ناقد مغربي يدعو إلى تفعيل سينما المقاومة ويتوقع تغييرا في الغرب
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
دعا الناقد الفني المغربي مصطفى الطالب السينمائيين العرب إلى الانخراط فيما أسماه "سينما المقاومة"، ومقاطعة مشاهير الفن الذين تجاهلوا المأساة الإنسانية في قطاع غزة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حربا مدمرة على غزة، خلفت عشرات آلاف القتلى والجرحى، معظمهم أطفال ونساء، ونحو 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف القتال فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال "إبادة جماعية"، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
السينما بحاجة للجرأةومصطفى الطالب هو ناقد سينمائي مغربي، وكاتب سيناريو، وله العديد من المؤلفات في المجال السينمائي، وأستاذ السينما بعدد من المعاهد في المغرب.
الطالب أوضح أن "مسار القضية الفلسطينية على المستوى السينمائي في العالم العربي تغيّر في ظل بروز التطبيع، الذي كان له وقع على السينما"، مؤكدا أن "الوسط السينمائي اليوم بحاجة إلى كُتاب سيناريو أكثر عمقا وعدلا وجرأة من الناحية السياسية في التعاطي مع القضية الفلسطينية، خاصة أن مسألة التطبيع تخيّم على السينما العربية".
واعتبر أن "القضية الفلسطينية حاضرة بالمهرجانات العربية من خلال بعض الأفلام، وتكريم بعض الوجوه السينمائية الفلسطينية".
أما بشأن حراك الجامعات المتضامن مع غزة، فقال الناقد المغربي "بعد الحراك الدولي، خاصة حراك طلاب الجامعات بالولايات المتحدة الأميركية واليابان وأوروبا، ستتم إعادة النظر في معالجة القضية الفلسطينية من طرف السينما الغربية".
وفي 18 أبريل/نيسان الماضي، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية، وسحب استثماراتها في شركات تدعم احتلال الأراضي الفلسطينية.
ولاحقا، اتسع الحراك الطلابي غير المسبوق في دعم فلسطين بالولايات المتحدة، إلى جامعات بدول مثل فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا والهند شهدت جميعها مظاهرات داعمة لنظيراتها بالجامعات الأميركية، ومطالبات بوقف الحرب على غزة، ومقاطعة الشركات التي تزود إسرائيل بالأسلحة.
وبحسب الطالب، فإن "أول فيلم روائي صامت تطرق للقضية، هو "الواجب ينادي"، لأيوب نادي، وكان حول المقاومة الفلسطينية للاحتلال البريطاني، أي قبل الاحتلال الإسرائيلي في 1948، ثم انطلقت القضية الفلسطينية في السينما العربية، وكانت السينما السورية هي السبّاقة بحكم تواجد السينمائيين الفلسطينيين في سوريا".
وأشار الطالب إلى أن "القضية بدأت تبرز في ستينيات القرن الماضي، لأن منظمة التحرير الفلسطينية فطنت إلى دور السينما، ولازمت المقاومة المسلحة، إلى جانب المقاومة الفنية والسينمائية".
فلسطين حاضرة بالسينماوتابع "ظهرت مجموعة من الأفلام، من بينها "المخدوعون"، و"رجال تحت الشمس"، و"كافر قاسم" – المجزرة الشهيرة عام 1956، و"كلنا فدائيون"، فضلا عن عدد من الأفلام العراقية والسورية والمصرية".
وبخصوص السينما المصرية، قال الطالب إن أول فيلم يعود لسنة 1949 "فتاة من فلسطين" لحاتم ذو الفقار، مضيفا أن القضية الفلسطينية حاضرة بشكل كبير بالسينما الفلسطينية، مع ميشيل خليفة ورشيد مشهراوي، وحاليا مع إليا سليمان ومي المصري.
وأوضح أن "الجيل الأخير تعامل مع السينما الفلسطينية بشكل آخر، لأن في سنوات الأربعينيات والخمسينيات كانت المقاومة تطغى على المعالجة السلمية".
