«أحد الطريق».. الكنيسة تحتفل بالأسبوع الخامس من الخمسين المقدسة
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
تحتفل الكنيسة القبطية، اليوم الأحد، بالأسبوع الخامس من فترة الخمسين المقدسة والذى يحمل اسم «أحد الطريق»، كما ورد فى الكتاب المقدس إنجيل يوحنا (14: 6) قَالَ لَهُ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِى إِلَى الآبِ إِلاَّ بِى».
تقرأ الكنيسة خلال هذه الفترة قراءات يومية تتحدث عن «ملكوت الله»، وفى هذا الأسبوع تتحدث عن أحد الطريق، وبحسب المعتقد المسيحى ينظر إلى السيد المسيح أنه السبيل الوحيد للحياة الأبدية، وهو الحق الكامل والحياة الحقيقية والنهائية.
قصص وأحداث خالدة
تحمل أسابيع الخمسين المقدسة السبع، قصصاً وسيراً تجعل كل أحد يحمل اسماً متفرداً ويتناول مفهوماً روحياً خاصاً ويروى قصة وحدثا مميزا، واستهلت هذه الفترة بـ«أحد توما، ثم الخبز الحى، ثم أحد الماء الحى الذى قال فيها المسيح إلى السامرية إنه هو ماء الحياة، ثم أحد النور»، واليوم هو أحد الطريق.
تعتبر أيام الخمسين فترة الفرحة والبهجة لذا تتزين فيها الكنائس بالورود والستائر البيضاء كما تعلو فى أرجائها الألحان الفرايحية، وهى فترة لا صوم فيها نهائياً ولا مطانيات، وينظر إليها أنها «يوم أحد» متصل منذ عيد الفصح، وتهدف إلى استشعار المسيحى بقيامة المسيح التى تعنى بداية الحياة الحقيقية، ويوصى الأباء الكهنة جميع أبناء الكنيسة أن يعيشوا الخمسين بقرب روحى وفؤاد متصل مع الله وألا يُضيع ما قام به خلال الصوم الكبير، ويستكمل الطريق الذى سار فيه على مدار 55 يوماً استعداداً لاحتفالات القيامة، بل يواصل ما تعلمه خلال فترات الصوم من ضبط الجسد، والمداومة على تغذية الجانب الروحى بالقراءات والطقوس.
تمتد فرحة الأقباط بقيامة المسيح من بين الأموات منذ عيد القيامة حتى عيد العنصرة، وتربط المناسبتين 50 يوماً منحصرة بين العيدين، وعلى الرغم أنها 7 أسابيع إلا أن العقيدة القبطية تنظر لها أنها مجرد ساعات تمر على الإنسان وأنها يوم واحد متصل لا ينفصل من الاحتفالات أوله الفصح وختامه العنصرة، وهذه المدة تقسم إلى جزأين يتكون الأول من أربعين يوماً تستمر حتى احتفالية عيد الصعود وهو بحسب المعتقد المسيحى ذكرى صعود المسيح إلى السماء، ثم يأتى الجزء الثانى المكون من عشرة أيام وهى فترة ما بعد الصعود، لذا تعرف بـ«الخمسين المقدسة» نسبةً للمدة المنحصرة بين حدثين جليلين.
الأسبوع الخامس.. مفهوم الطريق
يفسر الآباء الكهنة بكنيسة العذراء والأنبا رويس، خصوصية هذا الأسبوع باعتبار أن المسيح هو طريق التائهين والحق للمظلومين، والحياة للموتى ويقصد بالموتى هنا مرتكبى الأخطاء والمذنبين، وهو استكمال لكل ما مر فى الأسابيع الماضية بالخمسين، ويصفه بإنسان يسلك طريقه إلى الحياة الأبدية وهى الغاية التى يعيش من أجلها البشر، ويحتاج السائر فى الطريق إلى طعام وماء ونور، حسب المعتقد الإيمانى فالمسيح هو المشبع والساقى لعطش السائرين والنور فى عتمة الطريق الذى يظل يرشده حتى يصل إلى الغاية وهو «السلام والسكون بالأبدية».
