترويحيّة لسكان وزوّار المدينة ورفع معدل الفرد من المساحات الخضراء 16 ضعفاً عمّا هو عليه الآن وتحويل مدينة الرياض إلى واحدة من أكثر المدن استدامة عالمياً.


أخبار متعلقة بدء إبداء الرغبات لمشروع محطات معالجة المياه والصرف الصحي بالمنافذ البريةقنصل الحج الباكستاني لـ "اليوم": نرتبط روحيًا بالمملكة "وطريق مكة" سهلت السفرويعد "الرياض الخضراء" أحد مشاريع الرياض الكبرى، التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -أيّده الله-، بمبادرة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله-، ويسهم بشكل كبير في تحقيق أحد مستهدفات مبادرة السعودية الخضراء ومستهدفات رؤية 2030، وهو زراعة 10 مليارات شجرة داخل المملكة.

توفر #الحدائق_الكبرى أماكن ترويحيّة لسكان وزوار مدينة #الرياض وتساهم في تحويلها إلى واحدة من أكثر المدن استدامة عالمياً. #الرياض_الخضراء pic.twitter.com/FP70YjFH8i— الرياض الخضراء (@GreenRiyadh_SA) June 9, 2024تحسين جودة الهواءويستهدف المشروع زراعة 7,5 ملايين شجرة في مدينة الرياض، وزيادة الغطاء النباتي إلى 9% من مساحة المدينة، ورفع نصيب الفرد من المساحة الخضراء من 1,7 متر مربع إلى 28 متر مربع والمساهمة في خفض درجة الحرارة وتحسين جودة الهواء بتقليل التلوث والغبار.
وتتميز تصاميم الحدائق الثلاث الكبرى التي تقع في شرق مدينة الرياض بدمج وربط طبيعة وادي السّلي معها والذي يمتد مروراً بشرقها، بالإضافة إلى ارتباطها بالمسار الرياضي عبر ممرات مشاة مشجرة.
وتمثل نسبة المساحات الخضراء 65% من مساحة الحدائق، حيث سيتم زراعة أكثر من 585 ألف شجرة وشجيرة فيها، وتتضمن الحدائق مسارات للمشي بأطوال 18 كم ومسارات للجري بطول 8 كم ومسارات للدراجات الهوائية بطوال 8,5 كم، و22 منطقة ألعاب للأطفال تمنحهم تجربة تعليمية بطرق مبتكرة لتعزيز الوعي البيئي لديهم.

تمثل نسبة المساحات الخضراء 65٪ من مساحة الحدائق، حيث سيتم زراعة أكثر من 585 ألف شجرة وشجيرة فيها.
#الرياض_الخضراء pic.twitter.com/8ceihZWPxl— الرياض الخضراء (@GreenRiyadh_SA) June 9, 2024مدرجات خضراءوتضم الحدائق مدرجات خضراء وساحات ومسارح مفتوحة للفعاليات والمهرجانات، ومرافق رياضية تخدم مختلف الفئات العمرية ومسطحات مائية ستؤثر إيجابياً على البيئة المحيطة.
يذكر أن الرياض الخضراء يعمل على تنفيذ حدائق كبرى في مواقع متفرقة على مستوى المدينة، وتشجير الأحياء السكنية، وتنفيذ حدائق الأحياء، وتشجير الشوارع الداخلية وتنفيذ أرصفة مشجرة وممرات للمشاة، وتشجير المساجد والمدارس، وتشجير مواقف السيارات، وكذلك تشجير الأودية وروافدها، والطرق والميادين الرئيسية والمباني الحكومية والعامة كالوزارات والهيئات والجامعات والمراكز الثقافية.

المصدر: صحيفة اليوم

كلمات دلالية: واس الرياض الرياض الخضراء حدائق الرياض الرياض السعودية الریاض الخضراء مدینة الریاض

إقرأ أيضاً:

