مزمار بلدي وزغاريد في وداع الحجاج إلى بيت الله الحرام.. «هنيَّالكم وعقبالي»
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
«رايحين للنبي الغالي» بردائهم الأبيض، ووجوههم المستبشرة، وضحكاتهم الآمنة، تسبقهم قلوبهم لبيت الله، يطلبون الرحمة والمغفرة، مُحمَّلين بالدعوات والأمنيات، يتجمعون ليغادروا معاً على أنغام المزمار البلدي ووسط زغاريد وفرحة عارمة، ذلك الاحتفال الذى سرَّ قلوب حجاج الجمعيات الأهلية بمختلف المحافظات وتحديداً كفر الشيخ والغربية.
تجمَّع حجاج بيت الله الحرام من أبناء محافظة كفر الشيخ وأسرهم بأرض مهبط جامعة كفر الشيخ، ومن فرحة بعض السيدات كن يطلقن الزغاريد ويوزعن الحلوى على الحضور، وبعض الرجال عبّروا عن فرحتهم بالرقص بالعصا على أنغام المزمار البلدي الذي كان فى وداع الحجاج، وحتى مغادرتهم المحافظة.
فرحة عارمة بزيارة بيت الله«مش مصدقة نفسي، حاسة إني بحلم وخايفة أصحى، قلبي طاير من الفرحة والله، الحمد لله إنّ ربنا جبر بخاطرى ودعانى لبيته، سنين كتير بقدّم وأول مرة ربنا يكتبهالى أنا وزوجي»، فرحة نعمات النوحى ظهرت في كلماتها الصادقة بينما الدموع تنهمر من عينيها.
ضم الفوج عدداً من الشباب الذين يؤدون فريضة الحج لأول مرة، ومنهم أحمد حسن، من كفر الشيخ، الذى يرافق والدته في رحلة الحج لهذا العام:«حاسس برهبة كبيرة، الحمد لله إنّ ربنا كتب لى حج بيته واختارني وأنا لسه فى سن العشرينات».
«مش هنسى إخواتنا الفلسطينيين في دعائى إنّ ربنا يفرّج كربهم ويرد لهم أرضهم في أقرب وقت»، ذلك ما يُدمى قلب «السيد علي»، لينتظر الوقوف بين يدي الله عند الكعبة المشرفة ليدعو بما فاض به.
طارت قلوبهن قبل أجسادهن إلى الحرم المكى، ليلحقن بها في طائرة السعادة بالنسبة لهن.. أمينة، نبوية، ومديحة، ثلاث سيدات من محافظتي الغربية والدقهلية تجمعهن فرحة واحدة.
زغاريد لا تنتهي في بيوت الحجاجفي منزل المهندسة مديحة تتعالى أصوات الزغاريد، حركة نساء وشباب البيت لم تنقطع، الجميع يضعون اللمسات الأخيرة، بينما هى تراهم وقلبها يرفرف من الفرحة، تبكى حيناً ويطير القلب والعقل شوقاً حيناً آخر، لم تستطع التعبير إلا بقولها: «كلنا فرحانين فرحة ماتتصوفش، دي أول مرة في حياتي أسافر وأروح بيت الله علشان كده الأحفاد قاعدين فيهم اللي بيعيطوا وفيهم اللي فرحانين».
في مكان آخر تجلس نبوية، وهي سيدة في نهايات العقد الرابع من العمر، تتوجس خيفة من ركوب الطائرة، وتحمل في قلبها السعادة الممتزجة بقليل من القلق، لكنها بالطبع متحمسة لـ«رحلة العمر» بالكاد تتمالك دموعها، وتقول: «دي أول مرة أحج، الشعور مختلف، خوف وفرحة، الواحد مش عارف يوصف شعوره بإيه».
أمينة سيدة ريفية، تبلغ من العمر 75 عاما، لم تطأ قدماها طائرة من قبل ولم يكن في الحسبان أن تكون رحلتها هذا العام: «خايفة بس فرحانة، أمنيتى ربنا يرجعنا بالسلامة ويقبلها مننا، وناوية أعمل عمرة لزوجي الله يرحمه لأنه كان نفسه فيها وبنتي هتعمل عمرة لأختى اللى اتوفت قبل ما تروح».
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بيت الله الحرام حجاج بيت الله الحرام أفواج الحج موسم الحج کفر الشیخ بیت الله
إقرأ أيضاً:
الشيخ خالد الجندي: الصلاة كانت موجودة قبل الإسراء والمعراج
أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، على أن الدين واحد بين جميع الأنبياء، مشيراً إلى أن توحيد الله كان محور الرسالات السماوية، وأن الصلاة كانت جزءاً من هذه الرسالات، ولكن ليس بالضرورة بنفس الشكل الذي نعرفه اليوم.
وتابع عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، خلال حلقة برنامج "لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الخميس: "سيدنا النبي صلى بالأنبياء فى المسجد الأقصى، بالصلاة المعروفة بيننا الآن، فالصلاة كما نعرفها كانت موجودة قبل الإسراء، كان هناك نوع من العبادة والصلاة، كما ورد في الحديث الشريف عن النبي صلى الله عليه وسلم، حينما قال أبو سفيان لهرقل عن أوامر النبي لنا بالصلاة والزكاة والصوم، وهو ما يثبت وجود الصلاة قبل الإسراء".
وأضاف الجندي أن الصلاة كانت موجودة أيضًا في زمن الأنبياء السابقين، حيث أكد على ذلك عدة مواقف، مثلما ورد في القرآن الكريم عن سيدنا زكريا، حينما نادته "الملائكة وهو يصلي في المحراب"، مشيرا إلى ما ذكر عيسى بن مريم في قوله: "وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حيًا".
وأكد الشيخ خالد الجندي أن الصلاة على اختلاف أشكالها كانت جزءاً أساسياً من تعاليم الأنبياء، وهي تدل على وحدة الأديان ورسالات الأنبياء في عبادة الله الواحد.