الإعلام الحكومي: الاحتلال خطّط مسبقًا لارتكاب مجزرة النصيرات
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
غزة - صفا
أشار المكتب الإعلامي الحكومي، يوم الأحد، إلى التقارير الميدانية التي أفادت بأنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي استخدم في مجزرة النصيرات سيارتين مدنيتين، الأولى سيارة مدنية صغيرة، والثانية سيارة نقل تحمل أغراض وفراش ومساعدات، والجنود المشاركين في المجزرة تقمّصوا شخصيات وكأنهم نازحين ويلبسون ملابس مدنية، في إطار التخطيط لارتكاب مجزرة مروّعة ضد المدنيين والأطفال والنساء.
ولفت المكتب الإعلامي، خلال مؤتمر عقده للوقوف على التداعيات الخطيرة لمجزرة النصيرات، إلى أنّ هذا الأمر ليس بجديد، فقد ارتكب الاحتلال مجزرة قبل شهور في منطقة المخيم الجديد شمال مخيم النصيرات، عندما اقتحم المخيم الجديد بلباس مدني في سيارات إسعاف عليها إشارات طبية وصحية.
وشدّد المكتب الإعلامي على أنّ هذا الأسلوب الإجرامي يخالف تماماً كل القوانين الدولية التي تُجرّم هذه الأساليب التي يستخدم بها الاحتلال وسائل النقل المخصصة للمساعدات الإنسانية وارتداء لباس العاملين في مجال الإغاثة الإنسانية كغطاء لجرائمه.
وذكر المكتب الإعلامي أنّ عدد شهداء مجزرة النصيرات يوم أمس السبت بلغ 274 شهيداً بينهم 64 طفلاً و57 امرأة و37 مسناً، فيما بلغ عدد الإصابات 698 مصاباً بينهم 153 طفلاً و161 امرأة و54 مسناً.
وأوضح أنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بقصف 89 منزلاً ومبنىً سكنياً مأهولاً بالسكان في منطقة النصيرات خلال ساعات ارتكاب المجزرة المُروّعة، حيث قصف العديد من المنازل فوق رؤوس ساكنيها وبدون سابق إنذار، مؤكدًا أن الاحتلال لديه نية مُبيّتة لارتكاب هذه المجزرة ولإيقاع هذا العدد الكبير من الشهداء والجرحى في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي يرتكبها ضد المدنيين الآمنين وضد الأطفال والنساء والمارَّة.
وارتكب جيش الاحتلال هذه المجزرة بمشاركة عشرات الطائرات الحربية والطائرات المسيرة من نوع "كواد كابتر" والطائرات المروحية والطائرات المسيرة ذات الأغراض التجسسية والاستخباراتية والدبابات في أكثر من أربعة محاور واتجاهات، وأن هذه القوة العسكرية غير المسبوقة المستخدمة ضد المدنيين قامت بتنفيذ أكثر من 250 غارة في مخيم النصيرات وفي مناطق المحافظة الوسطى بشكل متزامن.
وجدّد المكتب الإعلامي الحكومي إدانته الشديدة لجريمة الاحتلال الإسرائيلي في مخيم النصيرات ضد المدنيين والنازحين والأطفال والنساء وضد المنازل السكنية الآمنة، داعيًا كل دول العالم والمنظمات الدولية إلى إدانة هذه الجريمة البشعة ضد الإنسانية.
وحمّل الاحتلال والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن هذه الجريمة الكارثية التي أريقت فيها دماء مئات الأبرياء المدنيين والأطفال والنساء والنازحين، وطالب الإدارة الأمريكية بوقف إمداد الاحتلال بالصواريخ والقنابل لقتل المدنيين والأطفال والنساء.