«صائد النوارس».. عندما يسرد البحار روحه

في كتاب «كيف تكتب رواية في مائة يوم أو أقلّ» الذي ترجمه إلى العربية الكاتب المصري محمد عبد النبي؛ ينقل الكاتب الأمريكي جون كوين نصيحة ذهبية عن الروائي الإنجليزي جون براين؛ مؤلف رواية «غرفة على السطح»، يقول فيها: ‫‏«إذا كان لصوتك أن يُسمَع وسط آلاف الأصوات، وإذا كان لاسمك أن يعني شيئًا بين آلاف الأسماء، فسيكون السبب الوحيد هو أنك قدمت تجربتك الخاصة صادقًا»، وأزعم أن هذا ما يحاوله محمد الصالحي؛ الشاعر والكاتب العُماني، سواءً في كتابه السردي الأول الذي صدر قبل سنتين، أو في كتابه الجديد الصادر عن الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء مؤخرًا بالتعاون مع دار جدل الكويتية بعنوان «صائد النوارس».‬‬‬ يكتب الصالحي ما يعرف. ينطلق من معرفته العميقة بقريته «الخضراء»، الغافية على ساحل الباطنة كحورية من حوريات ألف ليلة وليلة؛ ببحارتها وصياديها، بتلاميذها ومعلميها، بأطفالها الأشقياء وشيوخها الممسوسين برائحة المكان وأسئلته. يخلق منها عالمًا سرديًّا مميزًا، وكأنه يغرف من معين لا ينضب. في تقديمه لكتابه السردي السابق «الخضراء؛ لؤلؤة النهار، وتغريبة المساء» (الصادر عن الجمعية العمانية للكتاب والأدباء أيضًا بالتعاون مع «الآن ناشرون وموزعون» الأردنية، 2022) يخبرنا أن هناك آلاف الحكايات المدفونة في مناديس ذاكرته «تتلون بلون الخضراء«»» هذه المناديس يفتحها بين الفينة والأخرى ويستلّ منها مجموعة حكايات ليقدمها لقارئه بلغة بسيطة، والتقاطات ذكية، وتأملات شفيفة، وقدرة على شدّ القارئ من أنفه. حكايات عن شخصيات مستلة من الواقع ونابضة بالحياة، مما يجعلها فريدة ومصدَّقة من القارئ. حكايات لا يبدو لقارئها أن الصالحي مهتم بصفة «كاتب»، قدر اهتمامه بنقل تفاصيل عاشها في الماضي أو عايشها في الحاضر، لكأن الكتابة لديه ليست سوى استجابة لنداء خفيّ لسرد الحكايات، وانقياد عفويّ ناحية الشغف العميق بالمكان وحكاياته، فيروي مواقف وذكريات تشكّل جزءًا كبيرًا، ليس فقط من وعيه الإنساني، وإنما أيضا من وعي مرحلةٍ خَبِرَها جيلُه الذي عاش طفولته في ثمانينيات القرن الماضي. ولئن كان محمد الصالحي قد اختار لكتابه الجديد عنوانَ أحد نصوصه وهو «صائد النوارس»، فإني أرى أن هذا العنوان موفق تماما، لأنه يعبّر بذكاء عن روح هذه النصوص جميعها. فالنوارس كما نعلم هي طيور بحرية تجسد الحرية والانطلاق بعيدًا عن القيود، كحال النورس في قصة «صائد النوارس»، كما تمثل العزلة والتأمل اللذين سنعيشهما في قصة «رائحة الجدة»؛ عزلة خالد الذي لا يستطيع الحركة ولا الكلام ولا الصراخ، ويقضي حياته في تأمل الناس صامتًا. والنوارس أيضًا رمز للتحدي والصراع، فكما يصارع البحارُ الأمواجَ، يصارع النورسُ الرياحَ والعواصفَ، بحثًا عن رزقه وملاذه، وسنشاهد هذا الصراع في قصة «صائد النوارس» المُشار إليها، التي أَعُدُّها شخصيًّا أجمل نصوص الكتاب، ويذكرني الصراع المحتدم فيها بين الصياد والنورس بالروايتَيْن الكلاسيكيّتَيْن: «العجوز والبحر» لإرنست هيمنجواي و«موبي ديك» لهرمن ميلفيل، ففي هذه الأعمال الأدبية الثلاثة نشهد تحديًا كبيرًا ومستمرًّا بين الإنسان والطبيعة، ميدانُه البحر، وبحثًا دؤوبًا عن الذات عُدَّتُه الصبر والجلَد وعدم الاستسلام للمصير المجهول. هذا عدا أن النورس – وهذه دلالة أخرى للعنوان – يمثِّل رمزًا للتنقل والتغيير، فهو لا يستقر في مكان واحد، بل يجوب