بعد واقعة الصفعة.. عمرو دياب يحرر محضرا ضد شاب حاول التقاط صورة معه
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
أفادت مصادر إعلامية بأن الفنان المصري عمرو دياب قام بتحرير محضر اعتداء ضد شاب حاول التقاط صورة تذكارية معه خلال حفل خاص، بعد ساعات من انتشار مقطع يظهر فيه النجم الملقب بـ"الهضبة" وهو يصفع الشاب على وجهه.
ورغم الانتشار الواسع الذي حققه الفيديو على شبكات التواصل الاجتماعي، التزم المكتب الإعلامي لدياب الصمت مفضلا عدم الإدلاء بأي تصريحات صحفية بشأن الواقعة.
وبحسب صحف مصرية، فإن أشرف عبد العزيز -محامي دياب- قام بتحرير محضر بقسم الشرطة اتهم خلالها صاحب الواقعة بالإمساك بالفنان بـ"طريقة غير لائقة، ووضع الهاتف في وجهه عنوة لإجباره على التصوير".
وبحسب ما ورد في المحضر، فإن الشاب طلب التصوير مع "الهضبة" 4 مرات دون أن يمنعه دياب من التقاط الصور، لكنه فوجئ به يجذبه بطريقة غير مناسبة من ملابسه فظن أنه يعتدي عليه فضربه لكي يبتعد عنه، حسب عبد العزيز.
وأضاف محامي دياب أن الشاب لم يكن مدعوا إلى الحفل، لكنه استغل وجوده في المكان وقام بالتصرفات نفسها مع فنانين آخرين موجودين في المكان، حيث قام بجذب الفنان محمد رمضان أيضا بالطريقة نفسها.
وأشار عبد العزيز إلى أن دياب حاول أن يتواصل مع الشاب بعد الواقعة، لكنه وجد رفضا منه.
وكان الشاب سعد أسامة أكد في لقاء صحفي أجراه بعد الواقعة أنه لن يتهاون في حقه، مشيرا إلى أنه في الحفل كونه يعمل بإحدى الشركات التي تنظم الحفلات والمهرجانات.
وبحسب أسامة، فقد حاول التقاط صورة مع نجمه المفضل لتكون ذكرى، لكنه فوجئ بصفعة على وجهه مما أصابه بالذهول، رغم أنه قام بالتقاط العديد من الصور مع المشاهير في الحفل ومنهم محمد رمضان.
أما والد سعد أسامة، فقال لوسيلة إعلام محلية مصرية أن ما حدث هو "فضيحة" لهم في الصعيد، لذلك قرروا تحرير محضر ضد الفنان.
مطالبات بالاعتذارمن جانبها، نفت نقابة المهن الموسيقية في بيان الأخبار المتداولة بشأن اجتماع النقابة للتحقيق في الواقعة دون التطرق إلى تفاصيل الأزمة.
إلا أن الواقعة أثارت جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واختلفت ردود الفعل بين مؤيد لرد فعل "الهضبة" وبين مستنكر، بل تفاعل عدد من المشاهير والشخصيات العامة مع الواقعة.
طالب الناقد الفني طارق الشناوي عمرو دياب بإصدار بيان اعتذار يوضح ملابسات الموقف، وقال عبر حسابه على فيسبوك أنه لا شيء يبرر الصفعة حتى إن كان هناك تجاوز لفظي أو حركي أصابه من أحد معجبيه.
أما الممثلة عارفة عبد الرسول، فوصفت الشاب صاحب الواقعة بـ"المتحرش" وكتبت عبر حسابها على فيسبوك أنه في بعض الأحيان يقوم بعض المعجبين بتصرفات غير لائقة وأنها تتعرض في بعض الأحيان إلى مثل هذه التصرفات.
من جانبه، اعتبر الإعلامي عمرو أديب ما حدث "خطأ مشتركا" بين دياب والمعجب، واعتبر أن رد الفعل مبالغ به، "وهو خطأ ولكن أيضا الفنان بشر وله قدرة على الاحتمال".
وانتقد الرياضي والإعلامي إبراهيم سعيد تصرف عمرو دياب، وقال عبر حسابه على منصة إكس إنه "من محبي عمرو دياب، لكنه ضد تصرفاته مع المعجبين في الفترة الأخيرة".
