طوفان الأقصى.. وتطهير كل محطات الهزائم
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
صدق من قال إن هذه أول حرب في التاريخ تكون نتيجتها معروفة قبل نهايتها، إذ مرت وعبرت في سيرها، نورا ونارا ودما وعرقا ودموعا على "محطات الهزائم" كلها، وطهرتها تطهيرا.. ليست هزائم الأمس القريب فقط، بل هزائم قرن بأكمله، وأكثر! هزائمنا عندنا، وهزائمنا عندهم، وهزائمنا على أعتاب كل باب.
منذ بدايات القرن التاسع عشر والهزائم تلو الهزائم تحط على صدر الأمة حطا ثقيلا موجعا، ليس هذا بالأمر العادي لا بد أن هناك لغزا غامضا يكتنف الأمر.
تقول الحكاية إن الإصلاحيين لم يتوقفوا كثيرا عند معاهدة لندن 1840م والتي أجبرت محمد علىَ باشا (ت: 1849م) على التراجع عن مشروعه الواعد بإحياء الإمبراطورية العثمانية من داخلها، قبل أن تنهار وينهار معها ذلك الرابط التاريخي الوطيد بين أطراف عالم الإسلام، وكانت أوروبا كلها تعد الوقت دقائق وساعات حتى يتم هذا الانهيار تلقائيا وتنقض عليها في وقته المعلوم.
* * *
لم يقف التاريخ كما ينبغي له عند هذا "المفصل التاريخي" الهام، وسيقول لنا الأديب الفرنسى جيلبرت سينويه (77 سنة) في مقدمة كتابه المهم "الفرعون الأخير.. محمد علي"، ترجمة الأستاذ عبد السلام المودني، سطرا بالغ الأهمية وضعه الكاتب على لسان الباشا الذي قال: لن أتحمل أبدا ان تصير مصر إنجليزية.. وتركيا روسية..!
* * *
الجميع تناول التجربة من أضيق زواياها.. الطموح الشخصي، الاستبداد، الاستعانة بالغرب (فرنسا)، تقسيم التعليم ديني ومدني.. الخ.. وكلها موضوعات مهمة، لكنها قابلة للاستعادة والإصلاح أمام الكارثة التي أتت بعد 1840م ومدت الطريق طويلا ممهدا للهدف الأسمى في العقل الحضاري الغربي، "إنهاء الإمبراطورية العثمانية"، وما تحمله في أثمن وأثقل وأهم معنى لوجودها: "الرابط المقدس لعالم الإسلام".
لم يتأخر الوقت طويلا، جاءت الحرب العالمية الأولى، وككل الحروب الكبرى، جاء معها ذلك الترتيب الدراماتيكي للواقع الجغرافي والتاريخي، وتعديل الأوضاع وعكسها..
* * *
ليس هذا موضوعنا على أي حال.. محمد علي باشا كانت له أخطاؤه بالطبع، وأخطرها بكل تأكيد كان إعلاء مفهوم الدولة الحديثة بكل حمولته الغربية في أوروبا.. على مفهوم الأمة بكل حمولته الشرقية في "عالم الإسلام"..
وستكون هزيمة فرنسا في مصر (1801م)، وانتصار إنجلترا في مصر (1882م)، أقوى شاهد على هذا الخطأ الفادح والذي سيستمر طويلا.. ليس فقط حتى دخول اللورد اللنبي القدس (1917م) وبداية مشروع "الدولة الصهيونية"، الوكيل الوظيفي لفرنسا وبريطانيا وأمريكا؛ إذ سيصدر "وعد بلفور" في نفس السنة، ولكن أيضا لأن مفهوم "الدولة الحديثة" بالميراث الأوروبي بقى طويلا طويلا في وعي الإصلاحيين الذين ارتكزوا عليه بقوة في أديباتهم الفكرية والسياسية، مخالفين لأدبيات "الذات" الحضارية والتاريخية. وللأسف ورغم كل الخسائر الثقيلة، لازالوا إلى الأن يغوصون في وحل هذا الخطأ، وستتوالى الهزائم (للدولة والأمة) طولا وعرضا، باتساع الزمان والمكان في الشرق الحزين، نتيجة لهذا الخلل المثير.