لكن بعد العام 1989، وفق الناقد المغربي، "ظهرت أفلام عربية وفلسطينية تتعامل مع القضية الفلسطينية بشكل آخر، حيث نقلت المعاناة اليومية التي يعيشها المواطنون مع الاحتلال".
كما تطرقت تلك الأفلام إلى "مسألة العمل والحواجز والإهانة التي يتعرض لها الفلسطينيون، خاصة العمال، وكان للسينما دور كبير في التعريف بالقضية"، وفق الطالب.
وأضاف "بعد اتفاقية أوسلو (1993)، تغير التعاطي مع القضية الفلسطينية في السينما، حيث تراجع الاهتمام بالمقاومة، وكانت هناك مقاربة ومعالجة أخرى".
وبخصوص حضور القضية بالمهرجانات العربية، اعتبر طالب أن القضية الفلسطينية والأفلام التي تطرقت لهذه القضية حاضرة بالمهرجانات.
ورش داعمة للمقاومةوضرب الطالب بعض الأمثلة لذلك، مثل مهرجان سينما المؤلف (بالرباط) الذي عرف حضور القضية، وحضور مخرجين فلسطينيين، مثل رشيد مشهراوي، وإليا سليمان ومي المصري، لأن هناك تعاطفا مغربيا واضحا مع القضية.
كما تطرق إلى مشاركة الفيلم الفلسطيني "باي باي طباريا"، للمخرجة لينا سوالم، الذي شارك في مهرجان مراكش بالمغرب في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وأكد الطالب أن "التطبيع يخيم على المشهد السينمائي العربي"، لافتا إلى أنه "لا بد من الانخراط في ورش برنامج وخطة عمل سينما المقاومة، لأن المقاومة الفلسطينية تتصدى للعدوان الإسرائيلي على غزة".
وأوضح الطالب أن "القضية الفلسطينية وصلت اليوم إلى نقطة حساسة جدا، وهو ما يبين الحاجة إلى سينما تعكس دور المقاومة".
وأشار إلى أن "السينما العربية بحاجة حاليا إلى استعادة قوة القضية الفلسطينية، لكن بشكل دقيق وموضوعي، وبشكل ينتصر للمقاومة ولحقوق الشعب الفلسطيني".
الطالب أوضح أنه "منذ قيام إسرائيل في 1948، فإن التعاطي مع الشخصية الفلسطينية كان فيها تقصير كبير، بسبب تشويهها صورة الفلسطيني في السينما الإسرائيلية والأميركية".
دور اللوبي الصهيونيفي المقابل، أكد الطالب أن تلك السينما يسيطر عليها اللوبي الصهيوني، لذلك صورت الفلسطيني على أنه إرهابي، وتجعل منه ذلك الإنسان الوحشي الذي يريد أن يقتل اليهود، لأن كل الأفلام تلعب على وتر معاداة السامية.
ويرى أنه "بعد هذا الحراك الدولي، خاصة الغربي، سيُعاد النظر في التعاطي مع القضية الفلسطينية سينمائيا"، معتبرا أن "اللوبي الصهيوني يتعقب كل سينمائي غربي يريد أن يقدم، ولو بشكل موضوعي، شيئا عن القضية الفلسطينية ورؤية أخرى لها".
وبخصوص ما ينقص السينما العربية لمجاراة نظيرتها الغربية للتطرق بشكل قوي للقضية، نفى الناقد المغربي أن تكون المشكلة تكمن بالتمويل، على اعتبار وجود العديد من الهيئات العربية التي تمول الأفلام التي تتطرق للقضية.
كما دعا إلى "تشكيل خلايا للكتابة لفائدة السينمائيين وكُتاب السيناريو العرب الذي يحملون هم القضية الفلسطينية".
