شرعت تركيا في الانضمام إلى مجموعة بريكس عبر خطوة إستراتيجية اتخذتها في وقت سابق من هذا العام، وفق ما نقل موقع (ميدل إيست آي) البريطاني عن 3 مسؤولين أتراك مطلعين.

ويتوقع خبراء أن تهيمن بريكس (اسم مشتق من الحروف الأولى للدول المؤسسة وهي البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) على الاقتصاد العالمي في العقود المقبلة، وغالبا ما يُنظر إليها على أنها بديل لمجموعة السبع، التي تقودها دول غربية بصورة أساسية، وتمثل تحولا كبيرا في ديناميكيات القوة العالمية.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ماذا بعد خطوة توسيع البريكس؟ماذا بعد خطوة توسيع البريكس؟list 2 of 4مقترح روسي لتبادل الحبوب بين دول البريكسمقترح روسي لتبادل الحبوب بين دول البريكسlist 3 of 4للقصة بقية- البريكس.. الرهان الصعبللقصة بقية- البريكس.. الرهان الصعبlist 4 of 4بعد مواقفها ضد إسرائيل.. علاقات جنوب أفريقيا مع الغرب على المحكبعد مواقفها ضد إسرائيل.. علاقات جنوب ...end of list

وإذا نجحت محاولة تركيا، فإنها ستصبح أول دولة في حلف شمال الأطلسي (ناتو) تنضم إلى الكتلة.

خطة توسيع بريكس

وذكرت موسكو أن تركيا ستكون موضوع نقاش في قمة بريكس المقبلة التي ترأسها روسيا، ومع ذلك، حذرت من أنه من غير المرجح أن تقبل المنظمة كل طلبات العضوية، وأكد وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الأسبوع الماضي، حضوره اجتماعا لوزراء خارجية بريكس المقرر هذا الأسبوع.

وفي أغسطس/آب الماضي، أعلنت بريكس عن خطط لمضاعفة عضويتها، ووجهت الدعوات إلى كل من السعودية ومصر وإيران والإمارات وتركيا وإثيوبيا، وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعرب في السابق عن اهتمامه بالانضمام إلى بريكس.

وفي أعقاب قرار بريكس بالتوسع، بدأت وزارة الخارجية التركية في تقييم الفوائد والتكاليف المحتملة للعضوية، وفقا لما تحدث به مسؤول تركي للموقع البريطاني.

وأثار اهتمامُ تركيا بالانضمام إلى تكتل اقتصادي تقوده الصين وروسيا مفاجأة بعض العواصم ورفض أوروبا، ونقل الموقع البريطاني عن مسؤول تركي ثان قوله إن تركيا تنجذب إلى دول بريكس لأنها لا تتطلب التزامات أو اتفاقيات سياسية أو اقتصادية.

الانضمام إلى مختلف التكتلات يمكن أن يحل بعض مشاكل تركيا الاقتصادية (الفرنسية) "ليس بديلًا"

وقال المسؤول: "لا نرى بريكس بديلا لحلف شمال الأطلسي أو الاتحاد الأوروبي، ومع ذلك، فإن عملية الانضمام المتوقفة إلى الاتحاد الأوروبي تشجعنا على استكشاف منصات اقتصادية أخرى".

وأضاف أن "حلفاء تركيا على الورق" غالبا ما يتجاهلون مخاوف أنقرة الأمنية ويحرمونها من الأسلحة المتقدمة.. نود أن نكون جزءا من كل منصة متعددة الأطراف، حتى لو كانت ثمة فرصة ضئيلة لمنفعتنا".

ومن بين عدة خبراء نقل الموقع عن الأكاديمي في جامعة الدفاع الوطني التركية، حياتي أونلو قوله إن تركيا تريد تطوير شبكة علاقات مكملة لعلاقاتها مع الغرب للتغلب على الصعوبات الاقتصادية.

وأشار أونلو إلى أن المؤسسات العالمية التقليدية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة التجارة العالمية، يُنظر إليها على نحو متزايد على أنها عفا عليها الزمن، مما يؤدي إلى ظهور منصات بديلة مثل الرباعية (حوار أمني يشمل أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة) أو دول بريكس المتوسعة، والمعروفة باسم بريكس بلس.