كنت من محبي عمرو دياب
بس بصراحه الفتره الاخيره تعامله مع المعجبين ومحبينه
مينفعش مهما حصل تضرب حد او تهين حد
الناس دي هي سبب شهرتك ووصولك للمكانه دي
وليهم حق عليك التعامل باحترام وذوق
وشرف لأي حد ان الناس تطلب التصوير معاك
لو مش حابب
بكل ذوق ترفض التصوير
انما الطريقه دي…
— ibrahim saeed Hema(4) (@IbrahimsaidAdam) June 8, 2024
وتداول عدد آخر من النشطاء على منصات التواصل الاجتماعي أزمات أخرى تخص "الهضبة"، منها فيديو تم تداوله قبل أشهر لدياب، وهو يصف سائقه بوصف غير لائق، وفيديو آخر وهو يطرد مهندس الصوت من الأستوديو.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
الأنبا باخوميوس.. المطران الذي لم يبحث عن الأضواء لكنه صنع التاريخ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
في هدوء الراهب، وفي وقار الأسقف، وفي حكمة الأب، عاش الأنبا باخوميوس سنوات عمره يخدم الكنيسة والوطن ، لم يكن مجرد أسقف أو مطران، بل كان مرجعًا روحيًا، وأبًا للجميع، وصوتًا عاقلًا في أصعب اللحظات.
مشهد لا ينسي، الكنيسة في انتظار بابا جديد، والأنبا باخوميوس وحده يقف في المنتصف، حاملاً مسؤولية أكبر من أي شخص آخر ،كان المشهد تاريخيًا، لكنه لم يكن جديدًا عليه؛ فهو الراهب الذي تعلم الصبر، والأسقف الذي تعوّد على حمل المسؤولية، والمطران الذي يعرف كيف يعبر الأزمات بحكمة.
في حياة الكنيسة، هناك شخصيات تذكر بسبب المناصب التي شغلوها، وأخرى تبقى في الذاكرة بسبب المواقف التي صنعوها ، الأنبا باخوميوس، مطران البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، ينتمي إلى الفئة الثانية.
لم يكن يبحث عن الأضواء، لكنه كان حاضرًا دائمًا عند الحاجة، رجل تميز بالحكمة، استطاع أن يدير الكنيسة في أصعب الفترات، وأن يترك أثرًا لا يمحى في الخدمة والرعاية.
ولد الأنبا باخوميوس في 17 ديسمبر 1935 في مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، باسم سمير خير سكر، في أسرة قبطية متدينة منذ صغره، عرف بحبه للكنيسة وانضباطه في حياته الروحية، لكنه لم يكن يخطط للرهبنة في البداية.
التحق بكلية التجارة بجامعة عين شمس، وحصل على درجة البكالوريوس عام 1956.
وفي تلك الفترة، كانت حياته تتجه نحو مسار وظيفي تقليدي، لكنه كان يحمل في داخله شيئًا مختلفًا، بحثًا عن معنى أعمق لحياته، وهو ما قاده إلى الكلية الإكليريكية عام 1959، حيث بدأ في دراسة اللاهوت ليزداد ارتباطه بالكنيسة أكثر فأكثر.
في 11 نوفمبر 1962، قرر ترك الحياة العامة والانضمام إلى دير السيدة العذراء الشهير بالسريان في وادي النطرون، حيث ترهبن باسم الراهب أنطونيوس السرياني.
كان الرهبان في ذلك الوقت يعيشون حياة زهد وتقشف شديدة، لكنه لم يتراجع، بل انغمس في حياة الصلاة والتأمل، وكان يلفت الأنظار بتواضعه الشديد وانضباطه الروحي.
لم تستمر فترة رهبنته داخل الدير طويلًا، إذ تم إرساله للخدمة في السودان عام 1964، حيث خدم هناك عدة سنوات، ثم انتقل إلى لندن، حيث كان له دور بارز في تأسيس أول كنيسة قبطية هناك، مما جعله من أوائل الرهبان الذين خدموا في المهجر.
الأسقفية.. بداية مرحلة جديدةفي 12 ديسمبر 1971، وبعد تنصيب البابا شنودة الثالث بطريركًا بوقت قصير، قرر البابا اختيار الراهب أنطونيوس السرياني ليكون أسقفًا لإيبارشية البحيرة ومطروح والخمس مدن الغربية، ليصبح أول أسقف يرسمه البابا شنودة، وهو ما كان يحمل دلالة على ثقة البابا في شخصه.
