جامعة الأميرة نورة تخرج الدفعة الأولى من طالبات «الأمن السيبراني» و«علم البيانات» و«الذكاء الاصطناعي»
تاريخ النشر: 9th, June 2024 GMT
احتفت كلية علوم الحاسب والمعلومات بجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، بتخريج أول دفعة من طالباتها الحاصلات على درجة البكالوريوس في كل من برنامج "الأمن السيبراني"، وبرنامج "علم البيانات وتحليلها"، وبرنامج "الذكاء الاصطناعي"، للعام الجامعي 1445هـ، والبالغ عددهن 75 خريجة، وذلك في مركز المؤتمرات والندوات بالجامعة.
ويسعى برنامج "الأمن السيبراني" إلى تعزيز الإسهامات المجتمعية للطالبات في مجال الأمن السيبراني، وإعداد متخصصات في المجال، يتميزن بالكفاءة العلمية والمهارية والبحثية، فيما يستهدف برنامج "علم البيانات وتحليلها" إعداد كفاءات نسائية متميزة علميًا وتقنيًا في المجال، ويعتمد برنامج "الذكاء الاصطناعي" على تخريج كوادر مؤهلة قادرة على قيادة التقدم التكنولوجي.
واشتمل الحفل على مجموعة متنوعة من الفقرات، تضمَّنت كلمة عميدة الكلية، وكلمة للشخصية الملهمة، وعرض مرئي للخريجات، وتكريم الطالبات المثاليات والمتميِّزات اللاتي حققن المراكز العشر الأوائل على مستوى الكلية، واختتم الحفل بمسيرة الدفعة الأولى لطالبات برامج الأمن السيبراني، وعلم البيانات وتحليلها، وبرنامج الذكاء الاصطناعي.
وقالت عميدة كلية علوم الحاسب والمعلومات الدكتورة منال بنت عبد الله العوهلي إن احتفاء كلية علوم الحاسب والمعلومات بهذه المناسبة إنجازًا هامًا يعكس التقدم والتطور في مجال التكنولوجيا الحديثة والابتكار، إذ تُعد هذه البرامج من أبرز البرامج الأكاديمية التي تهدف إلى تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات اللازمة لمواكبة التحولات الرقمية والتكنولوجية المتسارعة في العالم.
وأضافت أن هذه البرامج الأكاديمية تنطوي على تحقيق عدد من المستهدفات التي جاء بناؤها متوائمًا مع رؤية المملكة 2030، من بينها تمكين المرأة السعودية، وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا كجزء أساسي من التنمية الوطنية، مما يضيف بُعدًا إستراتيجيًا لأهمية البرامج".
وكانت المملكة حققت المرتبة الثانية عالميًا في مؤشر الأمن السيبراني، ضمن تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية 2023، الصادر عن مركز التنافسية العالمي، في المقابل، أكَّدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) أنَّه "يجب على العالم أن يضمن استخدام التكنولوجيات الجديدة، خاصة القائمة على الذكاء الاصطناعي" لصالح المجتمعات وتنميتها المستدامة.
الجدير بالذكر أن هذه البرامج تهدف إلى تعزيز أخلاقيات المهنة، وتوظيف قطاع الاتصال وتقنية المعلومات لخدمة المجتمع وقضاياه المختلفة، وإحداث فارق نوعي في الاستجابة لمتطلبات التنمية وسوق العمل، كما تُعنى بالإسهام في البحث العلمي كمنتج اقتصادي يخدم مجالات تقنية المعلومات والتكنولوجيا، ودفع عجلة الابتكار من خلال تزويد الطلاب بالمعرفة والمهارات في مجال الذكاء الاصطناعي، مما يمكنهن من تطوير حلول تقنية مبتكرة، وتنمية القدرات الإبداعية والتحليلية وفقًا للمعايير المحلية والعالمية للجودة، بما يسهم في خدمة المجتمع.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: جامعة الأميرة نورة الذكاء الاصطناعي كلية علوم الحاسب والمعلومات تخريج دفعة الأمن السيبراني برنامج علم البيانات الذکاء الاصطناعی الأمن السیبرانی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي… أهو باب لمستقبل واعد أم مدخل إلى المجهول؟