* * *
لكن طوفان الأقصى ستعود بالأمة إلى الموضع والموقع الصحيح في الواقع التاريخي الحديث للأمة.. وها هي غزة بصمودها ورباطها تمثل عطاء خالصا لمفهوم الأمة، وها هم أهل الوفاء كما هي عادتهم دائما في أوقات الخطر الصعب.. ليس فقط شعورا منهم بالخطر والتهديد، ولكن وهو الأهم شعورا منهم بصدق وعزم من قام ونهض منهم، ودخل عليهم الباب، فلم يغدروا ولم يخذلوا ويتمردوا، حفظوا وصانوا.. وصبروا ورابطوا.. وقدموا للعالم أجمع النموذج الأمثل لمعنى الصبر والصمود والرباط، كأقوى ظهير وحاضن للمقاومة.
* * *
بصبرهم وجَلَدهم ودمائهم وشهدائهم قام "أهل الأنوار" في البلدات والمخيمات بطول وعرض القطاع وأعطوا فتيانهم، أعظم ما يعطى من شعب لمقاومة، هي أصلا قبس من روحه، وقطعة من ذات نفسه وحَبة قلبه.. وقالوا لهم نحن بإيماننا ورباطنا وثباتنا "أهل الصبر والسكينة".. ولن يعرف معنى "السكينة" إلا من تنفس هواء غزة في هذه الأيام، وخطت أقدامه تراب غزة في هذه الأيام..
هذا هو الرعب كله الذي يملأ شرق الأرض وغربها، والجميع يريد لهذه "الأنوار" أن تنطفئ سريعا سريعا، ويعود الشرق لتاريخه القديم في اجترار الهزيمة تلو الهزيمة في استكانة ومذلة طالت وطال عارها.
* * *
فات الوقت.. "لقد هُزم الموساد، المنظمة الأكثر تكتيكية والأكثر استعدادا وقدرة وغموضا والتي هزمت جميع أجهزة الاستخبارات في الشرق الأوسط وحتى العالم، هُزمت للمرة الثالثة في 8 أشهر من قبل جهاز استخبارات كتائب القسام".. هذا ما قاله رئيس الموساد السابق يوسي كوهين (63 سنة) تعليقا على عملية أسر جنود إسرائيليين جدد في جباليا..
* * *
ورحم الله د. عبد الوهاب المسيري (ت: 2008م) الذي قال لنا ذات يوم: المقاومة أدركت أن الإعلام قوة ضخمة جدا ولا يمكن تجاهلها، فالفضائيات تبث ما يحدث في نقطة ما في العالم إلى بقية أجزاء العالم.. مسألة الصورة الإعلامية أصبحت مسألة مهمة للغاية، ولا سيما في حالة إسرائيل التي تستمد قوتها وشرعيتها من صورة إعلامية كاذبة قامت بترويجها"، كما ذكر رحمه الله رحمة واسعة، في الجزء الرابع من "الحوارات".
والعملية الأخيرة في جباليا ظهرت فيها هذه القوة على كمالها وتمامها..
* * *
لكن الأكمل والأكمل هو هذا التجرد والصدق والإخلاص الذي يتجاوز ما هو طبيعي في البشر.. وأتصور أن هذا هو ما يصح وصفه بـ"الشرط الإيماني" فعلا.. وما كان فيض البركات من هذا الطوفان ليتحقق إلا بهذا الشرط.. شرط "ما بأنفسهم..".
وستكون هذه المحطة من "محطات الهزائم" أروع وأعظم تلك المحطات التاريخية التي مر عليها الطوفان، وطهرها من أسوأ ما فيها.. "التنافس والتحاسد بين الأنداد والقيادات)".
