الشراكة بين بكين وكييف.. هل صحيح أن الصين خانت صداقتها مع روسيا؟
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
كشفت بكين عن مخططاتها لتعزيز الشراكة مع كييف، وذلك في المحادثات التي جرت بين ممثلي وزارتي خارجية الصين وأوكرانيا في بكين، الخميس الماضي.
من جهته قال موقع "نيوز ري" الروسي إن نائب وزير الخارجية الصيني سون ويدونغ اجتمع مع نظيره الأوكراني أندريه سيبيغا، الذي قدم تقريراً عن الاستعدادات لـ "قمة السلام" في سويسرا، المقرر عقدها بين 15 و16 من الشهر الجاري.
وأضاف الموقع أن ممثل كييف أعرب عن أمله في مشاركة الصين في المفاوضات المقبلة. في الوقت نفسه، صرحت وزارة الخارجية الأوكرانية أن مثل هذه البادرة ستكون "فرصة جيدة" لتقديم مساهمة قيمة في تحقيق السلام المستدام. وبحسب ما أشار إليه سيبيغا وسون فإن الاحترام المتبادل لسلامة الأراضي يظل أساس العلاقات الثنائية.
واجتمع سيبيغا أيضًا مع الممثل الخاص للحكومة الصينية لأوراسيا، لي هوي، ونائب رئيس الدائرة الدولية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني، تشن تشو. وفي اليوم السابق لزيارة وفد كييف، أعلن وزير الخارجية الصيني وانغ يي أن خطة السلام لأوكرانيا التي طورتها الصين والبرازيل بشكل مشترك وافقت عليها أكثر من 26 دولة. ووفقا لرئيس وزارة الخارجية الصينية، واتسم رد فعل 45 دولة أخرى على الوثيقة بالإيجابية.
ما الذي يمكن أن تقدمه كييف وبكين لبعضهما البعض؟
وينقل الموقع عن روزاليا فارفالوفسكايا، الباحثة البارزة في مركز بحوث الصين الاجتماعية والاقتصادية بمعهد دراسات الشرق الأقصى التابع للأكاديمية الروسية أن تصريح نائب وزير الصين لا علاقة له بتعزيز العلاقات بين البلدين. وقالت فارفالوفسكايا: "في السنوات الأخيرة، بدأت العلاقات الاقتصادية بين البلدين تضعف بحيث لم تعد بكين مهتمة بكييف كشريك اقتصادي".
وبحسب فارفالوفسكايا تريد الصين لعب دور الوسيط في الصراع الأوكراني، مضيفة: "تخطط الصين لعقد مؤتمر سلام خاص بها بشأن أوكرانيا، ولحل الصراع تحتاج مشاركة كل من موسكو وكييف. بما أن بكين لا تستطيع الإساءة إلى أي شخص، فإنها تتصرف دبلوماسيًّا وتؤكد على علاقاتها مع أوكرانيا، على الرغم من أنها كانت ضعيفة وعابرة إلى حد ما لعدة سنوات. إضافة إلى أن بكين ليست مهتمة بكييف كشريك اقتصادي".
من جانبه؛ أشار الباحث في معهد دراسات الشرق الأقصى التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فاسيلي كاشين إلى أنه على الرغم من انخفاض حجم المبادلات التجارية بين البلدين بنسبة 10 و11 بالمائة سنة 2023، غير أنه منذ التسعينيات، ظلت الصين الشريك التجاري الرئيسي لأوكرانيا. ووفقا له، تزود بكين كييف في الوقت الراهن بالسلع الاستهلاكية وتستلم منها المنتجات الزراعية في المقابل.
ويرى كاشين أن الصين تريد لعب دور الحكم في الصراع بين روسيا وأوكرانيا، متابعًا بقوله: "تدرك الصين أن الصراع في أوكرانيا ليس صراعًا على بعض المناطق بل صراع حول البنية المستقبلية للعالم".
ووفقًا لكاشين؛ تلعب الصين دورًا هامًّا في ضمان استقرار الاقتصاد الروسي وتعتبر حليفا لروسيا، وأضاف: "لا ينبغي أن تكون هناك أوهام. الصينيون أصدقاء روسيا ويقفون في صفها. لكن في سبيل دعم روسيا، لن يتخذوا أي خطوات من شأنها إلحاق الضرر بأنفسهم بشكل مباشر. إنهم لا يقومون بأعمال خيرية".