وقال الخبير في الشؤون الروسية في جامعة نورث إيسترن في الولايات المتحدة، ليون روزمارين: "من الأفضل لتركيا بناء التعاون مع كل من الغرب والدول والتكتلات الرئيسية في بقية العالم، تحقيقا لمصالحها".

وقال روزمارين إن سعي تركيا للانضمام إلى بريكس يتماشى مع سياستها المتمثلة في الحفاظ على العلاقات التجارية مع روسيا، حتى بعد الحرب مع أوكرانيا في 2022.

وقال "إذا انضمت تركيا، فلن يكون ذلك بالضرورة تحركا مناهضا للغرب لأن الهند والبرازيل انضمتا إلى هذه المنظمة منذ البداية".

ومع ذلك، أعرب المسؤول التركي الأول عن شكوكه حول جدوى عضوية بريكس، بالنظر إلى تركيز الكتلة مؤخرًا على إلغاء الدولار واتفاقيات أنقرة مع دول المنطقة لإنشاء آليات تسوية بالعملات المحلية.

وقال المسؤول الأول "ليس لدينا تجارة كبيرة مع دول بريكس، باستثناء الصين"، مشيرًا إلى أن تركيا لا تزال تجري أكثر من نصف تجارتها السنوية مع الاتحاد الأوروبي.

وشكك المسؤول في النفوذ السياسي لبريكس، مشيرًا إلى أن تأثير الكتلة لا يزال محدودًا، وقال "يمكن أن تكون بريكس أكثر أهمية في المستقبل إذا أصبحت أكثر أهمية من الناحية السياسية وحظيت بصدى لدى الرأي العام الدولي".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الانضمام إلى

إقرأ أيضاً:

تفاؤل سوداني برئاسة مصر لمجلس السلم والأمن وتأكيدات بأنها ستساهم في رفع تجميد عضوية السودان في الإتحاد الأفريقي

من المتوقع أن يصل إلى مدينة بورتسودان الخميس المقبل، وفد مجلس السلم و الأمن الأفريقي، في زيارة رسمية تستغرق يوماً واحداً، وذلك للاستماع للجانب الرسمي السوداني وللمجتمع المدني والأحزاب السياسية، للوقوف على مجمل الأوضاع والتطورات بالبلاد والقضايا الرئيسية المتعلقة بالحرب، إضافة إلى ملف تعليق عضوية السودان في الإتحاد الأفريقي.

رئاسة مصر

تأتي زيارة مجلس السلم والأمن الأفريقي للسودان بالتزامن مع بدء تولي مصر رئاسة المجلس، والتي يعقد السودان آمالاً كبيرة على الدور الذي يمكن أن تلعبه القاهرة لصالح قضايا السودان نظراً لوقوفها الثابت إلى جانب وحدة البلاد و استقرارها و سلامة أراضيه، بخلاف دول أفريقية لعبت دوراً سالباً بانحيازها في القضية السودانية، ما أدى إلى تعقيد الأزمة وفشل الإتحاد الأفريقي وأفرعه المختلفة في إيجاد حلول لها. فالى أي مدى يمكن أن تلعب مصر دوراً في المساهمة في حل الأزمة السودانية خلال رئاستها لمجلس السلم والأمن الأفريقي، وهل ستستطيع القاهرة المساعدة في رفع تجميد عضوية السودان في الإتحاد الأفريقي، والتي جاءت بتوصية من مجلس السلم والأمن بعد يوم واحد من الاجراءات التي تمت فى الخامس و العشرين من أكتوبر فى العام 2021 وحل الحكومة التي كان يرأسها الدكتور عبد الله حمدوك؟

اطار صحيح

يرى وزير الخارجية السوداني حسين عوض أن هذه الزيارة لوفد المجلس وهو تحت الرئاسة المصرية، تعد مؤشراً للاتجاه الصحيح لوضع قضايا السودان أمام أجندة الاتحاد الأفريقي بصورتها الايجابية وتعديل المؤشر السلبي الذي كانت تتداوله بعض الدول، لانحرافه عن الجدية.