* * *
اقترب الصبح.. وستكون "طوفان الأقصى" مثالا لما قاله الأديب اللبناني وديع سعادة (76 سنة) في وصفه بالغ الشعور والتأثير عن العابر الغائب الذي يرجوه أن يعود:
مرت على الحدائق وصار فيها زهور، ومرت في الشوارع وصار فيها ناس، ومرت في الليالي وصار فيها قمر، ومرت في النهارات وصار فيها شمس.
x.com/helhamamy
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة المقاومة غزة المقاومة العالم الاسلامي طوفان الاقصي مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد صحافة سياسة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
الساعة المرجو إجابة الدعاء فيها يوم الجمعة.. علاماتها و3 بشارات لمن أدركها
الساعة المرجو إجابة الدعاء فيها يوم الجمعة تعد أحد أبرز الأوقات التي يرغب كثيرون منا اغتنامها بالدعاء، فلا تحرم نفسك من ثوابها خلال ساعات يوم الجمعة المتبقية لأن الدعاء من أفضل العبادات التي أمرنا الله بها، وذلك لقول الله تعالى «وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ (60)» سورة غافر.
وحثنا الرسول صلى اله عليه وسلم على الدعاء عامة والدعاء يوم الجمعة خاصة، حيث قال صلى الله عليه وسلم: «أيها الناس، اربعوا على أنفسكم; فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا ، إن الذي تدعونه سميع قريب»، كما رد عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ابْتَغُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى فِي الْجُمُعَةِ بَيْنَ صَلَاةِ الْعَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ، وَهِيَ قَدْرُ هَذَا».
ويبحث كثيرون عن الساعة المرجو إجابة الدعاء فيها يوم الجمعة من أجل اغتمام فضلها في ذلك اليوم العظيم لذا نقدم إليكم في السطور التالية علاماتها كما وضحها بعض العلماء والفقهاء.
ورأى معظم العلماء أن ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة تكون بعد العصر، وقبل المغرب، يوم الجمعة هو من خير الأيام وأفضلها ويستحب للمسلم أن يكثر فيه من الدعاء لعله يوفق ساعة استجابة الدعاء فيوم الجمعة هذا اليوم الذي جاء في فضله ما ورد في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ؛ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ».
واختلف العلماء في تحديد ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة، وانتهى البحث فيها إلى قولين تضمنتهما الأحاديث النبوية، وأحدهما أرجح من الآخر، القول الأول: أنها بين جلوس الإمام إلى انقضاء الصلاة، وحجة هذا القول ما روى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ قَالَ: قَالَ لِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ أَسَمِعْتَ أَبَاكَ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَأْنِ سَاعَةِ الْجُمُعَةِ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ؛ سَمِعْتُهُ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ».
وقد روى الترمذي من حديث كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:«إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يَسْأَلُ اللَّهَ الْعَبْدُ فِيهَا شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ اللَّهُ إِيَّاه» قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيَّةُ سَاعَةٍ هِيَ؟ قَالَ: «حِينَ تُقَامُ الصَّلَاةُ إِلَى الِانْصِرَافِ مِنْهَا».
والقول الثاني في ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة : أنها بعد العصر، وهذا أرجح القولين، وهو قول عبد الله بن سلام، وأبي هريرة، والإمام أحمد، وغيرهم، وحجَّة هذا القول ما رواه أحمد في مسنده عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَأَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ سَاعَةً لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ فِيهَا خَيْرًا إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ وَهِيَ بَعْدَ الْعَصْرِ»، وما رواه أبو داود والنسائي عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لَا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ».
دعاء يوم الجمعة آخر ساعة قبل المغربمن الأدعية المأثورة والواردة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يستغفر الله تعالى ثلاثًا بعد الصلاة، ويردد الأذكار، فقد ورد في فيدعاء بعد صلاة العصر يوم الجمعة مكتوب، أنهكانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا انْصَرَفَ مِن صَلَاتِهِ اسْتَغْفَرَ ثَلَاثًا، وَقالَ: «اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلَامُ وَمِنْكَ السَّلَامُ، تَبَارَكْتَ ذَا الجَلَالِ وَالإِكْرَامِ. قالَ الوَلِيدُ: فَقُلتُ لِلأَوْزَاعِيِّ: كيفَ الاسْتِغْفَارُ؟ قالَ: تَقُولُ: أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ، أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ»،ومنها:
-اللَّهُمَّ إنِّي أعُوذُ بكَ مِنَ البُخْلِ، وأَعُوذُ بكَ مِنَ الجُبْنِ، وأَعُوذُ بكَ أنْ أُرَدَّ إلى أرْذَلِ العُمُرِ، وأَعُوذُ بكَ مِن فِتْنَةِ الدُّنْيَا -يَعْنِي فِتْنَةَ الدَّجَّالِ- وأَعُوذُ بكَ مِن عَذَابِ القَبْرِ.