وذكر الموقع أن واشنطن حذرت الصين من تقديم دعم عسكري مباشر لروسيا في الصراع مع أوكرانيا. وفي شباط/ فبراير، أعلن وزير الخارجية أنتوني بلينكن امتلاك الولايات المتحدة معلومات استخباراتية تشير إلى خطط بكين لإرسال "مساعدات فتاكة" إلى موسكو. في نهاية نيسان/ أبريل 2024، اعترف بلينكن أن الصين لم تنقل أي أسلحة إلى روسيا مؤكدًا في الوقت ذاته أن الصين أصبحت المورد الأول "للمكونات الحيوية" للمجمع الصناعي العسكري الروسي .
وأوضح كاشين أن الصين لم تسلم روسيا أي شحنات من الأسلحة الفتاكة. ومع ذلك، يسبب عدم عرض بكين إنهاء الصراع بشروط مواتية لكييف الاستياء في أوكرانيا.
وتابع كاشين: "يسمح قادة أوكرانيا لأنفسهم بانتقاد الصين بوقاحة، وفي بعض الأحيان يكونون فظين، كما هو الحال في آذار/ مارس، عند إهانة مسؤول أوكراني رفيع المستوى الممثل الخاص للشؤون الأوراسية لي هوي. لكن بالنسبة لبكين، فإن دور الوسيط مهم للغاية لدرجة تجعلها تغض الطرف عن الوقاحة".
ويلفت كاشين إلى أن الصين تريد لعب دور مهم للغاية في العالم المستقبلي، الذي سيتم تشكيله، بما في ذلك نتيجة الصراع الأوكراني.
كيف تطور التعاون بين الصين وأوكرانيا؟
وأورد الموقع أنه في سنة 2012، بلغ حجم التجارة الخارجية لبكين وكييف 10 مليارات دولار. في حين تقوم أوكرانيا بشكل رئيسي بتصدير المنتجات المعدنية إلى الصين، تستورد في المقابل السيارات والمنسوجات والمعادن. ورغم تدهور العلاقات السياسية بين الصين وأوكرانيا بعد سنة 2014، غير أن هذا لم يمنع بكين من أن تصبح الشريك الاقتصادي الرئيسي لكييف لسنة 2019، حيث وصل حجم التبادل التجاري بين البلدين إلى مستوى قياسي بلغ 12.78 مليار دولار.
وأثرت محاولة شركة صينية الاستحواذ على شركة "موتور سيتش" الأوكرانية التي تطور محركات للطيران سلبًا على ثقة الطرفين. ففي سنة 2021، فرضت كييف عقوبات على المستثمرين الصينيين وأممت حصتهم في "موتور سيتش".
ما الذي اتهم زيلينسكي به الصين؟
وأشار الموقع إلى أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في حديثه يومي 1 و2 حزيران/ يونيو في مؤتمر حوار شانغريلا في سنغافورة، دعا إلى استخدام "خطة السلام" الخاصة به فقط والقمة في سويسرا لحل النزاع. ووصف بلاده بالضحية، مضيفا أنه يحق لها فقط تعزيز الحلول السلمية. كما اتهم زيلينسكي بكين بشكل مباشر بمحاولة تعطيل الاجتماع في سويسرا. وبرأيه فإن القيادة الصينية "تعمل على ضمان عدم حضور الدول إلى القمة".
كيف ردت الصين على زيلينسكي في الصين؟
وبحسب الموقع؛ فإن اللواء في جيش التحرير الشعبي الصيني شو هوي دعا زيلينسكي إلى التفكير في حياة الأوكرانيين. كما انتقدت المعارضة الأوكرانية زيلينسكي. وقال نائب البرلمان الأوكراني فلاديمير أرييف: "إذا رأت الصين أن زيلينسكي غير مناسب، فسيؤثر هذا بشكل مباشر على إمكانية إجراء مفاوضات مع الصين بشأن أي خيارات للتعاون".
وفي ختام التقرير تقول فارفالوفسكايا إن زيلينسكي يسعى إلى إظهار شجاعته، لذلك يوجه توبيخًا علنيًا حادًا ضد الصين، مضيفة: "استقلاله موضع شك؛ حيث لديه علاقات وثيقة مع بريطانيا وغالبًا ما يعمل لصالحها. ربما تكون لندن في غنى عن تنفيذ مبادرة السلام الصينية".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الصين العلاقات روسيا الصين روسيا علاقات اوكرانيا حرب صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بین البلدین أن الصین إلى أن
إقرأ أيضاً:
زيلينسكي: هجوم روسيا الصاروخي يمثل تصعيدا واضحا وخطيرا في نطاق الحرب
قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، إن الهجوم الصاروخي الذي شنته روسيا، يمثل تصعيدا واضحا وخطيرا في نطاق الحرب الجارية، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل، منذ قليل.
وأضاف أن الضربة الصاروخية الروسية تمثل تصعيدا واضحا وخطيرا، وبوتين غير مهتم بالسلام وعلى العالم الرد.