مع بداية خدمته كأسقف، لم يكن الطريق سهلًا، فالإيبارشية كانت مترامية الأطراف، وتضم مناطق عديدة تحتاج إلى تطوير رعوي.
ركز الأنبا باخوميوس على ثلاثة محاور أساسية في خدمته:
1-بناء الكنائس وتطوير الخدمات الرعوية، لتلبية احتياجات الأقباط في الإيبارشية.
2-الاهتمام بالتعليم الكنسي، فأنشأ العديد من مدارس الأحد، وكان له دور في دعم التعليم اللاهوتي.
3-تطوير العمل الإداري داخل المطرانية، حيث نظم الملفات الرعوية، واهتم بإعداد الكهنة وتأهيلهم للخدمة.
وفي عام 1990، تمت ترقيته إلى رتبة مطران، تقديرًا لدوره الكبير في إدارة الإيبارشية بكفاءة عالية.
القائم مقام البطريركي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية،إدارة الكنيسة في لحظة فارقة
في 17 مارس 2012، رحل البابا شنودة الثالث بعد 40 عامًا من قيادته للكنيسة القبطية، لتدخل الكنيسة في مرحلة انتقالية حساسة ، كان لا بد من اختيار شخصية حكيمة لإدارة الكنيسة خلال الفترة المؤقتة لحين انتخاب بطريرك جديد، ولم يكن هناك اسم أنسب من الأنبا باخوميوس، الذي تم اختياره القائم مقام البطريركي للكنيسة القبطية الأرثوذكسي.كانت الفترة التي أدار فيها الكنيسة من أكثر الفترات حساسية، فقد كان عليه أن يحافظ على استقرار الكنيسة داخليًا، وأن يدير عملية انتخاب البابا الجديد وفقًا للائحة عام 1957، مع الحرص على أن تكون العملية نزيهة وشفافة.
وبالفعل، نجح في إدارة الملف بحكمة كبيرة، حتى تم انتخاب البابا تواضروس الثاني في 18 نوفمبر 2012.
ورغم انتهاء مهمته كقائم مقام بطريركي، ظل الأنبا باخوميوس مرجعًا روحيًا للبابا الجديد، وللمجمع المقدس، حيث كان دائمًا صاحب رأي متزن في القضايا الكنسية والوطنية.
علاقته بالبابا شنودة لم تكن مجرد علاقة أسقف ببطريرك، بل كانت علاقة تلميذ بأستاذه، وصديق بصديقه.
كان الأنبا باخوميوس من الشخصيات التي كان يعتمد عليها البابا شنودة في العديد من الملفات، وكان دائمًا ضمن دائرة الثقة الخاصة به.
بعد انتخاب البابا تواضروس الثاني، لم يتراجع دور الأنبا باخوميوس، بل ظل أحد أهم مستشاري البابا الجديد، خاصة في الملفات الرعوية والإدارية ، كانت العلاقة بينهما قائمة على التفاهم والاحترام المتبادل، حيث كان البابا تواضروس يعتبر الأنبا باخوميوس أبًا روحيًا له.
علاقته بالطوائف المسيحية الأخرى
كان الأنبا باخوميوس داعمًا قويًا للحوار المسكوني بين الكنائس، وسعى دائمًا إلى بناء جسور تواصل مع الطوائف المسيحية الأخرى، سواء داخل مصر أو خارجها.
لم تكن علاقته بالأزهر مجرد علاقة بروتوكولية، بل كانت علاقة تفاهم وتعاون، حيث كان يؤمن بأن الحوار الإسلامي المسيحي هو السبيل لترسيخ المواطنة. شارك في العديد من اللقاءات مع علماء الأزهر، وكان له دور في تقريب وجهات النظر بين المؤسستين الدينيتين.
وكان الأنبا باخوميوس واحدًا من القيادات الكنسية التي تتمتع بعلاقات متزنة مع الدولة، فهو لم يكن تصادميًا، لكنه في الوقت نفسه كان يدافع عن حقوق الأقباط بروح وطنية، ويعمل على حل الأزمات بروية وحكمة.
إرثه الذي لن ينسىقد يكون حاضرًا أو قد تظل ذكراه هي الباقية، لكن المؤكد أن اسمه سيظل محفورًا في ذاكرة الكنيسة القبطية كواحد من أعمدتها القوية،و كرجل لم يبحث عن الأضواء، لكنه صنع التاريخ بصمته وحكمته وخدمته الصادقة.
