«رايحين للنبي الغالي» بردائهم الأبيض، ووجوههم المستبشرة، وضحكاتهم الآمنة، تسبقهم قلوبهم لبيت الله، يطلبون الرحمة والمغفرة، مُحمَّلين بالدعوات والأمنيات، يتجمعون ليغادروا معاً على أنغام المزمار البلدي ووسط زغاريد وفرحة عارمة، ذلك الاحتفال الذى سرَّ قلوب حجاج الجمعيات الأهلية بمختلف المحافظات وتحديداً كفر الشيخ والغربية.

تجمَّع حجاج بيت الله الحرام من أبناء محافظة كفر الشيخ وأسرهم بأرض مهبط جامعة كفر الشيخ، ومن فرحة بعض السيدات كن يطلقن الزغاريد ويوزعن الحلوى على الحضور، وبعض الرجال عبّروا عن فرحتهم بالرقص بالعصا على أنغام المزمار البلدي الذي كان فى وداع الحجاج، وحتى مغادرتهم المحافظة.

فرحة عارمة بزيارة بيت الله

«مش مصدقة نفسي، حاسة إني بحلم وخايفة أصحى، قلبي طاير من الفرحة والله، الحمد لله إنّ ربنا جبر بخاطرى ودعانى لبيته، سنين كتير بقدّم وأول مرة ربنا يكتبهالى أنا وزوجي»، فرحة نعمات النوحى ظهرت في كلماتها الصادقة بينما الدموع تنهمر من عينيها.

ضم الفوج عدداً من الشباب الذين يؤدون فريضة الحج لأول مرة، ومنهم أحمد حسن، من كفر الشيخ، الذى يرافق والدته في رحلة الحج لهذا العام:«حاسس برهبة كبيرة، الحمد لله إنّ ربنا كتب لى حج بيته واختارني وأنا لسه فى سن العشرينات».

«مش هنسى إخواتنا الفلسطينيين في دعائى إنّ ربنا يفرّج كربهم ويرد لهم أرضهم في أقرب وقت»، ذلك ما يُدمى قلب «السيد علي»، لينتظر الوقوف بين يدي الله عند الكعبة المشرفة ليدعو بما فاض به.

طارت قلوبهن قبل أجسادهن إلى الحرم المكى، ليلحقن بها في طائرة السعادة بالنسبة لهن.. أمينة، نبوية، ومديحة، ثلاث سيدات من محافظتي الغربية والدقهلية تجمعهن فرحة واحدة.

زغاريد لا تنتهي في بيوت الحجاج

في منزل المهندسة مديحة تتعالى أصوات الزغاريد، حركة نساء وشباب البيت لم تنقطع، الجميع يضعون اللمسات الأخيرة، بينما هى تراهم وقلبها يرفرف من الفرحة، تبكى حيناً ويطير القلب والعقل شوقاً حيناً آخر، لم تستطع التعبير إلا بقولها: «كلنا فرحانين فرحة ماتتصوفش، دي أول مرة في حياتي أسافر وأروح بيت الله علشان كده الأحفاد قاعدين فيهم اللي بيعيطوا وفيهم اللي فرحانين».

في مكان آخر تجلس نبوية، وهي سيدة في نهايات العقد الرابع من العمر، تتوجس خيفة من ركوب الطائرة، وتحمل في قلبها السعادة الممتزجة بقليل من القلق، لكنها بالطبع متحمسة لـ«رحلة العمر» بالكاد تتمالك دموعها، وتقول: «دي أول مرة أحج، الشعور مختلف، خوف وفرحة، الواحد مش عارف يوصف شعوره بإيه».

أمينة سيدة ريفية، تبلغ من العمر 75 عاما، لم تطأ قدماها طائرة من قبل ولم يكن في الحسبان أن تكون رحلتها هذا العام: «خايفة بس فرحانة، أمنيتى ربنا يرجعنا بالسلامة ويقبلها مننا، وناوية أعمل عمرة لزوجي الله يرحمه لأنه كان نفسه فيها وبنتي هتعمل عمرة لأختى اللى اتوفت قبل ما تروح».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: بيت الله الحرام حجاج بيت الله الحرام أفواج الحج موسم الحج کفر الشیخ بیت الله

إقرأ أيضاً:

