جرى اتصال بين شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز الشيخ الدكتور سامي ابي المنى ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، وبينه وبين وزير الداخلية والبلديات بسام المولوي.
كما تلقى ابي المنى اتصالا بمناسبة بدء عشر الاضحى المبارك من شيخ العقل في سوريا الشيخ حكمت الهجري.
من جهة ثانية، هنأ شيخ العقل "قوى الأمن الداخلي في عيدها الثالث والستين بعد المئة بشخص مديرها العام وضباطها وعناصرها".
وقال في بيان: "التضحيات الجسام التي يبذلونها، دفاعا عن القانون والنظام العام وتوفير الحماية من الجرائم والسرقات وشتّى أنواع الارهاب والمخدرات".
من جهة ثانية، صدر عن المكتب الإعلامي في مشيخة العقل والمجلس المذهبي التوضيح التالي:
"تعقيبا على ما نشره مقرر اللجنة الدينية في المجلس المذهبي الشيخ سلمان عودة على صفحته الخاصة تحت عنوان: "مثل ما بدّو الفاخوري يركّب أُذن الجرة"، والذي نقلته بعض مواقع التواصل الاجتماعي، بشأن تعيين القضاة الجدد في المحاكم المذهبية الدرزية، يهم المكتب التأكيد على ان ما ورد في المنشور المذكور من قدح وذم وتشكيك واتهام يفتقر الى الدقة والموضوعية ولا يمثل في الحقيقة سوى رأي صاحبه فقط، ولا تتبناه مشيخة العقل ولا المجلس المذهبي، الذي لا يدّعي أن دوراً قانونياً له في عملية تعيين القضاة، الى غيرها من جملة المغالطات، التي من شأنها أن تعرّض صاحبها للمساءلة القانونية والقضائية".
أضاف البيان: "ان مكتب الاعلام الذي يربأ بنفسه الدخول في سجالات لا طائل منها، يؤكد أن مشيخة العقل لم تخوّل احدا النطق باسمها، وبالتالي كان يتمنى على الشيخ عودة مناقشة الموضوع ضمن الدائرة الضيقة والمسؤولة، باعتباره عضوا في مؤسسة المجلس المذهبي ومقرراً للجنة الدينية في المجلس، وليس عبر نشر بيانات على مواقع التواصل، تفادياً للوقوع في الالتباس وسوء الظن الحاصلين، مع تأكيد حرص مشيخة العقل على تغليب الجانبين الديني والمسلكي في عملية اختيار القضاة، بالإضافة إلى الكفاءة العلمية".
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
نظرية جديدة لتفسير آلية اختزان الذكريات في العقل البشري
تنقسم ذاكرة العقل البشري إلى شقين رئيسيين، أولهما ذاكرة المدى القصير التي تعرف أيضا باسم الذاكرة النشطة، ويتمثل دورها في اختزان كمية محدودة من المعلومات في العقل دون مراجعة على أن تظل متاحة للاسترجاع لفترة زمنية محدودة. وهناك ذاكرة المدى الطويل، وهي التي تقوم بمعالجة الذكريات والاحتفاظ بها إلى أجل غير مسمى.
ويقول العلماء: إن من بين خصائص ذاكرة المدى الطويل أنها تتميز بسعة غير محدودة، وتحتفظ بالذكريات لفترات طويلة دون أن تفقدها، ويسهل استدعاء هذه الذكريات عند الاحتياج إليها. وعادة ما تنقسم ذاكرة المدى الطويل إلى عدة أنواع مثل الذاكرة الصريحة التي تختزن الذكريات والمعلومات التي يتم استرجاعها بوعي، والذاكرة العرضية التي تحتفظ بمعلومات عن الأحداث التي تمر بالإنسان على امتداد حياته، والذاكرة الدلالية التي تختزن معلومات يتم استخدامها في الحياة اليومية مثل معاني الكلمات وطريقة التعامل مع مختلف المعطيات في البيئة المحيطة.
وتضم ذاكرة المدى الطويل أيضا الذاكرة الإجرائية التي تتعلق بالمهارات الحركية للإنسان مثل ركوب الدراجة أو الكتابة بالقلم أو السباحة وغيرها، وهناك أيضا الذاكرة الترابطية التي تسترجع ذكريات محددة من خلال ارتباطها بسلوكيات أو مواقف قديمة بغرض تطويرها واكتساب خبرات جديدة.
وعند تعامل العقل مع المدخلات اليومية، فإنه يقوم باختزان المعلومات في البداية على ذاكرة المدى القصير لبرهة محدودة من الوقت ثم يتخلص من المعلومات غير المهمة تباعا لإفساح المجال لإدخال معلومات جديدة علما بأن الذكريات المهمة تنتقل من ذاكرة المدى القصير إلى المدى الطويل، حيث يتم الاحتفاظ بها لاسترجاعها عند الحاجة إليها. ولكن فريقا من الباحثين من معهد ماكس بلانك بولاية فلوريدا الأمريكية توصل إلى نظرية جديدة تقول إنه من الممكن اختزان الذكريات في ذاكرة المدى الطويل مباشرة دون الحاجة لمرورها على ذاكرة المدى القصير أولا، مما يفتح مجالا جديدا لفهم آلية عمل ذاكرة الإنسان ومعرفة الظروف التي تحيط بمنظومة اختزان الذكريات في العقل البشري.
