تنعم الكنيسة المصرية بثراء ثقافى وحضارى كبير، وتتفرد عن غيرها فى أحداث شهدتها لم تمر على أى كنيسة خارج قطر هذا البلد المكرمة بالأديان والتى وهبها الله ميزات عديدة ومنحها خصوصية جعلتها غوثا للعباد وباركتها العائلة المقدسة عندما ضاق بها الدرب من بطش هيرودس فرت إلى أرض الكنانة لتحتمى بها.

ويتفرد التاريخ الكنسى فى مصر بقديسين رحلوا عن عالمنا ولكن ظلت أسماؤهم محفورة فى وجدان الأقباط، ويُصادف تاريخ 10 يونيو ذكرى نياحة الأنبا إبرام أسقف الفيوم والجيزة الذى رحل فى مثل هذا اليوم من عام 1914، يعد أحد أشهر الأساقفة بالكنيسة فى العصر الحديث ويشتهر بـ«حبيب الفقراء والمساكين».

ولد باسم بولس غبريال عام ١٨٢٩ بقرية «دلجا» التابعة لمركز ديرمواس فى محافظة المنيا، وعاش فى كنف أسرة مسيحية مؤمنة وتعلم كغيره من أقرانه فى الكُتاب، وتلقى فيه العلوم الدينية والتراتيل الكنيسة.

درس الكتاب المقدس منذ طفولته وحفظ المزامير، وعندما أظهر نبوغا بين أقرانه رسمه الأنبا يوساب، أسقف صنبو، شماسا على كنيسة بلدته ومال قلبه إلى الرهبنة فقصد دير المحرق عام 1848م ورسم راهباً باسم بولس غبريال المحرقى وكان يبلغ حينها 19 من عمره.

كان هذا القديس طاهر السيرة بين أقرانه كثير الانفراد للصلاة، وأحبه الرهبان حبا جما وذاع عنه الكثير من الصفات الحميدة ودعاه وقتئذ الأنبا ياكوبوس أسقف المنيا للخدمة بالإيبارشية فحول المطرانية إلى مأوى للفقراء واستبقاه مدة بالأسقفية رقاه فى أثنائها إلى رتبة قس عام 1863م.

عاد بعد ذلك إلى دير المحرق مرة ثانية، وبسبب حب الرهبان له اتفقت كلمتهم على اختياره رئيساً لهم ورقى قمصا فى أيام البابا ديمتريوس الثانى، وتتلمذ على يديه العديد من الشباب، ولبث الأنبا إبرام خمس سنوات هناك وأصبح بفضله الدير بمثابة ملجأ لآلاف الفقراء واشتهر بلقب «أب الفقراء والمساكين».

بدأت مرحلة جديدة فى سيرة هذا القديس حين انتقل مع تلاميذه إلى دير العذراء البراموس فى وادى النطرون وهناك كانت ساحة للعبادة ودراسة الكتاب المقدسة، وكان السبب فى هذه المرحلة الانتقالية هو حقد بعض الرهبان الذين تذمروا عليه بسبب كثرة أعماله الخيرية واعتبارها إسرافاً، وشكوه إلى الأنبا مرقس، مطران البحيرة، الذى كان قائما وقتئذ بالنيابة البطريركية لوفاة البابا ديمتريوس، فقبل شكايتهم وعزله من رئاسة الدير، فانتقل إلى البرموس وأقام به متفرداً لدراسة الكتاب المقدس.

وفى عام 1881 اختاره البابا كيرلس الخامس أسقفاً لإيبارشية الفيوم وبنى سويف والجيزة باسم الأنبا أبرآم خلفاً لأسقفها المتنيح الأنبا إيساك وأصبح مقر الأسقفية بمثابة مأوى ودار للفقراء، وكان يهبهم كل ما يملك من مال، كما كان يقصده العديد بسبب شهرة إيمانه بعدما جرت على يديه آيات شفاء عديدة وكان يقصده المرضى أفواجا.

ومع صباح يوم 3 بؤونة الموافق 10 يونيو 1914، رحل الأنبا إبرام إلى الأمجاد السماوية بعدما قدم مساعى كثيرة وكان نموذجاً للإنسانية الصحيحة التى يريدها الله، وكان مشهد رحيله مهيبا إذ حضره عشرة آلاف نفس من المصريين مسلمين ومسيحيين ووضع جثمانه فى المقبرة المعدة له فى دير العذراء بالعزب، وتفخر الكنيسة بهذا القديس التى تفيض سيرته بالخيرات والمعجزات التى ساهمت فى إقرار المجمع المقدس الاعتراف به قديساً فى جلسته العامة عام 1963م، وتظل عالقة فى ذاكرة الأقباط كلمات مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عن المتنيح القديس الأنبا إبرام، «أنه روح لولا أنها اتحدت بجسد قلنا إنها من ظهورات الملائكة للناس».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الكنيسة المصرية العائلة المقدسة هيرودس أرض الكنانة العذراء وادي النطرون الأنبا إبرام

إقرأ أيضاً:

السيطرة على حريق فى كنيسة القديس اثناسيوس الرسولي بقليوب

تمكنت  قوات الحماية المدنية بالقليوبية من السيطرة 
على حريق في كنيسة القديس اثناسيوس الرسولي بقليوب دون وقوع أى إصابات أو خسائر بشرية.

حبس عاطل لحيازته 7 كيلو مواد مخدرة بالقليوبيةترك رسالة ورحل.. تشييع جثمان طالب لقى مصرعه غرقا في نهر النيل بالقليوبيةتشيع جثـ.ـمان طالب لقى مصرعه فى مشاجرة بسبب سيارة بالقليوبية


وتبين من المعاينة  الأولية أن الحريق شب بسبب ماس كهربائى بلوحة الكهرباء داخل القاعة الرئيسية أدى إلى اشتعال النيران فى أجزاء من المقاعد الخشبية.

السيطرة على الحريق 

تمت السيطرة على الحريق بمعرفة الحماية المدنية ولا يوجد أى إصابات، وجارى تحرير المحضر اللازم وتولت الجهات المعنية التحقيق، التي أمرت بإجراء تحريات المباحث الجنائية حول الواقعة وملابستها وانتداب المعمل الجنائي لفحص أسباب الحريق وخسائره.
وكانت الأجهزة الأمنية بالقليوبية تلقت إخطارًا من شرطة النجدة يفيد بنشوب حريق  بكنيسة القديس اثناسيوس الرسولي بقليوب دون وقوع أى خسائر بشرية.

مقالات مشابهة

  • السيطرة على حريق فى كنيسة القديس اثناسيوس الرسولي بقليوب
  • يوم هزم بيريز ريال مدريد وكان قريبا من حراسته
  • من جلحة بقى نجم الميديا وكان برهب الناس بالقرعة للمدينة القادمة
  • فُرِضَ الحصار وكان وعدُ السيد حقًّا
  • «مش بيحب يجيب سيرة حد».. محمد رجب يشيد بالفنان أحمد عز
  • الأنبا باسيليوس يترأس القداس الإلهي بكنيسة السيدة العذراء ومار يوحنا بمنسافيس
  • سيرة الفلسفة الوضعية (12)
  • وزارة الصناعة: إبرام (196) عقداً مع (27) شركة من القطاع الخاص لتطوير الصناعة
  • رغم مرور السنوات.. دراما رمضانية خالدة في ذاكرة المشاهدين
  • في ذكرى رحيله .. إعلامية: البابا شنودة شخصية خالدة تجاوزت الزمن