السماء والمحيطات، تمامًا كسالم؛ بطل قصة «نرجس»، إحدى القصص الجميلة أيضًا في الكتاب. يتألف «صائد النوارس» من ثلاثة أقسام رئيسية، كل قسم منها يعكس جانبًا من اهتمامات الصالحي ومعرفته العميقة بتفاصيل الحياة التي ينقلها إلينا؛ القسم الأول، المعنون بـ«البحّار يسرد روحه»، يأخذنا في رحلة عبر حكايات البحر والبحارة والصيادين. كما هي الحال في نص «أسنان تشبه القمر» الذي يجسد قدرة المؤلف على تحويل الأساطير المحلية إلى حكايات شيقة تستدعي التأمل، إذ ترتبط حكايته هنا بأسطورة عُمانية لتسمية المد الأحمر في قرية «الخضراء» بـ«دم البانيان». وفي نص «البوم / البلم»، يروي لنا قصة عاشق البحر خلف بن خميس الملقب بـ«البوم»، الذي لم يتحمل الابتعاد عن معشوقِهِ/ البحر، فكان مصيره الموت حزنًا وكمدا. لكن المؤلف لا يكتفي هنا بتقديم صور منوعة من حياة البحارة والصيادين، مشبعة أحيانًا بإرادة الحياة، ومجللة في أحيانٍ أخرى بالحزن واللوعة والحنين؛ بل يُرينا أيضًا في أكثر من نص، المصيرَ المؤسِفَ الذي يؤول إليه البحّار حين يتخلى عن البحر، أو يحاول تغيير مهنته، كما في نصّ «سيد البحار» الذي لم تشفع له أمجاد أسلافه البحرية والتغني بها ليُصبح بحّارًا جيّدًا في وطنٍ ليس بوطنه، وبحرٍ ليس ببحره، وكما في نصّ «الصيد البرّي للبحار» حين يفشل بطلُه البحار في مهنته الجديدة التي بادل بها أخاه سائقَ التاكسي. أما القسم الثاني، فحَمَل عنوان «قم للمعلم...»، ويروي فيه المؤلف ذكريات وحكايات عاشها في المدرسة؛ تلميذًا أولًا، ثم معلّمًا بعد ذلك. نص «أنت بتعرف شو كاتب؟» – على سبيل المثال - يسرد حكاية إعداده وهو تلميذٌ صغير صحيفة حائط عن مذبحة صبرا وشاتيلا، ناقلًا الصور والتعليقات من مجلة عربية، وما تبع ذلك من غضب المدير الأردني منه، لعدم انتباهه – بسبب حداثة سنّه – إلى عبارات كاذبة عن رمي بعض الأهالي الزهور في وجه العدوّ المحتلّ. وفي حين يقدم نص «نبيع الأرنب بنصف ريال»، حكاية طريفة عن تربية الآباء لأبنائهم في الثمانينيات على عزة النفس وإبائها، ورفضهم أن يكونوا عالة على الآخرين، فإن نصّ «لماذا يضحك خدام؟» يسرد حكاية طريفة أخرى تُرينا كيف يرى التلميذ الصغير أستاذه، وكيف يعبّر عن رؤيته هذه بالضحِك حين لا تتأتى له طرق أخرى. في هذا القسم، يعيد الصالحي إحياء ذكريات الطفولة والمدرسة بأسلوب مشوق وساخر. قد لا تبتعد بعض نصوص القسم الثالث، المعنون «من يعشْ يَرَ»، عن روح القرية البحرية التي قرأناها في القسمين الأولين (خصوصًا في نص «متعهد الحفلات») إلا أن نصوص هذا القسم غلب عليها بشكل عام تناول أماكن وشخصيات بعيدة نسبيًا عن «الخضراء». إن قصصًا مثل «مشيرًا إلى شيري»، و«نرجس»، و«رائحة الجدة»، تعكس قدرة الصالحي على مراقبة حياة الآخرين وتحليلها عن بُعد، هذا طبعًا مع افتراض أن هذه القصص بعيدة عن تجربته الشخصية، وإن كنتُ لا أستطيع الجزم بذلك. ولأنني ذكرتُ الثمانينيات مرتين -حتى الآن - خلال هذا المقال، فيجدر بي أن أشير إلى أنه ما من شك عندي أن هذا الكتاب سيحبّه كل من عاش طفولته في تلك الفترة من تاريخ عُمان، وأنا أحد هؤلاء. فهو عابق برائحة الثمانينيات وتفاصيلها، من ماكينة الخياطة، إلى جهاز المذيع الذي يُفصَّلُ له لباس خاص، إلى حوض الاستحمام في المزرعة وماكينة الريّ «اللندنية» التي تملأه بالماء، إلى ملعب كرة القدم البدائي بجذوع الشجر، وبدون شِباك، وليس انتهاء بأغاني تلك المرحلة، مثل «لمن السفاين» لسالم