كيف يتعامل مرضى الجيوب الأنفية مع ارتفاع درجات الحرارة؟ أطباء يوضحون أسبابها وطرق العلاج والوقاية منها
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
على مدار الأيام الماضية، شهدت مصر ارتفاعا شديدًا في درجات الحرارة كما تشهد الأيام المقبلة أيضا موجة أخرى، مما يصيب أصحاب أمراض الجيوب الأنفية بمشكلات في الأنف والتنفس والتهاب وغيرها من الأعراض والتي تتطلب العلاج.
أعراض الجيوب الأنفية
تتمثل أعراض الجيوب الأنفية مع ارتفاع درجات الحرارة، في: "الصداع- احتقان الأنف- سيلان- ألم في المنطقة المحيطة بالأنف- ضعف حاستى الشم والتذوق".
أسباب التهاب الجيوب الأنفية
أما عن الأسباب التي تؤدي إلى حدوث مشكلات الجيوب الأنفية مع الحرارة، فهناك الملايين من الشعر الصغير التي تسمى أهداب والتي تشكل الغشاء المخاطي، تعمل هذه الأهداب معًا كمكنسة، تساعد على التخلص من المخاط الراكد الذي قد يحجب الجيوب الأنفية، الأغشية المخاطية تفضل بيئة دافئة رطبة بدلًا من أن تكون باردة جدًا أو ساخنة جدًا، وفي أيام درجات الحرارة المرتفعة يكون الهواء جافًا للغاية مما يجعل المخاط في أنفك سميكًا ولزجًا، هذا يجعل من الصعب على الأهداب أن تتحرك أو "تجتاح" المخاط الزائد، وهذا المخاط السميك يحجب الجيوب الأنفية، عندما ينقطع تدفق المخاط غالبًا ما يصبح قاسيًا ويسبب ضغطًا واحتقانًا، يؤدي الضغط والازدحام إلى الشعور بالألم والإجهاد والصداع.
روشتة نصائح طبية لمواجهة التهاب الجيوب الأنفية
يقول الدكتور مجدي بدران، عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، إن التهاب الجيوب الأنفية هي فراغات مجوفة خلف الخدين والجبهة يفتح كل جيب في الأنف، ووظائف الجيوب الأنفية وهي تخفيف وزن الرأس، وترطيب وتسخين الهواء المستنشق، وزيادة صدى الكلام، والحماية من إصابات الوجه.
ويوضح "بدران"، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن التهاب الجيوب الأنفية هو التهاب في واحد أو أكثر من الجيوب الأنفية، وهو عبارة عن تورم في الغشاء المخاطي في الجيوب الأنفية، موضحًا أنها
تسبب عدوى الجهاز التنفسي العلوي الفيروسية مثل نزلات البرد، العدوى الفيروسية تجعل الأنسجة داخل الأنف منتفخة، وهذا هو سبب انسداد الأنف عند الإصابة بنزلة برد ويؤدي التورم في الأنف إلى سد فتحات الجيوب الأنفية، مما يؤدي إلى تراكم السوائل في الجيوب الأنفية.
وتابع، أن الحساسية أيضًا إلى تورم الأنف من الداخل، ويمكن أن تسبب التهاب الجيوب الأنفية ودخول البكتيريا إلى الجيوب الأنفية، وتسبب التهاب الجيوب الأنفية البكتيرى، وقد يتحول لالتهاب مزمن، خاصة مع وجود حساسية أنف، والتعرض المستمر لتلوث الهواء أو أدخنة التبغ.
ونصح، مرضى التهاب الجيوب الأنفية الحاد بضرورة استنشاق شاي الأعشاب الطبيعية قبل شربها وتعزيز المناعة، شرب الكثير من السوائل، خاصة الماء غير البارد، وتجنب مسببات الحساسية ، وتناول مسكنات الألم، ماعدا الأسبرين للأطفال دون سن 18، وتجنب التدخين وأماكن المدخنين، وتنظيف الأنف بمحلول الماء المالح، وشرب السوائل بوفرة والأولوية للماء وعصائر الفاكهه الطبيعية، مما يساعد على تعزيز المناعة، والخلاص من الإفرازات المتراكمة والبلغم.
كما نصح أيضًا بتناول الشوربة، لأنها تساعد على تخفيف احتقان وتنظيف الجيوب الأنفية، مثل شوربة الدجاج مضاف إليها بعض الخضراوات والأعشاب الطازجة، مع تناولها واستنشاق البخار الناتج عنها، وشرب شاي الزنجبيل مع الليمون المحلي بعسل النحل مشروب طبيعي فعال يعزز المناعة، وذلك لأن شاي الزنجبيل مفيد للجيوب الأنفية؛ حيث يوفر مضادات الأكسدة ومضادات الميكروبات ومضادات الالتهابات ومضادات الحساسية الطبيعية.