السيّد نصرالله: محطات من صفحات العمر

مع اغتيال السيد حسن نصرالله دخل الصراع بين إسرائيل و"حزب الله" مرحلة انقلابية في خلل غير مسبوق في ميزان القوى سيرتب بطبيعة الحال تداعيات قد لا يكون يشبهها أي حدث سابق في تاريخ الصراع والحروب مع إسرائيل. ذلك أن نصرالله تحوّل بعد 32 عاماً من زعامته على رأس "حزب الله" الركن والرمز الأقوى اطلاقاً في "محور الممانعة" وصار يشكل عنوان المعادلة الإقليمية التي دأب وحرص على إظهار أبوته لها وهي معادلة "وحدة الساحات" التي رفع لواءها بقوة في معركة "إسناد غزة".
السيّد حسن نصر الله (1960) هو الأمين العام الثالث لحزب الله. تولى منصبه يوم 16 شباط 1992 خلفاً للأمين العام السابق السيّد عباس موسوي، الذي اغتالته إسرائيل بإطلاق صواريخ حرارية حارقة على سيارته على طريق بلدة تفاحتا الجنوبية.
وُلد السيّد حسن نصرالله في 31 آب 1960 في بلدة البازورية القريبة من مدينة صور جنوب لبنان. والده عبد الكريم نصرالله ووالدته نهدية صفي الدين، وهو الابن البكر من بين ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات.
تزوّج من السيّدة فاطمة ياسين، وله منها خمسة أبناء هم هادي وزينب ومحمد جواد ومحمد مهدي ومحمد علي. وتلقى تعليمه الابتدائي في مدرسة «الكفاح» الخاصة في حي الكرنتينا،، وتابع دراسته المتوسطة في مدرسة «الثانوية التربوية» في منطقة سن الفيل.
بعد عودة عائلته إلى مسقط رأسه في بلدة البازورية عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان عام 1975، التحق بالحوزة العلمية في مدينة النجف الأشرف في العراق عام 1976، وكان يبلغ من العمر 16 عاماً حين بدأ مرحلة الدراسة الدينية، وفيها تعرف على السيّد عباس الموسوي الذي أشرف على تعليمه وتكوينه. لكنه ما لبث أن عاد إلى لبنان عام 1978 والتحق بحوزة الإمام المنتظر التي أسّسها السيّد عباس الموسوي في بعلبك. وسافر في نهاية الثمانينات إلى إيران لمواصلة تعليمه الديني في مدينة قم، قبل أن يعود مجدداً إلى لبنان بعد نحو عام واحد.
في 12 أيلول 1997 استشهد نجله هادي، خلال مواجهة لحزب الله في جبل الرفيع بمنطقة إقليم التفاح جنوب لبنان. وشكّلت المناسبة نقطة تحوّل أساسية في شعبية حزب الله وأمينه العام الذي قال في حفل تأبين نجله «أقول لهذا العدو عليه أن يفهم رسالة شهادة السيّد هادي وإخوانه الشهداء على وجهها الحقيقي، إننا في حزب الله، في كل المواقع، رجالاً ونساء وأطفالاً، مصممون على مواصلة درب الجهاد مهما كانت التحديات والأخطار والتضحيات، هذا عهد وهذا قسم وهذه بيعة لا عودة عنها على الإطلاق». وأضاف «إني أشكر الله على عظيم نعمه أن تطلع ونظر نظرة كريمة إلى عائلتي فاختار منها شهيداً وقبلني وعائلتي أعضاء في الجمع المبارك المقدّس لعوائل الشهداء».
 

مقالات مشابهة

  • (فيديو) هكذا تعيش العائلات الفلسطينية في غزة على مدى 360 يوما.. وداع شهيد ارتقى بعد قصف الاحتلال سوق مخيم البريج
  • دينا فؤاد تنشر صورا من المسجد الحرام برفقة ابنتها.. والجمهور: اللهم تقبل
  • شيكابالا: "أول مرة أشوف فرحة عبد الله السعيد..وكان لازم يجي الزمالك من سنوات
  • إجابات علي جمعة على أسئلة الأطفال الصعبة.. «فين ربنا؟»
  • السيّد نصرالله: محطات من صفحات العمر
  • جمهور الإسكندرية يحتفل مع «تامر عاشور» في ليلة لا تُنسى (صور)
  • ”فرحة في شوارع محافظة يمنية: حلويات احتفالاً بسقوط زعيم حزب الله تحت نيران إسرائيل”
  • من خدمة الحجاج إلى الاحتفال بالوطن.. قصة إحياء "باص وسمي" في الأحساء
  • أفضل دعاء للتوبة.. «ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذا هديتنا»
  • عبدالله السعيد: شرف كبير لي الفوز بالسوبر الإفريقي مع الزمالك