-عن معاذ بن جبل -رضي الله عنه- قال: (أنَّ رسولَ اللَّه صلَّى اللَّه علَيهِ وسلَّمَ أخذَ بيدِهِ، وقالَ: يا مُعاذُ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّكَ، واللَّهِ إنِّي لأحبُّك، فقالَ: أوصيكَ يا معاذُ لا تدَعنَّ في دُبُرَ كلِّ صلاةٍ تقولُ: اللَّهمَّ أعنِّي على ذِكْرِكَ، وشُكْرِكَ، وحُسنِ عبادتِكَ).
- عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم: (مَن قرأَ آيةَ الكُرسيِّ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ مَكْتوبةٍ لم يمنَعهُ مِن دخولِ الجنَّةِ إلَّا أن يموتَ).
-عن البراء بن عازب -رضي الله عنه- قال: (كُنَّا إذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عن يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بوَجْهِهِ، قالَ: فَسَمِعْتُهُ يقولُ: رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَومَ تَبْعَثُ، أَوْ تَجْمَعُ، عِبَادَكَ).
-عن عليِّ بنِ أبي طالبٍ قالَ: كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّه علَيهِ وسلَّمَ إذا سلَّمَ منَ الصَّلاةِ قالَ: اللَّهمَّ اغفِر لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسرَرتُ وما أعلنتُ، وما أسرَفتُ وما أنتَ أعلمُ بِهِ منِّي، أنتَ المقدِّمُ وأنتَ المؤخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنتَ.
- عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: كان صلّى الله عليه وسلّم يقول بعد صلاة الصبح: «اللَّهمَّ إنِّي أسألُكَ عِلمًا نافعًا ورزقًا طيِّبًا وعملًا متقبَّلًا».
- كانَ عبدُ اللَّهِ بنُ الزُّبيرِ يُهلِّلُ في دبرِ الصَّلاةِ يقولُ:لا إلَه إلَّا اللَّهُ وحدَه لا شريكَ لَه لَه الملكُ ولَه الحمدُ وَهوَ علَى كلِّ شيءٍ قديرٌ لا إلَه إلَّا اللَّهُ ولا نعبدُ إلَّا إيَّاهُ لَه النِّعمةُ ولَه الفضلُ ولَه الثَّناءُ الحسَنُ لا إلَه إلَّا اللَّهُ مخلصينَ لَه الدِّينَ ولَو كرِه الكافرونَ ثمَّ يقولُ ابنُ الزُّبيرِ كان رسولُ اللهِ يهلِّلُ بهنَّ في دُبرِ الصَّلاةِ.
- عَنْ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ مَن سَبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وحَمِدَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وكَبَّرَ اللَّهَ ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَتْلِكَ تِسْعَةٌ وتِسْعُونَ، وقالَ: تَمامَ المِئَةِ: لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وحْدَهُ لا شَرِيكَ له، له المُلْكُ وله الحَمْدُ وهو علَى كُلِّ شيءٍ قَدِيرٌ غُفِرَتْ خَطاياهُ وإنْ كانَتْ مِثْلَ زَبَدِ البَحْرِ.
- اللهم إنا نستعينك ونستغفرك ونؤمن بك ونتوكل عليك ونثني عليك الخير كله، نشكرك ولا نكفرك، ونخلع ونترك من يكفر بك اللهم إياك نعبد، ولك نصلي ونسجد، وإليك نسعى، نرجو رحمتك ونخاف عذابك، إن عذاب الجد بالكفار ملحق.
- اللهم اهدنا فيمن هديت، وعافنا فيمن عافيت، وتولنا فيمن توليت، وبارك لنا فيما أعطيت، وقنا واصرف عنا شر ما قضيت، نستغفرك اللهم من جميع الذنوب الذنوب والخطايا، ونتوب إليك، لا ملجأ ولا منجى إلا إليك.