ويقول الباحث ميونج يون شين رئيس فريق الدراسة: إن «هذا الاكتشاف يماثل العثور على ممر سري يفضي إلى الذاكرة الدائمة داخل العقل»، مضيفا في تصريحات للموقع الإلكتروني «سايتيك ديلي» المتخصص في الأبحاث العلمية أن «النظريات السائدة تشير إلى وجود ممر واحد لانتقال المعلومات من ذاكرة المدى القصير إلى الطويل، ولكننا الآن لدينا دلائل قوية تشير إلى وجود مسارين على الأقل لتكوين الذكريات يمر أحدهما عبر ذاكرة المدى القصير، ويفضي الآخر لذاكرة المدى الطويل مباشرة، وهو ما يدل على أن العقل البشري أكثر مرونة عما كان يعتقد من قبل».
وتركز الدراسة على أنزيم معين داخل الخلايا العصبية يطلق عليه اسم CaMKll ويرتبط بتكوين ذكريات المدى القصير. وكان العلماء في السابق يعتمدون على علم البصريات الوراثي لتعطيل عمل هذا الأنزيم بشكل مؤقت. وبنفس الطريقة، اعتمد الفريق البحثي في معهد ماكس بلانك على الضوء لتعطيل آلية تكوين ذكريات المدى القصير داخل عقول الفئران. ومن المعروف أن الفئران تفضل الأماكن المظلمة. وإذا ما أتيحت لها الفرصة، فإنها تتجه إلى المكان المظلم بدلا من المكان المضيء، غير أنه إذا تعرض الفأر لتجربة مخيفة في مكان مظلم، فإن هذه الذكرى المرعبة سوف تعدل سلوكياته وتجعله يتجنب الاتجاه إلى الأماكن المظلمة في المستقبل.
وبحسب موقع «سايتيك ديلي»، لجأ الفريق البحثي إلى تعريض فئران التجارب إلى تجربة مفزعة في أماكن مظلمة، ثم استخدموا الضوء للحيلولة دون اختزان هذا الحدث في ذاكرة المدى القصير لدى الفئران. وتبين من التجربة أنه بعد انقضاء ساعة، عادت الفئران للولوج إلى الأماكن المظلمة دون خوف بمعنى أن الفريق البحثي نجح بالفعل في منع تخزين هذا الحدث في ذاكرة المدى القصير. ولكن الأمر الذي أدهش العلماء بعد ذلك أنه بعد مرور عدة أيام أو أسبوع أو شهر، تغيرت سلوكيات فئران التجارب وأصبحت تمتنع عن دخول نفس الأماكن المظلمة التي سبق أن تعرضت فيها لتجربة مخيفة، وهو ما يدل بشكل قاطع على أن الشعور بالخوف من الظلام، الذي لم يتم اختزانه على ذاكرة المدى القصير بعد تدخل العلماء، قد انتقل بشكل مباشر إلى ذاكرة المدى الطويل لدى الفئران، وهو ما أتاح لهذه الحيوانات استرجاع الشعور بالخوف بعد عدة أيام أو أسابيع أو حتى أشهر.
ويقول الباحث شين: «في البداية شعرنا بالدهشة من هذه الملاحظة لأنها لا تتفق مع أفكارنا المسبقة بشأن طريقة تكون الذكريات، ولم نكن نعتقد أنه من الممكن اختزان المعلومات في ذاكرة المدى الطويل دون الاحتفاظ بها لفترة في ذاكرة المدى القصير، غير انه عندما قمنا بتكرار التجربة عدة مرات باستخدام أدوات بحثية مختلفة، استطعنا التحقق من صحة هذه النتيجة وأصبحنا على قناعة». وأوضح شين قائلا: «لقد تبين لنا أن تكون الذكريات طويلة المدى ليس عملية خطية تتطلب مرور المعلومة على ذاكرة المدى القصير أولا، إنما هي عملية متوازية تسمح بتجاوز ذاكرة المدى القصير في بعض الأحيان».
ويقول الباحث ريوهي ياسودا عضو فريق الدراسة في معهد ماكس بلانك: إن «هذه النتائج جعلتنا نعيد النظر في فهمنا لتكوين الذكريات، ونعكف الآن على محاولة فهم الظروف التي تؤدي إلى تكون ذكريات المدى الطويل مباشرة، علما بان هذا البحث العلمي قد يساعد في إيجاد طرق للاحتفاظ بالمعلومات على ذاكرة المدى الطويل في حالة تضرر ذاكرة المدى القصير لدى البعض جراء تقدم السن أو بسبب مشكلات صحية تؤثر على الإدراك العقلي».
وكالة الأنباء الألمانية «د ب أ»