في إحدى المناسبات الاجتماعية، وجدت نفسي طرفاً في نقاش محتدم حول الذكاء الإصطناعي. كان بعض الحاضرين يرونه المستقبل الحتمي، الذي لا مهرب منه، وأنه سيُحدث نقلة نوعية في حياتنا، جاعلاً إياها أكثر يسرًا وإنتاجًا. وعلى الضفة الأخرى، وقف من يراه تهديدًا داهمًا، وكابوسًا مقبلًا قد يعصف بوظائف البشر، وربما يُفضي إلى نهايات مأساوية لا تختلف كثيرًا عمّا تُصوّره أفلام الخيال العلمي. وبين هذين الرأيين، جلست متأملاً، أتساءل: ما الذي يدعو بعض الناس إلى هذا الخوف العميق من الذكاء الإصطناعي؟
طالعتُ مؤخرًا مقالًا تناول هذه المسألة بشيء من التحليل، وبيّن أن رفض الذكاء الإصطناعي لا يعود إلى الخشية من فقدان الوظائف فحسب، بل يمتد إلى أسباب نفسية أعمق وأبعد غورًا. ومن أبرز هذه الأسباب، أن الذكاء الإصطناعي بالنسبة للكثيرين لا يزال بمنزلة “الصندوق الأسود”؛ يُنجز أعمالًا مبهرة دون أن يُفصح عن كيفية اتخاذه لتلك القرارات أو الأسباب الكامنة خلفها. والبشر بطبيعتهم يميلون إلى الفهم والإدراك، فإذا واجهوا أنظمة تتخذ قرارات غامضة، دون تفسير بيّن، نشأ لديهم شعور بالتهديد. ولذا، فإن الثقة بتقنيات الذكاء الإصطناعي تزداد حين تكون قراراتها مفسّرة ومعلّلة، سيما إذا اقترنت بشروحات مقنعة تبيّن لماذا اختارت هذه النتيجة دون غيرها.
ثم أن ثمة عقبة أخرى، وهي أن الذكاء الإصطناعي يفتقر إلى المشاعر والعواطف. والناس بطبعهم يفضّلون التفاعل مع من يُظهر تعاطفًا وتفهّمًا لحالاتهم النفسية والانفعالية. من هنا، يبدو الرفض واضحًا لاستخدام هذه التقنيات في مجالات تتطلب لمسة إنسانية، كالعلاج النفسي أو تقديم المشورة في العلاقات الشخصية. إلا أن بعض الشركات تسعى لتجاوز هذه المعضلة، بمحاولة إضفاء مسحة إنسانية على الذكاء الإصطناعي، وذلك بمنحه أسماء مألوفة وأصواتًا ودودة، كما هو الحال مع “أليكسا” و”سيري”، مما يُسهّل على المستخدمين التفاعل معه وقبوله.
ومن بين الأسباب التي تُثير حفيظة البعض تجاه هذه التقنية، اعتقادهم بأنها جامدة لا تتغير، ولا تملك مرونة البشر في التعلّم من الأخطاء. فالإنسان، وإن أخطأ، يتعلّم ويطوّر أداءه، بينما يُنظر إلى الذكاء الإصطناعي على أنه آلة صمّاء، لا تعرف التراجع ولا التصحيح. غير أن الحقيقة أن كثيرًا من الأنظمة الذكية مصمّمة لتتعلّم وتتطور مع مرور الوقت، كما نرى في خوارزميات التوصيات لدى “نتفليكس”، التي تتحسّن كلما زاد تفاعل المستخدم معها.
أما أكثر ما يُثير الهلع، فهو الخوف من أن يبلغ الذكاء الإصطناعي حدّ الاستقلال التام، فيتّخذ قرارات دون تدخل بشري، مما يولّد شعورًا بفقدان السيطرة. لذا، ليس من الغريب أن نرى الكثير من الناس يتحفّظون على السيارات ذاتية القيادة، خشية أن تنقلب إلى “آلات مجنونة” تتحكّم في مصائرهم. والحل يكمن في إيجاد توازن دقيق، يُبقي الإنسان داخل دائرة القرار، ويمنحه شعورًا بأنه ما زال ممسكًا بزمام الأمور.
ومهما بلغ الذكاء الإصطناعي من تطوّر وتقدّم، فلن يكون بديلاً عن الإنسان، بل أداة في خدمته، تُعينه على تحسين حياته وتيسيرها. فالرهان الحقيقي لا يكمن في مقاومته أو رفضه، بل في إدراك كيفية التعامل معه بحكمة، بحيث يتحوّل إلى حليف لا خصم، وشريك لا خصيم.
jebadr@