وقال عوض في تصريح سابق لـ ” المحقق” إن مصر من شأنها أن تضع هذه المؤشرات في إطارها الصحيح، وإن السودان سوف يعمل بصدق وأمانة مع زيارة الوفد حتى يستطيع قراءة الأحداث ومجرياتها في السودان قراءة صحيحة وفق الواقع، ووضعها في نسقها الطبيعي في مضابط مجلس السلم والأمن والاتحاد الأفريقي نفسه، مبيناً أنه على رأس الموضوعات التي ستناقش في هذه الزيارة هو إمكانية رفع العقوبات أو تجميد عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، وقال إن السودان سوف يطرح على وفد المجلس الزائر، شرحاً لموقفه من هذا القرار غير الناضج الذي اتخذه الاتحاد الأفريقي، وإنه سيكون أول الموضوعات التي سنطرحها على جدول أجندة الزيارة، مشيراً إلى أن مجلس السلم والأمن الأفريقي له رئاسة دورية تتنقل بين الدول الأعضاء في مجموعة المجلس للفترة المحددة لعمر المجلس، وقال إن الشهر القادم سوف تترأس مصر دورة المجلس الحالية.

صعود وهبوط

واعتبر وزير الخارجية أن الاتحاد الأفريقي له دور في قيادة العملية السلمية في السودان صعوداً وهبوطاً وفق منحنى الدول المنخرطة في مجلس السلم والأمن الأفريقي، لافتاً إلى أن تأثير بعض دول الجوار التي تغلب المال السياسي على توجهها الخارجي، وإلى أن تأثير الاتحاد الأفريقي يتذبذب بين الصعود والهبوط، وقال إن الاتحاد الأفريقي يستقر عندما تكون الدولة راشدة في إدارتها لهذا المنبر الهام وتفهمها للقضايا الإقليمية ووضعها في الصورة التى تحفظ التوازن السياسي للقارة وريادتها في استقلال قرارها عن المحاور، مضيفاً “عندما تكون هنالك دولة هشة في رئاسة الاتحاد تميل الأمور لصالح المحاور التي لها أجندتها، والتي تسعى إلى تمريرها إلى الدول الأفريقية”، مؤكداً أن رئاسة مصر بثقلها السياسي والاقتصادي والعسكري لمجلس السلم والأمن الأفريقي ستساهم بصورة مباشرة في تعديل الأمور لصالح القرار السياسي للقارة، والتوجه الأفريقي البعيد عن المحاور الاقليمية، وتمرير الأجندة الوطنية الأفريقية، معرباً عن تفاؤله برئاسة مصر لهذا المنبر الهام، وتعديل بوصلة مؤشره لصالح القضايا الأفريقية.

موقف ثابت

من جهته أكد نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية صلاح حليمة على موقف مصر الثابت من القضايا السودانية. وقال حليمه لـ “المحقق” إن مصر ستحافظ على موقفها تجاه السودان، بعدم التدخل في شؤونه الداخلية والحفاظ على مؤسساته، وإن هذه المواقف ستكون حاضرة في رئاستها لمجلس السلم والأمن الأفريقي، مضيفاً أن هذا الموقف سيتسق أيضا مع مبادرة القاهرة للقوى السياسية والمدنية، على أساس شمولية الحل بمشاركة جميع الأطراف في الأزمة، وتناول كافة محاور القضايا الأمنية والإنسانية والسياسية، وتابع أن مصر ستحرص أيضا على مشاركة كافة الدول المعنية بالأزمة السودانية والتي لها مبادرات للحل، وربطها بمخرجات جدة الأخيرة في مايو 2023.