واعتبر الناقد المغربي أن "تقديم سينما مقاومة مرتبط باللمسة الفنية والجانب الاحترافي والجانب التقني، وهي كلها جوانب توجد بالسينما العربية"، مستدركا "ولكن لا بد من الجرأة وحرية التعبير، على اعتبار أن الوطن العربي اليوم لم يكن في مستوى ما يقع في غزة، ويمكن أن يكون الجانب السينمائي مدخلا لتقديم الشيء الكثير للقضية الفلسطينية".
ووصف الطالب الحملة العربية والدولية الرقمية التي تدعو إلى مقاطعة مشاهير الفن والسينما الذين صمتوا إزاء ما يقع بغزة، بأنها "مهمة وذات مصداقية. لا يعقل أن هؤلاء المشاهير مستمرون في السهرات، في حين يستمر الفلسطينيون في المعاناة".
ودعا إلى مقاطعة مختلف التظاهرات الفنية والثقافية التي لا تعبّر عن تضامنها مع القضية الفلسطينية.
وبحسب الطالب، فإن "للفن وللسينما دورا كبيرا في التعريف بالقضايا المصيرية بالعالم العربي، ومنها القضية الفلسطينية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مع القضیة الفلسطینیة السینما العربیة الناقد المغربی التعاطی مع
إقرأ أيضاً:
خبراء ومحللون عسكريون: العمليات اليمنية المتواصلة تعزز صمود المقاومة الفلسطينية
يمانيون../
كثفت القوات المسلحة اليمنية مؤخراً من عملياتها المساندة لغزة في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد بوتيرة غير مسبوقة عمقت مدى الإحباط لدى العدو الإسرائيلي.
وتكرس العمليات العسكرية المتواصلة في عمق الكيان الصهيوني معادلة إسقاط الردع الصهيوني، حيث تقف الدفاعات الجوية الصهيونية عاجزة تماماً عن التصدي للصواريخ الباليستية الفرط صوتية والطائرات المسيرة اليمنية، وآخرها عملية اليوم السبت التي استهدفت قاعدة “نيفاتيم” الجوية بصاروخ فرط صوتي.
وتعليقاً على هذه العملية، وما سبق لها من عمليات نوعية، يؤكد الخبير في الشؤون العسكرية العميد مجيب شمسان أن القوات المسلحة اليمنية تفوقت على أحدث منظومات الدفاع الصهيوني، وتستطيع الوصول إلى أهدافها المرسومة بدقة عالية منقطعة النظير.
ويوضح في حديث خاص لقناة المسيرة أن تصاعد العمليات العسكرية اليمنية ضد العدو الصهيوني يكلف الكيان الصهيوني الكثير من الخسائر على المستوى الاقتصادي والمادي والعسكري، مشيراً إلى أن عمليات القوات المسلحة أصبحت شبه يومية، وتؤدي إلى مضاعفة الحالة النفسية لدى المستوطنين الصهاينة.
ويرى أن دوي صفارات الإنذار تشكل قلقاً بالغاً لكافة المستوطنين، لافتاً إلى أن
تكرار العمليات العسكرية في العمق الصهيوني تكرس مبدأ سقوط الردع الصهيوني حيث تقف المنظومات الدفاعية بمختلف أنوعها عاجزة في التصدي للصواريخ والطائرات المسيرة اليمنية.
ويلفت إلى أن تصاعد العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني أسهم بشكل فاعل في تعزيز صمود المقاومة الفلسطينية، كما أنه أثر بشكل كبير في إفشال الحلم الصهيوني المتمثل في خلف شرق أوسط جديد يخلو من المقاومة للكيان الصهيوني.
ويشدد بأن جبهة الإسناد اليمني تمثل حجر عثرة أمام المخطط الصهيوني الرامي لتصفية القضية الفلسطينية، وإخضاع المنطقة بشكل عام، منوهاً إلى أن الصواريخ والطائرات المسيرة لازالت تمثل معضلة كبرى أمام الكيان الصهيوني وذلك لصعوبة منظوماته الدفاعية في التصدي لها.