- «اللهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب خطوت إليه برجلي، ومددت إليه يدي أو تأمّلته ببصري، وأصغيت إليه بأذني، أو نطق به لساني، أو أتلفت فيه ما رزقتني ثمّ استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثمّ استعنت برزقك على عصيانك فسترته عليّ، وسألتك الزّيادة فلم تحرمني ولا تزال عائدا عليّ بحلمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين».-
«اللهم اكفني ما أهمني، وما لا أهتم له، اللهم زودني بالتقوى، واغفر لي ذنبي، ووجهني للخير أينما توجهت، اللهم يسرني لليسرى، وجنبني العسرى، اللهم اجعل لي من كل ما أهمني وكربني سواء من أمر دنياي وآخرتي فرجًا ومخرجًا، وارزقني من حيث لا أحتسب، واغفر لي ذنوبي، وثبت رجاك في قلبي، واقطعه ممن سِواك، حتى لا أرجو أحدًا غيرك، يا من يكتفي من خلقه جميعًا، ولا يكتفي منه أحد من خلقه، يا أحد، من لا أحد له انقطع الرجاء إلا منك».
-«اللهم إني أسألك في صلاتي ودعائي بركة تطهر بها قلبي، وتكشف بها كربي، وتغفر بها ذنبي وتصلح بها أمري، وتغني بها فقري، وتذهب بها شري، وتكشف بها همي وغمي، وتشفي بها سقمي، وتقضي بها ديني، وتجلو بها حزني، وتجمع بها شملي، وتبيض بها وجهي».
دعاء يوم الجمعة المستجاب1- اللهم لا تحرمني سعة رحمتك، وسبوغ نعمتك، وشمول عافيتك، وجزيل عطائك، ولا تمنع عني مواهبك لسوء ماعندي، ولا تجازني بقبيح عملي، ولا تصرف وجهك الكريم عني برحمتك يا أرحم الراحمين.
2- اللهم يا رازق السائلين، يا راحم المساكين، ويا ذا القوة المتين، ويا خير الناصرين، يا ولي المؤمنين، يا غيّاث المستغيثين، إياك نعبد وإيّاك نستعين، اللهم إني أسألك رزقاً واسعاً طيباً من رزقك.
3- اللهم إني أسألك فهم النبيين، وحفظ المرسلين والملائكة المقربين، اللهم اجعل ألسنتنا عامرة بذكرك، وقلوبنا بخشيتك، و أسرارنا بطاعتك، إنك على كل شيء قدير، حسبنا الله ونعم الوكيل.
4- رَبِّ أَعِنِّي وَلَا تُعِنْ عَلَيَّ، وَانْصُرْنِي وَلَا تَنْصُرْ عَلَيَّ، وَامْكُرْ لِي وَلَا تَمْكُرْ عَلَيَّ، وَاهْدِنِي وَيَسِّرِ الهُدَى إِلَيَّ، وَانْصُرْنِي عَلَى مَنْ بَغَى عَلَيَّ.
5- رَبِّ اجْعَلْنِي لَكَ شَكَّارًا، لَكَ ذَكَّارًا، إِلَيْكَ مُخْبِتًا أَوَّاهاً مُنِيبًا، رَبِّ تَقَبَّلْ تَوْبَتِي، وَاغْسِلْ حَوْبَتِي، وَأَجِبْ دَعْوَتِي، وَثَبِّتْ حُجَّتِي، وَاهْدِ قَلْبِي، وَسَدِّدْ لِسَانِي، وَاسْلُلْ سَخِيمَةَ قَلْبِي.
6- اللهم اقسم لي من خشيتك ما تحول به بيني وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تبلغني به جنتك، ومن اليقين ما تهوّن به على مصائب الدنيا.
7- اللّهم إنّي أسألك يا فارج الهم، ويا كاشف الغم، يا مجيب دعوة المضطرين، يا رحمن الدنيا يا رحيم الآخرة، أرحمني برحمتك.
8- اللهمّ افتح لنا خزائن رحمتك، اللهمّ رحمة لا تعذّبنا بعدها في الدنيا والآخرة، وارزقنا من فضلك الواسع رزقاً حلالاً طيباً، ولا تحوجنا ولا تفقرنا إلى أحد سواك، وزدنا لك شكراً، وإليك فقراً وفاقة، وبك عمّن سواك غنىً وتعفّفاً.