وطالب الدكتور طه عبد الحميد، أستاذ الصدر والحساسية بكلية الطب جامعة الأزهر، المواطنين الالتزام بالإجراءات الوقائية وتناول الأدوية المقررة لهم بشكل منتظم، وخاصةً مرضى الربو والجهاز التنفسي والجيوب الأنفية.
ونصح «عبد الحميد»، في تصريح خاص لـ«البوابة نيوز»، المواطنين البعد عن الأماكن المزدحمة البعيدة عن التهوية الجيدة والتكدس، والحرص على غسل اليدين باستمرار، وتقوية جهاز المناعة من خلال تناول الأطعمة والفواكه الغنية بالفيتامينات والبروتين، وتناول السوائل الساخنة.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: ارتفاع درجات الحرارة التهاب الجيوب الأنفية الجمعية المصرية للحساسية والمناعة الدكتور مجدي بدران الغشاء المخاطي الماء المالح درجات الحرارة ا مرضى الجيوب الأنفية التهاب الجیوب الأنفیة درجات الحرارة
إقرأ أيضاً:
بين الخوف والنزوح والموت.. قصص مأساوية لأصحاب الأمراض المزمنة في السودان
لن تتمكن أسرة إبراهيم الطاهر من نسيان أيام سوداء عاشتها تحت وطأة معاناة عظيمة، بعد سيطرة الدعم السريع على مدينة سنجة عاصمة ولاية سنار أواخر يونيو/حزيران الماضي، حين تزامن دخول عناصر تلك القوات مع موعد غسل الكلى الراتب لعميد الأسرة إبراهيم الذي يعاني الفشل الكلوي.
يروي محمد إبراهيم للجزيرة نت بأسى بالغ كيف أن الأسرة اضطرت لجمع الأموال من الأقارب خارج السودان عبر تطبيق دفع إلكتروني للتمكن من استئجار عربة تنقل والده إلى مدينة الدندر، حيث مركز غسيل الكلى الملحق بالمستشفى هناك.
ومع تمكنهم من الوصول وبدء الأطباء ترتيبات إجراء الغسيل، اقتحمت قوات الدعم السريع المدينة وحاصرت المستشفى واغتالت أحد الكوادر الطبية، مما دفع العاملين في مركز الغسيل الواقع شرق المشفى إلى التوقف عن العمل من دون أي ترتيبات لاستكمال علاج المنتظرين.
يقول محمد إنهم لم يجدوا سيارة لإسعاف الوالد إلى مدينة القضارف أقرب نقطة علاجية- بعد أن سيطر الدعم السريع على الجسر الرئيسي في الدندر وتفشي حالة من الذعر مع إطلاق النار العشوائي، فاضطروا إلى حمله على سرير وجدوه قرب السوق.
وتابع: "حملنا أبي على السرير على أمل أن نجد سيارة، دون جدوى وتصادف ذلك مع موسم الأمطار، علما أن الطريق الرابط بين الدندر والقضارف ترابي". وبعد المشي عدة ساعات على الأرجل، يقول محمد وجدنا جرار ملحق به عربة مكدسة بالفارين، فتنازل بعضهم عن مكانه لنقل والده، لكن الأب لم يستطع تحمل قسوة الطريق وتوفي قبل الوصول إلى القضارف.
هناك اكتظاظ في مراكز غسيل الكلى في الولايات الآمنة بالسودان (الجزيرة) آلاف الفواجعتعد مأساة إبراهيم واحدة من آلاف الفواجع التي لحقت بأصحاب الأمراض المزمنة جراء تداعيات الحرب في السودان، التي أجبرت ما لا يقل عن 10 ملايين سوداني على النزوح داخليا أو مغادرة البلاد.
إعلانوفي خضم رحلات الفرار القسري، عاش المرضى أوضاعا صعبة يغالبون فيها مرارة النزوح وآلام المرض وضيق ذات اليد والخوف من المصير الغامض.
وفي بورتسودان شرق البلاد، رصدت الجزيرة نت معاناة العشرات من مرضى الكلى، حيث اضطرت المراكز لتقليص عدد الغسلات لمواجهة الضغط الزائد مع توافد مرضى من الولايات التي تشهد القتال، كما تحدث عدد من المرضى للجزيرة نت عن مشاكل في الحصول على الأدوية بسبب ندرتها وانقطاعها، أو ارتفاع أسعارها.
وتمثل أمراض السرطان والسكري والكلى والقلب أكثر الأمراض المزمنة تفشيا ويعاني منها بشكل أكبر كبار السن الذين يجدون صعوبة في التنقل من مكان لآخر، فيكون مصيرهم الموت البطيء، لا سيما في ظل دمار 80% من المؤسسات الصحية في السودان جراء القتال.
يقول مدير المراكز القومية لعلاج الأورام بالسودان دفع الله أبو إدريس للجزيرة نت إن ما لا يقل عن 20% من مرضى السرطان توفوا في منازلهم أو في المراكز، لعدم توفر العلاج أو لصعوبة مغادرة مناطق سكنهم، ويشير إلى أن 80% من المرضى كانوا يتلقون العلاج في مراكز ولايتي الخرطوم والجزيرة، لكنها توقفت عن العمل مع تمدد القتال ودمار المراكز.