بن علي، و«ما علينا» لأبو بكر سالم، و«خليجية» لعباس البدري، وهذه الأغنية الأخيرة يمكن استعارة كلماتها إذا ما أردنا وصف حنيننا الجارف لتلك الحقبة المهمة: «زَرِي منثور / على ثوبك يا حورية / واشمّ عطور / كل ما أقرّب شوية». في كتابه السابق «الخضراء» اختار الصالحي لبعض النصوص تصديرًا شعريًّا قبل الدخول في سرد حكايتها، كما هي حال نص «الغول والترانشيب» الذي صدّره بأبيات للإمام الشافعي، ونص «راعي الحفري» الذي صدّره بشعر لغازي القصيبي، و«الغريب» الذي استبقه بأبيات للمعتمد بن عبّاد، و«الإسمنت الروسي والتاجر» الذي سبق سرد حكايته بشعرٍ لمظفر النواب، وحتى عندما اختار تصديرًا من التراث الشعبي العُماني لنصّ «العفريت» اختار أيضًا بيتين شعريَّيْن: «واخسارتك يو لوح لوشار / تقلبك موية سلامة / وتقلبك يمين ويسار / وتعقبك في بحر الظلامة».. أما في الكتاب الجديد («صائد النوارس») فقد اختار أن يُصدِّر الكتاب كاملًا بمقطع شعريّ من تأليفه هو هذه المرة: «شق المسا صوتي / ناديت يا حطاااااب / كسّر غصون العمر / طارن عصافيري»، وكأنه يريدنا ألّا ننسى أنه شاعر في المقام الأول. ولقد عرفتُه بهذه الصفة منذ أكثر من ثلاثين عامًا، ومع هذا فإنه لم يُصدر ديوانًا بعد، بل إن بعض نصوصه الشعرية ضاعت لأنه كان يكتبها على الورق، كما أخبرني صديقه الحميم الشاعر فيصل العلوي، (أفتح هنا قوسًا لأقول: إن للعلوي فضلًا كبيرًا في ظهور كتابَيْ الصالحي السرديَّيْن للنور، أعني «الخضراء: لؤلؤة النهار، وتغريبة المساء» و«صائد النوارس»). إن الضياع لهذه النصوص يدعم ما ذكرتُه في بداية هذا المقال بأن محمد الصالحي غير مكترث أن يكون كاتبًا، قدر اكتراثه بالتعبير العفوي عن خلجات نفسه في الشعر، وعن حكايات أهله في السرد. وإذا كان في أحد نصوص «صائد النوارس» قد ربط بين نوعين من الهدايا التي كانت تقدمها شركات المنتجات الغذائية في الثمانينيات، وهما كرة القدم الخاصة بحليب «نيدو»، والقلم الخاص بحليب «بوني»، معلّقًا على ذلك بالقول: إن هذا التنافس قد قسّم جيله إلى اثنين؛ جيل نشأ على حب كرة القدم، وآخر نشأ على حُبّ الكتابة، فإنه يمكن الاستنتاج بسهولة أن محمد الصالحي كان من الجيل الثاني؛ جيل حليب «بوني». ختامًا؛ فإنه يسعني القول: إن «صائد النوارس» يفتح نافذة على عالم غني بالتجارب الإنسانية والمشاعر الصادقة التي شكلت هوية جيل بأكمله. بين بحرٍ يفيض بالأساطير والذكريات، ومدرسة تتشابك فيها خيوط الطفولة والتعليم، وبين حكايات تمتد من الماضي إلى الحاضر، ينسج الصالحي عملًا أدبيًا يعبّر عن شغفٍ حقيقي بالحياة وبالقصص التي يشكلها الناس والمكان.

سليمان المعمري كاتب وروائي عماني

مقالات مشابهة

  • حدائق منطقة العين.. بيئة متكاملة من الترفيه والمعرفة
  • وزير البلديات لـ”اليوم“: مخططات محلية تراعي احتياجات كل مدينة الرياض إحداها
  • السعودية تطلق “أرض التجارب لمستقبل النقل” بمساحة 1.56 كم² في ثول
  • هل يتجه لحرب كبرى؟.. العالم ينفق على الأسلحة أكثر من أي وقت مضى
  • مدينة كبرى تسمح بالدفع عبر Apple Wallet في المواصلات العامة
  • هل تزيد أسعار دخول حديقة الحيوان بعد التطوير؟
  • بلدية عجمان تنجز 3 حدائق سكنية
  • إطلاق اسم السير مجدي يعقوب على شارع مركز القلب بحي أول المحلة الكبرى
  • «صائد النوارس».. عندما يسرد البحار روحه
  • محافظ الغربية: تسليم 4000 متر بطريق الإسكندرية الزراعي لإنشاء مركز بلازما