القديس إبرام «حبيب الفقراء».. سيرة خالدة فى ذاكرة الأقباط
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
تنعم الكنيسة المصرية بثراء ثقافى وحضارى كبير، وتتفرد عن غيرها فى أحداث شهدتها لم تمر على أى كنيسة خارج قطر هذا البلد المكرمة بالأديان والتى وهبها الله ميزات عديدة ومنحها خصوصية جعلتها غوثا للعباد وباركتها العائلة المقدسة عندما ضاق بها الدرب من بطش هيرودس فرت إلى أرض الكنانة لتحتمى بها.
ويتفرد التاريخ الكنسى فى مصر بقديسين رحلوا عن عالمنا ولكن ظلت أسماؤهم محفورة فى وجدان الأقباط، ويُصادف تاريخ 10 يونيو ذكرى نياحة الأنبا إبرام أسقف الفيوم والجيزة الذى رحل فى مثل هذا اليوم من عام 1914، يعد أحد أشهر الأساقفة بالكنيسة فى العصر الحديث ويشتهر بـ«حبيب الفقراء والمساكين».
ولد باسم بولس غبريال عام ١٨٢٩ بقرية «دلجا» التابعة لمركز ديرمواس فى محافظة المنيا، وعاش فى كنف أسرة مسيحية مؤمنة وتعلم كغيره من أقرانه فى الكُتاب، وتلقى فيه العلوم الدينية والتراتيل الكنيسة.
درس الكتاب المقدس منذ طفولته وحفظ المزامير، وعندما أظهر نبوغا بين أقرانه رسمه الأنبا يوساب، أسقف صنبو، شماسا على كنيسة بلدته ومال قلبه إلى الرهبنة فقصد دير المحرق عام 1848م ورسم راهباً باسم بولس غبريال المحرقى وكان يبلغ حينها 19 من عمره.
كان هذا القديس طاهر السيرة بين أقرانه كثير الانفراد للصلاة، وأحبه الرهبان حبا جما وذاع عنه الكثير من الصفات الحميدة ودعاه وقتئذ الأنبا ياكوبوس أسقف المنيا للخدمة بالإيبارشية فحول المطرانية إلى مأوى للفقراء واستبقاه مدة بالأسقفية رقاه فى أثنائها إلى رتبة قس عام 1863م.
عاد بعد ذلك إلى دير المحرق مرة ثانية، وبسبب حب الرهبان له اتفقت كلمتهم على اختياره رئيساً لهم ورقى قمصا فى أيام البابا ديمتريوس الثانى، وتتلمذ على يديه العديد من الشباب، ولبث الأنبا إبرام خمس سنوات هناك وأصبح بفضله الدير بمثابة ملجأ لآلاف الفقراء واشتهر بلقب «أب الفقراء والمساكين».
بدأت مرحلة جديدة فى سيرة هذا القديس حين انتقل مع تلاميذه إلى دير العذراء البراموس فى وادى النطرون وهناك كانت ساحة للعبادة ودراسة الكتاب المقدسة، وكان السبب فى هذه المرحلة الانتقالية هو حقد بعض الرهبان الذين تذمروا عليه بسبب كثرة أعماله الخيرية واعتبارها إسرافاً، وشكوه إلى الأنبا مرقس، مطران البحيرة، الذى كان قائما وقتئذ بالنيابة البطريركية لوفاة البابا ديمتريوس، فقبل شكايتهم وعزله من رئاسة الدير، فانتقل إلى البرموس وأقام به متفرداً لدراسة الكتاب المقدس.
وفى عام 1881 اختاره البابا كيرلس الخامس أسقفاً لإيبارشية الفيوم وبنى سويف والجيزة باسم الأنبا أبرآم خلفاً لأسقفها المتنيح الأنبا إيساك وأصبح مقر الأسقفية بمثابة مأوى ودار للفقراء، وكان يهبهم كل ما يملك من مال، كما كان يقصده العديد بسبب شهرة إيمانه بعدما جرت على يديه آيات شفاء عديدة وكان يقصده المرضى أفواجا.
ومع صباح يوم 3 بؤونة الموافق 10 يونيو 1914، رحل الأنبا إبرام إلى الأمجاد السماوية بعدما قدم مساعى كثيرة وكان نموذجاً للإنسانية الصحيحة التى يريدها الله، وكان مشهد رحيله مهيبا إذ حضره عشرة آلاف نفس من المصريين مسلمين ومسيحيين ووضع جثمانه فى المقبرة المعدة له فى دير العذراء بالعزب، وتفخر الكنيسة بهذا القديس التى تفيض سيرته بالخيرات والمعجزات التى ساهمت فى إقرار المجمع المقدس الاعتراف به قديساً فى جلسته العامة عام 1963م، وتظل عالقة فى ذاكرة الأقباط كلمات مثلث الرحمات قداسة البابا شنودة الثالث عن المتنيح القديس الأنبا إبرام، «أنه روح لولا أنها اتحدت بجسد قلنا إنها من ظهورات الملائكة للناس».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الكنيسة المصرية العائلة المقدسة هيرودس أرض الكنانة العذراء وادي النطرون الأنبا إبرام
إقرأ أيضاً:
بطريرك الأقباط الكاثوليك يترأس قداس تذكار الموتى المؤمنين بكنيسة الملاك ميخائيل
ترأس مساء اليوم، البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، قداس تذكار جميع الموتى المؤمنين، وذلك بكنيسة الملاك ميخائيل، بحدائق القبة.
وقامت خدمة الشباب بالإيبارشية البطريركية بتنظيم هذا القداس، لأجل راحة الشباب المنتقل من الإيبارشيّة، خلال الفترة الماضية. كذلك، لإتاحة الفرصة للجميع للصلاة من أجل جميع الراقدين من عائلاتهم، وأحبائهم، وكافة من سبقونا إلى المجد السمائي.
شارك في الصلاة الأب باسكوالي، راعي الكنيسة، والأب فرنسيس وحيد، راعي كنيسة الحبل بلا دنس، بالدخيلة، بالإسكندرية، ومسؤول خدمة الشباب بالإيبارشية البطريركية.
وفي كلمة العظة، أشار صاحب الغبطة إلى إننا نحتفل اليوم بعيد جميع القديسين، وأن الشباب اليوم يعيشون تحديا، ليكونوا على مثال يسوع المسيح، فعليهم أن يعيشوا الحب، وسط جميع الأحداث الجارية، والإحباطات.
وأكد الأب البطريرك أن القداسة ليست المعجزات أو التي تستدعي الأعمال الضخمة، ولكنها الكمال في المحبة، وإننا كلنا كأعضاء في الكنيسة مدعوون إلى القداسة كل يوم، كما أضاف غبطته: إننا مخلوقون بالحب وللحب.
واختتم بطريرك الأقباط الكاثوليك الكلمة الروحية بالصلاة لأجل كافة الشباب المنتقلين من مصر، والعالم أجمع، داعيًا الشباب أن يكونوا سبب بركة وسلام وفرح لمن حولهم.
الجدير بالذكر أن الكنيسة الكاثوليكية حول العالم تحتفل بتذكار جميع الموتى المؤمنين، يوم الثاني من نوفمبر من كل عام.