كما طالب المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بالضغط على الاحتلال لوقف هذا العدوان الوحشي ووقف جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها جيش الاحتلال للشهر التاسع على التوالي دون توقف، ودون جهود حقيقية تبذل في وقف هذا القتل المستمر.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الاقصى العدوان على غزة مجزرة النصيرات والأطفال والنساء المکتب الإعلامی مجزرة النصیرات جیش الاحتلال ضد المدنیین
إقرأ أيضاً:
الاحتلال تحت الحصار الإعلامي.. الأمم المتحدة تكشف زيف روايته في غزة
نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، مقالا، للمدير السابق للمركز القومي للمعلومات، ومؤلف كتاب "11 يومًا في غزة"، غادي عيزرا، قال فيه: "الرواية السائدة في المنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة أن دولة الاحتلال ترتكب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، وتجويعهم، وإساءة معاملة أسراهم".
وأوضح عيزرا، في المقال الذي ترجمته "عربي21"، أنّ: "هذا ما ما قرّره مجلس حقوق الإنسان قبل أيام فقط، ويبدو هذا ظاهريًا تصريحًا آخر معاديًا لدولة الاحتلال، كما جرت العادة منذ بدء العدوان على غزة قبل عام ونصف".
وتابع: "رغم ما تبذله دولة الاحتلال من جهود كبيرة في تسويق دعايتها المُضلّلة الخاصة باستمرار العدوان على غزة، لكنها في الوقت ذاته تصبّ جام غضبها على المنظمات الدولية، ومنها الأمم المتحدة، بزعم أنها لا "تشتري" البضاعة الاسرائيلية، ولا تتعامل معها، وتركز على أن الاحتلال هو، وهو فقط، المتهم بارتكاب الجرائم ضد حقوق الإنسان".
وأردف: "تعمّد المؤسسات الدولية تغييب السردية الاسرائيلية عن الأحدث، وتبنّي الرواية الفلسطينية، ليس مجرد جرأة، لأنه لا يتم إصدار مثل هذه التصريحات عن طريق الخطأ، بل نحن أمام نهج متبع، وتوسع استخدامه في الأشهر الأخيرة باستعداء دولة الاحتلال في التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية".
وأبرز مؤلف كتاب "11 يومًا في غزة" أنّ: "الفكرة منها إلقاء اللوم عليها بسبب الأفعال التي تتهم بارتكابها، بهدف إقامة تناسق وهمي بين الاحتلال والمقاومة تمهيدا للمساواة بينهما".
وضرب على ذلك مثالا أنه: "في تقرير أخير صادر عن مجلس حقوق الإنسان نفسه، تبين أن جنود الاحتلال يُقيّدون المواليد الفلسطينيين، وفي مقابلة مع رئيس دولة الاحتلال، يتسحاق هيرتسوغ، قبل بضعة أسابيع، قارن مقدم البرامج في هيئة الإذاعة البريطانية -بي بي سي- الصور القاسية لإطلاق سراح المختطفين الاسرائيليين من غزة، بظروف الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، كما ذكر محامو محمود خليل، زعيم الاحتجاج في جامعة كولومبيا، أنه شعر بأنه قد "اختطف" من قبل السلطات الأمريكية".
وأوضح أن "هناك العديد من الأمثلة التي تشهد على نفس التماثل من جانب مؤسسات الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى في تقاريرها المعادية للاحتلال، حيث أعلن فيليب لازيريني، مفوض عام الأونروا، التي يتلقى الفلسطينيون تعليمهم في مبانيها، أن ممارسات قوات الاحتلال: سوف تزرع التطرف في جيل كامل من الأطفال في غزة".
وأكد أنّ: "القاسم المشترك بين هذه الأمثلة أنها لا تنتمي لأجهزة الدعاية المعتادة المؤيدة للفلسطينيين، بل مؤسسات دولية أممية، وهذا ليس صدفة، بل هي مواقف مقصودة ومخصصة، والمعنى العملي هنا أن دولة الاحتلال يجب أن تفهم أنها ستبقى ملاحقة بالأسلحة المعلوماتي المتوفرة في غزة، من خلال توجيه الاتهام لها نفسها بارتكاب الجرائم ضد الفلسطينيين فيها".
واختتم بالقول: "هي مطالبة بأن تستعد لمواجهة مثل هذه المنهجية، والنتيجة أن تجدد العدوان على غزة سيطرح العديد من التحديات عليها، المتمثلة في الرواية والسردية والاتهامات".