رفع التجميد

ولفت حليمة إلى أن مصر سوف تدفع باتجاه رفع تجميد عضوية السودان في الإتحاد الأفريقي بقدر من الحكمة، وقال إن رئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان معترف به دوليا، وإنه يتحرك على المستوى الدولي والإقليمي بأنه رأس الدولة، مضيفا أما الصراع الداخلي السوداني المتعلق بتجميد العضوية، سيكون هناك محاولات بشأنه لتسوية هذا الوضع، حتى لا تظل البلاد في دائرة مفرغة تؤدي إلى مزيد من المآسي الإنسانية التي يعانيها الشعب السوداني.

سلبية التعامل

بدوره أوضح الكاتب الصحفي والمحلل السياسي الدكتور خالد التيجاني أن مجلس السلم والأمن الأفريقي هو نسخة موازية لمجلس الأمن الدولي. وقال التيجاني لـ “المحقق” إن المجلس الأفريقي قائم على التوازنات داخل عضويته، وتلعب الدول المؤثرة فيه دور في تشكيل قراراته، مضيفا أن الفترة الماضية من زمن الحرب في السودان كانت الدول المؤثرة في المجلس سلبية في التعامل مع القضية السودانية، ما أدى إلى تعقيد المشكلة بدلا من حلها، مشيرا إلى فشل الإتحاد الأفريقي في تحركاته ومساراته في الحلول السودانية، وقال إن الإشكال الأساسي أن الإتحاد تعامل مع طرفين متساويين في الشرعية، مع تجميد عضويته للسودان وعدم الاعتراف بالحكومة وهذا أدى إلى تأجيج الحرب في البلاد، في وقت لم يجمد فيه عضوية دول مجاورة بها انقلابات صريحة.

طرح عقلاني

ولفت التيجاني إلى أن مصر لعبت دوراً كبيراً ومؤثراً في رفع تجميد عضوية السودان من الاتحاد الأفريقي بعد الثورة وتقليل المدة التي فرضها الاتحاد لرفع هذا التجميد، وقال إن رئاسة مصر لمجلس السلم والأمن الأفريقي سوف تساعد في طرح قضايا السودان بطريقة عقلانية وموضوعية، مضيفاً أن مصر ستساعد أيضاً في خلق مقاربة مختلفة في الإتحاد الأفريقي بحل القضايا الأفريقية بداخله، وتابع حتى يكون الاتحاد الأفريقي وسيط نزيه، عليه بحلول أفريقية دون انحياز، وقال إن عدداً من الدول الأفريقية منحازة في القضية السودانية، وأن هذا تبين في منظمة الإيغاد التي انسحب السودان منها، وفي النهاية افتقد الإتحاد إلى المصداقية في الحل، معرباً عن اعتقاده في أن الإتحاد الأفريقي يحتاج إلى من يساهم في إعادة التوازنات، متسائلا كيف للإتحاد أن يتدخل للحل في السودان وهو يجمد عضويته، وقال إن الطريقة الوحيدة هي رفع هذا التجميد.

القاهرة – المحقق – صباح موسى

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • رغم تجاوزه المتوسط العالمي.. معدل المسنين في تركيا الأقل أوروبيا
  • هل رفضت روسيا انضمام تركيا إلى مجموعة البريكس؟
  • تفاؤل سوداني برئاسة مصر لمجلس السلم والأمن وتأكيدات بأنها ستساهم في رفع تجميد عضوية السودان في الإتحاد الأفريقي
  • منظمة البريكس ترفض مرةً أخرى انضمام “ثالث اقتصاد في العالم”
  • بعد أحاديث عن عودتها.. الجزائر تؤكد طي صفحة الانضمام لـبريكس
  • بنزيما: لماذا تسألون عن مباراة الهلال الاتحاد خسر وانتهى كل شيء.. فيديو
  • صحيفة المجاهد: إمارة خليجية صغيرة وراء حرمان الجزائر من دخول البريكس.. وملف الانضمام طوي نهائيا
  • مقتل نصرالله أمر مختلف..مسؤول إسرائيلي:اغتياله يكسر محوراً رئيسياً
  • لماذا تعتبر إيران الحرب ضد إسرائيل فخا؟
  • لماذا أرسم البيض المقلي؟.. فنان يروي قصة نجاح غريبة