يروى هذا الأسبوع قصة جديدة حول الحوار الذى دار بين القديس توما والمسيح، وسؤاله عن الطريق وكانت إجابة السيد المسيح أنه هو الطريق، لذلك تتأمل الكنيسة هذه الأيام مفهوم «أن مسيح القيامة هو مسيح الطريق أو كما يعرف بالمسيح المرافق».
ويقول الأب داود لمعى فى العظة الروحية بمناسبة الأسبوع الخامس من الخمسين، «أحد الطرق»: أخذت المسيحية فى بادئ الأمر عدة أسماء وكان يُطلق على أتباع السيد المسيح ألقاب عديدة، فكان يعرف اتباعه بـ«التلاميذ»، ثم عرفت المسيحية بـ«الطريق»، وورد هذا المعنى فى أعمال 9، فى قصة القديس بولس حين سافر إلى دمشق، وعرف فى السنوات الأولى أن أتباع الطريق هم من آمنوا بالسيد المسيح.
ويضيف الأب داود أن الكنيسة تتحدث فى الخمسين عن المسيح لأنه الإيمان الحقيقى وأنها تسعى من خلال الدروس والاجتماعات الروحية إلى توصيل المعنى الحقيقى للقيامة لأنه حسب المعتقد المسيحى فإن الحياة قبل القيامة ترمز للظلام بينما بعد قيامته فقد أنارت البصيرة وبدأ السير نحو الحياة الأبدية.
الخمسون المقدسة فترة فرح القيامة
وتحتفل الكنيسة بآحاد الخمسين المقسم على 7 أسابيع وتبدأ هذه الفترة عقب احتفالية عيد القيامة مباشرةً، استهل الأسبوع الأول بـ«أحد توما أو الثبات على الإيمان» ذكرى ظهور السيد المسيح للتلاميذ وكان معهم «توما» الذى أراد أن يتأكد من حقيقة الظهور، ويعتبر إثباتا لاهوتيا لقيامة المسيح.
ثم الأحد الثانى «خبز الحياة أو الخبز الحى» وهو ما ورد فى الكتاب المقدس (يو 6: 51)، وتناولت الكنيسة هذا الأسبوع مفهوم «جسد القيامة ودم الصليب»، ثم يليه الأحد الثالث باسم «الماء الحى أو ينبوع الحياة»، وخلال الأحد الرابع المعروف كنسياً بـ«النور الحى».
وخلال الأسبوع الجارى تُلقب الكنيسة الأحد الخامس بـ«الإيمان الحى أو طريق الحياة» وهو بمثابة الركيزة الأساسية لمفهوم وحقيقة القيامة، ويعتبر تمهيدا لما يليه، الأحد السادس هو «النصرة أو الصلاة» اليوم الذى يأتى بعد عيد الصعود.
تأتى بعد ذلك مرحلة جديدة من الخمسين المقدسة، هى فترة تنحصر بين الصعود وحلول الروح القدس حين كانت جميع التلاميذ حاضرة للصلاة بحرارة لمدة 10 أيام، ثم يأتى الأحد السابع الأخير واحتفالية عيد العنصرة ذكرى حلول الروح القدس، ثم تأتى مرحلة كرازة الرسل وترحالهم حول العالم من أجل نشر الفكر المسيحى.