ويشير أبو إدريس إلى أن المراكز العلاجية في الولايات الآمنة حاليا باتت تفتقر إلى العلاج الإشعاعي وهو مهم لـ70% من المرضى، مردفا أن "هذه أكبر مشكلة تواجه مرضى السرطان".
مركز غسيل الكلى في بورتسودان (الجزيرة) مواجهة المرض حتى الموتويستصعب المسؤول تحديد أرقام التردد الحالي للمرضى بالمراكز العاملة، مرجعا ذلك للتذبذب وفقا لخريطة نزوح العائلات، فبعضهم كما يوضح يزور مركزا بالقضارف ثم ينتقل إلى مدن أخرى، ومن ثم يتم تسجيل المريض في أكثر من مركز، ويتابع "هناك مرضى يسجلون ثم يختفون غالبا هاجروا خارج السودان أو وافتهم المنية.. لا نعلم الحقيقة".
ويمضي أبو إدريس للقول إن حجم الخسائر المعروف لدينا هو المأساة الإنسانية لمرضى السرطان، خاصة أن الذين لم يستطيعوا النزوح عليهم أن يواجهوا المرض بقسوته حتى الموت. كذلك الذين نزحوا لم تستطيع الدولة أن توفر لهم معينات المعيشة، حتى لو فرضنا وجود العلاج، مما يجعلهم يعيشون كابوسا لا نهاية له. ويتابع "الدولة طبعا ظرفها حرج وهي تواجه تحديات بحجم قارة.. لكن على المنظمات المساعدة في توفير سكن لائق لعائلات المرضى حتى يتمكنوا من مواصلة العلاج دون معاناة وتشرد".
إعلانوفي جانب آخر من المعاناة، تتحدث الطبيبة وئام الشريف للجزيرة نت عن معاناة بالغة لمرضى الضغط والسكري جراء انقطاع العلاجات وارتفاع أسعارها إن عثر عليها، مع توقف خدمات التأمين الصحي التي كانت تقدم عديدا من العلاجات لأصحاب الأمراض المزمنة مجانا.
وتتحدث عن أن فترة عملها بمستشفى الحصاحيصا، قبل اجتياح الدعم السريع، شهدت نقصا مريعا في الأدوية واضطرار المرضى لشراء جرعات الأنسولين من السوق السوداء، حيث وصلت قيمة المصل لنحو 10 آلاف جنيه (5 دولارات تقريبا) بينما قد يحتاج بعض المرضى لأكثر من جرعة في اليوم الواحد.
ولاحقا، سيطر الدعم السريع على المستشفى، فغادرها غالب الأطباء المختصين وعمدت القوات للاستعانة بأفراد غير مختصين وبات التعامل في المشفى بالأدوية التي تنهب من مواقع أخرى، إذ لا تصل العلاجات إلى المناطق الخاضعة لسيطرة الدعم السريع، وهو ما يؤدي -كما تقول وئام- إلى وفيات بأرقام مرتفعة.
نقص حاد في الأدوية المنقذة للحياة
وبشأن مرضى القلب، توضح وئام أنهم متنوعون، فبعضهم كان يتعرض لذبحات صدرية ويتم استقباله في أقسام الطوارئ حيث تتوفر الإسعافات، وبعد استقرار أوضاعهم يتم إرسالهم إلى مستشفى مدني، ويتم هناك تحديد طبيعة الحالة وإذا ما كانت بحاجة لتدخل جراحي أم لا، لكن كل ذلك توقف مع تمدد القتال إلى ولاية الجزيرة ليكون مصير الآلاف من المرضى مجهولا.
وحسب أديبة إبراهيم عضو اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، التي تحدثت للجزيرة نت، فإن الوضع الصحي في كل ولايات السودان يواجه نقصا حادا في الأدوية المنقذة للحياة والمحاليل الطبية والمعملية، مع انعدام الفحوصات المهمة الخاصة بالدم وأمراض السكري من المرافق الحكومية، علاوة على انعدام الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة وغيرها من الأدوية الضرورية، مع وجود جزء منها في الصيدليات الخاصة بأسعار مرتفعة. كما تم إغلاق المستشفيات ومراكز غسيل كلى لنفاد المحاليل المستخدمة في الغسيل الأسبوعي.
إعلانوتضيف أن كل ذلك أدى إلى معاناة المرضي وضعف المناعة لديهم والتعرض للأمراض الوبائية المنتشرة في البلاد.
وناشدت أديبة طرفي النزاع لوقف الحرب وفتح ممرات آمنة لترحيل المرضى، خصوصا كبار السن والأطفال والحوامل وذوي الأمراض المزمنة، لأقرب المشافي لتلقي العلاج، وأيضا توفير كل الأدوية المنقذة للحياة في المستشفيات والمراكز الصحية المتبقية.