وينوه إلى أن الجيش اليمني في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس أثبت كفاءة عالية في مواجهة اليهود وحلفائهم، كما أنه يثبت عملياً الارتقاء النوعي والكمي في العمل الاستخباراتي؛ وذلك بامتلاكه بنك أهداف حساس وحيوي.
اليمن حديث العالم
بدوره يؤكد الكاتب المختص في الشؤون الإسرائيلية الدكتور إسماعيل مسلماني أن القوات المسلحة اليمنية باتت تمتلك اليد الطولى في الوصول إلى الأهداف الحساسة والحيوية داخل عمق الكيان الصهيوني.
ويوضح في تصريح خاص لقناة المسيرة أن قاعدة “نيفاتيم” الجوية التي استهدفها الجيش اليمني من أهم القواعد الجوية التي يعتمد عليها جيش الكيان الصهيوني في القيام بمهامه العسكرية والعدائية ضد الفلسطينيين وغيرهم والتي ينطلق منها الطيران الجوي الحربي الإسرائيلي.
ويبين مسلماني أن تصاعد العمليات العسكرية ضد العدو الصهيوني تأتي رداً طبيعياً، ومواكب للمجازر الصهيونية في قطاع غزة، وذلك لتؤكد للكيان أن أمنه الداخلي غير آمن ومعرض للخطر.
ويذكر أن العدو الصهيوني يسعى من خلال الإمعان في ارتكاب المجازر المروعة في قطاع غزة الضغط السياسي على حركة حماس لتقديم المزيد من التنازلات ليأتي الرد اليمني من خلال التصعيد العسكري ضد الكيان الصهيوني والذي بدوره سوف يجبر الكيان الصهيوني في الذهاب لتسوية سياسية وتقديم تنازلات.
ويشير إلى أن جبهة الإسناد اليمني مثلت ورقة ضاغطة على الكيان الصهيوني وذلك من خلال أثرها الكبير على الاقتصاد الصهيوني واقلاق السكينة العامة لدى المستوطنين، إضافة إلى دورها الكبير في استنزاف الجانب العسكري لجيش الكيان واضعاف منظوماته الدفاعية.
ويتطرق إلى أن العمليات العسكرية لا تؤثر على الكيان الصهيوني فحسب، وإنما تؤثر بشكل عام على حلفاء الأمريكان والصهاينة، مؤكداً أن العديد من الدول الغربية والأوربية تطالب دولة الكيان الصهيوني بوقف إطلاق النار، وذلك كون اشتعال جبهة البحر الأحمر وخليج عدن والمياه الإقليمية بشكل عام مربوطة بأحداث غزة.
ويشدد بأن الصواريخ الفرط صوتية اليمنية لها أثر تدميري كبير أثناء استهدافها للمواقع في دولة الكيان الصهيوني، و أن سقوط صاروخ فرط صوتي واحد يتسبب في إدخال ملايين الصهاينة إلى الملاجئ، كما أنه يسبب زعزعة أمن واستقلال المستوطنين، مستدلاً بعملية استهداف مطار بن غوريون الصهيوني والذي أدى إلى توقف الرحلات الجوية لساعات طويلة.
وينوه إلى أن تنفيذ العمليات العسكرية في العمق الصهيوني بشكل شبه يومي يؤثر على دولة الكيان الصهيوني على المستوى النفسي والاجتماعي والاقتصادي والسياسي وغيره، موضحاً أن وسائل الإعلام العبرية أكدت في عدد من التقارير أن تكلفة التصدي للصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة تتجاوز مليارات الدولارات دون تحقيق أي نتيجة تذكر.
ويختتم مسلماني حديثه بالقول:” اليمن أصبح حديث العالم كونه قوة عظمى تصدت للإجرام النازي الصهيوني، وحلفائه من الأمريكيين والبريطانيين، ومثل عاملاً قوياً وكبيراً في تعزيز صمود الفلسطينيين، واستبسالهم في مواجهة العدوان الصهيوني.