وقال الكاتب والمفكر كمال زاخر ، في تصريح خاص" للبوابة نيوز ": إن الأنبا باخوميوس يعد أحد أبرز الشخصيات الكنسية التي أدارت الكنيسة في أوقات غاية في الحساسية والدقة، بحكمة وهدوء، وأوضح أن دوره البارز تجلّى في محطتين رئيسيتين في تاريخ الكنيسة القبطية.
عضويته في اللجنة الخماسية بعد حادث المنصةأشار زاخر إلى أن الأنبا باخوميوس لم يكن ضمن التشكيل الأصلي للجنة الخماسية التي شُكلت بعد قرار الرئيس الراحل أنور السادات بعزل البابا شنودة الثالث، لكنه أُضيف لاحقًا إلى اللجنة بعد رحيل الأنبا صموئيل في حادث المنصة في أكتوبر 1981.
وأضاف أن الأنبا باخوميوس كان “دينامو” العمل داخل اللجنة، حيث لعب دورًا محوريًا بفضل خبراته وعلاقاته الطيبة مع الأساقفة ومع الدولة، مما ساهم في تسيير أمور الكنيسة خلال تلك المرحلة الحرجة.
إدارة الكنيسة بعد رحيل البابا شنودةأما المحطة الثانية، فكانت عندما وقع الاختيار عليه ليكون القائم مقام البطريركي بعد اعتذار الأنبا ميخائيل، مطران أسيوط، عن تولي المهمة ، ولفت زاخر إلى أن هذه الفترة كانت من أصعب المراحل التي مرت بها مصر والكنيسة القبطية، إذ تزامنت مع:
قيام ثورة يناير وما تبعها من اضطرابات وقلاقل.
صعود الإخوان المسلمين إلى السلطة، وما حمله ذلك من مخاوف وتحديات.
احتدام الصراع داخل الكنيسة على خلافة البابا شنودة الثالث، وسط بروز العديد من الأسماء المرشحة.
وأكد زاخر أن الأنبا باخوميوس استطاع إدارة هذه المرحلة بحكمة وهدوء وحزم، حتى انتهت بانتخاب البابا تواضروس الثاني، وخرجت الكنيسة من هذه الأزمة بسلام.
واختتم كمال زاخر حديثه قائلًا: “سيظل الأنبا باخوميوس رمزًا للحكمة والهدوء، وقد ترك للكنيسة منهجًا إداريًا متوازنًا، بعيدًا عن الصخب أو الاشتباك مع السياسة”.
القس رفعت فكري ينعى الأنبا باخوميوس: الكنيسة والوطن فقدا شخصية عظيمةرحل الأنبا باخوميوس، تاركًا خلفه إرثًا كبيرًا من الخدمة والعطاء، ليس فقط داخل إيبارشية البحيرة، بل على مستوى الكنيسة المصرية ككل ، فقد كان شخصية محورية ومؤثرة في تاريخ الكنيسة المعاصر، من خلال أدواره المتعددة داخل المجمع المقدس، وزياراته المستمرة، وحلوله الحكيمة للمشكلات التي واجهت الكنيسة.
بعد رحيل البابا شنوده الثالث، تولى الأنبا باخوميوس منصب القائم مقام في واحدة من أصعب الفترات التي مرت بها الكنيسة والوطن. كانت تلك الفترة مليئة بالتحديات، سواء على المستوى السياسي أو داخل الكنيسة، لكن بحكمته وقيادته الرشيدة، استطاع توجيه السفينة إلى بر الأمان، متجاوزًا العواصف التي كادت أن تعصف بالكنيسة.
لم يكن الأنبا باخوميوس مجرد أسقف لإيبارشية، بل كان شخصية وطنية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، يسعى دائمًا لخدمة الكنيسة والوطن بروح المحبة والتفاني. لذلك، فإن رحيله لا يمثل خسارة للكنيسة فقط، بل هو فقدان لشخصية وطنية بارزة كانت دائمًا تسعى لتحقيق الخير والاستقرار.
في وداعه، نصلي أن يمنح الله العزاء لكل أفراد الكنيسة وأسرته ومحبيه، وأن تبقى سيرته وخدمته وعطاؤه شاهدًا حيًا على محبته للكنيسة والوطن. لقد ترك الأنبا باخوميوس بصمة لا تُمحى، وسيظل اسمه مرتبطًا بالحكمة والخدمة الحقيقية.