دورة القيامة.. طقوس الخمسين المقدسة
تتبع الكنيسة القبطية فى هذه الفترة طقوسا خاصة وتكون الصلوات باللحن الفرايحى يتم التذكير والاحتفال يومياً بقيامة المسيح من بين الأموات، وكأنها يوم أحد واحد يمر على سبعة أسابيع متصلة، ويشهد المصلون طقس «دورة القيامة» أثناء القداس الإلهى يومياً حتى يوم 39 الذى يشير إلى ظهورات المسيح بعد قيامته حتى عيد الصعود، ويكون هذا التاريخ بمثابة ناقوس يعلن فيه بعض التغيرات بالطقس المتبع وتكون دورة القيامة داخل الهيكل فقط فى إشارة إلى السماء، ويختتم بدورة احتفالية فى صلاة رفع بخور باكر عيد العنصرة فى نهاية الخمسين المقدسة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: طقوس الخمسين المقدسة عيد القيامة الخمسين المقدسة الخمسین المقدسة الأسبوع الخامس السید المسیح هذا الأسبوع أحد الطریق هذه الفترة
إقرأ أيضاً:
الكنيسة تبدأ صوم يونان لمدة ثلاثة أيام.. اعرف تاريخه
بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صوم يونان 2025، اليوم الاثنين 10 فبراير الجاري، ويستمر لمدة 3 أيام يُحيي خلالها الأقباط تذكار قصة يونان النبي «يونس»، والذي بقي في بطن الحوت لمدة 3 أيام دون طعام.
الأصل التاريخي لصوم يونانومن جانبه، قال ماركو الأمين، الباحث في التاريخ القبطي، لـ«الوطن» إن صوم يونان هو ثلاثة أيام من الصوم تسبق الصوم الكبير (صوم الفصح المقدس) والتسمية الكنسية له هو صوم نينوى لكن أصبح يعرف شعبياً باسم صوم يونان النبي.
وحول الأصل التاريخي لصوم يونان أوضح ماركو أن صوم نينوى بدأ في القرن السادس الميلادي، حيث إن في جاثليق مملكة فارس حزقيال وعلى عهد الملك الفارسي كسري (خسرو انوشيروان) وبسبب وباء ضرب المملكة قد فرض صوم وصلوات فى أنحاء ايبارشيات كنيسة المشرق وبالأخص نينوى اقتداء بصوم وتضرع أهل نينوى القدامى على عهد يونان النبي، وبعد انقضاء البلاء حافظ أهل نينوى على هذا الصوم سنوياً وفى القرن السابع انتقل الصوم من خلال القديس ماروثا التكريتى مفريان الشرق من كنيسة المشرق إلى الكنيسة السريانية الأرثوذكسية ثم فى القرن العاشر الميلادي انتخب افراهام التاجر السريانى بطريركاً للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وهو البابا إبرام ابن زرعة البطريرك الـ62 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
وتابع: وقيل أنه أدخل صوم نينوى للكنيسة فى مقابل التزامه بصوم أسبوع هرقل أو ما يعرف حالياً بأسبوع الاستعداد أول أسبوع في الصوم الكبير، متابعا ومنذ القرن العاشر الميلادي استمر صوم نينوى إلى الآن وانتقل من الكنيسة القبطية للكنيسة الحبشية والكنيسة الاريترية.
طقوس صوم يونانوحول طقوس صوم يونان في الكنيسة، فيصوم الأقباط خلال الأيام الثلاثة صوما انقطاعيا من منتصف الليل وحتى غروب الشمس وانتهاء القداسات في الكنائس، ويمتنع الأقباط عن الأكل والشرب خلال تلك الفترة، ومن ثم يفطرون على الطعام النباتي، وتحرص الكنيسة على قراءة سفر يونان وتأمل في قصته خلال أيام الصوم.
ويذكر أن صوم يونان هو من أصوام الدرجة الأولى في الكنيسة والتي تضم (الصوم الكبير، صوم يونان، صوم يومي الأربعاء والجمعة، صوم يومي برومون الميلاد والغطاس) حيث يمنع خلالهم تناول الأسماك والمأكولات الحيوانية كذلك.
مدة صوم يونانوحول مدة صوم يونان في الطوائف المسيحية فتصوم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والسريانية لمدة ثلاثة أيام، فيما يصومه الأرمن الأرثوذكس 5 أيام ولا يعترف به الروم الأرثوذكس.